كيف أعمل روتينًا يوميًا للأطفال خصوصًا بعد سن الثانية؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1809816-%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%86-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
اهتمي بتحديد روتين يومي لطفلك بعد سن الثانية
بعد سن الثانية يكون الطفل قد بدأ أولى خطوات الانفصال التدرجي عن الأم لأن الأطفال يبدأون في الاعتماد على أنفسهم في تناول الطعام وتتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية وكذلك الصناعية، ويبدأ الطفل في أن يأخذ اتجاه حياة الكبار التي يجب أن تقوم على النظام والترتيب والبعد عن كل الفوضى وحيث أن النظام في كل شئون الحياة هو أساس النجاح. يجب أن تهتم الأم بتخصيص رويتن يومي لطفلها خلال النهار لكي تكون حياة الأسرة هادئة ومنظمة ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التربية الأسرية الدكتورة سمية عيسى، حيث أشارت إلى الإجابة عن سؤال هام تطرحه معظم الأمهات وهو كيف أعمل روتينًا يوميًا للأطفال خاصة بعد سن الثانية يشمل مواعيد محددة للطعام والنوم واللعب وذلك في الآتي:
هل يحب الأطفال الروتين؟
توقعي وسوف تصابين بالدهشة حين تكتشفين أن الطفل الصغير ومنذ الأيام الأولى من حياته سوف يكون محبًا للروتين وملتزمًا به، وإذا كان الروتين يعني الالتزام ببرنامج معين لأداء مهام محددة، فالروتين بالنسبة للطفل المولود مثلًا يعني التعود على طقوس معينة، مثل المولود الذي لا ينام إلا حين تغطيه الأم بغطائه الأول الذي لف به جسده في لحظة خروجه من الرحم ولا زال يحمل رائحة السائل الأمينوسي الذي كان يحيط به، فتكتشف الكثير من الأمهات أن مثل هذا الغطاء يجب الاحتفاظ به لأن الطفل يظل ولمدة طويلة غير قادر على النوم دون أن يشم رائحته ويكون قريبًا من وجهه.
لاحظي أن الطفل يحب روتين التغذية الذي تبدأينه معه، وبالتالي تجدين أنه من السهل تعويده على طعام معين، كما أنه من السهل أن يلتزم بالنوم في موعد محدد بمجرد إطفاء الأنوار في كل أنحاء المنزل، ولذلك عليك استغلال حب طفلك المبكر للروتين لكي تعدي له برنامجًا يوميًا منظمًا من أجل تنظيم يومه وبالتالي تنظيم يوم كل أفراد الأسرة.
خطوات إعداد روتين يومي للطفل
تحديد موعد الوجبات الرئيسية
عائلة تتناول الطعام
اهتمي ومنذ بداية حياتك الزوجية وتكوين الأسرة أن يكون هناك موعد ثابت للوجبات الرئيسية الثلاثة، وراعي أن يكون توقيت تناول كل وجبة مرتبطًا بنظام وروتين عمل الأب لأنه من المهم أن يتواجد الأب على مائدة الطعام بشكل يومي وفي كل وجبة، حيث أن وجود الأب يلعب دورًا كبيرًا في تحسين شهية الطفل، إضافة إلى أن جلوس الأب مع أطفاله حول مائدة الطعام يعزز من الروابط الأسرية بينه وبين الأطفال، حيث ينشغل عنهم لساعات طويلة وتحويل وقت الطعام لوقت جميل يتبادلون فيه المشاعر والأخبار والإنجازات يجعل الطفل ينتظر وقت الطعام بشوق ولهفة.
نظمي وقت تناول الطعام ويجب أن تعرفي لماذا يرفض الطفل الجلوس إلى مائدة الطعام مع العائلة؟ لأن هذا التصرف هو أول طرق عدم التزام الطفل بالروتين اليومي والذي يحقق له النجاح ويساعده على إنجاز مهامه اليومية وعدم تحويل يومه إلى ساعات مهدورة من الفوضى ولذلك يجب أن يكون وقت تناول الطعام وقتًا محببًا ومقدسًا عند الكبار والأطفال ولأن الطفل يتعلم بالقدوة فيجب أن يلاحظ اهتمام الكبار وحرصهم على التجمع العائلي وعدم التأخير والتلكؤ في التواجد حول المائدة، ويسهم ذلك في تحسين صحة الطفل من خلال حصوله على وجباته الرئيسية وبشكل منتظم.
