لكل إنسان طريقته الخاصة في مواجهة وحدته والحياة في منزله، ولعل أصعب وحدة يعيشها الإنسان هي أن يكون وحيدًا في قرية نائية لا يوجد فيها أحد قريب من قلبه، وقد وجدت يابانية طريقة جميلة للتسلية والمتعة ومواجهة هذا الشعور في قريتها النائية، فما هي هذه الطريقة الممتعة والجميلة؟
تسوكيمي أيانو، امرأة يابانية تقوم بصنع دمى من الحجم الطبيعي مستخدمة العصي الخشبية والصحف للجسم والأقمشة اللينة لصنع البشرة وصوف الحياكة لصنع الشعر، حسب موقع «العرب»
وفي قرية ناغورو اليابانية، يزدحم شارع مهجور بدمى من الحجم الطبيعي تفوق عدد سكانها… هي ثمرة جهود امرأة لمواجهة الشعور بالوحدة في هذه البلدة النائية.
وادي الدمى
فقد أصبحت ناغورو التي تبعد حوالى 550 كيلومترا جنوب غربي طوكيو تعرف بـ«وادي الدمى» بعدما بدأت تسوكيمي أيانو -وهي من سكان القرية- تضع دمى كبيرة في الشوارع لضخ بعض الحياة في قريتها التي تكاد تخلو من السكان.
وقالت صانعة الدمى البالغة من العمر 69 عامًا: «يعيش في هذه القرية 27 شخصًا فقط، لكن عدد الدمى يبلغ 270». وقد بدأ الأمر قبل 16 عامًا عندما ابتكرت أيانو فزاعة ترتدي ملابس والدها لمنع الطيور من أكل البذور التي زرعتها في حديقتها. وأضافت: «عندما رأى عامل في الحديقة الفزاعة ظنها والدي، فألقى عليها التحية لكنها لم تجب بطبيعة الحال لأنها فزاعة طيور».
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف أيانو عن صنع الدمى من الحجم الطبيعي مستخدمة العصي الخشبية والصحف للجسم والأقمشة اللينة لصنع البشرة وصوف الحياكة لصنع الشعر.
كذلك، كشفت أيانو أنها تطبق بفرشاة خاصة بالتبرج اللون الوردي على شفاه الدمى وخدودها لإعطائها بعض مظاهر الحياة.
ومنحت دمى أيانو الأمل والقوة بقصتها للأشخاص الذين يعيشون بتعاسة أسرى وحدتهم الموجعة بعد هجر أحبائهم وجيرانهم لهم، فلقد ألهمت الوحدة أيانو إبداعها الخاص الجميل في صنع دمى عملاقة بحجم البشر، وربما منحتها بعض ملامح سكان قريتها ال 27، وبعض أحبائها المتوفين والمسافرين.