الوحدة هي شعور يكتنف كثير من الناس في مرحلة ما من حياتهم، ويمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم الجسدية والعاطفية. على أن الوحدة لا تعني أن تكون وحيدًا فحسب، بل أن تشعر بالوحدة وتتملكك وأنت بصحبة الآخرين فتمتلئ حياتك بأشخاص لا يفهمونك، لا يشعرون بك ولا تؤثر بهم، لا يفتقدونك... لا يستمعون إليك... لا تعني لهم الكثير أو حتى القليل وقد يكون الأمر أكثر ألمًا لو كان لهؤلاء الأشخاص حيز بزمانك ومساحة بعقلك ومكان بقلبك، فتشعر أنك غريب وأنت بين الأقارب والأصدقاء ولكنهم لا يعرفون أو يهتمون أو حتى يشعرون.
فإذا شعرت بهذا الشعور أو تملكك لبعض الوقت، فتابع السياق التالي لتعرف كيف تتغلب عليه، التقت "سيدتي" استشارى العلاقات الإنسانية وخبير التنمية البشرية جميلة عبد الواحد لتخبرك عن أفضل طرق للتغلب على الشعور بالوحدة.
ما هي الوحدة؟
تقول جميلة لسيدتي: الوحدة هي شعور شخصي ينشأ عندما ندرك أن علاقاتنا الاجتماعية غير كافية أو غير مرضية. أي عندما نشعر أنه ليس لدينا ما يكفي من الأشخاص لنعتمد عليهم، أو أن من لدينا لا يفهموننا أو يدعموننا أو يقدروننا. يمكن أن تؤثر الوحدة على أي شخص، على أنه ينبغي أن ندرك أنه لكي تكون وحيدًا ليس مثل الشعور بالوحدة، فمن المحتمل أن تكون وحيدًا ولا تشعر بالوحدة، أو قد تكون برفقة بعض الأشخاص وتشعر بالوحدة.
تولد الوحدة حالة من عدم الراحة عندما ندرك وجود مسافة بين الاتصال الذي نرغب فيه والاتصال الذي نتمتع به بالفعل. أي أننا نرى فرقًا بين العلاقات التي نرغب في إقامتها وتلك التي لدينا. الوحدة هي تجربة ذاتية تعتمد على ما نشعر به تجاه أنفسنا والآخرين، على أن الوحدة هي شعور يمكن أن نختبره جميعًا في مرحلة ما من حياتنا. ويمكن أن تتسبب في تفاقم موجات الحزن والقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات ومشاكل النوم والتوتر، بل وتزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض الجسام مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو الأمراض المناعية أو المعرفية. لذلك، من المهم معرفة كيفية التغلب على الشعور بالوحدة. وتؤكد جميلة على أهمية أن نتواصل مع الآخرين، لافتة أن الأكثر أهمية أن نتواصل مع أنفسنا.
ويمكنك من السياق التالي التعرف على ما يضعف القلب والمناعة.. ولتتعرف على أضرار الوحدة على الصحة العامة
10 أسباب للشعور بالوحدة
تقول جميلة: يمكن أن تتنوع أسباب الوحدة وتختلف حسب كل شخص وكل موقف، ومن هذه الأسباب:
- عدم وجود اتصال عاطفي مع الأشخاص حولنا.
- الافتقار إلى المهارات الاجتماعية اللازمة للتواصل مع الآخرين.
- عدم وجود صحبة وعدم وجود أشخاص يمكننا تبادل الخبرات معهم.
- التغيير في العلاقات الاجتماعية مثل فقدان الصداقة أو الانفصال عن الحبيب.
- تدني احترام الذات والذي يجعلنا نشعر أننا لا نستحق التواصل مع شخص ما.
- عدم الثقة بالنفس، مما قد يولد الخوف من الرفض أو النقد أو الفشل.
