تعرفي لماهية العلاقة بين اللغة والأدب وكيف يؤثران ببعضهما

مجموعة من الكتب مصفوفة بانتظام
مجموعة من الكتب مصفوفة بانتظام فللأدب دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية والارتقاء بها

العلاقة بين الأدب واللغة علاقة وثيقة، فاللغة هي الوسيلة التي يتم من خلالها التعبير عن الأدب، والأدب يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على اللغة العربية والارتقاء بها، من خلال الإشكالية الإبداعية المختلفة في الشعر والقصة، والرواية، فلا أدب بدون لغة، فاللغة والأدب مترابطان بشكل وثيق، إذ يعتمد الأدب على اللغة في التعبير عن محتواه.

الأدب هو المرآة الصادقة لتطور اللغة

مجموعة من الكتب مصفوفة بانتظام - الأدب هو المرآة الصادقة لتطور اللغة


يقول الكاتب والشاعر طارق الكردي لسيدتي: لقد ظل الأدب واللغة في تاريخ ثقافتنا العربية مترابطين بشكل وثيق، لذا فالأدب هو المرآة الصادقة لتطور اللغة، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر، ولا يعمل أولهما بمعزل عن الثاني، فاللغة هي أكثر وسيلة من وسائل التعبير، وبالتالي تكون اللغة هي وسيلة الأدب، وتمثل اللغة بكونها أنظمةً لنقل الأفكار، واللغة العربية هي لغة أدبية في الأساس، وقواعدها بدأت من خلال النظر إلى النصوص الأدبية منذ تأسيس علم النحو، ثم علم العروض وعلوم البلاغة المختلفة.

ماهي اللغة؟

اللغة اصطلاحاً هي نسق من الرموز والإشارات التي يستخدمها الإنسان بهدف التواصل مع البشر، والتعبير عن مشاعره، وهي من أهم ضروريات الحياة، لأنّها وسيلة الإنسان للتعبير عن احتياجاته ورغباته، فهي أداة الإنسان للتخاطب مع الآخرين واكتساب المعرفة، وأداته الأساسية للتواصل وتطوير العلاقات بينه وبين الناس، واللغة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوطيد الروابط بين الأشخاص، وتُساهم في التطور الاجتماعي والثقافي، وتُساهم في تنمية الشخصية وزيادة ثقة الإنسان بنفسه وفي تعزيز التواصل وتبادل المعلومات بشكل عام، فعند إتقان استخدام اللغة بشكل صحيح، يمكننا نقل المعلومات بكل وضوح وفهم للرسائل المرسلة إلينا بشكل صحيح، وهي تُساعد على فهم الثقافة والتقاليد والعادات الأخرى.

ما هو الأدب؟

الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني، وهو فن من الفنون الجميلة التي تصور الحياة وأحداثها بما فيها من أفراح وأحزان، عن طريق ما يختلج في نفس الأديب من عواطف وأفكار وميول والأدوات التي يقوم باستخدامها، ويتم استخدام الأدب للتعبير عما يشعر به الإنسان، والتعبير عن العواطف وتفريغ الأفكار التي تكون بداخل الشخص، وتكون بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواباً للقدرة على التعبير، والأدب يمثل ثقافة وتقاليد اللغة أو الشعب، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص الشعرية والنثرية التي يتم كتابتها بلغة من اللغات، والأدب له رحلة طويلة عبر العصور من العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي والأموي والعباسي، وحتى الوصول إلى العصر الحديث.
قد ترغبين في التعرف على: أشهر الأدباء العالميين عبر التاريخ

علاقة الأدب باللغة

يقول الكاتب طارق الكردي لا أدب بدون لغة، فاللغة تترك آثارها في الهويّة، لأنها تعمّق من وجود الإنسان وانتمائه، ولذلك يُقال إن الأدب هو مرآة الشعوب التي ترى فيه نفسها ويتم التعبير عن هويّتها وكينونتها، فالعلاقة بين الأدب واللغة هي:

اللغة لسان الأدب

فمن خلال استخدام اللغة يتمكن المؤلفون من نقل أفكارهم وموضوعاتهم وعواطفهم، ولذلك فإن الأدب واللغة مترابطان بشكل وثيق، إذ يعتمد الأدب على اللغة في التعبير عن محتواه، وعلاقة الأدب باللغة هي علاقة الوظيفة بالمادة، والغاية بالوسيلة، لذلك ما نشأت علوم اللغة إلا لإدراك الأسرار الأدبية في الأدب، والعلاقة بين الأدب واللغة وثيقة، حيث يؤثر كل منهما على الآخر بطرق وأشكال مختلفة ومتنوعة، بل إن اختلافهما يؤكد ترابطهما.

