الأرض تعرّضت لأشعة غاما في القرن الثامن

قال علماءُ إنّ كوكب الأرض ربّما يكون قد تأثّر بأشدّ انفجار معروف في الكون ـ وهو انفجار لأشعة غاما - خلال القرن الثامن.
وعثر باحثون في عام 2012 على أدلّة تُشير إلى أنّ كوكبنا أُصيب بانفجار إشعاعيّ وقع خلال العصور الوسطى، غير أنّ جدلاً ما يزال مُثاراً بشأن ماهية الحدث الكونيّ الذي ربّما تسبّب بحدوث الانفجار.
وتُفيد دراسة حديثة بأنّ ذلك ربّما نتج عن اثنين من الثقوب السوداء أو اندماج نجوم نيترونيّة في مجرّتنا.
ومن شأن مثل هذا الانفجار أن يُسفر عن انطلاق كميّات هائلة من الطاقة.
ففي حزيران/يونيو الماضي، اكتشف علماء يابانيّون آثار إشعاعات صادرة عن حدث كونيّ غامض محفور في دوائر جذوع أشجار. وقد أرجع العلماء تاريخ هذا الحدث بالتحديد إلى العام 774م أو 775م، من دون أن يجدوا له تفسيراً مرضياً.
فوسا ماياكي وزملاؤه في جامعة ناغويا (اليابان) حلّلوا الكربون 14 (نوع مشعّ من الكربون يتشكّل عندما تعبر الأشعة الكونيّة ذرات غلاف الأرض الجويّ) الموجود في دوائر نمو شجرتي أرز يابانيتين.
وقد وجدوا في حلقات جذعي الشّجرتين العائدتين إلى عاميّ 774م و775م، ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً في الكربون 14 بنسبة 1,2 %
تقريباً، وهو ما يُعدّ ارتفاعاً أكثر بعشرين مرّة تقريباً من التقلّبات الناجمة عن تغيّر نشاط الشّمس.
ويبدو أنّ الظاهرة ليست محصورة جغرافيّاً، لأنّ النتيجة مطابقة لنتائج أخرى سجّلت على أشجار في أمريكا الشماليّة وأوروبا، فيما استبعدت فرضيّة الثوران الشمسيّ، لأنّ أحداثاً كهذه لا يُمكن أن تكون قويّة، بحيث تؤدّي إلى ارتفاع مماثل في الكربون 14.
واوضح رالف نويهاوزر أنّه "لو كان دفق أشعة الغاما أقرب لكان ألحق أضراراً كبيرة بالبيئة الحيويّة، حتّى على بعد آلاف السنوات الضوئيّة. وقد يزرع حدث مماثل الفوضى في الأنظمة الإلكترونيّة الحسّاسة جدّاً التي تعتمد عليها المجتعمات المتقدّمة".