mena-gmtdmp

تصرفات تقوم بها الأم تؤدي لشعور الطفل بالإهمال العاطفي بعد سن الثالثة

صورة تعبر عن طفل يعاني من الحرمان العاطفي
يعاني الطفل من الحرمان العاطفي لعدة أسباب
لعل من أكثر العبارات التي قد نسمعها من أحد الأطفال، أن يقول الطفل: "أمي لا تحبني"، أو أن يقول: "أمي تكرهني"، والحقيقة أن هذه العبارة قاسية جداً، ولكن يمكن تغييرها عند الطفل ولا يمكن أن تصبح قاعدة؛ لأن الطفل مشاعره مرهفة وحساسة، كما أن إهمال مشاعر الغير قد لا تهمّ الأم مثلما يهمها نتائج ذلك الإهمال بالنسبة لطفلها، وعلاقتها به، ولذلك فيجب ألا تسمع من طفلها مثل هذه العبارات إذا كانت أماً ناجحة.
يشعر الطفل بالإهمال العاطفي ويبتعد عن أمه؛ بسبب تصرفات تقوم بها، وربما من دون قصد، ولكنها تترك لديه أثراً يتعمق بالتدريج، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى تصرفات تقوم بها الأم تؤدي لشعور الطفل بالإهمال العاطفي، ومنها معاملتها السيئة للأطفال الآخرين، وعدم قضاء وقت مرح معه، وغيرها من التصرفات في الآتي:

معاملة الأم السيئة مع الأطفال الآخرين

أم مع أطفالها
  • راقبي طريقة تعاملك مع الأطفال الآخرين، وحتى باقي أطفالك الأكبر سناً، أو الأصغر؛ لأن طفلك سوف يقوم بمراقبتك فعلاً، فالطفل يرى أمه ذلك الملاك الطاهر؛ الذي لا يمكن أن يقوم بالإساءة إلى أحد، كما أنه يرى أن الأطفال الآخرين هم أطفال أبرياء وضعفاء مثله، فلا عجب أن تلاحظي أن طفلك يقوم بالدفاع عن طفل آخر في سنه أو أصغر منه، ويحاول أن يُعيد له حقه، كما أنه يحثّك لكي تعامليه بشكل جيد، ويشكو لكِ أي ظلم يتعرض له هذا الطفل؛ مثل أن يخبرك عن لعبته المفقودة، وأن دورك أن تعيديها له مثلما تفعلين مع ابنك.
  • اهتمي بطريقة تعاملك مع الأطفال الأقرباء والغرباء؛ لكي يشعر طفلك بالأمان، ولا يفكر أنكِ مزدوجة الشخصية، أو أنكِ قد تغيرين معاملتك معه لأي سبب، وبناءً على معاملتكِ للغير؛ سيشعر الطفل بالأمان العاطفي معكِ، وسيلجأ إليكِ في كل موقف، ويجد أنكِ الحضن الدافئ، حيث إن مثل هذه التصرفات تندرج تحت حركات تُشعر الطفل بالحنان الذي لا ينتهي ولا يتغير.

انتقاد الأم الدائم للطفل

أم تنتقد طفلها
  • توقفي عن انتقاد طفلك باستمرار؛ لأن الطفل ليس آلة ولا جهاز روبوت، ولكنه كائن حي من لحم ودم، كما أن الكبار يصيبون ويخطئون، فهو من الطبيعي أن يقع في أخطاء، ولكن غير الطبيعي أن تكوني متصيدة لأخطاء الطفل، بحيث لا يعرف ما الذي يرضيكِ، ويظل في حالة خوف وحيرة من تصرفاته أمامك، بل من الضروري أن تبحثي عن حسنات طفلك وتشكريه عليها، وتمتدحي قيامه بفعل طيب، خصوصاً مع الآخرين، ولا تبالغي في المدح، كما يجب التغاضي عن الصغائر؛ لأن الطفل يجب أن يلعب ويكتشف، ومن الطبيعي أن يقع في أخطاء؛ بأن يحطم الأدوات أو يخرّبها، أو يشيع الفوضى في المكان، ولكن هذه العناصر مهمة لكي يمارس طفولته، ويجب أن تتقبليها بصدر رحب.
  • احرصي على عدم مقارنة طفلك بالأطفال الآخرين؛ لأنه أيضاً يندرج تحت مسمى الانتقاد الدائم للطفل، وقد تقوم الأم بمقارنة مظهر طفلها وشكله الخارجي بأطفال الجيران والأقارب، ويشعر الطفل بالدونية والنقص، ولذلك فهناك نصائح هامة لكي يتقبل طفلك مظهره الخارجي وألا يقارن نفسه بالآخرين وأنكِ تلعبين دوراً كبيراً في أن يشعر الطفل بالثقة بنفسه، وتتعزز لديه مشاعره الإيجابية نحو ذاته وتقديرها.

