احتفالاً بيوم المرأة الإماراتية، يسعدنا مقابلة إحدى أبرز الشخصيات في المجتمع الإماراتي وعالم المجوهرات، الشيخة مريم بنت خليفة بن سيف آل نهيان، المؤسسة صاحبة الرؤية لمجوهرات MKS، والتي أعادت رحلتها، المتجذرة بعمق في التراث الإماراتي، تعريف الأناقة والحرفية في عالم المجوهرات الفاخرة.
في حديثنا، شاركتنا الشيخة مريم شغفها العميق بالمجوهرات، والطرق التي شكل بها تراثها الإماراتي تصاميمها، ورسالتها الصادقة لكل امرأة إماراتية.
لا تفوتي هذا الحوار الملهم الذي لا يحتفل فقط بدار MKS، بل يُكرم أيضاً قوة ورشاقة المرأة الإماراتية في كل مكان، وتابعي لاكتشاف المزيد عن رحلة الشيخة مريم بنت خليفة بن سيف آل نهيان المذهلة وكلماتها التمكينية للمستقبل.
الخلفية الشخصية والمهنية
هل يمكنك مشاركة القليل من رحلتك في عالم تصميم المجوهرات؟ ما الذي ألهمك لبدء MKS؟
كانت رحلتي إلى عالم تصميم المجوهرات مصادفة إلى حد ما، على الرغم من أن حبي للمجوهرات كان معي منذ أن كنت طفلة، كنت دائماً مفتونة بالهدايا العاطفية التي قدمها لي أفراد الأسرة المحبوبون، وتركت تلك القطع انطباعاً دائماً عليَّ.
ومع تقدمي في السن، وجدت صعوبة في العثور على هدايا تحمل نفس القيمة الرمزية والمعنوية، مما دفعني إلى البدء في تخيل كيف سأصمم قطعاً محددة لأشخاص محددين.
كيف أثرت خلفيتك وتراثك على نهجك في تصميم المجوهرات؟
يلعب تراثي الإماراتي دوراً مهماً في نهجي لتصميم المجوهرات، اللآلئ، على وجه الخصوص، تحتل مكانة خاصة في قلبي وعملي. كان جدي الأكبر معروفاً باسم "ملك اللآلئ"، وهذا الإرث هو شيء أدمجه بفخر في تصميماتي، فغالباً ما سترين اللآلئ في أعمالي، إلى جانب تفاصيل الحبل المستوحاة من الداو التقليدي، وكلاهما متجذر بعمق في ثقافتنا وتاريخنا الإماراتي.
رؤية العلامة التجارية وفلسفتها
ما هي الفلسفة الأساسية وراء مجوهرات MKS وكيف تعبرين عن ذلك من خلال تصاميمك؟
الفلسفة الأساسية وراء مجوهرات MKS هي ابتكار قطع ليست جميلة فحسب، بل ذات معنى عميق ورمزية أيضاً، فقد تم تصميم مجوهراتنا لسرد القصص واستحضار المشاعر وخلق الروابط، كما تحمل كل قطعة إحساساً بالهدف، وتهدف إلى إحداث صدى لدى مرتديها على المستوى الشخصي، كما يتم التعبير عن هذه الفلسفة من خلال تصاميمنا ومزج عناصر التراث والثقافة والحداثة، مما يضمن أن كل قطعة لها روايتها الفريدة.
كيف توازنين بين الجماليات الإماراتية التقليدية والاتجاهات المعاصرة في مجموعاتك؟
إن تحقيق التوازن بين الجماليات الإماراتية التقليدية والاتجاهات المعاصرة هو شيء أتعامل معه بعناية كبيرة، فأنا أستوحي بعمق من التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة استخدام اللؤلؤ والزخارف التقليدية مثل تفاصيل الحبل من الداو، وهذه العناصر خالدة ولها معنى كبير في ثقافتنا.
