اجتمع أكثر من 450 شخصاً من خبراء وباحثين ومختصين في علاجات المشاكل والأمراض الجلدية والعناية بالبشرة، في نسخة خامسة من لوريال ديرما في الرياض. وقد تم توثيق هذه النسخة من الحدث كنسخة خضراء صديقة للبيئة؛ كونها تراعي استخدام مواد يمكن إعادة تدويرها وتعَد مواد غير مؤذية بيئياً. كما وتم التنسيق مع بنك الطعام في الرياض للاستفادة من فائض المواد الغذائية التي ستقدّم خلال هذا الحدث.
الملتقى الذي أقيم على مدار يومين كاملين في الرياض، والذي شكّل مساحة علمية طبية جمالية متخصصة، تابعه افتراضياً أيضاً أكثر من 700 شخص من المختصين في المجال؛ ليكون هذا عنصراً آخر من عناصر تميُّز الحدث؛ كون الحضور الرقمي يقلل من تبعات الحضور الفعلي، كاستهلاك المواد والمواصلات، وبالتالي تخفيف الأثر على البيئة والانبعاثات السلبية.
تصوير: عبير بو حمدان
فعاليات الحدث
الملتقى تكوّن من عدة أقسام؛ بدءاً بمعرض للعلامات التجارية الطبية التي تضمها لوريال، مثل: لاروش بوزيه La Roche Posay، وفيشي Vichy، وسيرافي CeraVe، وسكينسوتيكالز SkinCeuticals. تم فيه استعراض أحدث المنتجات والابتكارات، وتضمن عدة أنشطة تفاعلية بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التصوير وغيرها. إلى جانب هذا المعرض، كان هناك قسم خاص لصناعة المحتوى والتفاعل عبْر وسائل التواصل الاجتماعي، حمل عنوان: مختبرات المحتوى، وضم عدة أجنحة للتصوير وابتكار الفيديوهات. كل منها خاص بعلامة تجارية من العلامات الأربع الأساسية ضمن الحدث.
أما المؤتمر؛ فتم افتتاحه بكلمة خاصة لمدير عام قسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط محمد العربي، وصف فيها الرياض بالمدينة النابضة، والحدث بأنه حدث يجتمع فيه العلوم والجمال؛ قائلاً: "إن رؤية هذا العالم الجميل يتلاقى مع العلوم الحديثة في مدينة الرياض، يعكس رؤية الازدهار والتطور اللذين تتمتع بهما المملكة".
ثم توالت الكلمات؛ بدءاً بكلمة للدكتور إسلام عاشور، المدير الطبي لقسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط، تحدث فيها عن ميزات العلامات التي تستحوذ عليها لوريال اليوم، والتي أهّلتها للتربُّع على عرش العلامات الطبية الجمالية في السعودية والمنطقة. ثم كانت بعض المحاضرات، منها: محاضرة للبروفيسور رينهارد دامر نائب رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى جامعة زيوريخ سويسرا، ومحاضرة لنجاح سنو، مديرة التواصل العلمي والتدريب في قسم المنتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط، وأخرى للدكتور كريستوف هشو، وهو طبيب أمراض جلدية معتمد في سويسرا، وكلمة لمحمد علي أحمد، مدير الزيارات الطبية في المملكة العربية السعودية، في قسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط، ومحاضرة للدكتور تارون شوبرا الذي يقود فريق البحث والابتكار في لوريال في سنغافورة، وهو متخصص بوظائف الميكروبيوم، وغيرها من المحاضرات. كما كانت هناك بعض الجلسات الحوارية التي ضمت نخبة من الأطباء المختصين، كالدكتور خالد النعيمي، والدكتور عبدالله العيسى، والدكتورة رؤى الحارثي، ومختصين عالميين.
الالتزام بالخدمة المجتمعية
مدير عام قسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط محمد العربي، تحدث لـ«سيدتي» عن أهمية هذا الملتقى، وقال: "نحن اليوم موجودون في الرياض في المملكة العربية السعودية في النسخة الخامسة من لوريال ديرما، هذه النسخة أتت بعد رحلة عبْر نسخ مختلفة، تم خلالها تبادُل ونشر معلومات طبية من قِبل كبار أطباء الجلدية في الشرق الأوسط، واستطعنا أن نصل إلى أكثر من 1500 طبيب خلال أربع السنوات الماضية. أما هذه السنة؛ فيتواجد معنا في القاعة أكثر من 450 طبيباً من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى 700 طبيب يشاهدوننا افتراضياً. ونحن من خلال هذا الحدث، نعمل على إطلاق أحدث المنتجات وأحدث الابتكارات من شركة لوريال؛ فإلى جانب منتجاتنا المتميزة، لدينا أيضاً خدمات مبتكرة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "اليوم يومٌ مهم بالنسبة لنا؛ لأننا نحتفل أيضاً من خلال هذا الحدث بالتزامنا في الخدمة المجتمعية من خلال المبادرات، كالتعاون الذي حدث مع مستشفى الملك فيصل التخصصي لعلاج السرطان. ويتميز هذا الحدث أيضاً بأنه حدثٌ صديق للبيئة؛ كون كل المواد والخامات المستخدمة في الحدث، هي مواد أُعيد استخدامها أو سيعاد استخدامها لاحقاً، بالإضافة إلى أن كل الطعام الذي يقدّم اليوم خلال الحدث، والفائض منه، سيقدَّم أو سيتم التبرُّع به لجمعية خيرية. وقد تم مع توثيق هذا الحدث من قِبل جهة عالمية، على أنه حدث صديق للبيئة، وهو أول حدث صديق للبيئة تنظمه لوريال في المملكة العربية السعودية، وليس الأخير، إن شاء الله".
وبالحديث عن الفعاليات الهادفة تذكّروا معنا هذه الاحتفالية لـ"لوريال باريس" في الرياض بمناسبة شهر المرأة، بحضور أسيل عمران.
مناقشة مستجدات القطاع
من جهته قال د. إسلام عاشور، المدير الطبي قسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط: "كل سنة تقريباً يكون حاضراً معنا أكثر من 400 طبيب جلدية، وفي كل سنة نناقش الجديد في العلوم الجلدية، كأمراض التصبُّغات، والتأتبية الجلدية، وحَب الشباب، ونحرص على أن نقدّم لعملائنا أحدث المنتجات التي يمكن أن تفيد في علاج مشاكلهم الجلدية".
وأكد د. عاشور: "كل المنتجات الطبية التي تتضمنها شركة لوريال، هي ذات جودة عالية، وهي منتجات عالمية تخضع لتجارب سريرية قبل أن تُطرح في السوق؛ للتأكد مما إذا كانت مناسبة لمرضى الجلدية وتحقق لهم الفائدة المطلوبة".
وتحدّث المدير الطبي لقسم منتجات الجلدية في لوريال الشرق الأوسط عن التعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض؛ قائلاً: "منذ حوالي 11 شهراً بدأنا التعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ضمن مشروع: حارب، بعناية من شركة لاروش بوزيه، وحتى الآن تمكنّا من أنه يغطي ألف مريض من مرضى السرطان، الذين يتأثرون من أدوية السرطان، واستطعنا أن نخفف الأعراض الجانبية التي تظهر عليهم، وعدد المستفيدين في تزايد، بإذن الله".
وختم حديثه بالإشارة إلى الميزة الأساسية التي يقوم عليها هذا الحدث؛ قائلاً: "للمرة الأولى يقام هذا الحدث وِفق قالب صديق للبيئة، عن طريق استخدام مواد يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، بالإضافة إلى موضوع الدعوات والحضور الرقمي، بما يقلل من استخدام الطاقة، ويقلل من الانبعاثات الكربونية".
دور السوشيال ميديا
الدكتور خالد النعيمي، استشاري جراحة الجلد والليزر، مؤسس ورئيس مؤتمر وجمعية الشرق الأوسط الدولية للأمراض الجلدية والتجميل في دبي، أشار في حديث خاص لـ«سيدتي» إلى أن: "دمج منتجات العناية بالبشرة ضمن خطط العلاج للأمراض الجلدية مهم جداً؛ لأن منتجات العناية بالبشرة، سواء كواقيات شمس، أو كمرطبات ومغذيات ومحفزات نموّ، ومضادات شيخوخة، ذات تأثير كبير. والأبحاث التي عُرضت واطلعنا عليها، والتي أُجريت خلال السنوات الماضية، تؤكد هذا الأمر؛ لذا فإن منتجات العناية البشرة جزءٌ أصيل لا يتجزأ من أيّة خطة علاج لعلاج الأمراض الجلدية".
وتحدث الدكتور النعيمي عن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي؛ قائلاً: "دور السوشيال ميديا، شئنا أم أبينا، أصبح مهماً جداً، وتوصيل المعلومة الطبية بطريقة صحيحة، أصبح صعباً جداً؛ ففي السابق كانت العلاقة مباشرة بين الطبيب والمريض، لكن اليوم أصبحنا نرى الكثير من المعلومات الطبية الخاطئة التي تنتشر عبْر السوشيال ميديا، وخصوصاً في المنصات الجديدة كمنصة التيك توك، وباتت تعطي معلومات طبية خاطئة، وهذا ينعكس في بعض الحالات بشكل سلبي؛ فتسوء حالة المريض. والعديد من المرضى لدينا حين يزوروننا في عياداتنا، يقولون إننا سمعنا هذا من هذه المؤثرة أو تلك، وفي بعض الأحيان للأسف، هناك بعض الأطباء أيضاً الذين يتكلمون عن بعض المعلومات التي قد تكون خاطئة؛ خصوصاً فيما يتعلق بوسائل العناية بالبشرة. لذلك فأنا نصيحتي لمرضاي، ألّا يصدقوا كلَّ ما يسمعونه في منصات التواصل الاجتماعي؛ فلا بد من أن نرجع للطبيب ونسأله للتأكد من المعلومة. ونصيحتي لزملائي أيضاً، الرجاء ادخلوا في وسائل التواصل الاجتماعي وقدّموا المعلومة الطبية الصحيحة؛ لأن هذه هي الوسيلة الفُضلى في أن نحارب المعلومات الخاطئة".
تأثيرات البيئة في الخليج
كان لنا لقاء أيضاً مع د. كريستوف هشو، وهو طبيب أمراض جلدية معتمَد في سويسرا، تحدث فيه عن التأثيرات البيئية في منطقة الخليج؛ قائلاً: "الإكسبوسوم هو في الأساس ما يربطنا بالبيئة بعد الولادة. لذلك أعتقد أنه في هذه البيئة، في مكان مشمس كما هو الحال في دول الخليج، عليك أن تكون حذراً جداً بشأن التعرض لـالأشعة فوق البنفسجية؛ فهي مرتفعة جداً. وأعتقد أنه في بعض المناطق شديدة الجفاف، عليك أيضاً الانتباه للتعرُّض للجسيمات، وحالات على سبيل المثال: التهاب الجلد التأتبي، وكذلك، لدينا مشكلات أخرى، ولكنها أقل أهمية، ولكن هناك ثماني مشكلات مختلفة يمكنك تحديدها، كعامل إكسبوزومي، لكنني أعتقد أن المسألتين الأوليين اللتين ذكرتهما هما الأكثر أهمية".
الأساليب القائمة على الميكروبيوم
من جهته أشار د. تارون شوبرا، الذي يقود فريق البحث والابتكار في لوريال في سنغافورة، إلى أنه: "على أطباء الأمراض الجلدية دمج الأساليب القائمة على الميكروبيوم في روتينهم وممارساتهم الطبيعية، وأنصح بالاشتراك في منصة (Loreal Dermatological Beaty) LDB pro؛ فهي منصة تحتوي على الكثير من المصادر، وتحتوي على مقاطع فيديو، وعلى جميع المعلومات التي يمكن أن تكون مفيدة جداً لأطباء الجلد، والتي يمكنهم مشاركتها مع مرضاهم".
د. شوبرا المتخصص بوظائف الميكروبيوم، أوضح لـ«سيدتي» ما أثار اهتمامه بدور الميكروبيوم في الأمراض الجلدية، وقال: "هذا سؤال مثير للاهتمام، في الواقع، عندما أنهيت دراستي، أصبحت مهتماً جداً بهذا المجال بشكل أساسي؛ لأنه كان رائعاً للغاية. ولأنني اكتشفت في تلك المرحلة أنه قد تم للتوّ اكتشاف وجود ميكروبات على الجلد، ولكن لم يكن أحد يعرف حقاً ما تفعله، وكيف تؤثر على وظائف الأعضاء، وظهرت لديّ تساؤلات كبيرة حول السبب والنتيجة؛ لذلك كان هناك الكثير من الأمور المجهولة؛ مما أثار اهتمامي واعتقادي بأنني بإمكاني إحداث فرْق، وهكذا بدأ الأمر برُمته".
وتابع حديثه بالقول: "أعتقد أن التقدُّم الذي أحرزناه كبيرٌ جداً من حيث فهمنا للأمر، أعني في ذلك الوقت، التصنيف هو ما كان موجوداً بشكل أساسي، أما الآن فنحن حقاً في مرحلة تتعلق بكيفية التحكم بالأنماط الظاهرية، وفهم ما تفعله، وكيف تتواصل مع بعضها البعض. ومن الناحية التقنية، هذا يحدد أكثر الجوانب الوظيفية للميكروبيوم. لذا، لقد تم إنجاز الكثير، ولكن لايزال هناك طريق طويل لنقطعه، وهناك الكثير مما يجب اكتشافه أيضاً، وهذا هو المكان الذي نستثمر فيه كل جهودنا حالياً".
لقطات من الحدث
اخترنا لكم أيضاً هذا المقال: ليليان بيتنكور حققت المليارات من مستحضرات التجميل، نأمل أن تستمتعوا بقراءته.