( أعدّت المادة: عفت شهاب الدين )
"وتأكيداً لكلامي، ألتقط دفتري والقلم من دُرج المكتبة، وبشراهة تبدأ الأوراق البيضاء تمضغ كلماتها حرفاً حرفاً متناسية كميّة الصفحات الملتهمة...فالكتابة عندي جوع مُزمن لا تُعيقه تُخمة، ومجاعتي العاطفية، في هذه اللّحظة، في أوجّها ومتّجهة صوب "آدم"!
"آدم" أيقظ في داخلي جزءاً ميتاً من إبداعي وعشقي للشِعر والكتابة".
هكذا عبّرت الكاتبة اللبنانية زينة الضاروب عن سرّ علاقتها بالكتابة، وقد اختارت هذه الكلمات من كتابها الذي وقّعته مؤخراً بعنوان "زمن".
أما الكتاب الأول فقد حمل عنوان "ربيع من خريف" وهي الرواية الأولى للكاتبة حيث عكست سيرتها الداتية كامرأة رافقت حبييبها وزوجها طريق الموت من خلال مرض عضال أصابه.
ماذا قالت زينة في هذا الحوار الشيّق مع "سيدتي" حول الكتابة والزمن والحياة والمستقبل.
"زمن" يُحاكي عوالم المرأة
بداية ماذا تقولين عن كتابكِ "زمن"؟ لماذا هذا العنوان؟
في عالمنا المليء بالألغاز والتحولات، هكذا نسجت "زمن" قصتها. "زمن" قصة كل إنسان بشكل عام وكل امرأة بشكل خاص. تقدّم الرواية نظرة فلسفية للحياة بطرح لمواضيع عميقة مثل الماضي والحاضر والمستقبل، والحرية والحب، والظلم والعدالة واليقظة والشجاعة. وهي مستوحاة من قصص وتجارب نساء رووها لي من خلال مهنتي كمدربة في التنمية البشرية وقيادة الذات، فأتى كتاب "زمن" ليحاكي عوالم المرأة بكل أزمنتها ويثبت لها من خلال الرواية أنه ليس هناك ما يخيف من أي مرحلة عمرية أو تجربة، وأنه يمكنها التعامل مع كل حالة بوعي وتجربة متعلمة من دروس الحياة.
أتيتِ من عالم المصارف (حائزة على شهادة الدراسات العليا في الإدارة المصرفية) إلى الكتابة؟ ما هذه النقلة النوعية؟
وما أحدث هذا الفرق وجعل النقلة علنية هو تجربة شخصية روحية اختبرتها منذ 10 سنوات عندما توفي زوجي في ريعان عمره وذبل خريف حياتي وشكلت الكتابة مفترق طريق الربيع والأمل والإيمان، وتوجت بولادة كتابي الأول "ربيع من خريف" الذي معه انتقلت من عالم الأعمال والمصارف إلى تصريف عوالمي الداخلية واختباراتي ومشاركتها مع المجتمع بهدف التوعية والوعي والتحفيز.
ما تفسيركِ لكل من الأمل، الحب والموت؟
أما الموت، فهو الوسيلة الوحيدة لفهم جوهر الحياة، وليس المقصود بالموت هو الخسارة الجسدية إنما خسارة الحياة بأكملها، فثمة أحياء أموات وثمة أموات طيفهم يحيينا.
من المفيد جداً التعرّف إلى نظرة على أنواع الفن التعبيري.
فلسفة الحياة بكل أبعادها
ما تفسيركِ للربيع والخريف؟ والحياة؟
بماذا تتميّز كتابتكِ؟ منْ هم الكُتاب أو الكاتبات الذين أُثروا بشخصيتكِ؟
لطالما كان وسوف يبقى عشقي الأول للفيلسوف والكاتب جبران خليل جبران في دوره الثائر، وطبعاً ميخائيل نعيمه في حكمته وأنا من زمن "طيور أيلول" رائعة إميلي نصر الله ورقّتها الثابتة في الحب وجوهره، كما أحب سلاسة "أليف شافاق" في كتبها وقوة وإبداع "إيمان حميدان" في تصويرها للمرأة.
كيف ينتقل الكاتب من مرحلة إلى أخرى دون أن يكرّر نفسه؟
تابعوا معنا من خلال هذا الرابط كتاب جديد للتاريخ والتراث الأثري "لإمارة الفجيرة".
الإصلاح والتوعية والإلهام
هل الكتابة لها مراحل؟
هل الكاتب مؤثّر في المجتمع؟
للمزيد من المعلومات حول الفنون التشكيلية، تعرفوا إلى الفنانة التشكيلية كرستين صافتلي: أركز على التفاعل المعقّد بين البشر.
القارئ بطل الرواية
كيف يتم التفاعل بين الكاتب والقارئ؟
كيف تقضين يومكِ؟ ما هي هواياتكِ؟ هل الكتابة تحتل حيّزاً كبيراً من حياتكِ؟ لماذا؟
الكتابة تحتل كل حياتي، فأنا أمشي وأكتب، أتكلم وأكتب، ولا أقف إلا بعد سرد يومياتي وفي الكتير من الأحيان، أوقف عملي عندما تراودني فكرة ما، فأحب ما عندي أن ألتقط قلمي وأبدأ بحياكة الكلمات على الورق وحياكة بسمة على وجوه الناس.