النرجسية ما هي إلا اهتمام استثنائي بالذات أو إعجاب بها بشكل مفرط، ويعاني الكثيرون في التعامل مع الشخصية النرجسية سواء بالحياة العامة أو بالعمل؛ حيث يضطر الشخص العادي أن يبذل مجهوداً غير عادي فقط لاستيعاب كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الشخصية النرجسية والتماهي مع ما يختلقونه من حكايات وما يفتعلونه من مشاكل، وما يضعونه من عراقيل تضفي كثيراً من الصعوبة عند التعامل معهم. بالسياق التالي "سيدتي" تعرفك على الشخصية النرجسية وأنماطها، كما تعرفك على الفرق بين نمطين رئيسيين من أنماط هذه الشخصية.. تابعي السياق التالي لتتعرفي على المزيد.
منْ هو النرجسي؟
تُعرّف د. إسراء سامح استشاري التنمية البشرية والعلاقات الإنسانية النرجسية لـ"سيدتي" بأنها الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي والسعي لراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته على حساب الآخرين؛ حيث يتسم الشخص النرجسي بسلوكياته المتمحورة حول التفكير الذي لا ينقطع بالذات، والمزيد من الغطرسة، وعدم التعاطف مع الآخرين، والحاجة إلى الحصول الدائم على الإعجاب والاهتمام بصفة مستمرة.
تقول د. إسراء: "تعود تسمية النرجسية بهذا الاسم استناداً للأسطورة اليونانية نرسيسوس أو نرجس “Narcissus” الذي وقع في حب ذاته عندما شاهد انعكاس صورته وأعجب بنفسه لدرجة خطيرة، ومن ثمّ تم اعتبار هذا نوعاً من أنواع اضطرابات الشخصية وأطلق عليه اضطراب الشخصية النرجسية" (Narcissistic Personality Disorder)
ولكي تتعرفي على المزيد من أنماط الشخصيات وتركيباتها يمكنك زيارة الرابط: أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها
أنماط الشخصية النرجسية
ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟ هو أحد الأنماط الشخصية المثيرة للجدل، فالأفراد الذين يتصفون بهذا النوع من الشخصية يتميزون بالغرور والتفاخر والتهويل لذواتهم، ويشعرون بأهميتهم الزائدة، ويطمحون إلى أن يكونوا محور اهتمام الآخرين، وقد تكون لديهم صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بعمق.
-
تتضمن أنواع الشخصية النرجسية عند المرأة والرجل ما يلي:
النرجسية العلنية أو الصريحة (نرجسي العظمة)
يركز الشخص النرجسي في هذا النوع على المكانة، والثروة، والقوة، والشعور بالتفوّق غير الواقعي، وبالتالي فإنّ نرجسية العظمة (وتسمى أحياناً النرجسية الصريحة) تنطوي على: المبالغة في تقدير المرء لقدراته وتأكيد هيمنته على الآخرين إضافة إلى شعور متضخم باحترام الذات.
تأثير هذا النمط على العلاقات والتفاعل الاجتماعي
يعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد، ولديه الشعور بالاستحقاق، والتفاخر والهوس بالذات بشكل علني على حساب الآخرين، ودون مراعاة لمشاعرهم أو التعاطف معهم.
النرجسية الهشة أو الخفية (الضعيفة)
هي أقل وضوحاً من العلنية، وفيها يشعر الشخص بأهمية ذاته، وهو عكس الصورة النمطية التي نعرفها، فبدلاً من البحث عن الأضواء والإعجاب المستمر، يميل النرجسي الخفي إلى الخجل، كونه مفرط الحساسية تجاه الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليه، كما تتميز النرجسية الضعيفة بالانطوائية، والحساسية العالية، والمشاعر السلبية، والحاجة إلى الاعتراف المستمر والطمأنينة.
تأثير هذا النمط على العلاقات والتفاعل الاجتماعي
نجد هذا الشخص يسيطر عليه الحسد، وغالباً ما يعتقد أن آلامه ومعاناته أسوأ من آلام أي شخص آخر، وربما يعتقد أنه أبشع شخص في المجموعة التي يتواجد بها، ويتشوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد، ويكون صاحبه حزيناً ومفرط الحساسية تجاه آراء وتقييمات الآخرين إضافة إلى شعوره الدائم بالغيرة.
النرجسية الخبيثة
وهي نرجسية سيئة خبيثة وشريرة، وتُعدّ أشدّ أنواع اضطراب الشخصية النرجسية وأكثرها خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
تأثير هذا النمط على العلاقات والتفاعل الاجتماعي
يُظهر أصحاب هذا النوع عدوانية تجاه الآخرين ويستمتعون برؤيتهم يتألمون ويعانون، دون أيّ إحساس بالتعاطف أو الرغبة في المساعدة.
النرجسية الجسدية
النرجسيون الجسديون يستمدّون قيمتهم الشخصية من أجسادهم، ويظهر ذلك من خلال شعورهم المفرط بجمالهم وقوّتهم ولياقتهم البدنية، ونجد هؤلاء الأشخاص مهووسين بأجسادهم ومظاهرهم الجسدية وينتقدون الآخرين بناءً على مظاهرهم الخارجية.
تأثير هذا النمط على العلاقات والتفاعل الاجتماعي
غالباً ما يتجاهلون حاجات الآخرين ويقدّمون الأولوية لأنفسهم ويحكمون على الآخرين أيضاً حسب شكلهم وهيئتهم، ولا يهتمون بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ويعطون أولوية لأنفسهم فقط، وهذا النوع يتغذى على ردود أفعال منْ حوله؛ لذلك يجب تجنب إبداء أي ردود أفعال عاطفية لتصرفاتهم.
النرجسية العقلية أو الفكرية
يستمدّ النرجسي العقلي أو المثقّف أهميّته الشخصية من عقله وذكائه، حيث يمتلك شعوراً مبالغاً فيه بأنّه الأذكى والأكثر عبقرية وتفوّقاً من الناحية الذهنية على كل منْ حوله.
تأثير هذا النمط على العلاقات والتفاعل الاجتماعي
نجد هذا النوع من النرجسيين يتفنّن في إعطاء الإحساس للآخرين بأنهم أغبياء أو أقلّ ذكاءً وفهماً منه؛ لذلك نجده دائماً ما يحاول التقليل من ذكاء كل منْ يتعامل معه، ويُعد تجاهل كلماته ورأيه هو الحل الأنسب عند التعامل معه.
ونحو المزيد عن النرجسية، تابعي الرابط التالي منْ هو الشخص النرجسي، وما هي سماته المميزة بالتفصيل؟
علاقة الشخصية النرجسية المصابة بالعظمة بالشخصية النرجسية الهشة(الضعيفة)
إن الشخصية النرجسية المصابة بهوس العظمة تقترن بالإحساس بعظمة الذات والعدوان وحب السيطرة والاستحواذ والتحكم، وتتميز النرجسية الهشة بالحساسية العاطفية المفرطة والشعور بهوس العظمة الاتقائية وغير الآمنة التي تخفي مشاعر النقص داخل النفس، ويتميز فيها الشخص بالانطواء والخجل.
النرجسية العظيمة (المتضخمة) السمات والسلوكيات
تتميز النرجسية المتضخمة بإحساس متضخم بأهمية الذات، والإيمان بتفوق الفرد، والميل نحو السلوكيات المتغطرسة، وغالباً ما يظهر الأفراد الذين يعانون من النرجسية الفخمة شعوراً بالاستحقاق والغضب عندما لا يتلقون الإعجاب الذي يعتقدون بأنهم يستحقونه، وهم أشخاص يستمتعون بظهور صفات كالتفاخر والتباهي والشعور بالاستحقاق والهوس بنفسه والتعالي العلني على حساب الآخرين دون مراعاة الغير والحفاظ على مشاعرهم.