للأدب دور للارتقاء باللغة

يلعب الأدب دوراً كبيراً في الحفاظ على اللغة العربية والارتقاء بها، من خلال بعض الأشكال الإبداعية المختلفة في الشعر والقصة والرواية والنقد، والتي تساعد بدورها على تطور لغة الضاد حتى تواكب التطورات العصرية، على اعتبار أن الإبداع أحد الروافد المهمة للنهوض بها، ولأن الأدب هو المرآة الصادقة لتطور اللغة.

اللغة وسيلة للأدب

اللغة هي أكثر وسائل التعبير الادبي بياناً، وبالتالي تكون اللغة هي وسيلة الأدب، وتمثل اللغة بكونها أنظمة لنقل الأفكار، وإثراء الإنسانية بالمعرفة والفكر، لأن التعبير عندما يكون له دلالة غير اعتيادية يصبح أدباً، ويُنقل الأدب من خلال اللغة، سواء كانت مكتوبة أو منطوقة، فيستخدم الكتّاب اللغة لصياغة القصص، والقصائد، والمسرحيات، وغيرها من أنواع التعبير الأدبي.

أهمية الأدب في سياقات اللغة

لطالما كان الأدب واللغة في تاريخ ثقافتنا العربية علمين توأمين

للأدب القدرة على تغيير رؤية الإنسان

الأدب يعطي للإنسان الفرصة لإلقاء نظرة عميقة على أوجه الحياة المختلفة، فالأعمال الأدبية لسان المواقف وصوت اللحظات الحياتية المؤثرة والتي تجعلنا قادرين على أن نتخيلها أو نعيشها واقعاً مجسداً أمامنا، لذا فقدرة الأدب على تغيير رؤية الإنسان للحياة والتعبير عنها نافذة، فالأدب من وحي الحياة يعبر عنها بصدق ومن خلاله يمكن للشخص أن يعيد النظر في قناعاته وأفكاره، ومن ثَمّ يُغير رؤيته للعديد من الأشياء.

الأدب أحد الألوان التعبيّرية للواقع

الأدب من بين الفنون يُعد الأكثر التصاقاً بالواقع، ذلك أن الأدب يتعامل بالكلمة، والكلمة وحدة اللغة ولبنتها الأساسية، وهي أكثر الوسائط الفنية قدرةً على تصوير وتشخيص واقع الإنسان، بها يحيا ويتعامل مع مفردات الحياة اليومية، والكتابة الأدبية باعتبارها نوعاً وشكلاً من أشكال التعبير، سواءً كانت شعراً أو مسرحاً أو رواية، لها تراثها ورموزها وأشخاصها الذين صاغوا معالم الفكر الإنساني.

الأدب وسيلة لتغيير النفوس

الأدب هو أداة إيجابية لها أثر عميق في تغيير النفوس كونه وسيلة من الوسائل المهمة في البناء النفسي والتوازن الروحي، وذلك لأن الأدب في تكوينه العام مرتبط بالنفس الإنسانية، فهو صادر عن قواها الوجدانية والفكرية، ومخلوق من انصهاراتها الداخلية، ومصمم من تفاعلاتها الوجودية، ولذلك فالأدب لغة تبعث في النفوس روحاً جديدة يما يحمله في طياته من خبرة صادقة، وأفكار حية، وقيم نافعة، كما أن الأدب مقدرته مدهشة في شحذ العقول وتحريك النفوس وأن يبعث فيها الثقة والاستمرارية والرغبة في العمل ومواصلة الحياة.
ونحو المزيد عن الأدب تعرفي إلى السّرقات الأدبية مؤلفات وأفكار ضائعة.. من يحميها؟