أجمع أطباء علم النفس وعلماء التربية على أن مشاهدة الطفل شجار والديه من أخطر المواقف التي يمكن أن يتعرض لها الطفل صغيراً كان أو كبيراً، وكلنا يعرف أن المشاكل العائلية والشجار يتكرر ثم يتوقف ليعود من جديد، بينما الأثر -من مشاهد عنف وصراخ وملامح وجه غاضبة- الذي يتركه في عيون وعقول وقلوب الأطفال أبداً لا يزول ولا ينتهي، بل يرسخ ويظل عالقاً بذهن الطفل، وربما أرسى مفاهيم جديدة وحذف أخرى. والنتيجة في النهاية تنعكس على الطفل سلباً نفسياً وصحياً ودراسياً واجتماعياً. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة إبتهاج طلبة للشرح والتفصيل.
قواعد تقلل من الخلافات
- افترضي النوايا الحسنة في تصرفاتِ شريكِ حياتك، وذكّري نفسك دائماً بمقدار الحبِ الذي يحملهُ كل منكما للآخر.
- تذكري أنكِ وزوجك فريق واحد، وأنكما غير متنافسيْن، وعليكما وضع جميع المشاكلِ ومناقشتها، واتخاذ قرارٍ بشأنها معاً.
- على أن يتم ذلك بهدوء وتعقل من دون مناقشاتٍ حادة، أو علو صوت، لدرجة تصل إلى مسامعِ أو نظر الطفلِ.
- افتحي حواراً مع طفلتِك؛ لتُعبر عن نفسِها، وعما يدور بداخلها، وأظهري تعاطفك وتأييدك لما تقول، وتجنبي نقد أو لوم والدها.
- ثقي بأن كل الأشياءِ التي تودين التصريح بها لشريكِ حياتك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكنك قولها بلطفٍ واحترامٍ.
أمراض نفسية تصيب الطفل بسبب الشجار
- وقد يظهر هذا عليهم بطرقٍ مختلفة؛ منها الشعورِ بالضياع، قضم الأظافر أو مصِ أصابعهم أو شدِ شعرهم.
- الشعور بعدم الثقةِ بالنفس، والإحساس بالغضبِ والانفعال، والعصبيةِ الشديدة مع الدخول في نوباتٍ من الهلع والخوف.
- يصاب الطفل أحياناً بالتبول اللاإرادي أيضاً، وتعد من أكبر المشكلات الجسدية التي يصاب بها الأبناء.
- ظهور تأثير الخلافات على شكل كوابيس مخيفة تحدث للطفل، مع بكاء قد نعتقد أنه من دون سببٍ.
انعدام جو الألفةِ بين أفراد الأسرة
- حيث يُشعر الأبناء بالضياعِ وعدم الأمان، ينتُج عنه رغبة في الهروبِ من البيئة المحيطة إلى أصحاب السوء.
- ترسيخ فكرة أن الزواج سيئ، ويدخل مشاهدة الشجار في ذهنه أفكاراً مشوشةً ومشوهةً لحياتهِ الزوجية فيما بعد.
- يعتقد الوالد -أو العكس- أن شجاره مع الأم لا يؤثر على الطفل؛ كونه هادئاً أو صغيراً لا يتعدى الأشهر، و الحقيقة أنه حتى الرضيع يتأثر ويظل يبكي ليلفت الانتباه.
- وأحياناً يكون هدوء الطفل المبالغ فيه أثناء شجار والديه بسبب خوفه، ما يدفعه بعد ذلك إلى العنف وعدم الانسجام مع غيره من الأطفال.
- وربما أخذ تأثير مشاهدة الشجار شكلاً ثانياً، يتمثل في تجنب الطفل البقاء مع الوالدين أو الجلوس معهما، إضافة إلى الشكوى المستمرة من مشاكل صحية.
تعرّفي إلى المزيد: مشاكل الأطفال في سن الخامسة
تأثيرات سلبية على الطفل بسبب مشاهدته شجار الوالدين
طفل حزين يفتقد الشعور بالأمان
- الطفل يشعر بالتهديد الدائم، وأن العلاقة بين والديه غير مستقرة، كيف والوالد هو القدوة، والأم هي الحضن وعنوان الاستقرار والأمان!
- بينما مشاهدة الكبار لشجار والديهم يعني ما هو أكبر؛ هناك احتمالية الطلاق، وتشتت الأبناء، وانعدام الحياة الطبيعية الجميلة التي كانوا ينعمون بالعيش تحت ظلها.
تشتت الفكر والتركيز للطفل
- ربما ترك الأبناء المكان، يدخلون غرفهم ليبتعدوا عن جو الشجار، ولكن الأمر لا يستقيم، فهم لا يذاكرون دروسهم، ولا يستطيعون التركيز أو الانتباه لواجباتهم.
- الأطفال منشغلون فقط بنتائج المعركة، ومتى ستنتهي ويكف الصراخ، وما هو موقف الأب بعد ذلك. هل سيترك البيت، أم أن الأم هي التي ستذهب للجدة غاضبة؟!
- مشاهدة الطفل لشجار والديه المتكرر يترك بداخله تشويشاً لقلة التركيز، وصعوبة تنظيم عواطفه، وانعدام القدرة على حل المشاكل، والتي فشل الآباء في حلها من قبل.
شجار الآباء يترك طفل عدواني
- هؤلاء الأطفال يميلون للعدوانية في علاقتهم بالآخرين، إخوة كانوا أو زملاء أو أصدقاء، والأهل لا يشعرون بالذنب، من هنا كانت عدوانية الطفل غير المبررة.
- العيش تحت مظلة المشاكل والخلافات يؤدي إلى صعوبة في المحافظة على علاقة صحية هادئة، فنجد الطفل يصادق من هو أصغر منه؛ ليستطيع ممارسة العنف عليه.
تعرّفي إلى المزيد: طرق نموذجية لتأديب الأطفال من دون صفع
فقدان الشهية
- وليت الأمر يتوقف على مشاكل دراسية واجتماعية، فهناك مشاكل صحية تنتج عن مشاهدة شجار الوالدين، وتتمثل في: فقدان الشهية أو إفراط في تناول الطعام.
- وهو ما يسمى اضطراب الأكل: كنوع من التعبير عن الغضب والتشتت الفكري، ومرات يلجأ الطفل لنوع واحد من الطعام وغالباً يكون الحلويات.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص