يشير مصطلح الفن التشكيلي المعاصر إلى الفن التشكيلي الذي صنعه وأنتجه فنانون يعيشون اليوم، حيث يعمل فنانو اليوم في بيئة عالمية متنوعة ثقافيًا ومتقدمة تقنيًا ومتعددة الأوجه ويستجيبون لها. من خلال العمل في مجموعة واسعة من الوسائط، غالبًا ما يعكس الفنانون المعاصرون المجتمع المعاصر ويعلقون عليه، بالسياق التالي سيدتي التقت أميرة رامي حامد فنانة تشكيلية في حديث حول ما هو الفن التشكيلي المعاصر وكيف كانت إرهاصاته الأولى
تقول حامد وهي صاحبة جاليري بريشياس للفنون لسيدتي: عند التعامل مع الفن المعاصر، يواجه المشاهدون تحديًا لطرح أسئلة مثل "هل العمل الفني جيد؟" أو "هل العمل ممتع من الناحية الجمالية؟" وبدلاً من ذلك، يفكر المشاهدون فيما إذا كان الفن "صعبًا" أو "مثيرًا للاهتمام". قد يتساءل الفنانون المعاصرون عن الأفكار التقليدية حول كيفية تعريف الفن، وما الذي يشكل الفن، وكيف يتم صنع الفن، في الوقت الذي يخلقون حوارًا مع الأساليب والحركات التي جاءت قبلهم.
وعن البدايات الأولى للفن المعاصر تقول: يمكن إرجاع ولادة الحداثة والفن الحديث إلى الثورة الصناعية، حيث بدأت هذه الفترة من التغيرات السريعة في التصنيع والنقل والتكنولوجيا في منتصف القرن الثامن عشر تقريبًا واستمرت حتى القرن التاسع عشر، مما أثر بشكل عميق على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للحياة في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وفي نهاية المطاف العالم.
توضح حامد : قبل القرن التاسع عشر، كان يتم تكليف الفنانين في أغلب الأحيان بعمل أعمال فنية من قبل رعاة أثرياء أو مؤسسات خاصة، وقد كان الفن يصور مشاهد دينية أو أسطورية تحكي قصصًا تهدف إلى تعليم المشاهد، على أنه خلال القرن التاسع عشر، بدأ العديد من الفنانين في صنع الفن بناءً على تجاربهم الشخصية والموضوعات التي اختاروها. ومع انتشار فكرة تفسير الأحلام للعالم الشهير سيغموند فرويد وظهور ما عُرف بالعقل الباطن، بدأ العديد من الفنانين في استكشاف الأحلام والرمزية والأيقونات الشخصية كوسيلة لتصوير تجاربهم الذاتية. في تحدي لفكرة أن الفن يجب أن يصور العالم بشكل واقعي، جرب بعض الفنانين الاستخدام التعبيري للألوان والمواد غير التقليدية والتقنيات والوسائط الجديدة. ومن بين هذه الوسائط الجديدة كان التصوير الفوتوغرافي.
تقول حامد: منذ أوائل القرن العشرين، ابتعد بعض الفنانين عن التمثيل الواقعي وتصوير الشخصية الإنسانية، واتجهوا بشكل متزايد نحو التجريد، وفي مدينة نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية، صاغ عالم الفن مصطلح "التعبيرية التجريدية" لوصف حركة فنية لم تكن مجردة تمامًا ولا تعبيرية.
كانت التعبيرية التجريدية بمثابة التحدي الإبداعي المثير للفنانين للتركيز بشكل أكبر على عملية صنع الفن بدلاً من المنتج النهائي، فمثلًا فنانون مثل جاكسون بولوك جلبوا صناعة الفن إلى مستويات عالية من التصميم الإبداعي حيث عُدت اللوحة بمثابة ساحة للعمل فما كان يحدث على اللوحة "لم يكن صورة بل حدثًا"، وقد انبثقت فكرة الفن كحدث من الحركة التي تسمى بالتعبيرية التجريدية، والتي أثرت بشكل كبير على الحركات الفنية التي تلت ذلك، ولا تزال تلهم الفنانين الذين يعيشون اليوم.
ويمكننا القول أن الفن التشكيلي المعاصر ظهر باوجهه المتعددة بتلك الفترة ليعبر عن فترة ما بعد الفن الحديث حتى يومنا هذا، فالفن المعاصر يمكن اعتباره كمنهج جديد في الفن، حيث إنه منهج لايتصل بما سبقه من المدارس الفنية السابقة، وفيه رفض الفنانون المعاصرون الحداثيون والعاملون ضمن مختلف الحركات المعاصرة وعلى رأسها حركة ما بعد الحداثة، مفهوم الفن السائد وتبنوا فكرة "التعددية الفنية"، وقبول مجموعة متنوعة من المقاصد والأساليب الفنية، وقد سعى الفنانون الحداثيون للتخلص من فكرة الفن كسلعة، واستخدموه كأداة للتغيير، ووسيلة للأفكار.
سواء تأثر الفنانون المعاصرون بفن الأداء وتطوره أو فن البوب أو التبسيط أو الفن المفاهيمي، إلا أنه في مطلع ستينيات القرن العشرين، بدأ الفنانون يلجأون إلى وسيلة الفيديو كتقنية فنية تشكيلية لإعادة تعريف الفنون الجميلة. ومن خلال فن الفيديو، تحدى العديد من الفنانين المفاهيم المسبقة عن الفن باعتباره فن النخبة الباهظ الثمن، الذي لا يمكن فك شفرته إلا من قبل الطبقة المخملية المثقفة من المجتمع.
تقول حامد: أسئلة مثل "ما هو الفن؟" و"ما هي وظيفة الفن؟" تُعد جديدة نسبيًا، حيث إنشاء فن يتحدى توقعات المشاهدين والأعراف الفنية هو مفهوم حديث بشكل واضح فالفن التشكيلي المعاصر يُعبّر عن تعدد الثقافات، ويستمد الكثير من العصر وتكنولوجياته وما يمكن أن يقدمه بحقول الفن المختلفة، وهذا أكسب الفن التشكيلي المعاصر روح متجددة وأنماط تُنتج بطرق متعددة ومفاهيم مختلفة.
بالنهاية تؤكد حامد: يمكننا القول أن الفنانين من جميع العصور هم نتاج ثقافاتهم وفتراتهم الزمنية النسبية. الفنانون المعاصرون في وضع يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم والاستجابة للقضايا الاجتماعية بطريقة لم يكن فنانو الماضي قادرين على القيام بها.
• بدايات الفن المعاصر
تقول حامد وهي صاحبة جاليري بريشياس للفنون لسيدتي: عند التعامل مع الفن المعاصر، يواجه المشاهدون تحديًا لطرح أسئلة مثل "هل العمل الفني جيد؟" أو "هل العمل ممتع من الناحية الجمالية؟" وبدلاً من ذلك، يفكر المشاهدون فيما إذا كان الفن "صعبًا" أو "مثيرًا للاهتمام". قد يتساءل الفنانون المعاصرون عن الأفكار التقليدية حول كيفية تعريف الفن، وما الذي يشكل الفن، وكيف يتم صنع الفن، في الوقت الذي يخلقون حوارًا مع الأساليب والحركات التي جاءت قبلهم.
وعن البدايات الأولى للفن المعاصر تقول: يمكن إرجاع ولادة الحداثة والفن الحديث إلى الثورة الصناعية، حيث بدأت هذه الفترة من التغيرات السريعة في التصنيع والنقل والتكنولوجيا في منتصف القرن الثامن عشر تقريبًا واستمرت حتى القرن التاسع عشر، مما أثر بشكل عميق على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للحياة في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وفي نهاية المطاف العالم.
توضح حامد : قبل القرن التاسع عشر، كان يتم تكليف الفنانين في أغلب الأحيان بعمل أعمال فنية من قبل رعاة أثرياء أو مؤسسات خاصة، وقد كان الفن يصور مشاهد دينية أو أسطورية تحكي قصصًا تهدف إلى تعليم المشاهد، على أنه خلال القرن التاسع عشر، بدأ العديد من الفنانين في صنع الفن بناءً على تجاربهم الشخصية والموضوعات التي اختاروها. ومع انتشار فكرة تفسير الأحلام للعالم الشهير سيغموند فرويد وظهور ما عُرف بالعقل الباطن، بدأ العديد من الفنانين في استكشاف الأحلام والرمزية والأيقونات الشخصية كوسيلة لتصوير تجاربهم الذاتية. في تحدي لفكرة أن الفن يجب أن يصور العالم بشكل واقعي، جرب بعض الفنانين الاستخدام التعبيري للألوان والمواد غير التقليدية والتقنيات والوسائط الجديدة. ومن بين هذه الوسائط الجديدة كان التصوير الفوتوغرافي.
