في اليوم العالمي لمحو الأمية دعوة لتعزيز التعليم متعدد اللغات

الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية
بوستر اليوم العالمي لمحو الأمية - المصدر: freepik

إن محو الأمية حق أساسي وشرعي وقانوني من حقوق الإنسان، وهو يفتح الباب أمام التمتع بحقوق الإنسان الأخرى، نحو حريات أكبر، في ظل المواطنة العالمية. نظراً لما يمثله محو الأمية من أهمية كبرى، يحتفل العالم اليوم 8 سبتمبر باليوم العالمي لمحو الأمية، وفي مثل هذا اليوم منذ العام 1967، تقام الاحتفالات السنوية باليوم الدولي لمحو الأمية في جميع أنحاء العالم؛ لتذكير صنّاع السياسات والممارسين والجمهور بأهمية محو الأمية في خلق مجتمع أكثر معرفة بالقراءة والكتابة وأكثر عدالة وسلاماً واستدامة.

محو الأمية مطلب حياتي أساسي

وفقاً للموقع العالمي لليونسكو، unesco.org، فمحو الأمية مطلب حياتي أساسي، فالعلم كالماء والهواء، ولا يمكن للإنسان أن يعيش بدونهما، ومن ثمّ فمحو الأمية هو الأساس الذي يمكّن الناس من اكتساب المعرفة والمهارات والقيم والمواقف والسلوكيات الأوسع نطاقاً؛ لتعزيز ثقافة السلام الدائم القائمة على احترام المساواة وعدم التمييز وسيادة القانون والتضامن والعدالة والتنوع والتسامح وبناء علاقات متناغمة مع الذات والآخرين والكوكب، وعلى الرغم من أهمية محو الأمية وما تمثله في بناء الإنسان وللمجتمعات وتطورها ونهضتها، إلا أن الدراسات تخبرنا بأن الملايين حول العالم مازالوا يرزحون تحت وطأة الجهل ويفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية.

بحسب الدراسات ففي عام 2022، كان واحد على الأقل من كل سبعة بالغين تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أكثر (754 مليوناً)، يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، بالإضافة إلى ذلك، يكافح ملايين الأطفال من أجل اكتساب مستويات دنيا من الكفاءة في القراءة والكتابة والحساب، في حين أن حوالي 250 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً خارج المدرسة، وعلى الرغم من إحراز تقدم كبير في تحسين معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، على مدى أكثر من خمسين عاماً منذ اليوم العالمي الأول لمحو الأمية، فإن الأمية تظل مشكلة عالمية. يُعتقد أن أكثر من 750 مليون بالغ في مختلف أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة. ولا يسلم من آفة الأمية أي أمة أو ثقافة على وجه الأرض، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث يقدر عدد البالغين الأميركيين الأميين بنحو 32 مليوناً.

ماذا يعني محو الأمية؟

يعرّف قاموس ميريام وبستر merriam-webster.com، محو الأمية بأنه "كون الشخص متعلماً، وبما أنه متعلم؛ فيعني أنه قادر على القراءة والكتابة".
قد يبدو الأمر مستغرباً عندما ندرك أنه في الوقت الذي نقضي كثيراً من ساعاته بتصفح الإنترنت والتجول عبر العديد من المواقع الإلكترونية ووسط زخم الواقع السيبراني الذي نحيا به، ما زال هناك بعض الأشخاص لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة، إنهم غير قادرين حتى على قراءة قائمة طعام مطعم أو علامة طريق أو بطاقة تصويت أو دليل تعليمات أو ملصق زجاجة وصفة طبية أو علبة حبوب.
ووفق هذا السياق، هل يمكن أن نتخيل كيف يمكننا أن نتعايش مع الحياة العصرية دون أن نمتلك القدرة الأساسية على القراءة والكتابة؟ ومن ثمّ أصبح القضاء على الأمية في كل المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء العالم هو الهدف الذي يسعى إليه اليوم العالمي لمحو الأمية.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى لماذا اليابان تبدأ استخدام الكتب المدرسية الرقمية في 2024

احتفالية 2024 : "تعزيز التعليم المتعدد اللغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام"

بحسب الموقع الرسمي لليونسكو، فقد تم إطلاق فكرة اليوم العالمي لمحو الأمية لأول مرة في "المؤتمر العالمي لوزراء التربية والتعليم بشأن القضاء على الأمية"، الذي عقد في العام 1965. وفي العام التالي تولت اليونسكو زمام المبادرة وأعلنت يوم 8 سبتمبر يوماً عالمياً لمحو الأمية، وكان الغرض الأساسي هو "تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية كمسألة تتعلق بالكرامة وحقوق الإنسان للأفراد والمجتمعات، والحاجة إلى تكثيف الجهود نحو مجتمعات أكثر معرفة بالقراءة والكتابة". وبعد عام واحد، قبل المجتمع العالمي تحدي القضاء على الأمية؛ من خلال المشاركة في اليوم العالمي الأول لمحو الأمية في عام 1966.
تتخذ احتفالية اليوم العالمي لمحو الأمية شعار: "تعزيز التعليم المتعدد اللغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام"، حيث تبدو الحاجة ملحة لتسخير الإمكانات التحويلية لمحو الأمية لتعزيز التفاهم المتبادل والتماسك الاجتماعي والسلام.
في عالم اليوم، حيث أصبحت التعددية اللغوية ممارسة شائعة لدى كثيرين، فإن تمكين الناس من خلال تبني نهج متعدد اللغات قائم على اللغة الأولى لتطوير محو الأمية والتعليم أمر فعال بشكل خاص؛ بسبب فوائده المعرفية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية. ويمكن لمثل هذا النهج أن يساعد في تعزيز التفاهم المتبادل والاحترام، في حين يعزز الهويات المجتمعية والتاريخ الجماعي.

يتناول اليوم الدولي للقراءة والكتابة 2024:

  • القضايا المتعلقة بمحو الأمية في سياقات متعددة اللغات لتحقيق السلام الدائم.
  • سيستكشف الحلول الممكنة لتعزيز السياسات وأنظمة التعلم مدى الحياة.
  • سيتناول كذلك سياسة الحوكمة والبرامج والممارسات المتعلقة بمحو الأمية وجودة التعليم.

الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية عالمياً

سيتم الاحتفال باليوم الدولي للقراءة والكتابة 2024 شخصياً وعبر الإنترنت على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية، حيث يقام الاحتفال العالمي يومي 9 و10 سبتمبر 2024 في ياوندي، الكاميرون، وسيشمل مؤتمراً عالمياً لمحو الأمية، وحفل توزيع جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية، وأحداثاً جانبية؛ مثل الاجتماع السنوي للتحالف العالمي لمحو الأمية في إطار التعلم مدى الحياة (GAL)، واجتماعات البحث العملي حول قياس محو الأمية والتعليم البديل (RAMAED)، وشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم. ستكون أيضاً فرصة لإلقاء الضوء على أجندة محو الأمية في الكاميرون وإفريقيا في سياق عام التعليم للاتحاد الأفريقي وما بعده.
قد ترغبين في التعرف إلى احتفالات سابقة بمحو الأمية حيث كانت الدعوة لتحويل مساحات تعلم القراءة والكتابة