كيف تكون حياتنا الزوجية إنْ اختفى منها الحب؟...الإجابة: صحراء مُجدبة لا ماء فيها ولا هواء! فالحب جزء منا، نحقق به أسمى عواطفنا وأرفع علاقاتنا، وهو الذي يجمع بين زوجين رضِيا أن يشتركا في تكوين أسرة، وأنتِ «سيدتي» هل سألتِ نفسك يومًا: «كم شمعة أضأتِها على عشاء؟ ومتى جلبت لزوجك هدية من دون مناسبات؟ وهل يحتفي قاموس تعاملك معه بمفردات الحب والهيام؟ باختصار: هل أنت زوجة رومانسية؟ عن هذا الحب الزوجي؟ وطريقك إلى الرومانسية، تحدث العلماء، وأعدّ المختصون الكثير من الكتب والدراسات».
بداية أفردت الباحثة الأميركية «شير هايت» كتابًا تحت اسم «النساء والحب» تُرجم إلى 13 لغة، قالت فيه: «إن الحب عاطفة متدفقة، تجعل الأم تلبي صرخات وليدها في منتصف الليل، رغم إجهادها طوال النهار! الحب في القلوب يمنح الرحمة والثبات والقدرة على الصفح والتسامح والتصالح، ويمنح صاحبته قيمًا ومبادئ تجعلها أقوى عودًا، وأنقى معدنًا، وأروع عطاءً».
وفي تصريح للدكتور«أحمد عكاشة» -رئيس جمعية الطب النفسي العالمي- قال: «%60 من حالات الطلاق في العالم، تأتي من افتقاد الحب الزوجي، رغم أن كلمة «أحبك» وحدها تحمي الزوجة من الذبحة الصدرية، كما أن العلاج بالحب يُعد أحدث اكتشافات الطب البديل، خاصة للأمراض النفسية «السيكوباتية» -النفس جسدية- فإنْ تناول المريض جرعة حنان وحب زائدة، خرج من دائرة المرض؛ فالمريض النفسي هو إنسان فاقد للحب، من هنا كان الجفاف العاطفي.
مجاعة عاطفية!
ومن زاوية جديدة، أكد علماء الاجتماع من خلال استطلاعات الرأي: أن انتشار المسلسلات التركية المُدبلجة، وظاهرة التنامي المتزايد لعدد الذين يشاهدونها، خير دليل على افتقاد الحب في حياتنا الاجتماعية والزوجية بالتحديد، ومن وحي هذه الظاهرة، أعد الباحث الدكتور:«زهير ضيف» -رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأهلية بالبحرين- دراسة شيقة، أورد فيها: «أن %64 ممن يشاهدون المسلسلات التركية دون سن 23 سنة، %12 منهم أطفال، إضافة إلى أن أكثر من %88 من الزوجات- وليس الأزواج- يتعلقن بها ويتابعنها»، وذلك لتطلعهنّ إلى معالجة مشاكلهن الاجتماعية على الشاشة،وهو ما يُطلق عليه المجاعة العاطفية.
يوم رومانسي!
وتعاطفًا مع هذا الإحساس لدى بعض الزوجات، اقترحتْ الباحثة النفسية الاجتماعية «وفاء محمد» عدة أفكار، حيثُ قالت: «اختاري يومًا في الأسبوع ليكون رومانسيًّا، أعدّي فيه الوجبات المفضلة لزوجك والأولاد، واعتذري عن أي مواعيد تعطلك، والبسي وتزيَّني وتعطَّري بأفضل ما لديك، ولا مانع من شراء هدية رمزية، أنت وأولادك، لتقدموها للزوج الأب، شجِّعي أولادك على النوم مبكرًا، وتفرّغي لزوجك الغالي، لتكون الحصيلة، في النهاية، شوقًا ولهفة وانتظارًا من جانب الزوج والأبناء لهذا اليوم، ولا مانع من تقديم الإفطار لزوجك على السرير-مفاجأة- منسَّقًا بالزهور الجميلة، مع كوب من العصير، وبخور ينتشر عبقه في الجو».
وما رأيك في ليلة تفاحية، إذا كنتما من محبي التفاح، هيَّا أحضري شجرة صناعية، وعلِّقي عليها تفاحًا بلاستيكيًّا، وبجانبها سلة مليئة بالتفاح، مع شموع على شكل تفاح، وضعي كوبين من العصير المزيَّن بشرائح التفاح، ثم اختاري نصف تفاحة، واحفري عليها بالسكين كلمة «أحبك»!
