كيف يعرف طفلك الفرق بين العقاب والشعور بتعرّضه للظلم من الوالدين؟

يبدأ الأطفال في فهم معنى العقاب تدريجياً ويتطور معناه بالنسبة إليهم، فحسب مستوى تطور الطفل العقلي والعاطفي وحسب كل مرحلة عمرية تتغير نظرته لردود أفعال الكبار ويفهم أن العقاب أسلوب تربوي تأديبي مختلف عن أي أسلوب يتبعه الآباء والأمهات يساعد الطفل على التعلم وتفادي الأخطاء بدلاً من الفهم الخاطئ للعقاب وبأنه الشعور بالإهانة وهدر الحق أو الظلم.
من الضروري وكأحد أساليب التربية الإيجابية أن يعرف ويُدرك الطفل أنه معاقب، كما يجب أن تعرف الأم كيف يرى الطفل العقاب حسب عمره، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي ياسر عزام، حيث أشار إلى كيف يعرف طفلك الفرق بين العقاب والشعور بتعرضه للظلم من الوالدين، وذلك خلال مراحله العمرية والتطورية المتتالية خلال معلومات مهمة حول إدراكه للعقاب ونصائح تساعدك على عقابه الصحيح في الآتي:

عقاب الطفل حتى عمر سنتين

• لاحظي أن طفلك حتى عمر السنتين لا يدرك معنى العقاب أبداً وفي سن صغيرة جداً، وأصغر مما قد تتخيلي سوف تلاحظين أنه يتعمد أن يُثير غضبك ولكنه يتأمل ويراقب ردود أفعالك، ففي حال صراخك للطفل وهو لا زال رضيعاً فسوف يبكي لأنه لا يعرف لماذا صرخت في وجهه حتى لو سحب مفرش الطاولة وأسقط الأكواب على الأرض فهو فقط سوف يشعر بالخوف وعدم الأمان.
• استخدمي أسلوب التوجيه المباشر للطفل الذي يخطئ في عمر أقل من سنتين، مثل أن تقولي له في حال أنه أمسك بقابس الكهرباء: لا...... هذا خطر عليك، وكذلك يمكنك استخدام أسلوب البدائل، بمعنى أنه إذا بكى طلباً لأي شيء ممنوع أو خطر فيجب أن تقدمي له البديل الآمن، وفي حال كان يضرب طفلاً آخر فأمسكي يده وقولي له: يدك هذه نستخدمها لكي تلعب بها، وفي النهايه يجب أن لا يكون عقاب الطفل في هذا العمر عقاباً بدنياً لأنه سوف يترك آثاراً سلبية عليه.

عقاب الطفل من عمر سنتين إلى عمر أربع سنوات

• لاحظي أن طفلك في هذا العمر سوف يعرف معنى العقاب وأنه حين يخطئ فهناك من سيعاقبه، ولكنه لا يدرك الأسباب الحقيقية لتصرفاته التي أدت لأن يعاقبه الكبار، ففي هذه المرحلة من العمر سوف يعرف الطفل أن هناك تصرفات تؤدي إلى العقاب ولكنه لا يعرف طريقة تحديد هذه التصرفات، ولذلك فهو يرى أن العقاب نوع من الظلم وعدم العدل إذا لم تقم الأم بشرح تصرفه الخاطئ بكل وضوح.
• قومي باتخاذ عدة خطوات لعقاب الطفل في هذا العمر منها التجاهل المنظم، بحيث إذا كان يطلب شيئاً ثم يبكي لرفضك له فيجب أن تتجاهلي، وفي حال أنه كسر لعبته عمداً بأن ألقى بها بقوة فيجب ألا تحضري له بديلاً لها وهو يعرف قيمة الألعاب بالنسبة له، ويجب أن يكون عقابه آنياً وليس متأخراً لكي يفهم العلاقة بين الفعل والنتيجة، وفي كل الأحوال يجب أن تتجنبي العقاب القاسي والذي تقوم به بعض الأمهات مثل الضرب أو العزل في غرفة منفردة، لأن الطفل سوف يشعر بأنه مظلوم ومنبوذ.

