قد يشعر طفلك بالإحباط أثناء تعلمه مهارات جديدة، وقد تنتابه نوبات غضب في بعض الحيان. كن صبوراً وابقَ هادئاً. يعتمد شعور طفلك بالأمان على معرفة أنه بأمان، لذا قومي بتهدئته أو طمأنته. عادةً ما يشعر الطفل برضا أكثر بمجرد إتقانه المهارة الجديدة.
إن التعبير عن المشاعر عند الطفل وقبولها والتحقق من صحتها أمر مهم لكل من الأطفال والكبار. وهناك طيف كامل من المشاعر التي يجب أن نشعر بها! وفي حين ينظر العديد من البالغين إلى المشاعر على أنها جيدة أو سيئة، فإن الحقيقة هي أن المشاعر ليست جيدة أو سيئة - المشاعر هي هبة. ولكي تكون فرداً متوازناً جيداً يختبر مجموعة كاملة من التجارب الإنسانية، فسوف نختبر في النهاية مجموعة كاملة من المشاعر التي تأتي مع هذا الوجود.
المشكلة أو التحدي هو هذا: يمكن أن تكون المشاعر تجربة كبيرة، وقد لا يعرف الأطفال بعد كيفية التعامل معها. وإذا لم يكن لدى الشخص البالغ خبرة في تعلم التعبير عن مشاعره عندما كان طفلاً، فقد يبدو مساعدة أطفالنا على التعبير عن مشاعرهم مهمة صعبة. كيف يمكننا مساعدتهم على القيام بشيء ما إذا كانت لدينا خبرة قليلة أو معدومة في هذا الأمر؟ هذا ما يشرحه لك الأطباء والمتخصصون.
هل يعبر الأطفال الرضع عن مشاعرهم؟

يقوم الأطفال بالكثير من الأمور التي يفسرها البعض بكونها طبيعية فلا يتوقفون عندها كثيراً، ولكن عند التدقيق في الكثير من الأفعال التي لا تستدعي الاهتمام سنكتشف أن الدافع الرئيسي وراء هذه التصرفات هو الحب، ولكنهم يعبرون عنه بطريقتهم الخاصة.
التعبير عن المشاعر في الأيام الأولى
هل يشعر الرضّع بالحب؟ بالتأكيد يشعرون بحب أمهم وأفراد عائلتهم ويبادلونهم هذا الحب، ولكن نظراً لقدراتهم المحدودة فهم دائماً ما يستطيعون التعبير عن هذا الحب بهذه القدرات البسيطة.
حب الرضيع للأم ليست أمراً جلياً، ولكن يمكن ملاحظته عندما تلاحق عيناه تحركات الأم، وتشع عيناه وتتحرك يداه وقدماه فرحاً باقتراب والدته أكثر وأكثر منه، والأصوات التي يطلقها بحماس عند رؤية الرضيع لأمه ولا تصدر منه لأي شخص آخر.
يعلم الرضيع صوت أمه ورائحتها، وبمجرد دخولها الغرفة وقبل حتى رؤيتها يبدأ بكاؤه في الخفوت ولو قليلاً، لأنه اطمأن إلى وجودها بالقرب منه، فهو يشعر بالأمان والراحة لاقترابها منه، كما أنها هي أول من تحصل على ابتسامات الرضيع حين يتمكن من ذلك. الرضيع يعلم صوت أمه ورائحتها وبمجرد اقترابها منه يبتسم لشعوره بالأمان.
التعبير عن المشاعر حين يتعلمون المشي
أحياناً ما تنفجر الأم غضباً من الأطفال، لأنهم يعطلونها عن المهام التي يجب عليها إنجازها، فالأطفال يتلكؤون في المشي أو ارتداء الملابس، وبدلاً من ذلك يفضلون القفز على قدم واحدة أو ارتداء الملابس بطريقة خاطئة، ويكونون سعداء للغاية، مطالبين الأم بأن تنظر إليهم وأن تشاركهم هذه الأفعال.
هم في حقيقة الأمر لا يسعون إلى الاستفزاز، ولكنهم لا يفهمون معنى الزمن، وكل ما يريدونه هو قضاء وقت أطول مع الأم، راغبين في أن يستغلوا كل لحظة معها بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها.
حتى عندما يجري الأطفال بعيداً عن الأم هم يفعلون ذلك لثقتهم أنها دائماً موجودة لمراقبتهم وحمايتهم من أي أذى قد يتعرضون له، هم فرحون بحريتهم واستقلاليتهم، ولكن لم يكونوا ليفعلوا ذلك لولا الثقة بوجودها إلى جانبهم، وهم أيضاً يستخدمون الأم درعاً واقية عندما يخافون من أمر ما، هذا ليس لأنهم يمكنهم التضحية بالأم، ولكن لأنها تمثل في وجهة نظرهم الحماية والأمان.
وأحياناً، يعطي الطفل أمه قطعة من الحلوى التي أكل أكثر من نصفها والبقية مغطاة بلعابه، كل ما تفكر فيه الأم وقتها هو أن طفلها يعطيها بقايا الطعام وكأنها سلة المهملات، ولكن في الحقيقة أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية لا يشاركون مع أحد أي شيء يحبونه، وبحسب موقع "بيرنتس"، فإن الطفل يحب أمه ولذلك يعطيها قطعة من الطعام الذي استمتع بتناوله، ويريدها هي أيضاً أن تحصل على هذه المتعة.
التعبير عن المشاعر حين يبدأون بالكلام
حين يتم الطفل عمر 3 أو4 سنوات يصبح أكثر استقلالية وتبدأ شخصيته تتضح بدرجة أكبر، فينظر إلى الأم والأب بنظرة تقدير واحترام، ثم تبدأ مرحلة محاكاة التصرفات واستخدام نفس المفردات في الحديث.
ليس هذا فحسب، فالأطفال في هذه السن يحاولون دائماً التعبير عن مشاعرهم باستخدام الكلمات، فيستخدمون كلمات الحب والإعجاب للأم في حالة الرضا والسعادة، وحين تعاقبهم فهم يستخدمون الكلمات أيضاً محاولين إيذاء مشاعر الأم، وعلى الرغم من غرابة الأمر فإن فورة الغضب واستخدام الكلمات الجارحة هي مجرد الوجه الطفولي الغاضب للحب.
خطوات يمكنك اتباعها لمساعدة أطفالك على التعبير عن مشاعرهم