في الوقت نفسه، أفهم أهمية البقاء على صلة بعالم الموضة المتطور باستمرار. لتحقيق هذا التوازن، أركز على دمج العناصر التقليدية بطريقة تبدو جديدة وحديثة، مما يسمح لقطعنا بأن تكون غنية ثقافياً وأنيقة في نفس الوقت، وهذا الاندماج بين القديم والجديد هو ما يجعل مجوهرات MKS مميزة، حيث تقدم شيئاً يكرم ماضينا بينما يجذب الحاضر.
قد يهمك أيضاً: المصممة أليسون كويد: مجوهراتي المستوحاة من الألعاب الأولمبية تمثل احتفالاً بثقافة البلدان
التصميم والحرفية
ما هي المواد التي تستمتعين بالعمل بها أكثر من غيرها، ولماذا؟
أستمتع بالعمل مع جميع المواد، حيث إن كلاً منها يجلب صفات وتحديات فريدة. سواء كان الأمر يتعلق بالأناقة الخالدة للؤلؤ، أو قوة وتنوع المعادن، أو الجمال النابض بالحياة للأحجار الكريمة، فإن كل مادة لها قصتها الخاصة التي تحكيها، كما أحب العملية الإبداعية المتمثلة في الجمع بين هذه العناصر لإنشاء قطع ذات معنى وجمالية.
كيف تضمنين جودة وحرفية كل قطعة؟
نحن نفخر بجودة وحرفية كل قطعة نصنعها، ولضمان ذلك، نعمل مع شركة تصنيع مجوهرات ذات سمعة طيبة ومعروفة بمعاييرها الاستثنائية، ويتم تصنيع كل قطعة بدقة مع الاهتمام بالتفاصيل، من اختيار المواد إلى اللمسات النهائية. فنحن ملتزمون بالحفاظ على أعلى مستويات الجودة بحيث لا تلبي كل قطعة توقعات عملائنا فحسب، بل تتجاوزها.
التأثيرات والإلهام
ما هي أبرز مؤثراتك في عالم تصميم المجوهرات سواء في الماضي أو الحاضر؟
تستمد مؤثراتي في تصميم المجوهرات من مجموعة متنوعة من المصادر، سواء في الماضي أو الحاضر.
تاريخياً، كنت دائماً أستوحي من الأناقة الخالدة والحرفية التي يتسم بها صانعو المجوهرات التقليديون الذين ركزوا على إنشاء قطع غنية بالمعنى والفن، وفي الوقت الحاضر، أعجب بالمصممين الذين يتخطون الحدود ويمزجون بين الإبداع والتقاليد، ومع ذلك، يأتي أعظم تأثير عليّ من التراث الثقافي العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة وإرث عائلتي، فالقصص والقيم والجماليات التي توارثتها الأجيال توجه عملي أكثر من أي مصمم أو حركة.
هل هناك عناصر ثقافية أو تاريخية معينة من التراث الإماراتي تستعينين بها في تصميماتك؟
بالتأكيد، التراث الإماراتي هو جوهر مجوهرات MKS، حيث اعتمد بشكل كبير على العناصر الثقافية والتاريخية التي تتجذر بعمق في تقاليدنا.
على سبيل المثال، يشكل اللؤلؤ رمزاً مهماً في أعمالي، إذ يعكس التاريخ الغني لصيد اللؤلؤ في الإمارات العربية المتحدة واتصالي الشخصي بهذا الإرث من خلال جدي الأكبر، الذي كان يُعرف باسم "ملك اللؤلؤ". بالإضافة إلى ذلك، فإن تفاصيل الأحبال التي غالباً ما نراها في تصميماتي مستوحاة من قوارب الداو التقليدية، والتي تمثل روح الإبحار لدى أسلافنا. حيث تسمح لي هذه العناصر، جنباً إلى جنب مع تقنيات التصميم الحديثة، بإنشاء قطع تكرم ماضينا بينما تتحدث إلى الحاضر.
