تنتهج مؤسسات العمل الرسمية والخاصة سياسة النقل والتدوير الوظيفي والتكليف بالنسبة لموظفيها، وهذه السياسة الوظيفية جزء لا يتجزأ من خطة الموارد البشرية في أي مؤسسة، وذلك للتكيّف مع ظروف العمل المختلفة وتلبية احتياجات ومتطلبات العمل وضمان ديمومته واستمراره.
وكثيراً ما نسمع مصطلحات مثل النقل أو التكليف في بيئة العمل بالنسبة للموظفين على المستوى التنفيذي والإشرافي وحتى الإداري أو القيادي. فما معنى كل من المصطلحين في بيئة العمل؟ وما هي أبرز الاختلافات بينهما؟ هذا ما يجيب عليه الخبير القانوني الأردني صهيب عماد:
أولاً: ما معنى كل من التكليف والنقل في بيئة العمل ؟
إن التكليف والنقل هما مصطلحان قانونيان يتعلقان بوضع الموظف داخل نطاق العمل الحكومي أو الرسمي، وقد تتوارد ذات المصطلحات في بيئات العمل غير الرسمية، حيث يعبر مصطلح " التكليف" عن إسناد بعض أو كل مهام عمل معينة بشكل مؤقت إلى موظف يعمل في ذات المؤسسة بناءً على قرار الإدارة، وقد تكون هذه المهام مطلوبة منه إلى جانب مهامه الأصلية وقد يتم تفريغه بشكل جزئي لها حسب توجه الإدارة وحسب طبيعة العمل وظروفه.
وعلى سبيل المثال: تكليف رئيس قسم المواد البشرية في مؤسسة ما، بالقيام بمهام رئيس قسم الشؤون الإدارية في ذات المؤسسة التي يعمل بها إلى جانب مهامه الأصلية لفترة مؤقتة وحسب ما تقرره الإدارة.
أما بخصوص مصطلح "النقل" فهو يعبر عن قرار إداري بنقل موظف أو موظفين معينين من مستوى وظيفي أقل إلى مستوى أعلى، أو من قسم إلى قسم آخر في ذات المستوى الوظيفي، أو من فرع إلى فرع جغرافي آخر وحسب أنظمة تلك المؤسسة وتعليماتها ولوائحها. وقد توكل إلى الموظف المنقول مهام جديدة كلياً تختلف عما كان يمارسه من مهام في المستوى أو المكان السابق وقد تتشابه مهامه مع المهام القديمة مع مراعاة طبيعة المكان الجديد.
وعلى سبيل المثال: ترقية موظف من الفئة التنفيذية إلى الفئة الإشرافية، حيث يعد هذا الأمر نقلاً بالمعنى القانوني والإداري من حيث تغيير وضع الموظف على سلم الوظيفة والراتب والعلاوات والدرجة، وكذلك نقل موظف معين من فرع جغرافي معين إلى فرع آخر في منطقة جغرافية أخرى تتبع لذات المؤسسة التي يعمل بها، فهذا الأمر ينطبق عليه وصف النقل.
الفكرة تبدأ مع كل كلمة، فهل أنت جاهز لاكتشاف الإلهام خلال هذا المقال: وهم النجاح.. كيف تتجنب الوقوع في فخ النجاح المزيف؟
ثانياً: ما الفرق بين مفهوم النقل والتكليف في بيئة العمل ؟
بالرغم من أن المفهومان أعلاه يعبران عن حالة وظيفية وقرار إداري يصدر من المسؤول في المؤسسة التي يعمل بها الموظف لاعتبارات إدارية وتنظيمية تقتضيها مصلحة العمل، إلا أن هنالك فرق كبير بين المفهومين.
حيث يعبر مفهوم "التكليف" عن فترة معينة أو مهام مؤقتة وليست دائمة، على عكس النقل فهو يعبر عن حالة وظيفية دائمة ضمن شروط وتعليمات المؤسسة وحتى صدور قرار آخر.
كذلك فإن التكليف يكون بالأغلب الأعم بإسناد مهام معينة جديدة إلى موظف معين بالإضافة إلى المهمة الأصلية، على عكس مفهوم النقل الذي يترتب عليه مهام جديدة قد تختلف عن مهامه القديمة، كما وأن مفهوم النقل يعني وجود مهام مختلفة أو متاشبهة، دائمة ومحددة حسب طبيعة المكان أو الفئة التي تم نقل الموظف اليها .
ولا بد من الإشارة بالختام، إلى أن قرارات النقل والتكليف هي قرارات إدارية من حيث طبيعتها القانونية، وتكون غاياتها مراعاة مصلحة العمل وضمان ديمومته واستقراره، وتختلف طبيعتها بإختلاف المؤسسة التي يعمل بها الموظف، سواء أكانت مؤسسة حكومية أو خاصة، ولكن الأمر المشترك بينهما أنهما يستندان دائماً الى تعليمات أو أنظمة داخلية لضمان العدالة بين الموظفين ومراعاة مصلحة العمل .
لا تدع الفرصة تفوتك، واكتشف: خطوات لتطوير تفكيرك... كيف تطور قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة؟