عقاب الطفل من عمر 4 إلى 7 سنوات

• لاحظي أن طفلك بعد عمر الرابعة سوف يبدأ في فهم سبب العقاب الذي قمتِ به نحوه ولكنه لا يزال آنانياً في نظره إليك وإلى حبك وتأثيره عليك وبأنك لن تبالغي في عقابه، فالطفل في هذا العمر يفهم القواعد والقوانين ولكنه لا يمتلك القدرة على التحكم في اندفاعاته، وعليك أن تشرحي له أسباب العقاب لأنه سوف يشعر بالظلم وأن العقاب هو إهانة له.
• وجهي طفلك بالتحذير، مثل أن تقولي له إذا استمر صراخك فسوف ينتهي وقت اللعب ونخفي الألعاب في الصندوق، وفي حال قام الطفل بكسر أي شيء متعمداً فسوف تجعلينه يساعد في التنظيف أو الإصلاح، كما يمكنك استخدام أسلوب العزل المؤقت وحسب عمره فإذا كان في الخامسة فيجب أن تعزليه لمدة خمس دقائق، بمعنى أن العزل يكون حسب معادلة وهي دقيقة عزل مقابل كل سنة، ويجب عليك معرفة أضرار المبالغة في عقاب الطفل والقواعد الصحيحة للعقاب الفعال والمتوازن لأنه لن يتعلم من الخطأ وسوف يتعاظم لديه الشعور بالظلم.

عقاب الطفل من عمر 7 إلى 12 سنة

• لاحظي أن الطفل في عمر ما بين السابعة والثانية عشرة قد بدأ يفهم معنى العدل وفي نفس الوقت فهو يفهم معنى المسؤولية، وهو قد أصبح قادراً على فهم الأسباب التي أدت إلى عقابه ولكنه يتهرب من الاعتراف بذلك، وفي حال تعرضه للعقاب القاسي وغير المنطقي والذي لا يناسب عمره فسوف يشعر بالظلم، ولأنه يتصف بالعناد فسوف يتمرد على والديه ويتحدى قوانين الأسرة.
• اعلمي أن أفضل طرق التوجيه في هذه المرحلة أن تحددي القوانين الواضحة والمعدة مسبقاً، مثل أن تقولي له إن موعد اللعب في الحديقة أمام البيت سوف ينتهي في الساعة الخامسة وفي حال تأخره فسوف لن يلعب غداً، كما أنه من الضروري أن يشارك في العقاب واختياره مثل أن تسأله الأم: ما هو عقاب من لا ينجز واجباته المدرسية، مع ضرورة أن تعرفي مسبقاً أسباب رفض طفلك حل واجباته المدرسية وطرق علاجها كما يفيد كثيراً في هذا العمر السحب المؤقت والتكتيكي للامتيازات الممنوحة له مثل منعه من مشاهدة التلفاز ليوم واحد وليس لمدة طويلة لكي يكون العقاب منطقياً مع تجنب المبالغة في أي نوع من العقاب لكي لا يضطر الطفل للتمرد والكذب.

عقاب الابن المراهق

• لاحظي أن ابنك في العمر ما بين 13 إلى 18 سنة، أي أنه في مرحلة المراهقة قد أصبح يفهم المسؤولية الملقاة عليه لكنه قد يختبر الحدود أو المساحة الممنوحة له، ولذلك فالمراهق يرى نفسه ناضجاً وغير قادر على تحمل النقد، ولذلك أيضاً فالعقاب المباشر يجعله يتمرد كصفة عادية لدى المراهقين ولا يرغب في التعلم وهو بالفعل بحاجة لأن يعامله المحيطون به باحترام لاستقلاليته وبأنه في نفس الوقت بحاجة إلى التوجيه.
• وجهي ابنك في هذا العمر عن طريق الحوار بدلاً من العقاب وناقشي معه نتائج وعواقب أي سلوك، بدلاً من فرض العواقب عليه فوراً، وحمليه المسؤولية، ففي حال أنه قد حصل على علامات متدنية نتيجة لإهمال دراسته فلا توبخيه طيلة الوقت، بل اجعليه يتحمل تلك النتيجة وتفاوضي معه بكل حكمة، مثل أن تقولي له إنك إذا التزمت بقوانين الأسرة فسوف تخرج في رحلة نهاية الأسبوع مع أصدقاء المدرسة، وفي حال استخدمت الأم الصراخ والتهديد والحرمان فسوف يبتعد الابن عن التعلم ويشعر بالنبذ والظلم.

قد يهمك أيضاً: كيف توفرين الصحة الجسدية والنفسية.. لأطفالك؟