الأدب العالمي هو النتاج الأدبي الإنساني المشترك العاكس لخلاصة فكر روحي يتم صياغته وبناؤه في إطار الثقافة العالمية ليعكس قيماً ومعتقدات تصلح لأن تكون عالمية، ولا يتوقف عند سياقات المحلية القاصرة، كما أنه يمتاز بقدرته على مواكبة المكان والزمان، ويمتاز بمقدرته الفريدة على الإفصاح عن ثوابت معرفية أخذت عبر التاريخ.
بالسياق التالي "سيدتي" استضافت الباحث بتاريخ الحضارة الإسبانية وتأثيراتها على أوروبا في عصر النهضة وائل عبد الرحمن ناجي ليحدثك عن خصائص الأدب العالمي وأهميته.
ما هو الأدب العالمي؟
يقول وائل عبد الرحمن لسيدتي: يشير الأدب العالمي إلى الأعمال الأدبية التي تعبر الحواجز الجغرافية والثقافية، والتي تحظى بالتقدير والاحترام بالأوساط الثقافية والأدبية العالمية، حيث يعمد الأدب العالمي لتعريفنا إلى العالم كله بثقافاته وسياقاته ومختلف اتجاهاته وأهميته الجذرية في قدرته على استكشاف الحالة الإنسانية، والتواصل بين الثقافات، ونقل المعرفة، والتعبير عن مختلف المشاعر والأهواء، والأعمال الأدبية العالمية عبارة عن مواضيع أدبية تتناول عواطف إنسانية عالمية تخترق حجب المحلية وتجوب الفضاءات لتصل لمختلف الجماهير والأجيال بكل أنحاء العالم.
ويمكنك أن تتعرفي من السياق التالي إلى أشهر الأدباء العالميين عبر التاريخ
خصائص الأدب العالمي
المواضيع التي يطرحها تكون عالمية
الأدب العالمي يطرح مواضيع يتشارك فيها مع التجربة الإنسانية، مثل الحب، والموت، والبحث عن المشاعر، والصلة، والقوة، بين الآخرين.
الصلة التاريخية
أعمال الأدب العالمي تلتقط وتعكس تاريخ حقبة معينة، وتوفر رؤية عميقة لفترات ثقافية واجتماعية مختلفة.
استكشاف حالة الإنسان
الأدب العالمي يدرس طبيعة الإنسان، وحالته، وتناقضاته، وعواطفه، وتطلعاته، مما يسمح بفهم أعمق لمختلف المشاعر والعواطف الإنسانية.
الأصالة والابتكار
اللغة الأدبية هي عمل من أعمال الإبداع الواعي من قبل الأديب الذي يمتاز عمله بالأصالة، حيث تكون لغته الأدبية غير مسبوقة وغريبة ومبتكرة دائماً، كما يكون لها هدف تواصلي فريد، وليس هدفاً عملياً أبداً، بل غرض جمالي بما في ذلك استخدامه للغة والبنية والرمزية.
الأدب العالمي ذو نمط أدبي مميز
تتميز أعمال الأدب العالمي بالجودة الفنية لكتابتها وأسلوبها الفريد، الذي يمكن أن يختلف من الواقعي إلى السريالي، حيث ينتقل الأديب إلى أشكال وتقنيات واتجاهات أدبية مختلفة.
التأثير البليغ
للأدب العالمي مقدرة فريدة على ترك أثر بليغ في الأدب اللاحق، فقد ألهمت أجيالاً من الكتاب، ولها مرجعيات أساسية لتطوير الأدب على مدى العصور.
التنوع الثقافي
الأدب العالمي يقدم مختلف التقاليد والثقافات، ويعزز فهم وتقدير التنوع العالمي.
يمتاز بالعالمية اللغوية
على الرغم من أن الأعمال الأدبية العالمية تُكتب بشكل أصلي في لغات مختلفة، إلا أنها يتم نقلها وترجمتها لتكون رائدة في جميع أنحاء العالم، مما يسمح بنشر الأفكار والقيم المختلفة بين المجتمعات اللغوية المختلفة.
العاطفة والأحاسيس المتدفقة
للأدب العالمي مقدرة مدهشة على إثارة المشاعر وخلق التعاطف لدى القراء لاستكشاف حالة الإنسان بطريقة عميقة ومؤثرة.
يميل للتأمل الفلسفي
العديد من الأعمال الأدبية العالمية تتضمن أسئلة أساسية حول الكون والأخلاق والواقع وغيرها من الجوانب الفلسفية، وتحفز الفكر النقدي والتأمل.
الثبات في الزمن
من خلال جودته الفنية وأهمية موضوعاته، يتماهى الأدب العالمي مع الزمن فيدور معه، ولا يتوقف فنتعلم منه، وندرسه في سياقات وأجيال مختلفة.
أهمية الأدب العالمي
- يؤكد وائل عبد الرحمن أن الأدب العالمي هو إرث لا يقدر بثمن من الأعمال الأدبية التي تعبر الحدود وتزيد فهمنا للعالم، وهو هام للعديد من الأسباب المختلفة ومنها:
- التواصل الثقافي: يسمح لنا الأدب العالمي بالتواصل مع أشخاص من ثقافات وفترات تاريخية مختلفة، مما يساعدنا على فهم وتقدير وجهات النظر المتنوعة للعالم.
- للتطوير الشخصي: تعمل محاضرات الأدب العالمي في سياقاتها المختلفة على توسيع فهمنا للعالم ولأنفسنا، من خلال تبادل خبرات وتجارب أدبية قيمة تعكس الواقع من وجهات نظر مختلفة مما يساعد على المزيد من النمو الشخصي والتطور الفكري.
- الحفاظ على الثقافة: يسمح لنا الأدب العالمي بالحفاظ على القيم والخبرات وتاريخ الثقافات والحضارات المختلفة ونقلها عبر الأجيال.
- يعيد نظرنا لكثير من القيم المخالفة لمعتقداتنا ويكرس للسلام العالمي، يبحث الأدب العالمي في تواريخ وشخصيات متنوعة، فيثير تعاطفنا ويعيد وجهة نظرنا للكثير من القيم المخالفة لنا، كما أنه يعزز فهمنا لأشياء قد نختلف عليها أو لا نتقبلها مما يعزز التسامح والقبول.
- مصدر للإلهام الفني: كانت الأعمال الأدبية العالمية ومازالت بمثابة مصدر إلهام لفنانين من مختلف التخصصات، حيث يتماهى الأدب مع الفن، ويؤدي بالنهاية لظهور أشكال جديدة من التعبير الفني.
ونحو المزيد عن الأدب تعرفي إلى السّرقات الأدبية مؤلفات وأفكار ضائعة.. من يحميها؟