لاشك إن موضوع فارق السن بين الزوجين من أبرزالمواضيع التي تثير الجدل بين الكثير من الأسر، فالبعض يعتقد إن فارق السن بين الزوجين يعد أحد العوامل الرئيسية لإنجاح العلاقة، غير مدركين إنه قد لا يكون مقياساً لنجاح هذا الزواج، فهناك عوامل أخرى تلعب دوراً كبيراً في نجاح هذه العلاقة وغير مرتبطة بالسن، كالتوافق الفكري، والارتياح النفسي، وقبول الآخر، والتفاهم، والإقتناع بكل خطوة للشريكين معاً.
العمر الزمني بين الزوجين ليس هو المعيار الوحيد
تقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة سميحة عبد الرحيم لسيدتي: "الزواج هو شراكة حياة، والحب لا يعرف فوارق الأعمار، ولا يعترف بها، وفارق العمر المثالي والأفضل بين الزوجين أمر يستحيل تحديده، فهناك من الأمور الكثيرة تغطي علي هذا الأمر، كالتكامل، والحب والتراحم والمودة، ومدى التفاهم بينهما والتوافق العقلي والشعور بالألفة والسكينة بينهما، فمهما اختلف العمر، فالعمر الزمني ليس هو المعيار الوحيد، لأن هناك العمر العقلي والعمر الوجداني والعمر الطبي والعمر الإجتماعي، إلي جانب إنه قد يكون لكبير السن روح مفعمة بالشبابية، والعكس" .
إيجابيات فارق العمر بين الزوجين
تقول الدكتورة سميحة عبد الرحيم إن لفارق السن بين الزوجين إيجابياته، لأن الزوج يكون لديه القدرة الأكبر على تحمل المسؤولية، والقدرة الأكبر على قيادة الأسرة، ويستطيع الطرف الأصغر سناً أن يستفيد من المشورة وأخذ الرأي والخبرة الحياتية من الطرف الأكبر، كما أن الأصغر عمراً يجعل الشريك الأكبر عمراً يستعيد نشاطه وحيويته، ويرجعه إلى عالم الشباب من حيث الاهتمامات والهوايات وتصبح الحياة بينهما متوائمة، وسنجد الطرف الأكبر سناً سواء من الرجل أوالمرأة دائماً ما يهتم بالرياضة والمظهر الجذاب، ونجد إن العلاقة الزوجية تقوم بينهما على الاحترام المتبادل، ويكون الزوج يحتوي علي الكثير من المشاعر الفياضة، من حنان وعطف على الزوجة والأبناء، وكذلك القدرة الكبيرة على منح الحب للأسرة.
سلبيات فارق العمر بين الزوجين
قد يتسبب وجود فارق السن بين الزوجين لوجود بعض السلبيات، كعدم وجود التقارب الفكري أوالثقافي في العلاقة مما يؤدي إلي وجود فجوة كبيرة في التفاهم والنقاش والتفاعل بينهما، وغالبا نجد إن الطرف الأكبر في العمر في كثير من الأحيان يلجأ إلى الإستحواذ على تفكير الزوجة التي تصغره بسنوات عدة، مستخدمًا في ذلك التحكم والسيطرة، فيحاول تغيير أفكارها، ومعتقداتها الشخصية، إلي جانب إنه يحاول تربيتها على أساس كثرة الخبرة وتفهمه لأمورالحياة، فتشعر الطرف الأصغر بأنها أقل قيمة في هذه العلاقة، ومن أكثر السلبيات تأثيراً عندما يكون أحد الأطراف في مرحلة متقدمة جداً من العمر عن الآخر، فيصبح أكثر غيرة بشكل مرضي، سواء الرجل أو المرأة، فينتابه الإحساس بالفقد والخسارة في أي وقت، أوقد يلفت انتباهه أي شخص صغير السن، إلي جانب إنهم غالباً ما يواجهون تحدياً كبيراً من المجتمع، فالكثير من المجتمعات لديها تحفظات على فارق العمر، إلي جانب وجود مخاوف كبيرة قد تنتاب الطرف الأكبر عندما يتقدم أكثر في العمر فتتولد عنده مخاوف وقد يفقد الثقة في نفسه ويصعب عليه مجاراة شريك حياته في الأنشطة الاجتماعية المختلفة كالتنقل من مكان لمكان، والسفر والرحلات.
