اللعب هو النشاط الأساسي الذي يمارسه الأطفال منذ ولادتهم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فقط، بل يُعَدُّ أداة تعليمية فعَّالة تسهم في تنمية الذكاء، وتعزيز المهارات الاجتماعية، وتطوير التفكير الإبداعي لدى الأطفال.
في هذا التقرير نتعرف من الدكتورة سهام عبد الرحيم، أستاذة التربية وطب نفس الطفل؛ إلى أنواع اللعب، وأهمية اللعب في تنمية قدرات الطفل الذهنية والاجتماعية، وكيف يمكن للوالدين الاستفادة من اللعب بوصفه وسيلة تعليمية وتربوية لطفلهم في مختلف سنوات الطفل.
أولاً: 12 أهمية للعب للأطفال

- اللعب للأطفال في أي عمر ينمي مهاراتهم الاجتماعية، وينمي قدرة الطفل على التفاعل مع بيئته ومع الآخرين.
- اللعب يحسن من مهارات الطفل السلوكية في تعامله مع الآخرين، والتعامل مع زملاء الدراسة في السنوات القادمة.
- اللعب يعلم الطفل ممارسة الأصوات والمفردات الجديدة، ويعزز شعور الطفل بالأمان مع نفسه، ويجعله يطمئن للمجتمع من حوله.
- اللعب يشكل التطوير الهيكلي للدماغ، وهو الذي يلعب دوراً في تشكيل شخصية الطفل.
- اللعب ليس مرادفاً للفوضى وعدم النظام والضجيج في البيت، الطفل الطبيعي هو الطفل الذي يلعب بشكل هادئ مع الأطفال.
- اللعب الجماعي له دور كبير في تعزيز ونمو شخصية الطفل، وتطور مهاراته العقلية والحركية والعضلية للطفل.
- اللعب الجماعي يبدأ من الحضانة ما دام الطفل قادراً على استخدام حواسه بصورة طبيعية، وسوف يتواصل مع من هم في سنه.
- عدم اللعب وتقييد حركة لعب الطفل، يتسبب في هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته.
- في عمر العامين يبدأ الأطفال القتال على اللعب، والإحساس بملكية اللعبة، وبالتالي تتطور الأنا لديهم فيحافظون على ممتلكاتهم.
- في مرحلة الحضانة تلاحظ الأم أن الطفل يميل إلى اللعب الجماعي، ويترك أي مشاجرة مع طفل آخر لكي يستمر باللعب معه.
- اللعب الجماعي يُعلم الطفل المنافسة البناءة وروح الفريق، واستخدام العقل والتفكير المنطقي المتدرج لتحقيق الأهداف.
- اللعب الجماعي يجعل الطفل يستخدم أكثر من حاسة في الوقت نفسه، وتسريع الاستجابة ما بين حاستين، وذلك لا يمكن تحقيقه إذا كان يلعب وحده.
ثانياً: اللعب ينمي ذكاء الطفل

تنمية القدرات العقلية والإبداعية
اللعب يعزز الإبداع لدى الأطفال من خلال تنشيط خيالهم وقدرتهم على التفكير خارج الصندوق، عندما يبتكر الطفل قصة أو يصمم لعبة جديدة، فإنه يستخدم مهارات التفكير النقدي والإبداعي؛ ما يسهم في تطوير ذكائه.
تحسين الذاكرة والتركيز
ويتم ذلك بالألعاب التي تتطلب التذكر، مثل ألعاب البطاقات أو الألغاز، حيث تساعد على تحسين قدرة الطفل على الحفظ والتذكر، بجانب ألعاب البناء والتراكيب، مثل المكعبات، وكلها تعزز مهارات التركيز والانتباه.
تعزيز مهارات حل المشكلات
من خلال اللعب، يواجه الأطفال تحديات تتطلب منهم التفكير والتحليل لإيجاد الحلول، على سبيل المثال، عند محاولة إكمال لغز معين، يحتاج الطفل إلى التفكير المنطقي وربط الأجزاء ببعضها؛ ما يساعده على تطوير مهارات حل المشكلات.
تطوير مهارات الرياضيات واللغة
الألعاب التي تتضمن العد، مثل لعبة المتجر أو المكعبات الملونة؛ ما يساعد في تحسين المهارات الحسابية المبكرة، كما أن الألعاب التي تعتمد على الحكايات والمحادثات تساعد أيضاً على تطور مهارات الطفل اللغوية، وتعزز قدرته على التعبير عن أفكاره بوضوح.
تحفيز التفكير الإستراتيجي
بعض الألعاب مثل الشطرنج أو ألعاب الطاولة، تتطلب من الطفل التخطيط واتخاذ قرارات إستراتيجية؛ ما يعزز تفكيره التحليلي وقدرته على اتخاذ القرارات بذكاء.
ثالثاً: كيف يساهم اللعب في تنمية المهارات الاجتماعية للطفل؟