روتين ثابت لموعد النوم
طفل نائم
اعلمي أن فوائد النوم المبكر للأطفال.. وأضرار السهر من 0-18 عاماً يجب أن تتعرفي عليها وتتجنبي تعريض طفلك للنوم المتقلب، بمعنى ألا يعتاد منذ سن مبكرة على موعد ثابت للنوم، ويبدأ الطفل عمومًا في النوم المنتظم بعد عمر الثانية ولذلك يجب أن يخضع الطفل لنظام الأسرة والتي يجب أن تعتمد النوم الليلي المبكر؛ بسبب فوائده الكثيرة للصحة النفسية والجسمانية، حيث أن هرمون النمو عند الأطفال لا يعمل إلا ليلًا وفي الإظلام التام لمكان النوم ومن الضروري أن تجهزي طقوس نوم طفلك لكي ينمو بشكل صحي وسليم، بحيث يحقق معدلات النوم الطبيعية من حيث الطول والوزن.
احرصي على أن يلتزم طفلك بموعد النوم الخاص به ولا تسمحي له بالسهر إلا في يوم الإجازة مثلًا، ولكن ليس لوقت متأخر فيمكن أن تخبريه أن لديه ساعة إضافية يمكن قضاؤها في نشاط عائلي ممتع، وذلك لأن النشاط يساعد على تحفيزه للنوم أسرع في حين أن السهر بطريقة غير صحية مثل ممارسة الألعاب الإلكترونية وتناول الأطعمة الدسمة يؤدي إلى نتائج سلبية على صحته وينعكس ذلك على نشاطه خلال النهار.
موعد يومي لكي يلعب الطفل
طفل يلعب
خصصي موعدًا يوميًا لكي يلعب الطفل خاصة حين يصبح في سن المدرسة، فليس صحيحًا أن يقضي الطفل طيلة وقته في الدراسة ما بين المدرسة ومراجعة الدروس في البيت؛ لأن اللعب بالنسبة للطفل مثل الطعام وهو من الوسائل التي تساعده على النمو الجسمي والعقلي والنفسي، ويجب أن تعرفي أهمية اللعب عند الأطفال لكي تساعدي طفلك على الحصول على وقت لكي يلعب، حيث أن اللعب يساعد الطفل على إتمام باقي المهام اليومية فلا تتوقعي مثلًا أن يستمر طفلك بنفس مستواه الدراسي وهو لا يجد وقتًا لكي يمارس اللعب مثل باقي الأطفال، ويمكن أن يكون وقت اللعب بعد حل الواجبات كنوع من المكافأة، وفي حال الطفل الذي لم يذهب إلى المدرسة بعد فيجب أن يقسم وقت اللعب على مدار اليوم ولكن ليس بعد تناول الطعام مباشرة، ويجب أن تكون قصة قبل النوم من الوقت المخصص للعب الطفل؛ لأنها تمنحه نفس فوائد اللعب مع إطلاق الخيال أكثر وأوسع.
احرصي على تخصيص وقت اللعب لطفلك حسب عمره وفي نفس الوقت يجب أن يكون هناك ألعاب تعليمية يمكن أن يمارسها الطفل وليس اللعب لمجرد قضاء الوقت، وأهمية أن تقومي باللعب مع طفلك لا تقل عن أهمية مراجعة الدروس معه أو الاهتمام بطعامه ورعايته لأن الطفل يحب أن يمارس ما يحب مع من يحب كما أن اللعب الجماعي يلعب دورًا في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل وبذلك يمكنك أن تخصصي وقتًا يوميًا للخروج من المنزل والاجتماع مع أطفال آخرين، سواء في الحيدقة القريبة أو في الملاهي أو أي أماكن مخصصة للأطفال وعليك عدم إهمال هذا الوقت الثمين الذي يحمي طفلك من العديد من المشاكل النفسية مثل الخجل والانطواء.