السوق والجمهور
كيف ترين تطور سوق المجوهرات في الإمارات العربية المتحدة والعالم؟
أصبح سوق المجوهرات في الإمارات العربية المتحدة والعالم ديناميكياً بشكل متزايد، ومع الطلب المتزايد على القطع ذات المعنى والفريدة من نوعها، يبحث المستهلكون الآن عن المجوهرات التي تحكي قصة أو تحمل أهمية شخصية، بدلاً من كونها مجرد قطعة فاخرة.
في الإمارات العربية المتحدة، هناك تقدير قوي للتصاميم التي تمزج التراث الثقافي بالجماليات الحديثة، مما يعكس التقاليد الغنية للبلاد إلى جانب التحديث السريع. على مستوى العالم، أصبحت الاستدامة والمصادر الأخلاقية عوامل رئيسية، حيث يسعى العملاء إلى الشفافية في كيفية ومكان صنع مجوهراتهم. أرى أن السوق يستمر في التطور نحو قطع أكثر تخصيصاً وإنتاجاً أخلاقياً يتردد صداها مع القصص والقيم الفردية.
منْ هي العميلة النموذجية لمجوهرات MKS وكيف تلبين أذواق وتفضيلات عملائك؟
العميلة النموذجية لمجوهرات MKS هي كل امرأة تقدر الجمال والقصة وراء قطعة المجوهرات، وغالباً ما ينجذبن إلى القطع التي تحمل معنى أعمق، سواء كانت متجذرة في التراث الثقافي أو الرمزية الشخصية أو الرغبة في حمل شيء خالد معهن.
وتقدر عميلاتنا الحرفية الدقيقة ويبحثن عن شيء فريد يتردد صداه مع هويتهن أو تجاربهن، ولتلبية أذواقهن وتفضيلاتهن، نركز على إنشاء تصميمات تجمع بين العناصر الإماراتية التقليدية والأنماط المعاصرة، مما يضمن أن كل قطعة ليست جميلة فحسب بل ذات مغزى أيضاً، كما نعطي الأولوية للجودة والممارسات الأخلاقية، ونفهم أن عملاءنا يقدرون هذه الجوانب كجزء من تجربتهم الفاخرة، من خلال البقاء على انسجام مع رغباتهم ودمج عناصر التخصيص، نصنع مجوهرات تتحدث حقاً إلى قلب عملائنا.
الخطط المستقبلية والابتكارات
ما هي خططك لمستقبل مجوهرات MKS؟ هل هناك أي مشاريع أو مجموعات جديدة في الأفق؟
الخطة هي الاستمرار في الاحتفال بالتراث الإماراتي ورواية القصص من خلال تصاميم فريدة مصنوعة يدوياً، وهناك دائماً مشاريع ومجموعات جديدة قيد التنفيذ، مع التركيز على الابتكار مع البقاء على جذورنا، كما نهدف إلى استكشاف المزيد من التفسيرات المعاصرة للعناصر التقليدية، وضمان أن تحمل كل قطعة جوهر ثقافتنا مع صدى لدى جمهور حديث، وقد تتعمق المجموعات القادمة في موضوعات التمكين والاستدامة والقصص الشخصية التي تجعل كل قطعة ذات مغزى.
ما هي الرسالة التي توجهينها للمرأة الإماراتية في يوم المرأة الإماراتية؟
في يوم المرأة الإماراتية، أود أن أوجه رسالة إلى المرأة الإماراتية تتلخص في الفخر والتمكين:
"في هذا اليوم الخاص، نحتفل بالقوة والمرونة والرشاقة التي تميز المرأة الإماراتية، أنتن حارسات تراثنا ورائدات مستقبلنا، استمررن في تبني هويتكن الفريدة بثقة وشغف، مع العلم أن مساهماتكن لا تقدر بثمن في تقدم أمتنا. دعي نورك يضيء ببراعة، ويُلهم الأجيال القادمة".
تابعي أيضاً: مُصممة المجوهرات جوزيت ليون: لا أتبع الصيحات والموضة بشكل أعمى