وبحسب موقع verywellmind.com فالنرجسية المتضخمة هي "نمط يتميز بمشاعر مبالغ فيها بالتفوق، والاستحقاق، والأهمية الذاتية، والحاجة المهووسة للإعجاب، وعدم التعاطف مع الآخرين، وتُعرف النرجسية المتضخمة أيضاً باسم "النرجسية العلنية"، والنرجسي المتضخم الفخم هو النرجسي المغرور وهو شخص يُظهر إحساساً مفرطاً بأهمية الذات بطريقة واضحة ومبهرجة للغاية. غالباً ما يأتي إحساسهم المتضخم باحترام الذات على حساب العلاقات أو الأنشطة التي من شأنها أن تفيدهم بطرق أخرى، وإنهم يعتمدون بشكل كبير على الآخرين للتحقق من أهميتهم، حتى أنهم يذهبون إلى حد خداع الآخرين من أجل كسب الإعجاب والاعتراف منهم، يريد النرجسيون العظماء أن يشعروا بالخصوصية والأهمية والإعجاب، إنهم يريدون أن يتم احترامهم وتبجيلهم والاعتراف بهم كمتفوقين وتذكرهم".
ومع ذلك، فإن النرجسيين العظماء يفتقرون إلى البصيرة في سلوكهم ويعمون أنفسهم عن الضرر الذي يسببونه. على هذا النحو، قد لا يفهمون حقاً ما الذي يدفعهم أو يدركون كيف تؤثر أفعالهم على منْ حولهم؛ حيث يميل النرجسيون العظماء إلى التلاعب والاستغلال ويفتقرون إلى التعاطف مع منْ حولهم.
ومن ناحيتها فالكاتبة الفرنسية ماري فرانس هيريجوين ذكرت في كتابها "Les Narcisse" "أن المصاب بجنون العظمة يكون مستعداً لفعل أي شيء لتحقيق النجاح، وهو ضعيف وشديد الحساسية تجاه النقد، ويخفي رغبته في القدرة المطلقة خلف واجهة من التواضع، نرجسي على جميع الجبهات ويفوز، ويتميز نرجسيو العظمة بالغيرة والحسد ممن هم أشد ثراء أو نجاحاً منهم، بل ويحتقرون منْ لا يعطيهم اهتماماً ويفخمون منْ يرون فيه منفعة لهم، أما قلة اهتمامهم بحاجات وبرغبات الآخرين فهي تقودهم إلى استغلالهم والتقليل من شأن الأشخاص الذين يبدون أقل أهمية منهم، وفي حين أنهم يرتاحون في العلاقات السطحية، وفي العلاقات العاطفية، يبدأون بكلمات ووعود رائعة؛ ليعطوا الآخر انطباعاً بأنه فريد من نوعه حتى يوقعوه في شباكهم، ولكن سرعان ما يبخلون عليه بعدها بعواطفهم ويخلون بالتزاماتهم بالعلاقة. فالنرجسي يعجز عن إعطاء الحب والحنان وكل ما يريده هو أن يهتم الطرف الآخر به.
بالسياق التالي يمكنك التعرف على: علامات الخطيب النرجسي
الشخصية النرجسية الهشة: السمات والسلوكيات
حسب الموقع السابق verywellmind.com فالنرجسية الهشة (أو الخفية) تتميز بمشاعر عميقة من عدم الكفاءة والعظمة الهشة، فقد يتحول الأفراد الذين يعانون من النرجسية الضعيفة بين العظمة ومشاعر الدونية، مما يجعل سلوكهم غير قابل للتنبؤ به ويشكل تحدياً للتنقل في العلاقات، وهم مفرطو الحساسية تجاه الآخرين، كما أنهم يعانون من الحزن الدائم والانطواء والخجل، واللوحة السريرية للنرجسي الهش أقل تميزاً من لوحة نرجسية العظمة، حتى أنه يصعب تمييزها عن التشخيصات السريرية الأخرى، والأخص اضطرابات الشخصية الحدودية، السكيزونمطية أو البارانوية، لكن النرجسية الهشة أكثر انتشاراً من نرجسية العظمة، ويعتبرها بعض الاختصاصيين أشد خطورة لأنها قد تقود صاحبها إلى الانتحار.
يشترك النرجسيون الهشون مع نرجسيي العظمة بأحلام النجاح العظيم ومثلهم لا يأبهون للآخرين ويعتبرون أن كل شيء واجب لهم. كما يمنحون أهمية كبيرة للاعتراف بهم ويعتمدون إلى درجة قصوى على نظرة الآخرين إليهم. ومع تركيزهم على أنفسهم يعيشون صعوباتهم بطريقة شديدة السلبية، وهم غالباً ما يكونون قلقين وحسودين وأحياناً مكتئبين.
وإذا تابعت هذا السياق ستتعرفين على: أقوى سلاح ضد النرجسي.. استخدميه فوراً لإيقاف الضرر
مقارنة بين النرجسية المتضخمة مقابل النرجسية الضعيفة (الهشة)
تختلف النرجسية المتضخمة عن النوع الضعيف من النرجسية المعروف غالباً باسم النرجسية الهشة، فالنرجسيون الضعفاء يعانون من انخفاض احترام الذات، وغالباً ما يشعرون بعدم الأمان وعدم الكفاءة، وقد يكونون شديدي الحساسية تجاه النقد ويظهرون سلوكيات سلبية أو مدمرة مثل التجنب أو التلاعب أو العدوان عندما يشعرون بالتهديد، ويتميز هذا النوع من النرجسية بمشاعر الخجل والحسد والاستياء والدونية والشك في الذات.
- تشير الأبحاث إلى أن النرجسيين الضعفاء أكثر واقعية فيما يتعلق بقدراتهم مقارنة بالنرجسيين ذوي النرجسية المتضخمة، من ناحية أخرى، لا يعاني هؤلاء النرجسيون من هذا الشعور العميق بعدم الأمان، وبدلاً من ذلك يشعرون بأنهم أقوى ممن حولهم، وهم في نفس الوقت يلومون الآخرين على قراراتهم السيئة. كما أنهم أقل عرضة للانزعاج من النقد وأكثر عرضة لإظهار سلوكيات مثل التلاعب والعدوان والخداع.
- غالباً ما يريد النرجسيون ذوو النرجسية المتضخمة السلطة والاعتراف والإعجاب والسيطرة قبل كل شيء. سوف يفعلون أي شيء للحصول عليها، حتى لو كان ذلك يعني إيذاء الآخرين أو التلاعب بهم في هذه العملية. في المقابل، أما النرجسيون الضعفاء ذوو النرجسية الهشة فغالباً ما يكونون أكثر سلبية وعزلة وانعدام ثقة وحساسية تجاه الرفض، يمكن أن يتفاعل كلا النوعين بالغضب عند مواجهة تحديات عاطفية، ويشترك النرجسيون الهشون مع نرجسيي العظمة بأحلام النجاح العظيم، ومثلهم لا يأبهون للآخرين ويعتبرون أن كل شيء واجب لهم، كما يمنحون أهمية كبيرة للاعتراف بهم ويعتمدون إلى درجة قصوى على نظرة الآخرين إليهم، ومع تركيزهم على أنفسهم يعيشون صعوباتهم بطريقة شديدة السلبية وهم غالباً ما يكونون قلقين وحسودين وأحياناً مكتئبين.
- فهم يريدون احتلال المواقع الأولى، ولكنهم يدركون إلى حد ما أنهم لا يملكون القدرات المطلوبة، أو أن أهدافهم عالية جداً وهم عموماً من النوع الكتوم والمتحفظ، وقد يخبئون شعورهم بالعظمة خلف تواضع زائف، ويسعون إلى حب الآخرين واحترامهم عبر عملية شكوى مغرية وأحياناً عبر إشعار الآخر بالذنب والتلاعب به.
وبالسياق التالي وبعيداً عن العلاقات الإنسانية، يمكنك التعرف إلى كيفية تقدير ذاتك دون نرجسية في العمل؟
التشابهات والاختلافات بين النرجسية المتضخمة والنرجسية الضعيفة (الهشة)
تقول د. إسراء سامح: النرجسية المتضخمة، التي تستمر مع اضطراب الشخصية النرجسية، والنرجسية الضعيفة (أو شديدة الحساسية/المخفية). نوعان فرعيان من النرجسية تحت الإكلينيكية وفيهما:
- يتمتع كلا النوعين بالتمركز حول الذات كميزة أساسية، ولكن يتم التعبير عن الانشغال بالذات بشكل مختلف في الحالتين.
- تتميز النرجسية المتضخمة بالانبساط والعصابية المنخفضة والتعبير العلني عن مشاعر التفوق والاستحقاق، ونظراً لعظمتهم، فإنهم يعتقدون أنهم فوقنا بطريقة أو بأخرى، وأنهم بالتالي يستحقون معاملة خاصة من وجهة نظرهم، فإن مهمتنا هي تلبية احتياجاتهم.
- تعكس النرجسية الضعيفة الانطوائية على الذات، والعصابية العالية، وفرط الحساسية حتى تجاه النقد اللطيف، والحاجة المستمرة إلى الطمأنينة.
- النرجسيون الضعفاء مقتنعون تماماً بأنهم أفضل من الآخرين مثل أي نرجسي آخر، لكنهم يخشون الانتقاد بشكل عميق لدرجة أنهم يخجلون من الناس ويشعرون بالذعر منهم.
- على الرغم من أن النرجسية المتضخمة والضعيفة لديهما سمات مستقلة، إلا أن حقيقة أن السمات المتشابهة التي تتواجد أو تتأرجح في اضطراب الشخصية النرجسية (النوع السريري) تشير إلى أن لديهما في الواقع أساساً مشتركاً.
- النرجسيون العظماء والضعفاء يشتركون في جوهر مشترك من السمات النرجسية، بما في ذلك الميل إلى الازدراء.
- النرجسيون العظماء والضعفاء يشتركون في عصابيتهم العالية وفرط حساسيتهم للنقد.
- النرجسيون الضعفاء يميلون إلى المبالغة في رد الفعل العاطفي، ويكونون دائماً على وشك الانفجار بالكراهية.
أهمية فهم الشخصية النرجسية المصابة بالعظمة والشخصية النرجسية الهشة
أفضل طريقة لفهم شخصية الشخص المصاب بالنرجسية العظيمة؛ حتى نتمكن من إيجاد الطريقة المثلى للتعامل معه هي البقاء منفصلاً عاطفياً مع وضع الحدود وتجنب الصراعات على السلطة، وبذلك سوف تكون مجهزاً بشكل أفضل للتعامل مع أي سلوكيات سامة يظهرها.
وبحسب موقع .choosingtherapy.com فغالباً ما يصعب التعامل مع النرجسيين المتضخمين؛ لأنهم يسببون الكثير من المشاكل في العلاقات، ويعد فهم هذه الفروق أمراً بالغ الأهمية؛ لأنه يسمح لنا بتحديد ومعالجة التحديات التي تنشأ عند التعامل مع النرجسيين العظماء في العلاقات الرومانسية.
أصحاب النرجسية الهشة (الضعفاء) يمكننا التعرف عليهم من بعض صفاتهم، فالنرجسيون الضعفاء لا يشعرون بالاستقرار، وهم انطوائيون، وثقتهم بأنفسهم ضعيفة، والنرجسي الضعيف يعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة، غير أنه لا يظهر أي عداء ما لم تلب احتياجاته، وعلى الرغم من أنهم يتخيلون النجاح ويرغبون في أن ينالوا إعجاب الناس حتى يشعروا بالرضا عن أنفسهم، فإن النرجسيين الضعفاء سلبيون ومنسحبون للغاية، مما يجعل أهدافهم صعبة المنال، وعند الحديث معهم يمكن اكتشافهم، فإحساسهم بعدم التمتع بحديثك سيميلون إلى عدم الاستماع والتجاهل، فلديهم عجرفة وعنجهية واضحة، بسبب إحساسهم بتفوقهم عن الجميع، لذلك يعانون من عدم التأقلم مع الآخرين.
وإذا تابعت هذا السياق ستتعرفين إلى صفات الرجل النرجسي في الحب.. اكتشفيها واطلبي مساعدة اختصاصي
كيفية تفاعل هذين النمطين في العلاقات والصعوبات التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا التفاعل.
تفاعل الشخصية الضعيفة (الهشة) في العلاقات
- صعوبة التعامل مع النقد:
غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من الضعف النرجسي صعوبة في قبول النقد، حتى عندما يكون بنّاءً.
- الحاجة إلى الثناء المستمر:
غالباً ما يحتاج الأشخاص النرجسيون الضعفاء إلى قدر كبير من الاهتمام والتحقق من الآخرين حتى يشعروا بالرضا عن أنفسهم.
- شعور بعدم الوضوح بالنفس:
غالباً ما يكافح الأشخاص الذين يعانون من الضعف النرجسي في تحديد مشاعرهم واحتياجاتهم، وهذا النقص في الوضوح بشأن هويتهم يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الارتباك والفراغ التي قد يكون من الصعب التغلب عليها.
- الميول التلاعبية:
أولئك الذين يعيشون مع الضعف النرجسي قد يستخدمون التلاعب في كثير من الأحيان كوسيلة للحصول على ما يريدون من المواقف، فقد يحاولون التلاعب بالناس لمنحهم ما يريدون باستخدام الشعور بالذنب أو العار كوسيلة ضغط.
- عدم القدرة على التعاطف:
من السمات المشتركة بين النرجسيين الضعفاء عدم الرغبة في وضع أنفسهم في مكان شخص آخر وفهم كيف يمكن أن تؤثر أفعالهم على شخص آخر عاطفياً أو عقلياً.
- صعوبة تكوين العلاقات:
نظراً لأن النرجسيين الضعفاء يميلون إلى التركيز أكثر من اللازم على أنفسهم، فغالباً ما يجدون صعوبة في تكوين اتصالات ذات معنى مع أشخاص آخرين، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين يمكن أن يجعلهم يشعرون بالعزلة والوحدة وسوء الفهم.
وبالسياق التالي تتعرفين إلى: طرق التعامل مع النرجسي في العمل
• دراسة حالة ومثال يوضح هذا النوع من الشخصية النرجسية (الهشة)
تقول مايسة إسماعيل عبد الحافظ موظفة: "لقد تزوجت عن قصة حب كبيرة من أحمد زميلي بالجامعة، وبعد فترة قليلة من الزواج وجدته شخصاً آخر بطباعه وأنانيته ونرجسيته التي لا تُطاق، فهو دائماً ينهرني على أفعال لم أرتكبها ويراها هو بنفسيته المريضة، فهو يراني مخطئة في كل الأمور ولا يعترف بعقليتي ولا فهمي للأمور، يعاملني كأني طفلة صغيرة لا قيمة لي إلا بوجوده، واكتشفت أنه إنسان ضعيف عبارة عن فقاعة هواء ليس لها أي قيمة، فهو إنسان مغرور ولا يحب الاختلاط، فهو ليس اجتماعياً ومنفتحاً تجاه العالم المحيط بنا، ودائماً يبهرني بتفوقه ونجاحه في الحياة ورفضه لي لضعف قدراتي بالنسبة له، بالرغم من أنه لم يحقق أي إنجازات في حياته منذ تخرجنا في الجامعة، دائم التعالي والعجرفة على عائلتي بالرغم من أنه من أسرة بسيطة، معاناتي استمرت سنوات ونصحني الكثير بالابتعاد بل بالهروب من هذا الزواج، وبالفعل بعد انفصالنا استطعت العودة للحياة مرة أخرى.
تفاعل الشخصية (المصابة بالعظمة) في العلاقات
- العلاقات السطحية والخدمة الذاتية:
في العلاقات الرومانسية، يميل النرجسيون المغرورون إلى تكوين علاقات سطحية وأنانية. إنهم يعطون الأولوية لاحتياجاتهم ورغباتهم الخاصة على احتياجات شريكهم، ويظهرون القليل من الاهتمام الحقيقي بأفكار أو مشاعر أو اهتمامات الشخص الآخر. يمكن أن تؤدي هذه الأنانية إلى مشاعر الإهمال والإحباط لدى الشخص الآخر، حيث يجد نفسه في شراكة أحادية الجانب.
- الكبرياء والتنازل العلني
غالباً ما يُظهر النرجسيون المعظمون الغطرسة العلنية والتنازل تجاه شركائهم. وقد يقللون من آراء شريكهم أو يقوضون إنجازاتهم، مما يؤدي إلى تآكل احترامهم لذاتهم. هذا السلوك يمكن أن يجعل من الصعب الحفاظ على التواصل الصحي والحميمية العاطفية داخل العلاقة.
- احترام الذات الهش تحت السطح
على الرغم من إظهارهم الخارجي للثقة، فإن النرجسيين المعظمين غالباً ما يكونون لديهم احترام هش لذاتهم. تعمل صورتهم الذاتية المتضخمة كآلية دفاع لحمايتهم من مشاعر عدم الأمان العميقة الجذور لديهم. يمكن أن يؤدي هذا احترام الذات الهش إلى انفجارات عاطفية؛ حيث إن أي انتقاد أو رفض محسوس يهدد الواجهة المبنية بعناية.
- السلوكيات والقرارات الاندفاعية
قد يلجأ النرجسيون المغرورون إلى سلوكيات وقرارات متهورة، مما يتسبب في عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ في العلاقة. يمكن أن تتراوح أفعالهم المتهورة من الإنفاق المتهور إلى الانفصال المفاجئ والمتهور، مما يخلق اضطراباً عاطفياً لكلا الشريكين.
وإذا أردت التعرف إلى المزيد من كيفية التعامل مع الشخصيات الترجسية، فهذه طرق تعلمك كيفية التعامل مع المراهق والمراهقة النرجسية
دراسة حالة ومثال يوضح هذا النوع من الشخصية النرجسية المتضخمة (العظيمة)
يقول أيمن سمير محاسب بإحدى شركات الصرافة: "كان لدينا أحد الزملاء بالعمل دائماً نحاول أن نجمعه معنا في تجمعنا في كافيتريا العمل من شدة انعزاله عن الزملاء، وحاولنا تغييره كثيراً ولكن بدون جدوى، وأخيراً عندما طلب منا رئيسنا بالعمل ترشيح أحد ليعمل مديراً للقسم وجدنا من الأفضل أن نشغله بأمر قد يخرجه من حالة الانطواء والانعزال عنا جميعاً، فقمنا بترشيحه، وتم بالفعل واستلم العمل ولم يمر إلا بعض الأيام القلائل حتى انقلب لوجه آخر لم نكن نعلمه، فخرج عن صمته أخيراً ولكن زاد غروره بدرجة كبيرة، وأخذ بالمبالغة والشكر في نفسه وفرض أوامره الخاطئة على الزملاء وتضخيم كافة الأمور بأكثر من حقها، وزادت العظمة أعلى مدى لها بتذكيرنا بسماته الأعلى من الجميع واستحقاقه للترقيه لتفوقه ولقدراته العقلية الأفضل من الجميع، لدرجة أنه زاد الأمر على حده بالتعالي والتفاخر، وزادت النرجسية عنده لدرجة أن الجميع خرج عن حالة الصمت أمام مكتب رئيس الشركة وطالبوا بعزله من الوظيفة، وتم بالفعل بعد التحقق من الأمر".
تأثير الشخصية النرجسية على الصحة النفسية للشخص وشريك العلاقة
تعد الشخصية النرجسية من أصعب أنماط الشخصيات التي يتم التعامل معها، خاصة داخل الحياة الزوجية، ويعاني الأزواج النرجسيون من نقص في التعاطف والاهتمام بالآخرين، ويفتقرون إلى القدرة على التعاطف والتفاعل بشكل عاطفي، وقد يعتقدون أنهم فوق الآخرين، ويتطلعون للتميز والانتباه، وتتعرض الزوجة للإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر بسبب تغييب شخصيتها ورغباتها ويؤذيها نفسياً في سبيل إرضاء غرور، مما يؤدي إلى عدم شعورها بالارتياح والاستقرار العائلي، ويكون الانفصال نتيجة حتمية لهذه العلاقة، وهذه الشخصية تشكل خطراً على شريكة الحياة وعلى استقرار الحياة الزوجية بشكل عام، من حيث إصابة الزوجة بالقلق والاكتئاب والتوتر وعدم الارتياح.
يقول أحمد مقلد أخصائي نفسي وعلاقات إنسانية لـ"سيدتي": الأزواج النرجسيون لا يكترثون بمشاعر الآخرين ولا يتعاطفون معهم، فالأشخاص بالنسبة إليهم مُجرد أداة للوصول إلى غاياتهم وتلبية احتياجاتهم، فالرجال النرجسيون يستغلون طاقات زوجاتهم في خدمتهم والسعي إلى تأدية مطالبهم فقط، كما يقومون بإلغاء شخصية زوجاتهم دون إعطائهن الفرص للتعبير عن مشاعرهن وإثبات وجودهن في الحياة، كما يُقللون من شأنهن ويُحبطونهن.
- دور الاستشارة والدعم النفسي في التعامل مع هذه الأنماط الشخصية
يؤكد أحمد مقلد "أن الاستشارات النفسية والأسرية الخاصة بالأزواج هي المكان الصحيح للحصول على المساعدة المطلوبة؛ حيث يمكننا تعلم المزيد من طرق التعامل، ونجد الدعم النفسي في التعامل مع هذه الأنماط، والذي يحتاج أن يتواجد في كل لحظة وزاوية في حياتنا اليومية، سواء عبر توجيه الأفراد لتحديد الأمور التي يمكنهم التحكم فيها وعدم التركيز على ما لا يمكن، ومن جانب آخر يجب تشجيع التعبير الحُر عن المشاعر والأحاسيس، حتى لا يصير الشخص النرجسي “فقاعة تضغط” على بقية أفراد الأسرة.
الخوض في أنشطة تعزز الثقة بالنفس وتدعم الاعتراف بالنجاحات الشخصية هو من الأساليب المفيدة أيضاً؛ إذ قد يشعر الأفراد، تحت ضغط الشخص النرجسي، بأنهم لم يحرزوا أي إلماحة للتقدم، الأمر الذي يزيد من الشعور بالإحباط والضجر.
هناك أمور أخرى يمكن القيام بها، هو استشارة مُقدمي خدمات الصحة النفسية للحصول على الدعم في الحوارات والتغلب على التحديات العاطفية المرتبطة بفرد الأسرة النرجسي. لذلك قد يكون دور المعالج النفسي مهماً، عاملاً رئيسياً لتحقيق الاستقرار العاطفي للأسرة".
بالنهاية يقول أحمد مقلد: "الأمر يتعلق بالصبر وفهم طبيعة الشخص النرجسي والتحلي بالصبر في التعامل معه، والأمر يستلزم أيضاً، تعزيز الدعم في الأسرة من خلال التقبل والحوار البناء، فالحياة مع الشخصية النرجسية تعتبر تجربة كثيفة ومعقدة، ولكن بالصبر والتفهم والدعم، يمكننا التأقلم والنمو معاً، كما أن اكتساب المعرفة عن الشخصية النرجسية وضرورة التعامل بأسلوب صحيح مع الشخص النرجسي يشكل جزءاً مهماً من تعزيز السمات البيئية المفيدة والحياة الصحية في الأسرة، لذلك فلابد من تقديم الدعم النفسي لأفراد الأسرة، والتأكيد على الابتكار وتطبيق الطرق المناسبة للتعامل مع الشخص النرجسي؛ لأن ذلك قد يساعد الأسرة بأكملها على التعايش بشكل صحي ومريح مع الشخص النرجسي، وبالتالي، إرساء السلام والانسجام الأسري.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى أنماط الشخصيات الأخرى كالشخصيات الإبداعية مقابل الشخصيات اللوجستية والشخصيات الجريئة مقابل الحذرة