- عدم وجود أنشطة تجعلنا نشعر بالتحفيز أو نشعر بالشغف تجاهها.
- فقدان شخص عزيز أو فراقه سواء بسبب الموت أو الانفصال أو الانتقال أو غير ذلك.
- التوتر أو القلق أو الاكتئاب، مما قد يجعل التواصل الاجتماعي والاستمتاع بالأنشطة المشتركة أمرًا صعبًا.
- الاستخدام المفرط أو غير المناسب للشبكات الاجتماعية أو التقنيات الجديدة، والذي يمكن أن يخلق إحساسًا زائفًا بالارتباط أو يستبدل العلاقات الحقيقية بعلاقات افتراضية.
ويمكنك التعرف من السياق التالي على: الفرق بين الوحدة والعزلة..
كيفية التغلب على الوحدة؟ 5 مفاتيح لكسر العزلة
- اسأل نفسك ماذا تريد؟ صحيح أن العزلة يمكن أن تكون ضارة جدًا، ولكن لا بد من الانتباه أن تعريف معنى الوحدة يختلف من شخص لآخر فهناك الكثير من الناس يحبون العزلة، ولا حرج في ذلك. لذلك، فإن الخطوة الأولى لمعرفة كيفية التغلب على الوحدة هي أن تكون واضحًا إذا كان هناك بالفعل شيء يحتاج إلى التغلب عليه.
- تصالح مع عاداتك وأذواقك، هناك أشخاص، على الرغم من أنهم قد لا يدركون ذلك، يشعرون بالوحدة لأنهم قرروا استبعاد أنفسهم من الحياة الاجتماعية جزئيًا. يحدث هذا عادة في حالات الأشخاص الذين يعتقدون أنهم فريدون للغاية ولكن هناك الكثير من الأشخاص في العالم بحيث لا يمكن اختزالهم جميعًا في مفهوم نمطي واحد. ولهذا السبب، إذا كانت المشكلة في الأذواق والعقليات والهوايات، فلا شيء يمنعنا من الذهاب إلى حيث يوجد الأشخاص الذين يشتركون معنا في كل ذلك.
- اطلب الدعم من الأشخاص الأقرب إليك، فالتغلب على الوحدة ليس بالمهمة السهلة، ولهذا السبب لا ترفض أي مساعدة متاحة. فطلب الدعم من العائلة والأصدقاء يساهم في كسر هذا الشعور بالوحدة. إن الحديث عما نشعر به هو نشاط يمكن أن يكون علاجيًا، ومن ناحية أخرى، يقربنا من الحلول الممكنة التي لم نتمكن من الوصول إليها من قبل.
- أجبر نفسك على حضور المناسبات الاجتماعية، فإذا كنت تفكر في طرق التغلب على الوحدة، فمن المحتمل أنك تعاني من بعض أعراض الاكتئاب بسبب العزلة التي تشعر بها. لهذا السبب، حتى لو كنت لا ترغب في ذلك، فإن أحد الموارد العظيمة التي يمكنك استخدامها لكسر الوحدة هو إجبار نفسك على حضور المناسبات الاجتماعية، وبمجرد حضورها، ستظهر الفرصة للبدء في ربط هذا النوع من الأنشطة بالمتعة والمحادثات الممتعة وإمكانية كسب الأصدقاء وما إلى ذلك.
- درب نفسك على تقنيات تطوير وتنمية العلاقات، فبعد أن كسرت الحاجز الأول لمنطقة الراحة الخاصة بك واستمتاعك بعزلتك، فقد حان الوقت لكسر الحاجز المتبقي والمشاركة بشكل أكثر نشاطًا في المحادثات .
- للقيام بذلك، تجنب بأي ثمن التساؤل عن أفضل وقت للتدخل؛ فقط قل ما تفكر فيه بوضوح وبصوت حازم.
قد ترغبين في التعرف على: تأثير 8 ساعات من الوحدة على جسمك والذي سيصدمك دون شك