نصائح للتعامل مع المشكلات العائلية وتأثيرها على الأداء الأكاديمي

evrerfr
طفل واقف خارج حجرة حيث يتشاجر الوالدان وتبدو عليه آثار الصدمة، فالبيئة تؤثر على الشخصية والاستقرار النفسي 

تعتبر الأسرة من أهم النظم والمؤسسات الاجتماعية التي لها الدور الرئيسي في عملية التنشئة، حيث يكتسب الأبناء منها كل ما يرتبط بإشباع رغباتهم وحاجاتهم وذلك وفق آداب سلوكية معينة، ومعاملة الوالدين لبعضهما البعض لها أهميـة كبيرة فـي تحقيق التوافق النفسي، والاجتماعـي لأبنائهما وهذا ينعكس على التحصيل الدراسي لهم، فالجو الأسري الهادئ والحد من المشاكل الأسرية والعمل على تجنبها وتحييد الأبناء ضمان للتحصيل الجيد، وللأسرة الدور الكبير في نمو الجوانب العقلية لأبنائها بما تهيؤه لهم من عوامل مناسبة لهذا النمو.

البيئة تؤثر على الشخصية والاستقرار النفسي

طفلة تجلس تسند رأسها على إحدى يديها بيأس من كثرة مشاكل والديها، فالبيئة تؤثر على الشخصية والاستقرار النفسي


تقول إستشاري العلاقات الأسرية والإنسانية رانيا المعداوي لـ"سيدتي": المشاكل الأسرية تؤثر بشكل كبير على الأبناء، وتعتبر من أبرز العوامل التي تسبب التأثير السلبي على نمو وتطور الأبناء، فالظروف الأسرية والبيئية التي يعيشها الطالب تؤثر على استقراره النفسي، وبالتالي على مجمل سلوكياته، بما في ذلك التحصيل الدراسي، فالطالب الذي يعيش في أسرة مستقرة يسود جوها العلاقات الإنسانية الطيبة، والتي يقوم كل فرد فيها بواجباته ويعرف التزاماته ويتقيد بها يكون تحصيله الدراسي جيداً، والطالب الذي يعيش في أسرة تسودها المشاحنات والمشاكل بين الوالدين وتكون على مسمع من الأبناء، تؤثر تأثيراً بالغاً فيهم، ويتسبب ذلك في اضطرابهم النفسي وإلى تأخرهم الدراسي، فالطالب يحتاج إلي الشعور بالحب من الوالدين وإلى توفير الجو النفسي الملائم لنموه نفسياً وانفعالياً بما يساعده في خلق البيئة الصالحة لاستذكار دروسه وأدائه الأكاديمي.
يمكنك التعرف من السياق التالي إلى: تأثير المشاكل العائلية على الأطفال

نصائح للتعامل مع المشكلات العائلية

تقول رانيا المعداوي إن الأسرة تعتبر بيئة حيوية لتنمية الأبناء وبناء شخصياتهم، وعندما تتسم هذه البيئة بالتوتر والصراعات، ينعكس ذلك بشكل مباشر على التحصيل الأكاديمي لهم.

تجنب إقحام الأبناء في الخلافات

تجنب الاختلاف والمشاجرة الدائمة أمام الأبناء والتعهد بذلك، فقد يشعر الأبناء بالتوتر وعدم الاستقرار عندما يشهدون خلافات بين والديهم، فهم يعتبرون الأسرة مأوى آمناً لهم يجب أن يكون مليئاً بالحب والتفاهم، لذلك لابد من إبعاد الأبناء عن المشاكل الأسرية والخلافات والمشاحنات الواقعة في محيط الأسرة، وتجنب إقحامهم فيها، وتقديم الرعاية والاهتمام الكافي لهم.

التخلص من الصراعات

لا شك أن النزاعات والصراعات تولّد صعوبة في تلقي الأبناء التوجيه المناسب، فلابد من التخلص من الصراعات الداخلية والحد من المشاحنات وإهمال هذه المشاكل واعتزالها، وعدم الانشغال بها قدر المستطاع والعمل على زيادة الثقة في نفوس الأبناء، وإبراز الجوانب الإيجابية في شخصياتهم واستغلالها في الأداء الأكاديمي.

بناء علاقة طيبة

معالجة أمور الأبناء بهدوء وموضوعية والعمل على بناء علاقات طيبة بين أفراد الأسرة والابتعاد عن التدليل الزائد والقسوة الشديدة والتفرقة بين الأبناء، ولابد من الاستماع لهم ومحاورتهم وكأنهم أصدقاء، فخلال هذه الحوارات سيتم التعرف إلى الأبناء من الداخل وستكتشف مدى الفجوة التي بين الوالدين وأبنائهم.