حب يدوم ويدوم
ومن أجل حب يدوم، ومحاولة التقليل من حجم الجفاف العاطفي في الحياة الزوجية، يؤكد الدكتور «إسماعيل يوسف» -أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس-: أن الحب مثل النبتة الصغيرة يحتاج للرعاية والاهتمام، وإذا لم نتعهدها فإنها تذبل وتموت، فكوني دائمًا بشوشًة متفائلة، كالشمس التي تُبدّد السُحب والغيوم في حياة بيتها؛ هيَّا اهتمي بمظهرك وأناقتك، فهي الصفات التي أعجبت زوجك من قبل، ولا تخرجي من بيتك إلا إذا أخبرته بالسبب والمكان حتى يطمئن عليك، احترمي أهله ولا تُجاريه في لحظات غضبه عليهم، ولا تفرضي نفسك -دائمًا- عليه، بمعنى آخر: «لا تتحكمي في تصرفاته، ولا تتهربي منه بأي عذر –غير شرعي- إذا دعاك».
ويواصل الدكتور «إسماعيل» نصائحه: «ابتعدي عن الصديقات اللاتي -لازلن- يتحدثن عن حقوق المرأة، والمساواة والحرية دون وعي، ولا تُعاملي زوجك كطفل صغير يحتاج إلى تشكيل سلوكه وكلامه، وشجِّعيه على النشاط الرياضي، وتنمية الهوايات، وتجاوزي عن الأمور البسيطة، وتمسَّكي بالحلم والرقة والحياء واللطف، تُصبحين بعد ذلك زوجة محبوبة، وتنعمين بجو رومانسي، ويعم الحب أرجاء البيت، وجنبات زوجك».
حبٌّ بالألوان
تضع الباحثة «وفاء عزت» مؤلفة كتاب «كيف تُصبحين زوجة رومانسية؟» -الصادر عن دار الطائف بالقاهرة- عدة أفكار بسيطة وجميلة، ويسْهُل تنفيذها، صبغتها كلها بألوان الطيف.
- الليلة البيضاء: وزّعي قطنًا أبيض على الأرض والسرير وعلى شجرة بلاستيكية -كأنه ثلج- وارتدي فستانًا أبيض، دون أن تنسي توزيع الورود في أنحاء البيت، وتعطَّري برائحة «الفانيليا»، مع شموع بيضاء على العشاء.
- الليلة البنفسجية: ضعي على ملاءة السرير البيضاء ثلاثًا من زهرات البنفسج، ومثلها على التسريحة، مع فوّاحة برائحة الزهور، وشموع بنفسجية، ولا تنسي الماكياج والفستان البنفسجي.
- الليلة البرتقالية: بورق الكريشة البرتقالي، زيّني الصالون، وغلّفي بطاقة تقول: «أحبك!»، وفي حجرة السفرة، ضعي سلال ورد برتقالية، مع شموع تطفو فوق الماء، وبجانبها ورد مجفف برتقالي اللون، وكيك وعصير برتقال، مع ملابس وحذاء وماكياج يغلب عليه اللون البرتقالي.
إرشادات عملية
من أجل حياة أكثر حبًّا وسعادة ورومانسية، يضعها لنا الدكتور«محمد عبد التواب» أستاذ الطب النفسي ـ وهي خطوات في متناول كل زوجة القيام بها أولاها:
1 اعرفي أن انقطاع الحب والترابط العاطفي بين الزوجين، يُضاعف من حجم المشاكل، ويفتح الباب لتدخُّل الآخرين.
2 كلمات الحب البسيطة الصادقة، المتبادلة بين الزوجين، تحمي العلاقة من الخلل والانهيار.
3 على الزوجة - والزوج- أن تبذل جهدها، ووقتها، لإسعاد زوجها، بالسلوك الطيب والكلمات التي تصبح كالتوابل تزيد من عمق العلاقة.
4 اجعلي العلاقة الحميمة نداء روح، وليست نداء جسد.
5 إملأي قلبك بالحب -أيتها الزوجة- مما يجعلك قوية في مواجهة وتحدي الذبول والمرض والموت قبل الأوان.
6 كوني لزوجك كل نساء العالم، الحبيبة، والصديقة، والكاتمة لسره، تملكين قلبه وعقله.
7 امتدحيه وأظهري له الاهتمام والإعجاب بعقله، وأسلوب تعامله مع الناس، وأنصتي إليه، واستمتعي بحديثه.
8 غيرّي دائمًا من مظهرك، تشغليه وتُمتِعي نظره بك، وبحبك، وتصبحين في نظره ملكة جمال العالم.
9 كوني أنيسة وحدته، منْ تحمل همومه ومتاعبه، وإنْ غضب منك فاصمتي، ولا تطعنيه في مواطن ضعفه.
10 انظري –دائمًا- إلى محاسن زوجك قبل عيوبه، وعدّلي سلوكه برقتك، وحنانك، وأنوثتك وعقلك، ولا تنسي دلالك.
هل تعتبرين نفسك زوجة رومانسية؟ كيف تحافظين على رومانسيتك؟ هل تعتقدين بأن الرومانسية تتحقق بسهولة؟ شاركينا برأيك من خلال مساحة التعليقات.