يميل معظم الأشخاص إلى استخدام نسبة قليلة من قدراتهم العقلية بنسبة لا تتجاوز الـ 10%، تاركين بذلك مخزونًا كبيرًا وهائلا من الطاقة العقلية والقدرات المعرفية المعطلة دون استخدام أو نمو. لذا يسعى غالبية الأفراد إلى معرفة قدرات الذكاء الخاصة بهم والمهارات التي يتمتعون بها مقارنة بأقرانهم، حيث تساورهم الشكوك حول مستوى ومعدل الذكاء لديهم إن كان مساويًا أو متفوقًا أو متدنيًا عن مستوى مرحلتهم العمرية.
- ماهو مستوى الذكاء IQ؟
يلجأ العديد من الأشخاص لمعرفة كيف يفكر الشخص الناجح، وقياس القدرات العقلية ومقارنتها بالآخرين، فتعتمد الأغلبية على قياس معدل الذكاء عن طريق اختبارات الذكاء المعروفة بالنسبة إلى العالم باسم "IQ" الشهيرة والتي ابتكرها عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيه، والتي تقوم بطرح العديد من الأسئلة لقياس الجوانب الإدراكية والمعرفية والمنطقية والعقلانية وقدرات الكتابة والاستماع والمعالجة البصرية وتتبع الأنماط والذاكرة والعديد من الاختبارات التي تهدف إلى قياس معيار ومعدل الذكاء لديك. لكن يبقى التساؤل الذي يثير الشكوك هو: هل ذكاء الانسان فطري أم مكتسب؟
تشير الدكتورة كارول دويك مؤلفة كتاب بعنوان "العقلية" بأن جميع الأفراد يمتلكون نوعين من العقليات؛ الأولى تسمى بـ"النامية"، والثانية بـ "الثابتة" وتؤكد بأن الأشخاص الذين يستخدمون العقلية الثابتة في حياتهم بشكل متكرر هم أصحاب الصفات والذكاء الفطري، ويعتقدون بأنهم قد وُلدوا هكذا ولا يمكن تغيير ذكائهم."الذكاء يمكن أن يكون موروثًا من الآباء، ولكنه يجب أن يتعلم من الأمهات." ألبرت أينشتاين
أما المجموعة الثانية والتي تميل إلى الازدهار والتطور وجمع المعارف التراكيمة من حولها على مدار سنوات حياتها هم أصحاب عقليات نامية يؤمنون بأن الفرص يمكن أن تتولد من الفشل، وأن الموهبة قادرة على التطور بالخبرات المتراكمة، وأن العمل المستمر يقود إلى النجاح.
وبناءً على ذلك، تؤكد الدكتورة كارول دويك بأن: نسبة الذكاء لدى الأفراد ليست ثابتة أو محدودة بل يمكن تطويرها وتنميتها بعدة وسائل وطرق مختلفة، وأن الانسان قد يولد بنسبة ذكاء يمكن أن يتطور وأن يكتسب من خلال أنماط الحياة المتعددة.
يقدم الموقعان healthline.com و indeed.com مجموعة من الخطوات لمضاعفة معدل الذكاء وتطوير القدرات الذهنية واستثمار الطاقة الكامنة في عقول الأفراد، ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1. تعلم العزف على آلة موسيقية:
تشير الدراسات بأن تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة كنوع من المهارات المكتسبة يتيح للأفراد إمكانية زيادة مستوى الذكاء لديهم؛ حيث أن الموسيقيين يمتلكون ذاكرة نشطة أفضل مقارنة بغيرهم، ولهذا يمكن لتعلم الموسيقى أن يسهم في تعزيز مستويات الذكاء وأن يرفعها لدى الأشخاص مقارنة بغير الموسيقيين.
2. تعلم لغة جديدة.
إن معرفتك لأكثر من لغة واحدة يعزز بشكل فعال القدرات الإداراكية والمعرفية في الدماغ. حيث تشير الدراسات إلى أن تعلم لغة جديدة ما بين العمر 18 – 24 شهرًا يعزز بشكل إيجابي القدرات الإدراكية في المستقبل لدى الأفراد ويرفع من مستوى ذكائهم.3. قراءة المزيد من الكتب بإستمرار.
إن قراءة العديد من الكتب الأدبية أو العلمية أو الفكرية يمكن أن تحسن القدرات المعرفية والإدراكية لدى الأفراد. حيث أن القراءة تسهم بشكل فعّال في تطوير العقل وتنشيط الذاكرة وقدرات الذاكرة المتخيلة ومهارات الرؤية.حيث أن القراءة المتواترة يوميًا بمعدل نصف ساعة، يسهم بشكل أساسي في رفع مستوى الذكاء لدى الأفراد وتحقيق نتائج مرتفعة مقارنة بنتائج الآخرين في اختبارات الذكاء الـ "IQ" الشهيرة.
4. ممارسة أنشطة الذاكرة.
تساهم أنشطة الألعاب الكمية والعددية من تحسين مستوى عمل الذاكرة لديك ورفع قدرات الاستدلل الخاصة بك، الأمر الذي يساهم بشكل مباشر في رفع معدل الذكاء العقلي وقدراتك الدماغية في الربط والتحليل والاحصاء.
حيث يوصى العلماء بممارسة الألعاب التي تعزز الذاكرة في علاج مرض الخرف/الزهايمر، والتي تسهم في بشكل إيجابي وفعال في رفع مستوى لياقة العقل ومعدل الذكاء لدى الأفراد.
5. متابعة الدراسة.
إن المتابعة المستمرة للتحصيل العلمي المستمر والسعي المتواصل في البحث والمعرفة؛ يشكلان العوامل الرئيسية والبؤرة الحقيقية في نمو خلايا الدماغ بشكل مستمر ومتطور. حيث أن متابعة الدراسة من شأنه أن يسمح لك بالوصول بشكل ممنهج وعلمي إلى الحقائق ورفع قدراتك الاستيعابية ومناطق الإدراك والوعي لديك بالإضافة إلى رفع معدل الذكاء مقارنة بأقرانك.وتشير الدراسات بأن متابعة الدراسة والتحصيل العلمي من شأنه أن يقود إلى الطرق العظيمة في إبداع الحلول والأفكار بسبب عمق وسعة اطلاعك. فالأفكار الحيوية النشيطة والحلول المطلوبة بالإضافة إلى غزارة الإنتاج في الوظيفة هو نتاج البحث والدراسة المتواصلين.
6. الحفاظ على نمط حياة صحي.
إن تحقيق التوازن في العناية بين العقل والجسد يمكنه أن يحقق للأفراد نماط من الحياة الصحية تسهم بشكل مباشر في رفع معدل الذكاء. حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية التي تعزز وصول الدم والأوكسجين إلى خلايا الدماغ مما يرفع من مستوى التركيز والتفكير والنوم العميق والجيد، بالإضافة إلى شرب كميات المياة الكافية من أجل ضمان حصول دماغ الإنسان على الترطيب الكافي للقيام بالمهام المطلوبة.ويعد التواصل الاجتماعي والحفاظ على العلاقات الصحية ومناقشة الأصدقاء والزملاء نمطًا صحيًا لتحفيز العقل والدماغ والقدرة على إدارة التوتر من أجل رفع معدل الذكاء لدى الأشخاص.
7. تحدي النفس بشكل دائم.
إن السعي بشكل دائم إلى تطوير المهارات والقدرات من خلال تحدي النفس بتعلم شيئًا جديدًا يجعل عقلك مدربًا بشكل مرن على التعامل مع المستجدات الطارئة. حيث أن التحدي المستمر للقدرات العقلية من خلال الأنشطة المعقدة والمتطورة يشكل عنصر أساس في تقوية ارتباطات الذاكرة عبر الاستدلال وزيادة كفاءة مهارات التحكم والتنفيذ.
ويمكن القيام بذلك أيضا من خلال القيام بتطبيق ألعاب الاستدلال العقلي كألعاب ردود الفعل السريع، الألغاز واكتشافها وصعوبة تفسيرها وألعاب ترابط الأحرف والكلمات.
القراءة تعلمك كيف تفكر، ولكن التفكير يجعلك ذكيًا - ليوناردو دافنشي
وفي النهاية، ينبغي على الأفراد الذين يعتزمون المضي في تطبيق الممارسات والخطوات لرفع معدل الذكاء الخاص بهم أن يحذروا من الوعود والبرامج الزائفة والتي تدعي قدرتها على زيادة معدلات الذكاء بشكل مفرط دون دليل علمي موثق، بالإضافة إلى البحث الدائم عن الأبحاث العلمية والتوجيهات من مصادرها الحقيقة والموثقة، حيث أن رفع مستويات الذكاء يحتاج إلى الصبر والاستمرارية للحصول على النتائج التي لا تظهر بشل فوري.
للاستزادة في معرفة استراتيجيات تطوير الذكاء، ننصح في قراءة: ممارسات تزيد حِدَّة ذكائك