التغافل عن الصغائر

يكون من خلال تعزيز روح التسامح بين الزوجين في الأوقات الحرجة، والتغافل عن هفوات بعضهما، وضبط النفس وعدم تتبع الأخطاء والتركيز على تصيد السلبيات والمحاسبة على كل شاردة وواردة.

إيجاد حلول مناسبة

لابد أن تنتهي المشاكل الأسرية بالوصول إلى حل يُرضي الطرفين، وذلك أمام الأبناء وهذا في غاية الأهمية، فمن خلال ذلك يتعلم الأبناء أسلوب حل المشكلات، والعمل على إيجاد حلول فعّالة وبناء جسور التواصل للحفاظ على استقرار الأسرة، حيث يمكن للتفاهم المتبادل والصدق في التعامل مع القضايا الزوجية أن يلعبا دوراً هاماً في تخفيف التوترات وتأثيرها السلبي على الأبناء وعلى الأداء الأكاديمي لهم.
السياق التالي يعرفك: كيفية تجنب المشاكل العائلية؟ وكيفية تمالك أعصابك؟

البحث عن المساعدة الاحترافية

طفل يحمل كتابه فوق رأسه يحاول الفصل بين والديه اللذين يتعاركان، فللمشاكل العائلية تأثير كبير على التحصيل الأكاديمي للأبناء - المصدر freepik by drobotdean


قد يكون اللجوء إلى المساعدة الاحترافية، مثل الاستشارة الزوجية أو العائلية، وسيلة فعّالة لفهم جذور المشكلة والعمل على حلها، فقد يكون من المفيد طلب مساعدة من المتخصصين في الاستشارات الأسرية، فيمكنهما أن يوفرا أدوات وإستراتيجيات للمساعدة في التعامل مع النزاعات وتحسين العلاقات الأسرية.

تطوير مهارات التعامل مع الصراعات

لابد أن يتعلم الشريكان طرق التعامل مع الصراعات بشكل بنّاء وصحيح، فهما يحتاجان أن يتعلما التحكم في كلماتهما أثناء الخلافات، وعدم إلقاء اللوم على طرف واحد فقط، فيمكن ذلك أن يساعد في تقليل مشاكل الأسرة، وكطريقة التعبير عن الاختلافات بطرق تحترم مشاعر الآخرين وتحافظ على الاحترام المتبادل بين الشريكين.

قضاء وقت نوعي مع الأبناء

حتى في أوقات الأزمات، من المهم أن يجد الآباء وقتاً لقضائه مع أبنائهم، فلابد من التواصل الإيجابي بين الآباء وأبنائهم، ووضع الضوابط المنزلية بمشاركة الأبناء، واتباع روتين يومي واضح المعالم، يسهم في خلق بيئة أسرية مستقرة، وينعكس ذلك بالكثير من الفوائد على الأبناء، مثل تحسين التحصيل الدراسي، وتعزيز احترام الذات، فهذه اللحظات تعزز الروابط الأسرية وتساعد الأبناء على الشعور بأنهم محبوبون ومهمون.

تشجيع الحوار العائلي

الحوار المفتوح والمستمر هو مفتاح حل العديد من المشاكل، وهو صمام أمان لاحتواء الأبناء، والتعايش مع مشاعرهم وأفكارهم، فيجب إيصال رسالة للأبناء من قبل الوالدين بأنهما مهتمان ومستعدان لإجراء حوار معهم في أي وقت، من خلال تشجيع الأبناء على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، فيمكن للوالدين أن يكونا قادرين على معالجة القضايا قبل أن تتفاقم.

تطبيق القواعد بانتظام

لابد من وضع خطط وقواعد واضحة للتعامل مع المشاكل الأسرية والمشاحنات بين الزوجين، فيمكن أن يساعد هذا في تجنب تصعيد المشاكل، وتشمل هذه القواعد كيفية إدارة النقاشات بأسلوب راقٍ ومهذب وكيفية التعامل مع الخلافات بطريقة إيجابية بين الزوجين.

التركيز على الإيجابيات

من المهم أن يحاول الوالدان التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتهما الأسرية، وهو لا يعني تجاهل مواقف الحياة المزعجة والسلبية، بل المقصود بالتفكير الإيجابي أن يتم التعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية، حتى في ظل وجود مشاكل يمكن أن يكون الحفاظ على روح المرح والاحتفال بالإنجازات الصغيرة عاملاً مساعداً في تخفيف التوتر.

تقديم الدعم العاطفي للأبناء

يجب على الوالدين أن يكونا متواجدين دائماً للاستماع إلى أبنائهم وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء كان ذلك بالكلمات أو بالأفعال، وشرح الأمور لهم بطريقة مناسبة لفهمها وتخفيف تأثير المشاكل الأسرية عليهم.
ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: تأثير المشكلات الأسرية على الأطفال..نفسياً وعلمياً واجتماعياً