mena-gmtdmp

أهمية تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال ومهاراته وعلاقته بالمستقبل

صورة لطفلة تتعاطف مع أخيها
الذكاء العاطفي هو فهم المشاعر والتعاطف مع الآخرين

الذكاء العاطفي من الصفات الإنسانية الجميلة التي يجب على الآباء الاهتمام بتنميتها وتعزيزها عند أطفالهم منذ الصغر؛ لأنها تجعلهم أفضل على المدى الطويل في حياتهم، وبها يمتلكون القدرة على التعرف على مشاعرهم الداخلية وقبولها ما يدفعهم على حسن استخدامها، بجانب التفكير السليم والتحكم في الغضب، وهناك من يربط بين الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي؛ حيث يلتقيان معا ًفي التأثير على حياة الطفل وانفتاحه اجتماعيًا، ورسم مستقبل مشرق للطفل.
لذا يركز أساتذة التربية و الطب النفسي على أهمية تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال، والبحث عن سبل لتنمية مهاراته، بداية من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات. اللقاء والدكتور محمود إبراهييم أستاذ التربية وطب نفس الطفل لشرح وتوضيح المزيد من التفاصيل.

ما هو الذكاء العاطفي

طفلتان تتشاركان الاهتمام بهواية واحدة

أن يتعرف الطفل إلى حقيقة مشاعره وطبيعة عواطفه ويفهمها، وأن يديرها بشكل جيد؛ لضمان التفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي مع مشاعر الآخرين، حتى يتم توظيفها في التفكير واتخاذ القرارات المناسبة.
والعمل على تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال يساعد في بناء علاقات صحية، بجانب القدرة على التحكم في مشاعر الغضب، الحزن، ومن ثمة التعبير عنها بوضوح.
امتلاك طفلك للذكاء العاطفي يعني: معرفته للذات والمشاعر والأحاسيس الداخلية، وقبولها والمقدرة على التعامل معها، بالإضافة لضبط النفس ومعرفة كيفية التعامل مع حالة الغضب أو الخوف.
بجانب التعرف إلى شخصية الطرف الآخر ومحاولة التفكير بفكره والشعور بمشاعره، وامتلاك المهارات الاجتماعية التي تمكنه من حل مشكلاته، لذا يجب تعليم هذه المهارة من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات.

اكتساب الطفل للسلوكيات الصحيحة ودور الألعاب في تدعيمها..تابعي التفاصيل بالتقرير

علامات الذكاء العاطفي عند الأطفال

طفل يساعد صديقته ارتداء الخوذة
  • قدرة الطفل على التعبير عن المشاعر بوضوح مثل الفرح، الحزن، الغضب أو الإحباط بشكل لفظي أو غير لفظي.
  • ملاحظة الطفل لمشاعر الآخرين وفهم احتياجاتهم، مثل تقديم المساعدة لشخص يشعر بالحزن أو القلق.
  • التحكم في المشاعر مثل تهدئة النفس في المواقف الصعبة، ضبط أو تحجيم الغضب دون الوصول إلى ثورة الغضب.
  • التفاعل الاجتماعي الإيجابي وبناء علاقات جيدة مع الآخرين، وحل النزاعات - إن وجدت - بشكل سليم.
  • الانتباه لما يقوله الآخرون والقدرة على استيعاب مشاعرهم، والتحلي بالصبر بدلًا من التسرع في الرد أو مقاطعتهم.
  • القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة دون الشعور بالاضطراب المفرط، الذي لن يقدم حلولًا.

مهارات الذكاء العاطفي تتمثل في:

طفلة تعلن عن فرحتها بابتسامة واسعة

الوعي العاطفي:

الذكاء العاطفي هو مهارة تعني قدرة الطفل في التعرف إلى مشاعره ومشاعر الآخرين، مما يساعد الطفل على التعرف إلى المواقف التي يواجهها، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشاعر الغضب أو الفرح.