- تعزيز مهارات التواصل: يلعب الأطفال مع أقرانهم فيعلمهم ذلك كيفية التعبير عن أفكارهم وطريقة الاستماع للآخرين، وهذا يساعدهم على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي الفعَّالة.
- تعليم التعاون والعمل الجماعي: يفضل الاشتراك في الألعاب الجماعية، مثل كرة القدم أو ألعاب الفريق؛ فهي تعلم الأطفال أهمية العمل الجماعي ومعنى التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، كما أنها تعزز روح الفريق والمشاركة.
- تعلم مهارات التفاوض: وحل النزاعات في أثناء اللعب، كثيراً ما يواجه الأطفال اختلافات في الرأي أو رغبات متعارضة؛ ما يدفعهم للشجار أو عدم القدرة على حل المشكلة، ولكن بمرور الوقت وقوة الصلة بينهم في اللعب سيتعلمون كيفية التفاوض، وإيجاد حلول وسط ترضي الجميع.
- تعزيز التعاطف والتفاهم: عند لعب أدوار مختلفة، مثل لعبة الطبيب أو المعلم، يتعلم الطفل فهم مشاعر الآخرين؛ ماذا يقول وكيف يتصرف، وربما حفظ جملة أو جملتين ليرددها وفقاً للمهنة التي يقوم بها وفي النهاية يتعاطف معهم؛ ما يسهم في ثراء شخصيته الاجتماعية بشكل صحي.
- تنمية الثقة بالنفس: بعض الألعاب تعطي الطفل دور ومسؤولية القيادة، وهذا يمنح الطفل حرية اتخاذ القرارات وتساعده كذلك على بناء ثقته بنفسه، وتعزز شعوره بالقدرة على الإنجاز.
رابعاً: أنواع من اللعب تنمي ذكاء الطفل ومهاراته الاجتماعية

- الألعاب الحسية: مثل الرمل، الصلصال، والماء، تساعد الطفل على تقوية حاسة اللمس لديه، وتطوير مهارات الأصابع الحركية الدقيقة، كما تعزز فكرة الاستكشاف والتجربة.
- الألعاب التفاعلية والجماعية: مثل كرة القدم، ألعاب الفريق، ولعب الأدوار، التي تعزز التواصل والتعاون.
- الألعاب الذهنية: مثل الألغاز، ألعاب الذاكرة، والشطرنج، التي تطور التفكير النقدي والإستراتيجي.
- الألعاب التخيلية: مثل التمثيل واستخدام الدُّمى، التي تساعد الطفل على تطوير الخيال والإبداع والتعاطف مع الآخرين.
- الألعاب التكنولوجية التعليمية: مثل التطبيقات الذكية وألعاب الكمبيوتر التعليمية، التي يمكن استخدامها باعتدال لتعزيز مهارات التفكير واللغة.
كيفية تنمية قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين التفاصيل داخل التقرير
خامساً: دور الوالدين في تعزيز فوائد اللعب

- تخصيص وقت يومي للعب مع الطفل، لتعزيز العلاقة بين الطفل ووالديه.
- تشجيع اللعب الحر، الذي يسمح للطفل بالتعبير عن إبداعه من دون قيود.
- اختيار ألعاب مناسبة لعمر الطفل؛ لتنمية مهاراته بفاعلية.
- تشجيع اللعب الجماعي؛ لتعزيز المهارات الاجتماعية.
- مراقبة وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ لضمان توازن صحي بين اللعب التقليدي والرقمي.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.