فقدان الطفل للدعم من الأم

التفرقة بين الأبناء
  • كوني الداعمة الأولى لطفلك؛ لأن دعم الأم وتقديرها لطفلها هو الأساس الأول لكي تبني شخصية الطفل، ويكون لديه تقديرٌ لذاته وأنه واثقٌ من نفسه، ولأن الأم هي منبع الحب والحنان والعطاء؛ فهي في نفس الوقت البوصلة التي تحرك الطفل وتدعمه، ولذلك يجب ألا تقلل الأم من قيمة الطفل أو من نظرتها إليه، على أساس أنه لا يزال صغيراً، فالطفل يكون حساساً، ويحب أن يشعر بالتشجيع من أقرب الناس إليه، وغالباً ما تتوقف الأم عن ذلك، وترى أن الطفل لا يهمه سوى أن يأكل ويلعب، ولا تقوم بتعزيز التصرفات الجيدة التي يقوم بها على أساس أن التعزيز هو أهم طرق وخطوات التربية الإيجابية للأطفال.
  • احرصي على دعم طفلك، حتى في أسوأ حالاته، وحين يقع في خطأ ما؛ يجب أن تشرحي له متى يستطيع أن يحوّل الخطأ إلى نجاح، وابتعدي عن تعنيفه والتقليل من قيمته، وشجّعيه على المحاولة مرة تلو الأخرى، واعلمي بأن تقديرك للتفاوت بين القدرات الفردية والفروقات بين أطفالك هو أساس لتعاملك معهم، وعليكِ عدم التفرقة بين الأطفال على حسب جمالهم الخارجي أو مستوى ذكائهم، فهذه من أهم خطوات الفشل في التربية التي يجب عليكِ تجنبها؛ لكي لا يشعر طفلك بالإهمال العاطفي والبحث خارج نطاق الأسرة عمّن يمنحه الحب والحنان والتقبّل والاحتواء.

عدم تخصيص وقت للمرح مع الطفل

  • خصصي وقتاً لطفلك؛ لكي يشعر بقربكِ منه، وهو وقت اللعب؛ لأن اللعب في حياة الطفل يعد في المركز الثاني لأولوياته بعد الطعام، وبالنسبة لحياته في مرحلة الطفولة، ويبدأ الطفل باللعب في عمر مبكر، ويهتم بأن تشاركه الأم ألعابه منذ بداية تعرفه إلى العالم الخارجي، فلا يصح أن تضع حوله الألعاب وتتركه معها؛ لأنه يحب أن يرى عالم الألعاب ويكتشف ذلك العالم مع الأم، التي تستطيع أن تصنع من كل لعبة حكاية وقصة، وفي كل مرة تغيّر طريقة تعاملها مع ألعابه، وتضفي عليه أجواء المرح والإثارة التي يحبها الطفل وتسعده، وتساعده على النمو وتعزيز مهاراته.
  • اعلمي بأن وقت المرح لا يعني عدم وجود مساحة للحديث والبوح مع الطفل، لأنه من الضروري أن تتبعي أسلوب الحوار معه؛ لكي تتعرفي إلى مشاعره وأفكاره، وكذلك مشاكله، ويجب أن تتبعي قواعد الحوار الصحيح مع الطفل بحيث لا تدعي له فرصة لكي يشعر بالخوف منكِ، أو أن تتركي له فرصة لكي يندم أنه قد تحدّث معكِ وباح لكِ بكل ما بداخله؛ لأن هناك أشياء تُحزن الصغار، ونراها نحن الكبار أنها صغيرة أو تافهة، ويجب عليكِ أن تولي اهتماماً لها، ولا تجعليها مادة للسخرية من الطفل.
قد يهمك أيضاً معرفة: مواصفات الأم الإيجابية ... كم تمتلكين منها؟