مهارات التواصل:

يمتلك القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح، والاستماع للآخرين بفاعلية، مما يساعد في بناء علاقات إيجابية.

التنظيم الذاتي:

قدرة الطفل على التحكم في مشاعره وتصرفاته في المواقف المختلفة، مثل التحكم في لحظات الغضب، الإحباط بطريقة سليمة.

حل المشكلات:

القدرة على التفكير بشكل منطقي وإبداعي في إيجاد حلول للمشاكل العاطفية أو الاجتماعية التي قد يواجهها الطفل والتعاون مع الآخرين لحل الخلافات بطريقة سلمية.

اتخاذ القرار:

القدرة على تقييم المواقف والتفكير قبل اتخاذ القرارات، يشمل التفكير في مشاعر الآخرين وتحديد الأفضل للجميع. تمرينات الذكاء العاطفي عند الأطفال.

5 تدريبات لتنمية الذكاء العاطفي:

  1. استخدام بطاقات أو صور لمشاعر مختلفة، وتعليم الطفل كيفية التعرف عليها وتسميتها.
  2. تعليم الطفل تمارين التنفس؛ لتهدئة النفس عند الشعور بالغضب أو الإحباط.
  3. تشجيع الطفل على تدوين مشاعره فرحان أو حزينًا، وكذلك أحداث يومه لمساعدته في فهمها بشكل أفضل.
  4. ممارسة تمارين الاستماع الجيد مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، دون مقاطعة والمشاركة في الأفكار.
  5. مواجهة الطفل بمواقف صعبة وسؤاله عن الحلول المقترحة؛ للتعامل مع هذه المشاعر أو مشاعر الآخرين.

خطوات أساسية لتنمية الذكاء العاطفي

أطفال يلعبون بحب وتعاطف مع بعضهم

التحدث عن المشاعر بانتظام: من خلال التحدث مع الطفل عن مشاعره وكذلك مشاعر الآخرين، كما يمكن تسمية هذه المشاعر مثل السعادة، الحزن، الغضب واستخدام القصص والأمثلة لتوضيح كيفية التعامل مع المشاعر.
التعاطف مع الآخرين: يعتمد على تشجيع الطفل للتعاطف مع الآخرين وذلك عبر توجيه عدة أسئلة التي تساعد على تنمية قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين.
تنظيم المشاعر: يتم تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال من خلال تعلم الطفل كيفية التعامل مع المشاعر السلبية مثل الإحباط، الغضب عبر عدة طرق منها التنفس العميق، تجربة العد حتى رقم 10.
تشجيع الاستماع الفعّال: يتم تدريب الطفل على الاستماع الجيد للآخرين والانتباه إلى حديثهم واحترام مشاعرهم، وتحفيزهم على مشاركة الأفكار بعد الاستماع.

مراحل تطور الذكاء العاطفي لدى الطفل

طفل رضيع منزعج فيبكي بشدة

العمر 0 - 3 أشهر في هذه المرحلة يتعلم طفلك إظهار مشاعر الانزعاج والسعادة ولأن حركاته الجسدية لا تزال محدودة، فإنه لا يظهر عواطفه إلا في أوقات معينة؛ فعندما يجوع سيظهر مشاعره بالأنين أو البكاء.
يتمتع الأطفال حديثو الولادة بالذكاء العاطفي من خلال القدرة على التعرف على وجوه الأشخاص من حولهم، وعندما يبلغ الطفل شهرًا واحدًا، يبدأ في الابتسام عندما يتواصل أو عندما يثير شيء اهتمامه.
تظهر العلامات التي تدل على أن طفلك سعيد أيضًا، من خلال الحركات الجسدية مثل: فتح أذرعه على نطاق واسع وهز أرجله.
يمكن تدريب التطور العاطفي للطفل في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، من خلال دعوته للتحدث بشكل متكرر مما يجعله يبدأ بالثرثرة لجذب الانتباه فيما بعد.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.