إن قراءة الكتب من أهم العادات التي يجب على الناس المواظبة عليها، ففوائدها لا تُعدّ ولا تُحصى؛ إذ إنها تمثل رياضة للدماغ، وتوسع مدارك الإنسان ووعيه، كما تُعدّ وسيلة فعّالة للترفيه والتنفيس عن الهموم واكتساب المعرفة والتثقيف وتقليل مستويات التوتر والقلق، وتعزيز فهم الذات والآخرين، بالسياق التالي التقت "سيدتي" الكاتب الروائي عضو اتحاد كتاب الإنترنت شريف الرباعي ليحدثنا عن الفوائد الهامة التي تمنحها القراءة لنا.
القراءة مكافأة يُقدمها الإنسان لنفسه ليتعرف لماهية الكون
يقول الرباعي لسيدتي: كلنا نعلم أن القراءة هي غذاء العقل ومتعة الروح ولها العديد من الفوائد للإنسان، فالقراءة مكافأة ثمينة يُقدمها الإنسان لنفسه كي يكون إنساناً مثقفاً، فهي ليست مجرد هِواية أو نشاط ترفيهي، بل هي مصدر لإثراء الإدراك العقلي وتوسيع آفاق المعرفة وتحسين جودة الحياة عموماً، وهي تعزز قدرة الإنسان على التحليل وربط الأمور ببعضها البعض بشكل جيد، بل تساعد في تنمية مهارات الفهم السريع والقدرة على المشاركة في أي نقاش، أو حوار بدون التحدث بشكل سطحي؛ مما يؤدي إلى تطوير شخصية الإنسان بالطريقة الصحيحة.
فوائد القراءة في حياة الإنسان لا تعد ولا تحصى
فهم نفسك وفهم الآخرين
تُساعد القراءة على فهم الناس وفهم الذات فهماً كبيراً، فنحن نخوض في عوالم متعدّدة تُظهر تجارِب وتفاعلات مُتنوعة للبشر في مُختلف أنحاء العالم، وبقراءة آراء مختلفة يمكننا أن نتعرف إلى الكثير من الثقافات والتفاصيل المختلفة لحياة الآخرين، ويُتاح لنا الاطلاع على تجارِب الأشخاص الذين عاشوا قبلنا أو الذين يعيشون في بيئات وحضارات مُختلفة، ونتعرّف إلى مواقفهم وحياتهم، وتكون فرصة لتوسيع فهمنا للعالم ولتحليل القضايا تحليلاً كاملاً، حيث إننا نتعامل مع مختلف الشخصيات والقصص والآراء في الكتب التي نقرؤها، ونتعلّم كيفية التعامل مع العواطف ومواجهة التحدّيات والمواقف المُختلفة التي قد يُواجهها الناس في حياتهم، وهذا يُساعدنا على التعاطف مع الآخرين، وفهم آرائهم ومواقفهم على نحو أفضل.
التعاطف مع الآخرين
تساعد القراءة على تعزيز التعاطف مع الآخرين والتعبير عن أنفسهم، والتحدث عن عواطفهم ومشاعرهم أو إجراء محادثات بسيطة، وفهم وجهات نظر الآخرين وتجاربهم، وزيادة القدرة على التعاطف مع الآخرين من حولنا، وفهم ما يمرون به وتنمية وتحسين العلاقات الاجتماعية، فعندما نقرأ عن حياة المؤثرين في كتب وروايات، نعيش معهم تجاربهم ونفهم قصصهم ومعاناتهم.
التشويق
تُوفّر لنا القراءة، ولا سيّما قراءة الروايات، تجرِبة مُثيرة ومليئة بالتشويق والإثارة، فالكُتّاب يعرفون كيفيّة شد انتباه القارئ ويمنحونه جُرعات من التشويق من صفحة إلى صفحة خلال عمليّة القراءة، فإذا أردت جُرعات من التشويق، ينبغي لك قراءة الروايات بأنواعها كافة، خُصوصاً الروايات المكتوبة بلغة سلسة والابتعاد عن الروايات المكتوبة بلغة مزينة، فعندما ننغمس في قصّة مُثيرة، نجد أنفسنا نعيش مع الشخصيات ونشعر بالتوتر والحماس لمعرفة ما سيحدث لهم في الأحداث القادمة، ونشعر بالحماس والرغبة في متابعة القصة ومعرفة النهاية.
