اقتضت حكمة الله تعالى أن يُنشِّئَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئةً خاصَّة، فهيَّأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، ويمثل ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام حدثاً كبيراً في تاريخ الإنسانية جمعاء، وليس في تاريخ المسلمين فقط، فقد غير وجوده خريطة العالم كلها على مستوى الدين والثقافة والجغرافيا أيضاً، وصنع تاريخاً جديداً للعالم، لا يزال أثره موجوداً حتى الآن.
رسول الإنسانية بُعث رحمة للعالمين
يقول الشيخ عمرو سيد أحمد من علماء الأزهر الشريف لسيدتي: إن من أفضل أيام الدنيا يوم ولادته صلى الله عليه وسلم، أشرف خلق الله، سيد ولد آدم، الذي بُعث رحمة للعالمين، الذي بمولده محا الله ظلام الشرك من البشرية، هو سيدنا محمد الذي أراد الله له اليتم منذ الصغر ليرزقه قلباً رقيقاً ليناً، ليكون مثالاً على رحمة الله في الأرض، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، بعثه الله رحمة للعالمين ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكان صلى الله عليه وسلم نموذجاً عالمياً، اتسع صدره للخلق جميعاً مؤمنهم وغير مؤمنهم، وكان في الكلام صادقاً وفي الأفعال مطابقاً، كي يسير وفقَ المنهج الذي أراده الله له، ولقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الصعاب في بداية دعوته، لكنه استمر بنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد هاجر إلى المدينة المنورة بعدما اشتد أذى قريش، وهناك أسس دولة الإسلام الأولى، وامتدت رسالته حتى بعد وفاته، وانتشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض بفضل جهوده المباركة وتعاليمه التي أسست لحضارة إنسانية عظيمة.
وإذا تابعت السياق التالي؛ فستتعرفين إلى: كيف احتفى الشعراء بالمولد النبوي الشريف
كيف كان مولد نبي الرحمة؟
يقول الشيخ عمرو سيد أحمد: "ولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق أجمعين: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، في صبيحة يوم الإثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571م.
تاريخ الميلاد
ذكر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في كتابه "الرحيق المختوم" أن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولد بشعِب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م، ويُقدِّرُ أهل السِّيَرِ ميلادَ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِشهرِ نيسان أو أبريل لعام خمسمئةٍ وواحد وسبعينَ ميلاديَّة.
مولده ونشأته
نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرةٍ كريمةٍ وعريقة، هي الأسرة الهاشمية التي هيَّأت له أسباب الرعاية، واهتمَّت به اهتمامًا بالغاً بسبب يُتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمِّه، فتولَّى أمره جدُّه عبدالمطلب، فاعتني به أفضل عنايةً ورعاه حقَّ الرعاية، واختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأةً من بني بكر وهي حليمة السعدية، فنشأ صلى الله عليه وسلم أوَّل حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمةُ عنايتها، وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لِمَا رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمِّه بعد أن أكمل سنتيه وأقنعتها بأن يرجع معها، وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فردَّته إلى أمِّه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتُوفِّيت أمه، فكفله جدُّه عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقَّةً شديدة، حتى إنَّه من شدَّة حبِّه له واعتنائه به، كان يُقدِّمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولمـَّا بلغ من العمر ثماني سنين، وبعد وفاة جده فكفله عمُّه أبوطالب وقام بحقِّه حقَّ القيام، فضمَّه إلى أولاده، وقدَّمه عليهم وإختصَّه بإحترامٍ وتقديرٍ زائدين، واستمرَّ أكثر من أربعين سنةً يُعزِّز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله.
وفي ظل الاحتفال بالمولد النبوي يمكنك التعرف على: أجمل عبارات التهنئة بمناسبة المولد النبوي 1443هـ
صفات النبي الكريم
صفاته في طفولته وشبابه
نشأَ النبي صلى الله عليه وسلم نشأةً خاصَّة، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفاتٍ حميدة، وأخلاقٍ فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سمَّاه قومه "الصادق الأمين"، ورغم نشأة النبي الكريم محمد " صلى الله عليه وسلم" في أجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من الوثنيات والعادات المنحرفة، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم، بل حفظه الله من الوقوع في ذلك منذ نعومة أظفاره.
أخلاق النبي "صلي الله عليه وسلم"
بُعِثَ الرسول "صلى الله عليه وسلم" ليكمّل للناس مكارم الأخلاق ويؤكد الصالح منها ويُصلح ما فسد وقد كان أعظم الناس أخلاقاً وأكملهم، ومن صفاته الخُلقية التي تحلى بها، صدقه في أعماله وأقواله ونياته مع المسلمين وغيرهم حتى لُقِّبَ بالصادق الأمين، وعُرِفَ أيضاً بحِلمه وبسماحته وعفوه عن الناس وصفحه عنهم قدر المستطاع، كما وقد عُرِفَ بكرمه وجوده وعطاؤه وتواضعه، وعدم تعاليه وتكبره على الناس فكان يجلس بين الصحابة دون أن يميز نفسه بأي شيء ولا يترفع على أي أحد منهم إذ كان يخرج في الجنائز ويزور المرضى ويجيب الدعوة، كما اشتُهِرَ بحفظه للسانه وعدم نطقه بالسيء والقبيح من الأقوال، واحترامه للكبير وعطفه على الصغير فكان عليه السلام يقبل الأطفال ويحنو عليهم.
قد ترغبين في التعرف على: أجمل الأناشيد احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف