كلنا نعرف أن الطفل يتعلم بالقدوة ولا يتعلم عن طريق الوعظ المباشر ولذلك ففي سن العاشرة يصبح الطفل على أعتاب مرحلة المراهقة التي تتميز بأن الطفل يكون عنيداً ويحاول أن يكون شخصيته الخاصة وبناء ذاته وتكوين خصوصيته ولذلك ففي هذه السن يكون من الصعب التعامل مع الطفل وتقديم النصيحة له من أجل تقويم سلوكه وتصحيح الأخطاء التي يقع بها والتي يكون من واجبنا كآباء وأمهات أن نقومها وننهى أطفالنا عنها.
من الذكاء أن تستخدم الأم طرقا وقواعد مميزة وغير تقليدية لكي يسمع طفلها نصيحتها وينشأ وفق قواعد تربوية إيجابية وفعالة ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عدنان الزير حيث أشار إلى قواعد هامة لكي يتقبل طفلك النصائح منك خاصة في عمر عشر سنوات ومنها أن تقدمي له النصيحة غير المباشرة وكذلك النصح بالقدوة في الآتي:
استخدمي أسلوب التلميح
- استخدمي أسلوب التلميح وليس التصريح في التعامل مع طفلك لكي توصلي له نصيحة خاصة حين يصبح في عمر عشر سنوات ويكون في السن قد بدأ يقترب من مرحلة المراهقة والتي تتصف بالتغيرات الجسمية والفكرية والنفسية عند الإنسان لأنه يكون قد اقترب من مرحلة البلوغ ولكن بعض التغيرات والاضطرابات قد تحدث في سلوك الطفل مثلا خلال هذا المنعطف الضروري والفارق ومن أهم ملامحه ان الطفل لا يتقبل كلام الكبار بسهولة.
- تحدثي مع طفلك حين تريدين أن يسمع نصيحة منك بطريقة غير مباشرة مثل ان تحكي له عن حادثة حصلت أمامك أو تتذكرينها في طفولتك عن طفل لم يسمع رأي امه وكان يسهر حتى وقت متأخر وفجأة اكتشفت الأم أن طفلها قد اصبح مريضاً بمرض خطير بسبب عدم نشاط هرمونات الجسم التي تعمل وتنشط خلال النوم، ويمكن أيضاً أن تحكي أمامه عن قصة طفل لا يذاكر دروسه أولاً بأول حتى تراكمت عليه الواجبات ولم يحصل على درجات جيدة في نهاية العام وفي ذلك إشارة لضرورة أن يسمع ابنك نصيحتك بتنظيم وقته والاهتمام بدروسه كل يوم بعد عودته من المدرسة وهكذا.
اضربي أمثالاً أمام طفلك

- اضربي لطفلك أمثالاً عن قصص القدماء مثلا وكذلك قصصاً من السيرة النبوية وقصص الصحابة والعظماء لكي ترسي لدى طفلك قيمة أو خلقاً بحيث يرى الطفل من خلال القصة كيف أدت الأمانة لشخص أن يصبح زعيماً او قائداً، وكيف يكون الإنسان الصادق الذي لا يكذب محبوباً من الآخرين وكذلك اشرحي له من خلال هذه القصة كيف نجا من السجن أو العقاب لأنه لم يكذب وهكذا.
- اهتمي بالبحث في المكتبات العامة أو متاجر الكتب عن قصص قصيرة للأطفال تعلِّم القيم الأخلاقية في مختلف الأعمار وابدأي في نثرها في أنحاء متفرقة من البيت بحيث تكون قريبة من ناظري الطفل وحثيه على القراءة بحيث تصل إليه معلومات عبارة عن قيم ودروس بطريقة سهلة وبسيطة من دون ان يشعر أنه يتلقى تعليمات وأوامر.
ابحثي عن الصفات الجيدة بطفلك وشجعيها

- توقفي تماماً عن أسلوب خاطئ ترتكبه الكثير من الامهات وهو تصيد الأخطاء للطفل لأن الطفل ليس آلة تتحرك بل هو إنسان لديه مشاعر وأحاسيس كما أنه يخطئ ويصيب مثله مثل الكبار ولا يمكن أن تسير حياته بالمسطرة او بالورقة والقلم ولذلك على الأم أن تعرف أولاً قواعد العقاب الصحيحة والصحية وذلك من خلال التعرف على أخطاء تقع بها الأمهات أثناء اتباع قواعد التربية الإيجابية مع أطفالها ومن بين هذه الأخطاء الاسراف في العقاب وتجاهل الايجابيات والسلوكيات الحسنة التي يقوم بها.
- امتدحي طفلك دون مبالغة وأشعريه أنك فخورة به أمام إخوته أو أمام الأب حين يقوم بتصرف جيد مهما كان بسيطاً وصغيراً وركزي على هذا السلوك وأنه قد أدخل السعادة والرضا عليك فالطفل في سن عشر سنوات يكون راغباً في الشعور بتقدير ذاته إضافة لشعوره بأنه يرضى الوالدين وهما عالمه الصغير الذي ينتمي إليه.
استشيري طفلك في أمر يخص العائلة
- استشيري طفلك في أمر يخص العائلة أو مشكلة تواجهك واطلبي رأيه ومشورته لكي يشعر بقيمته في العائلة وأنه شخص مهم وله دوره وذلك لأن الكثير من الاباء والامهات يقصون الأبناء عن حياة الاسرة بحيث لا يهتمون سوى بتوفير الطعام والشراب والملابس لهم ولا يعملون على تقوية الروابط بينهم من خلال التواصل ومناقشة مستقبل الأسرة ومخططاتها على سبيل المثال.
- احذري أن تخدعي طفلك وتحدثيه عن مشكلة غير حقيقية أو أن يكتشف الطفل أنك تستخفين بذكاءه ومستوى تفكيره لأن ذلك سوف يؤثر على نفسية الطفل بل أنك يجب أن تجعليه يشعر أنه قام بدور هام وفعال مثل أن تسندي له مهاماً منزلية فعالة وليست ذات قيمة ومن الضروري أن تتابعي ما يقوم به لكي شعر بأهميته وفي نفس الوقت أن تحدثيه أنك قد عملت برأيه في مشكلة ما تخص تغيير الأثاث مثلاً أو الاشتراك في نادي رياضي معه.
صادقي طفلك لكي تخففي من عناده

صادقي طفلك وتخلي عن دور الواعظ في حياته واعلمي ان اتباعك لـ طرق تعليم الأطفال الانضباط الذاتي من دون استخدام العقاب البدني من خلال أن تصادقي الطفل ونجاحك في أن تكوني الصديقة المقربة لابنتك فيما يكون الأب هو الصديق المقرب من الابن الولد من أهم خطوات التربية الايجابية التي تضمن ان يستمع طفلك للنصيحة دون أن يكون مكابراً وعنيداً وفي نفس الوقت يكون مصراً على ارتكاب الخطأ وهو يعرف أحياناً انه خطأ لمجرد أنه يريد ان يتمرد على قوانين الأسرة.
اهتمي بأن تتقربي من طفلك وتصادقيه وان يكون هو الملجأ الاول الذي يركض اليه حين يواجه مشكلة ومصادقة الطفل في عمر عشر سنوات وما بعد ذلك ليس أمراً سهلاً فالمهم أن تكتسبي ثقته وأن تحافظي على سره وأن تتركي الابن والابنة يتحدثان من دون حجل او خوف، وفي كثير من الأحيان يتحدث الابناء للغرباء بسبب خوفهم من عدم تفهم المقربين وهنا يتحول الطفل إلى إنسان لا يقبل النصيحة من الأم على الإطلاق.
قد يهمك أيضا: ما الفرق بين استخدام أسلوب العواقب والعقاب في التعامل مع المراهق؟