الإيجابية والسعادة
تلعب القراءة دوراً كبيراً في تعزيز الإيجابية والسعادة في حياة الفرد، فعندما يقرأ الشخص بانتظام، يُمكن للكتب والمقالات والروايات أن تكون فعّالة في تنشيط الدماغ وتحفيزه على الاستيقاظ، والتحرّك، والتفكير بإيجابية، ونشاط، وتكون مصدراً للإلهام والتفاؤل، ما يسهم في تحسين مزاجه ورفع مستوى سعادته وترفع مستوى طاقته الإيجابية، كما تساعد على تحفيز الإبداع والتخيّل خارج الصندوق.
قراءة الكتب تجعلنا أكثر تسامحاً
تتعامل القصص الخيالية مع قصص متنوعة، فنستطيع من خلالها تعلم الكثير عن كونك أكثر تسامحاً، فالقراءة تجعلك مرتاح الذهن، فتصبح أقل توتراً يعني أنك في حالة ذهنية أفضل مما يسمح لك بقبول من حولك بل يمكن أن يساعدك على فهم صراعات الآخرين بشكل أفضل، وإبراز معرفتك في حياتك اليومية.
القراءة تنتج شخصاً مثقفاً
كثير من الأشخاص لا يُدركون قيمة الكتب وتأثيرها الإيجابي في حياتهم، فالعلم يكتسب من مصادره، ومصدر العلم الكتب، ففيها يصب العالم والباحث والأديب علمه ورؤيته ونقده، فالقراءة بوتقة علوم الأولين وخلاصة تجاربهم، لذلك فالقارئ الجيد بالفعل يكون شخصاً مثقفاً ويجعله شخصاً مميزاً عن أقرانه.
تقوية الذاكرة ورفع التركيز
لا تقتصر فوائد القراءة على تنشيط الدماغ فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تحسين الذاكرة، وتعزيز التركيز والانتباه، وعلى تقويّة الذاكرة ورفع التركيز بفعالية؛ إذ يُمثّل عمل القراءة تحدياً مستمراً للدماغ، فينمي لدى القارئ القدرة على استيعاب وتحليل المعلومات المقروءة باستمرار، ويساعد على تقوية الذاكرة وعلى تحسين قُدرتها على استيعاب واسترجاع المعلومات.
خفض مستويات القلق والتوتر
تُعدّ القراءة واحدة من الوسائل الفعّالة لخفض مستويات التوترات ورفع مستوى التركيز، وتقليل مستويات القلق وتحسين جودة النوم، فعندما ننغمس في كتاب مُمتع أو مُثير، نجد أنفسنا في عوالم مُختلفة، فنجد أفكارنا تنغمس معنا في عالم الكتاب، فننسى مؤقتاً الأفكار المقلقة والمشكلات اليومية التي قد تُبقينا مستيقظين في الليل، لأن التركيز في القراءة يعمل على تقليل التفكير في المشكلات والضغوطات اليومية، وبذلك يُخفّف من مستويات القلق والتوتر.
توسيع الثقافة العامة
القراءة تعتبر مصدراً لإثراء العقل وتوسيع آفاق المعرفة وتحسين جودة الحياة عموماً، ولا يمكن أن نطوّر لغتنا أو معرفتنا، أو نوسع ثقافتنا في مجال من المجالات من غير قراءة يومية، ويُعدّ توسيع الثقافة العامة واحداً من أبرز الفوائد التي توفّرها القراءة، فهي وسيلة لاكتساب المعرفة والمعلومات، ومن خلالها نستطيع أن ندخل إلى عوالم متعدّدة ونستكشف مواضيع مُتنوّعة تشتمل على التاريخ والعلوم والأدب والفلسفة، وهذا التنوع في المواضيع والمعرفة يسهم في توسيع آفاقنا وزيادة معرفتنا بالعالم من حولنا.
ونحو المزيد من ذات السياق يمكنك الاطلاع على الرابط: أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع