في هذا الكون الواسع والمليء بالعديد من العادات المتنافرة والمتنوعة، دائماً ما نجد أنفسنا في مواجهة مجموعة من التحديات والصراعات في خضم هذه الحياة، وكلما اجتهدنا في المضي نحو طريقنا لتحقيق النجاح والتطور، عثرنا على أرضية مليئة بالأسئلة الشائكة والمهمة.
فهل تساءلت يوماً: كيف نستطيع تكوين عادات روتينية تتناسب وحياتنا اليومية؟ هل هناك خطة محددة وراء بناء تلك العادات؟ وكيف يمكننا المحافظة عليها في ظل هموم الحياة اليومية ومسؤولياتها؟
تلك التساؤلات تنبعث من أعماق الجميع كرغبة حقيقية في تحقيق التطور الشخصي وتحقيق التغيير نحو الأفضل، فبالرغم من بساطتها، إلا أن إجاباتها تكمن في مجموعة متشعبة من الأفكار والخبرات، دعونا نغوص سوياً في رحلة استكشاف الذات وتشكيل العادات التي تصقل قدراتنا وتهيئ لنا الطريق نحو النجاح والسعادة، كما قدمتها لنا الخبيرة التربوية زينب وهدان في عدة خطوات مهمة، أبرزها:
نصيحة: "النجاح في العمل يبدأ بالتصميم على اكتساب عادات إيجابية، فاجعل من الاعتماد على الروتين جزءاً أساسياً من استراتيجيتك لتحقيق النجاح".
تحقيق الرضا الذاتي
يعد الالتزام بالروتين كنوع من محاولة التباهي به أمام زملائك في العمل طريقة غير مجدية لاكتساب الروتين المرغوب، فإذا كان التركيز الأساسي لروتينك اليومي هو إرضاء الآخرين أو إثارة إعجابهم، فإنك بالمستقبل ستجد قدراً أقل من الرضا في إنشاء ذلك وتحقيق المطلوب منك في نهاية المطاف، إن الهدف من الروتين وتكوين العادات اليومية الجيدة هو الاهتمام بنفسك بغض النظر عن الروتين الذي تختاره أو مدى ملاءمته لعالمك، فقط كن حريصاً على أنك الشخص الذي ترضى به مستقبلاً. حيث يمكنك توسيع معرفتك والتفاعل مع الأفكار لتكون من: أصحاب هذه المهارات الذين لديهم ذكاء اجتماعي مرتفع.. تعرَّف إليهم
حدد الأهداف
يعد الجزء الأكثر أهمية في إنشاء الروتين اليومي هو تحديد الأهداف التي تريد العمل على تحقيقها، بمجرد أن تعرف ذلك، سيكون من الأسهل تحديد العادات التي ستوصلك إلى هناك، وليس أمراً سيئاً أبداً أن نجعل هذه الأهداف واقعية للغاية؛ لأنه إذا شعرت بأن نتيجة عاداتك الجديدة قابلة للتنفيذ، فسوف يكون لديك المزيد من التحفيز للاستمرار.
الالتزام والانضباط
على الجميع أن يتذكر أن الانضباط لا يعني معاقبة النفس عندما تخطئ، إن الأمر يتعلق بمدى محاولة الاستمرار حتى عندما لا تشعر بالرغبة في ذلك وحتى عندما يبدو أن هدفك بعيد جداً، إن دعم نفسك في الأيام التي لم تكن تشعر فيها بالرغبة في المضي هو أفضل وسيلة للحفاظ على الثبات، لكن استخدام الانضباط والالتزام المتوازن والرحيم تساعدك أكثر على الوفاء بالأهداف التي تسعى لتكون ضمن روتين حياتك والعمل.
تقديم المكافأة لنفسك
أحد أكثر المحفزات التي تجعل الأفراد يشعرون بالسعادة للالتزام بالروتين؛ هو مكافأة النفس عندما تتابع بشكل حقيقي الالتزام بالروتين المحدد لها، فعندما تحيد عن روتينك وتكافح من أجل الاستفادة من انضباطك، تعاطف قليلاً مع نفسك وحاول تقديم المكافأة لها، لدعمها في الاستمرار والتقدم.
نصيحة: "تذكر أن العادات الجيدة تشكل طريق النجاح، فاختر العادات التي تدعم أهدافك وقيمك في العمل واعمل على تعزيزها".
ما هي الفوائد من إنشاء روتين يومي والحفاظ عليه؟
- تقليل التوتر: لا يمكن لأي روتين أن يتركك غارقاً في القلق بشأن الوقت الذي يمكنك فيه إنجاز كل ما تحتاج إليه، إن إنشاء روتين يجعل من السهل إنجاز مهامك ويترك لك المزيد من الوقت للاسترخاء، مما يقلل من التوتر.
- النوم بعمق: إن إنجاز ما هو مطلوب منك ضمن روتين محدد ومنظم، يجنبك أن تظل مستيقظاً قلقاً بشأن ما لم تنجزه خلال النهار، فإنك ستنام بشكل أفضل وأعمق، مما يجعلك تشعر بالانتعاش في أوقات الصباح.
- تقليل المماطلة: عندما يتم دمج المهام في الروتين، هناك فرصة أفضل لإنجازها؛ سواء أكان الأمر يتعلق باليوجا أم تنظيف منزلك أو مهام العمل، فبمجرد القيام بهذه المهام في روتين، يصبح لديك فرصة أفضل لإنجاز ما تريد أو تحتاج إلى القيام به.
- توفير الوقت: من خلال اتباع روتين ما، فإنك توفر وقتاً ثميناً كان من الممكن أن تقضيه في اللحاق بالركب، وهذا يترك لك المزيد من الوقت للقيام بما يجعلك سعيداً في وظيفتك، وتعرّف إلى إجابة السؤال الآتي: هل حان الوقت لإعادة التفكير في علاقتنا مع ضياع الوقت؟