ومن السياق التاي يمكنك التعرف على: عيوب فرق السن الكبير بين الزوجين
فارق السن المناسب بين الزوجين
تقول الدكتورة سميحة عبد الرحيم إن التوافق الفكري والثقافي والاجتماعي أهم من الفروق العمرية، فهى تعتمد أولاً على درجة التوافق والنضوج والتقارب الفكري والعاطفي والوجداني، وتتعدد الآراء حول فارق السن الأفضل بين الزوجين، إلا أن فارق السن بين الزوجين عندما يكون فيه الزوج أكبر من الزوجة من 10 : 12 سنة فيري الكثير من الخبراء المعنيين إنه هو الأفضل، وذلك لأسباب عديدة أن الرجل يكون قد وصل إلى نضج المرأة التي تسبقه فكرياً، وبذلك يكون قادراً على احتوائها عاطفياً وفكرياً؛ لذلك تكون الزيجات التي يكون فيها فارق السن ما بين الـ 7 : 12 سنة، على الأغلب زيجات ناجحة، يسودها التفاهم، وخصوصاً إذا توافقت طباع كل من الزوجين معاً.
فارق العمر لو زاد عن 12 عام
إذا زاد فارق العمر عن 12 عامًا قد يتسبب في إحداث بعض العواصف التي قد تقصف بالزواج وينتهي الأمر بالطلاق ، بسبب اختلاف التفكير وطريقة تفسير وتحليل المشكلات، لأن الحياة الزوجية لا تكون على وتيرة واحدة، ولكن عندما يكون الفرق بين الزوجين من ٧ سنوات و١٢ سنة ؛ ستشعر الزوجة في وجود هذا الفرق أنها تستطيع أن تحتمي في زوجها، أما عندما تكون في مثل سنه غالباً ما تنشب بينهما الخلافات لأن كليهما يحاول أخذ مقاليد القيادة من يد الآخر، وعلى الرغم من ذلك، توجد بعض الآراء تنادي بأن يكون فارق السن بين الزوجين من 5 : 7 سنوات، ليكون هناك مساحة جيدة للتفاهم بين الزوجين، ومن ذلك يمكن القول بأن فارق السن المناسب بين الزوجين قد يبدأ من 5 سنوات إلى 12 سنة، وكلما زاد فارق السن بين الزوجين فوق الـ 5 سنوات كلما كان أفضل.
وجود إتزان بالعلاقة شيء ضروري
لاشك إن الجانب النفسي مهم جدًا لكلا الطرفين فلابد من وجود اتزان بالعلاقة، أيضًا هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر بالعلاقة بعيدًا عن العمر مثل " العامل النفسي والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي" وهناك بعض الخبراء أكدوا أنه من الأفضل أن ينتمي الزوجان لنفس الجيل أي لا يزيد الفارق العمري بينهما عن خمس سنوات، لذا فمن الصعب تحديد فارق عمر مثالي، كون بعض العلاقات تنجح برغم الفارق العمري الكبير بين الأزواج، في حين تفشل زيجات البعض الآخر برغم التقارب العمري بينهما، ولكن في النهاية أقول إنه لا يستطيع أحد تحديد العمر المثالي والأفضل للزوجين، لأنه مرتبط بمدى الانسجام النفسي والفكري والعلمي والمادي بين الطرفين .
ونحو المزيد يمكنك التعرف على : تأثير فارق السن بين الزوجين على الحياة الزوجية