عندما يفهم الأطفال والمراهقون والبالغون والآباء سبب شعورهم بمشاعر معينة، أو سبب تفكيرهم في شيء ما، أو سبب اختيارهم للتفاعل بطريقة معينة، يمكنهم فهم أنفسهم بشكل أفضل. يمكنهم البدء في إقامة روابط بين المشاعر والأفكار والسلوكيات والأحداث. التعليم أداة قوية للغاية! إن تعليم أطفالك التعبير عن مشاعرهم يساعدهم على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تعليم أطفالك التعبير عن مشاعرهم:
علميهم كلمات المشاعر
تحدثي أمامهم عن المشاعر، ومتى شعروا بها، وكيف استجابوا لها، وكيف كانوا يفضلون الاستجابة لها (مناسبة للأطفال الأكبر سناً).
حددي عاطفة لكل لون. عندما يهبط اللاعب على لون أو يختار لوناً، فإنه يشارك الوقت الذي شعر فيه بهذه العاطفة (وهذا مناسب لجميع الأعمار). أو جربي الألعاب البسيطة التي تستكشف المشاعر أو حاولي غناء أغاني الطفل المفضلة التي تتحدث عن المشاعر.
استمعي إلى تعبير طفلك عن نفسه
بمجرد أن يصبح طفلك أكثر وعياً وتناغماً مع المشاعر المختلفة، استمعي إليه عندما يعبر عن نفسه. لكن امتنعي عن تصنيف المشاعر على أنها جيدة أو سيئة. اسمحي له بالتعبير عن المشاعر التي يشعر بها. حتى لو تم التعبير عن مشاعره بطريقة ساحقة أو مرهقة أو مهينة لك، استمعي حقاً إلى الحاجة التي يتم التعبير عنها وراء هذه المشاعر. اسألي نفسك: ماذا يقولون لي حقاً بهذه النوبة الغاضبة أو التذمر أو الانفجار؟ ماذا يحتاجون حقاً؟ ثم اجمعي بين السلوك والعاطفة وتجارب الجسد المادية. إليك مثال:
لقد طلب ابنك آيس كريم الشوكولاتة للحلوى، ولكن لم يتبق المزيد. بدأ بالصراخ والعويل والتدحرج على أرضية المطبخ. قولي له بصوت هادئ "أنت محبط للغاية [كلمة الشعور] لأن الآيس كريم بالشوكولاتة، نفد من عندنا آه. أنا أيضاً أشعر بخيبة أمل. لا أحب هذا الموقف، أنت حقاً تريدني أن أعرف كيف تشعر من خلال التدحرج على الأرض. أنا أراك. أنا أسمعك". ثم ابحثي عن حلول: "أتساءل عما إذا كان بإمكاننا أن نكون مبدعين للغاية. أتساءل عما إذا كان هناك شيء آخر يمكننا العثور عليه لنصنعه للحلوى". ثم ناقشي مع طفلك تلك المشاعر.
6 مهارات حياتية أساسية لن يتعلمها الطفل إلا عن طريق الوالدين
كوني نموذجاً للتعبير العاطفي الصحي

كما تعلمون بالفعل، فإن أطفالنا يراقبوننا ويقلدوننا طوال الوقت. لذا، فإن الطريقة التي تتعاملين بها مع الخطط المتغيرة والإخفاقات والإحباطات المدركة ستنعكس أيضاً في كلماتهم وأفكارهم وسلوكياتهم. هل يعني هذا أنك تحتاجين دائماً إلى مراقبة ما تقولينه وتفعلينه ومحاولة الحصول على الاستجابة المثالية لكل موقف؟ بالطبع لا. هذا غير واقعي ومجهد للغاية. إليك كيفية تقديم نموذج للتعبير الصحي عن المشاعر للطفل (ولماذا ينجح هذا بشكل جيد).
عالجي أفكارك ومشاعرك بشأن موقف ما بصوت عالٍ أثناء وجود طفلك: "يا إلهي. لم يكن ينبغي لي أن أسلك هذا الطريق [تحدثي بصوت عالٍ]. كان ينبغي لي أن أُصغي إلى حدسي [تحدثي عن الخيارات التي كان بإمكانك اتخاذها]. أنا محبطة للغاية من هذا الزحام [اذكري المشاعر الحقيقية]. أريد فقط أن أصرخ [اذكري الرغبة الحقيقية في الرد بسلوك معين]. ولكن، سأشغل بعض الموسيقى الهادئة وأتنفس بعمق [استجابة أكثر صحة وتنظيم مناسب]. ثم اسألي طفلك: هل تريد التحدث عن شيء ممتع ورائع لإبعاد ذهني عن إحباطي، بهذا ستبقين على تواصل معه.
حتى لو لم تكن لديك نماذج جيدة في كيفية التعبير عن المشاعر، يمكنك البدء من حيث أنت. يمكنك تعليم وتربية أطفال يعرفون كيفية التعبير عن مشاعرهم بطرق أكثر صحة. إنه عمل شاق، لكنه يستحق العناء.
هل تعرفين أفكار أنشطة للتعبير عن المشاعر للأطفال
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص