يصادف اليوم 18 ديسمبر من كل عام الاحتفال بيوم المرأة العالمي للقضاء على جميع أشكال التمييز ضدها كاتفاقيَّة عالميَّة وقعت عام 1979 من أجل مطابقة القوانين المحليَّة للدول المشاركة في الاتفاقيَّة مع نص الاتفاقيَّة الذي ينص على إلغاء جميع أشكال التمييز المُمَارس ضِد المرأة، لضمان المساواة بينها وبين الرجل.
ولكن.. ماذا عن المرأة السعوديَّة؟ وهل تَطابقت ما حصلت عليه من حقوق مع ما نَصَّت عليه الاتفاقيَّة، أم ما زالت تعاني تمييزاً واضحاً يَضَعها في درجة أقل من الحريَّة مقارنة بقريناتها في البلدان الأخرى؟
«سيدتي نت» تجيب عن هذه التساؤلات على لسان فتيات سعوديات.
أتمتع بكافة حقوقي
تقول أشواق أحمد (23 عاماً): في الوقت الراهن وفي العشر سنوات الأخيرة، بعد أن تم السماح للمرأة بالعمل رسمياً في معظم القطاعات، لا أرى أي تمييز يمارس ضد المرأة السعوديَّة، وأرى أنَّها حصلت على كافة حقوقها مثل الرجل وأكثر، وتضيف ربما نحن عائلة منفتحة بعض الشيء لأنَّ والدتي غير سعوديَّة، فأنا أرى أنَّ الأساس الذي يحكم البيت هي الأم، فعلى حسب تفكير الأم ودرجة محافظتها على حقوق بناتها، وعدم السماح للأخ أو الأب أن يتعداها، على قدر ما تتمتع الفتاة بكافة حقوقها، فإذا لم يوضع الحد منذ البداية وسكتت الفتيات عن حقوقهن، بالتأكيد لا يلمن إلا أنفسهن بعد ذلك.
وتوافقها الرأي ابتسام أحمد (22 عاماً) بأنَّه لا يوجد تمييز ضد المرأة السعوديَّة على الإطلاق، وقالت: أرى كل شيء على أفضل حال، أنا أعيش حياتي بالكامل، وقد حَصلت على كافة حقوقي، ليس لدي أخوان يكبروني، ومعاملة والدي لنا معاملة حسنة. وترى ابتسام أنَّ المرأة التي يُمارس ضدها التمييز هي من سَكَتَت عن حقها وسَمَحَت بذلك، وهي من تتحمل المسؤوليَّة فيما بعد.
التمييز في مجتمعات محددة
هذا وتقول منال محمد (24 عاماً)، التي تعمل في إحدى شركات التجميل الفرنسيَّة: لا أرى أنَّ التمييز ضد المرأة السعوديَّة بذاك الهول، فهو لا يوجد إلا في مجتمعات معينة لم تخرج من دائرة الجهل، فأنا أرى في مجتمعي أنني حصلت على كافة حقوقي، فأنا جامعيَّة ولدي عمل، وسوف أسافر الشهر المقبل بمفردي، وأنا ضد أن يقال إنَّ المرأة السعوديَّة تعاني من التمييز، ربما قلة هي التي تعاني التمييز أو لم تحصُل على حقوقها بعد.
وتوافقها زميلتها في العمل أمل محمد (25 عاماً) قائلة: لا أنكر أنَّ بعض المجتمعات في السعوديَّة تمارس التمييز ضد المرأة، إلا أنَّ ذلك يَرجِع لعائلة الفتاة وما واجهته في حياتها، فالتمييز ضد المرأة موجود، لكنه نادر، وهي حالات شاذة لا تحكم على المجتمع السعودي ككل.
نعم نُعَاني التمييز!
فيما تخالفهن الرأي حفصة أحمد (21 عاماً) تعمل في قسم الملاهي بإحدى الأسواق التجارية، حيث تَرَى أنَّ هناك تمييزاً يُمارَس ضد المرأة السعوديَّة داخل الأسرة من قِبَل الإخوان، وذلك بسبب سماح الأم والأب بذلك، بل ويمارسونه حين يُفَرِّغون طاقتهم في بناتِهِنّ وإهدار صلاحياتهن، وحين يرى الإخوة العنف الذي يُمارس ضد أخواتهن، ينشأون على مبدأ تعنيفهن، لتُصبح المرأة هي الضحيَّة من الجميع، وإذا اعترضت فيما بعد، يقولون لها «منذ متى؟» فأنت دائما تسكتين عن حقك!
عنف المرأة للمرأة
وتوافقها الرأي زميلتها في العمل تهاني يحيى (24 عاماً) التي واجهت العُنْف من زوجة أبيها وقالت: «بالنسبة للمرأة السعوديَّة، فإنَّ العُنف والتمييز ضدها مُنتَشِر بشكل كبير جداً، بل ومبالغ فيه، وليس فقط من قبل الرجل، فقد يأتي العُنف من قِبَل مرأة أخرى كوالدة الزوج، فأنا عانيّت العنف في حياتي من زوجة والدي، فحين تحدث مشكلة بينها وبين والدي أكون أنا الضحيَّة، وتبدأ في القسوة عليّ، فالفتاة في مجتمعنا لا حول لها ولا قوة لها، مصيفة وللأسف والدي هو من أعطى لها تلك الصلاحيات.
تمييز من الأم!
من جانبها تٌضيف «وعد. غ) (15 عاماً) طالبة في الصف الأول الثانوي: في بعض الأحيان يأتي التمييز من الأم نفسها، حين تُميز الأخ عن أخته، ويكون ذلك في وجهة نظري أنَّ الوالد حين يُدَلِل ابنته، تغار الأم من ابنتها وتبدأ في القسوة على عليها وتعنيفها.
مُجتمعنا لا يتقبل المرأة!
وتقول (ريناد.ع): تَكمُن القيود في الخروج من المنزل، حيث أُمنَع من الخروج مع صديقاتي أو حتى الذهاب إلى بيوتهِنّ إلّا برفقة والدتي وكأني ما زلت طفلة، إخواني يفرضون عليَّ غطاء وجهي إذا كان هناك شخص يعرفونه لكي لا يراني، على الرغم من أنهم حين نسافر للخارج لا يهتمون بما أرتدي، فقط تُهِمُهُم العادات والتقاليد، ويمارسون ضدي جميع أشكال التمييز. وخَتَمَت حديثها قائلة: لا يوجد لدينا مجتمع يتقبل المرأة.
سلوكيات رجل الصحراء
وأوضح الاختصاصي الاجتماعي د. محمد مُصطفى بأنَّه لا يوجد في مجتمعنا السعودي ما يُسَمى «تمييز ضد المرأة»، بل إنَّ هناك عادات وتقاليد لرجل الصحراء يُمارسِها بشكل تَعَسُّفي ضد المرأة، على الرغم من قناعته أنَّه من الممكن أن يعيش مع نساء أخريات يمارسن العادات التي يمنع زوجته أو أخته من ممارستها باسم الدين، على الرغم من أنها مسألة أخلاقيَّة وتربويَّة من الدرجة الأولى، تحكمها قِيَم الشخص نفسه في تعامله مع المرأة، متخذاً من الدين حُجِّة.
وأضاف: للأسف مناقشات التمييز ضد المرأة في المملكة دائماً ما تُحال إلى أربع قضايا، فإما أن تُحال كليّاً لمسألة عَمَل المرأة، أو أن تحال كليّاً لمسألة قيادة المرأة، أو لمسألة الحجاب، أو ابتعاث المرأة، رغم أنَّ هناك قضيَّة هي الأهم والتي تعاني منها المرأة وهي تمييز المجتمع السعودي ضد المطلقات، فلا بد أن يكون هناك حملة قوية للقضاء على ممارسة التمييز ضد المرأة المُطَلَّقة.