• التركيز على عملية صنع الفن إبداعيًا بدلاً من الإطار الشكلي للفن
تقول حامد: منذ أوائل القرن العشرين، ابتعد بعض الفنانين عن التمثيل الواقعي وتصوير الشخصية الإنسانية، واتجهوا بشكل متزايد نحو التجريد، وفي مدينة نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية، صاغ عالم الفن مصطلح "التعبيرية التجريدية" لوصف حركة فنية لم تكن مجردة تمامًا ولا تعبيرية.
كانت التعبيرية التجريدية بمثابة التحدي الإبداعي المثير للفنانين للتركيز بشكل أكبر على عملية صنع الفن بدلاً من المنتج النهائي، فمثلًا فنانون مثل جاكسون بولوك جلبوا صناعة الفن إلى مستويات عالية من التصميم الإبداعي حيث عُدت اللوحة بمثابة ساحة للعمل فما كان يحدث على اللوحة "لم يكن صورة بل حدثًا"، وقد انبثقت فكرة الفن كحدث من الحركة التي تسمى بالتعبيرية التجريدية، والتي أثرت بشكل كبير على الحركات الفنية التي تلت ذلك، ولا تزال تلهم الفنانين الذين يعيشون اليوم.
• المعاصرون يرفضون سلعنة الفن
ويمكننا القول أن الفن التشكيلي المعاصر ظهر باوجهه المتعددة بتلك الفترة ليعبر عن فترة ما بعد الفن الحديث حتى يومنا هذا، فالفن المعاصر يمكن اعتباره كمنهج جديد في الفن، حيث إنه منهج لايتصل بما سبقه من المدارس الفنية السابقة، وفيه رفض الفنانون المعاصرون الحداثيون والعاملون ضمن مختلف الحركات المعاصرة وعلى رأسها حركة ما بعد الحداثة، مفهوم الفن السائد وتبنوا فكرة "التعددية الفنية"، وقبول مجموعة متنوعة من المقاصد والأساليب الفنية، وقد سعى الفنانون الحداثيون للتخلص من فكرة الفن كسلعة، واستخدموه كأداة للتغيير، ووسيلة للأفكار.
سواء تأثر الفنانون المعاصرون بفن الأداء وتطوره أو فن البوب أو التبسيط أو الفن المفاهيمي، إلا أنه في مطلع ستينيات القرن العشرين، بدأ الفنانون يلجأون إلى وسيلة الفيديو كتقنية فنية تشكيلية لإعادة تعريف الفنون الجميلة. ومن خلال فن الفيديو، تحدى العديد من الفنانين المفاهيم المسبقة عن الفن باعتباره فن النخبة الباهظ الثمن، الذي لا يمكن فك شفرته إلا من قبل الطبقة المخملية المثقفة من المجتمع.
• الفن التشكيلي المعاصر يُعبّر عن تعدد الثقافات
تقول حامد: أسئلة مثل "ما هو الفن؟" و"ما هي وظيفة الفن؟" تُعد جديدة نسبيًا، حيث إنشاء فن يتحدى توقعات المشاهدين والأعراف الفنية هو مفهوم حديث بشكل واضح فالفن التشكيلي المعاصر يُعبّر عن تعدد الثقافات، ويستمد الكثير من العصر وتكنولوجياته وما يمكن أن يقدمه بحقول الفن المختلفة، وهذا أكسب الفن التشكيلي المعاصر روح متجددة وأنماط تُنتج بطرق متعددة ومفاهيم مختلفة.
بالنهاية تؤكد حامد: يمكننا القول أن الفنانين من جميع العصور هم نتاج ثقافاتهم وفتراتهم الزمنية النسبية. الفنانون المعاصرون في وضع يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم والاستجابة للقضايا الاجتماعية بطريقة لم يكن فنانو الماضي قادرين على القيام بها.