ابني متوتر وكتابته توتِّرني
ابني في السنة الأولى ابتدائي، مشكلته أنه لا يكتب بشكل صحيح، فمرة يكتب تحت السطر، ومرة أخرى بخط كبير، وإذا ناقشته وقلت له لماذا كتابتك غير مُرتبة؟ أو شاهدني وأنا أُمسك الممحاة يبكي فورًا، لا أدري هل أضغط عليه أكثر؟ أم أتركه ليتقن ذلك بنفسه؟ خصوصًا أنّ دفتر واجباته صار كله ملاحظات من المعلمة، مع العلم أنه يُداوم في المدرسة العربية ليومين، يعني هناك وقت طويل لحل الواجب لكنه يتوتر دائمًا، أرجو مساعدتي
مشاعر صامتة
أختي السائلة الطفل في السنوات الأولى من دراسته ليس مطلوبًا منه إجادة الخط أو القراءة، وإنما حبه للدراسة لأجل ترسيخ اتجاهات إيجابية للعلم والمدرسة، وهل تتوقين أنت ومعلمته أن يكون خطاطًا وهو لا يزال في تكوين مهارته الكتابية التي تتطلب وقتًا ونضجًا كاملاً لعضلاته الدقيقة؟ ناقشي معلمته ومرشدته لتعرف أنّ هناك في منهج القراءة والكتابة ما يسمى بالهدف العام لطالب المرحلة الابتدائية: «أن يُجيد الطفل في المرحلة الابتدائية القراءة والكتابة»، وخلال ستة أعوام يتحقق الهدف، ومرحلة طفلك من ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة تعد إحدى مراحل النمو النفسي المسماة بالاجتهاد أو المثابرة مقابل الشعور بالنقص، وينتج عنها خلال سنوات طفولته الكفاءة، والطفل يقارن تقديره لذاته بأقرانه من صفّه، وعليك ألا تُشعريه بالخطأ أو تمارسي الضغط كيلا يشعر بالنقص لعجزه، وعدم قدراته العائدة لطبيعة عمره الحالي، وطبيعي أن يكون متوترًا وربما يكره الكتابة والمدرسة، فلا تحمِّليه فوق قدرته ولا تُظهري توترك وقلقك تجاه دراسته، وتعاملي معه باللِّين وحوِّلي المذاكرة والمتابعة إلى لعب ومرح، واتركي له مساحة من الحرية النفسية ليعمل ما يحلو له، ولا يعني ذلك تركه وشأنه مع سياسة التوازن لا إفراط ولا تفريط؛ فالضغط يؤدي إلى الانفجار، والإهمال يؤدي إلى التساهل والكسل، واستعيني بمرشدته في المدرسة.
طفلاي يعانيان بسبب أفكاري السوداء
أنا مريضة بالأفكار السوداء أو الوسواس القهري حيثُ جعلتني أفكاري أسيرة لمرضي، ممّا أدّى إلى إهمالي لطفليّ، وتقصيري في رعايتهما كما ينبغي ففقدا الشهية، وأصبحا يتبولان ليلاً، وابنتي لا تملك التركيز الكافي للدراسة وخاصة الرياضيات، فما العمل؟ أرجو المساعدة.
رحيمة
أختي السائلة أنت مستبصرة بما تُعانين منه، ومن الواضح أنّ آثاره السلبية انعكست على نفسية طفليْك، فلا تتردَّدي في مراجعة الطبيبة النفسية لتقيِّم أفكارك ومرضك لأجل أن تتلقي علاجًا تتطلبه حالتك أولاً، وحالة طفليْك اللذين يكتسبان منك سلوكًا سلبيًّا ووضعًا نفسيًّا متوترًا، لأنّ الأم التي تعاني من أفكارٍ سوداء ووسواسية سيكون لها طابع التسلطية، وتعرفين أنها أفكارٌ غير صحيحة لكنك لا تستطيعين التخلصَ من إلحاحها وتسلطها على تفكيرك، أو ربما تعانين من أفعالٍ قهرية تتعلق بسلوك أطفالك لكثرة التدقيق والملاحظة وطلب المثالية، والبيئة الأسرية التي يتربى فيها الطفل مع أمٍّ وسواسية لها تأثير على سلوكه وشخصيته أكثر مما لو كان الأب هو منْ يعاني من الوسواس لأنّ الأم أكثر تأثيرًا لكونها الأقرب والأكثر ارتباطًا في العلاقة مع أطفالها.