هل تعلمين أن العلاقات الزوجية غالباً ما تمر بتحديات كبيرة بعد ولادة الأطفال؟، ما هو الحل للحفاظ على علاقة قوية وسعيدة في ظل الضغوط اليومية لتربية الأطفال؟
كيف يمكن للأزواج الحفاظ على الحب وشراكتهم القوية بينما يواجهون التحديات اليومية لتربية الأطفال؟"
من خلال الإجابة على هذه الأسئلة يمكنك التعرف إلى كيفية الحفاظ على العلاقة الزوجية أثناء تربية الأطفال.
تجربة أم مع ولادة طفلي الأول
بعد ولادة طفلهما الأول، وجدت سارة نفسها تستيقظ في منتصف الليل لترعى طفلها، في حين أن زوجها أحمد نائماً لا يبالي. شعرت بالاستياء، وتساءلت: هل يمكن للعلاقة الزوجية أن تزدهر في ظل هذه الظروف؟
التقت "سيدتي" مدربة الحياة والعلاقات الأسرية المعتمدة من الاتحاد الدولي للكوتشينغ ICF ومدربة مهارات الحياة زينة الحريري التي شرحت أكثر حول هذا الموضوع.
تشير الدراسات إلى أن ٪67 من الأزواج يعانون من تراجع في مستوى الرضا عن علاقتهم الزوجية بعد ولادة الطفل الأول.
إليك بعض المشاكل الرئيسية التي قد يواجهها الأهل في الحفاظ على علاقتهما أثناء تربية الأطفال.
- قلة الوقت: تربية الأطفال تتطلب الكثير من الاهتمام والرعاية، ما قد يؤدي إلى قلة الوقت الذي يمكن للزوجين أن يقضيانه معاً بشكل خاص، وبالتالي قد يشعران بالبعد أو الفتور في العلاقة.
قد يعجبك أيضاً كيفية بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة
- التعب والإرهاق: العناية بالاطفال قد تكون مرهقة جسدياً ونفسياً، خاصة إذا كانت هناك مسؤوليات أخرى مثل العمل. هذا الإرهاق يمكن أن يؤثر على التواصل ويزيد من حدة التوترات.
- الاختلاف في طرق التربية: قد يختلف الوالدان في أساليب تربية الأطفال، مما يؤدي إلى خلافات حول كيفية التعامل مع مواقف معينة، مثل الانضباط أو التعليم أو الطعام.
- الضغط المادي: تربية الأطفال تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، وقد يزداد الضغط المالي مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى توترات مالية تؤثر على العلاقة الزوجية.
- قلة التواصل: بسبب الانشغال بتلبية احتياجات الأطفال، قد يقل التواصل بين الزوجين، مما يؤدي إلى سوء الفهم أو الشعور بأن الشريك غير داعم.
- ظهور الفتور العاطفي: بعد ولادة الأطفال، قد يتغير التركيز من العلاقة الرومانسية بين الزوجين إلى الدور الوالدي. هذا قد يؤدي إلى شعور أحد الطرفين أو كليهما بالإهمال العاطفي.
- فقدان الرومانسية: الأعباء اليومية ومسؤوليات العناية بالأطفال قد تجعل من الصعب على الزوجين الاستمرار في إحياء الرومانسية التي كانت موجودة قبل ولادة الأطفال.
- قلة النوم: خصوصاً في المراحل الأولى من ولادة الأطفال، يمكن لقلة النوم أن تؤدي إلى زيادة التوتر بين الزوجين.
- الضغط الاجتماعي: قد يشعر الأهل بالضغط من المجتمع أو العائلة لتربية الأطفال بطريقة معينة، ما يزيد من الضغط على العلاقة الزوجية.
تتطلب هذه المشاكل من الزوجين وعياً مشتركاً وتعاوناً في إدارة الوقت والجهد، بالإضافة إلى الحرص على التواصل. فإن الحفاظ على علاقة قوية بين الأزواج أثناء تربية الأطفال قد يكون تحدياً، نظراً لضغوط الحياة اليومية والتزامات رعاية الأطفال.
كيف يحافظ الأزواج على علاقتهم أثناء تربية الأطفال؟
إليك بعض الحلول التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على علاقة قوية بين الأزواج أثناء تربيتهم لأبنائهم:
- التخاطب الصريح
من الضروري أن يحافظ الزوجان على التواصل المستمر والصريح. يجب مناقشة المشاعر، التحديات، والتوقعات بشكل منتظم. الحديث عن الأمور الصغيرة قد يساهم في تجنب تراكم المشاكل.
- تخصيص وقت للشريك
يجب تخصيص وقت للعلاقة الزوجية بعيداً عن مسؤوليات الأبوة. قد يكون ذلك عن طريق تنظيم مواعيد شهرية، للخروج معاً، أو حتى قضاء بعض الوقت الهادئ في المنزل بعد أن ينام الأطفال.
- تقسيم المسؤوليات
من المهم توزيع المسؤوليات بشكل عادل بين الطرفين. هذا يساعد في تخفيف الضغط عن أحد الأطراف ويعزز التعاون بينهما. يمكن وضع جدول لتنظيم المهام المتعلقة بالأطفال والمنزل.
- الدعم المتبادل
يُظهر الزوجان الامتنان والتقدير لبعضهما البعض من خلال كلمات الدعم والتشجيع. الشعور بأن الطرف الآخر يقدر جهودك ويعزز الشعور بالرضا ويقلل من التوتر.
- إدارة الضغوط بطريقة واعية
الضغط الناتج عن تربية الأطفال طبيعي، ولكن من المهم أن يتعلم الأزواج كيفية التعامل معه بطريقة بناءة. يمكن الاستفادة من تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو المشي، أو حتى اللجوء إلى متخصّص في حال تفاقم الضغط.
- الحفاظ على الحب والرومانسية
من السهل أن ينشغل الزوجان بمسؤوليات الأطفال، لكن الحفاظ على الرومانسية يمكن أن يساعد في تعزيز العلاقة. يمكن أن يكون ذلك عن طريق تقديم هدايا صغيرة، أو كتابة رسائل حب، أو التعبير عن مشاعر الحب بطرق بسيطة.
- طلب المساعدة
في بعض الاحيان، قد يكون من المفيد اللجوء إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة للحصول على المساعدة أو حتى مناقشة التحديات مع متخصص في العلاقات الزوجية.
- الاهتمام بالصحة النفسية
من الضروري أن يحافظ كل طرف على صحته النفسية. قد يكون الضغط الناتج عن تربية الأطفال مرهقاً، فيجب أن يهتم الأزواج بأنفسهم، سواء من خلال ممارسة الرياضة، أو الحصول على وقت شخصي، أو القيام بأنشطة يحبونها.
ما رأيك الاطلاع على ما هي أفضل طرق لتربية الأطفال بأساليب إيجابية.. وجعلهم سعداء؟
وهنا تشدّد الحريري على أنّ الوعي الكافي والنضج هما كفيلان باجتياز هذه المرحلة الدقيقة والاستعداد للمراحل التالية للتربية. فمهنة الآباء هي من أصعب المهن التي تتطلب دواماً كاملاً ومجهوداً كبيراً، وعلينا ألا ننسى مدى تأثير العلاقة السليمة للزوجين على الصحة النفسية للأولاد.