مهارات سعودية واعدة على الجليد الأبيض، كما يبدعُ الفنانُ في تشكيلِ لوحةٍ بيضاءَ، والخروجِ بتجربةٍ بصريَّةٍ متكاملةٍ، تتنافسُ أيضاً مواهبُ سعوديةٌ شابةٌ في ممارسةِ ألعابٍ رياضيَّةٍ مختلفةٍ على بياضِ الجليدِ، وسطَ أجواء مفعمةٍ بالمتعةِ والإثارةِ والحماسِ من جهةٍ، والاحترافيةِ والمهارةِ والفنِّ في الأداءِ الاستعراضي الفائقِ والمبهرِ من جهةٍ أخرى. ويُبشِّر هذا بمستقبلٍ واعدٍ للسعوديات في الرياضاتِ الشتوية، خاصَّةً مع استضافة بلادهن دورةَ الألعابِ الآسيوية الشتوية عام 2029 بمنتجع تروجينا الجبلي في مدينة نيوم.
«سيدتي» استضافت لاعباتٍ في نادي الألعاب الشتوية السعودي، وتحدَّثت معهن حول تجاربهن، وإنجازاتهن، وتطلُّعاتهن المستقبليَّة.
مديرة إبداعية ومنسقة الأزياء | دانييلا بوديس Daniela Paudice
حوارات | عتاب نور Etab Nour
تصوير | ديزاينليس Designless
مكياج | نورا أسامة Noura Osamah
شعر | كاسو Kasu
مساعدة على موقع التصوير | مونيك سبيرمان Monique Spearman
منتجة | زهراء الخالدي Zahraa Alkhaldi
نبذةٌ عن نادي الألعاب الشتوية السعودي
تمَّ تأسيسُ نادي الألعاب الشتوية السعودي عام 2018، وبتوجيهٍ من الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، جرى تسجيله تحت مظلةِ الاتحاد السعودي للرياضة للجميع. ويشتملُ النادي على هوكي الجليد، والتزلُّج السريع، والفيجر سكيت، ويوفِّر فرصاً مميَّزةً لاستكشافِ مجالاتٍ جديدةٍ في عالم الرياضة على الجليد.
ويهدفُ النادي إلى نشرِ ثقافةِ الرياضات الشتوية في السعودية، وزيادةِ عددِ ممارسيها، وتطويرهم استعداداً للمشاركةِ في البطولاتِ الإقليميةِ والعالمية، كما يقدِّم دعماً شاملاً للمواهبِ الصغيرةِ عبر توفير تدريباتٍ متقدِّمةٍ لهم، ومنحهم فرصةَ المشاركةِ في المبارياتِ والبطولات، إضافةً إلى توجيههم فنياً من قِبل مدربين مختصين. ويمكنُ أن يشتملَ الدعمُ أيضاً على توفير معدَّاتٍ رياضيَّةٍ، وبرامجَ تنميةٍ شخصيةٍ للرياضيين الشبَّان.
وعلى صعيدِ الإنجازاتِ، حقَّق النادي نتائجَ مميَّزةً، منها حصولُ فريق جدة إيجلز على المركزِ الأوَّل في بطولة الشيخ زايد للسيدات عام 2019، والمركزِ الثالثِ في بطولة الاتحاد لهوكي السيدات 2022، وكأس كازان للهوكي في روسيا 2023. كذلك حصد المنتخب السعودي لهوكي الجليد الميداليَّةَ الفضيَّةَ خلال مشاركته الأولى في دورةِ الألعابِ الخليجيَّة.
وهنا لا بد من تذكيرك أن فوائد رياضة الهوكي لا تقف عند حدود: فكري من الآن بمزاولتها
"السياحة والضيافة التخصص الوحيد الذي يناسب اهتماماتي وشخصيتي"
جوري الصيني: تمثيل السعودية عالمياً ولقب أفضل حارس هدفاي
تدرسُ في السنةِ الأخيرةِ قسم «سياحة وضيافة» بجامعةِ أم القرى، لكنَّ تعليمها لم يقف يوماً حجرَ عثرةٍ أمام رغبتها في ممارسةِ التزلُّجِ على الجليد، إذ أحبَّت هذه الرياضة منذ مراحلِ طفولتها المبكِّرة، كيف لا وهي التي تعشقُ المغامرةَ، وخوضَ التحدِّياتِ. وحقاً، دخلت بطلتنا جوري الصيني هذه اللعبة على الرغم من أنها صعبةٌ وخطيرةٌ جداً، واختارت أن تكون حارسَ مرمى للفريق بعد أن اكتشفت براعتها في هذا المكان. واليوم تتمنَّى الشابةُ السعوديةُ تمثيلَ منتخبِ بلادها في البطولاتِ العالميَّة، ونيل لقب أفضلِ حارسٍ.
مميِّزات هوكي الجليد
استطاعت جوري، بتشجيعٍ من أهلها، اقتحامَ رياضةِ هوكي الجليد بقوةٍ، إذ يدعمونها في كل خطوةٍ بحياتها. وما زادها تألُّقاً حرصُ ناديها على تنظيمِ معسكرٍ داخلي للفريق، وتوفيرُ مدربٍ أجنبي، ومعدَّات تدريبٍ خاصَّةٍ باللعبة.
وبعزيمتها وإصرارها على النجاحِ، تمكَّنت الشابةُ من التغلُّبِ على كل التحدِّياتِ، لا سيما ضيقُ الوقتِ، وتزامنُ جدولها الجامعي مع جدولِ تدريباتِ الهوكي، إذ إنها تقيمُ في جدة بينما تدرسُ بجامعةِ أم القرى في مكة المكرمة، وعن ذلك تقولُ: «كنت في نهايةِ الأسبوعِ، أبذلُ جهداً إضافياً في صالةِ التزلُّج حتى أواكبَ المستوى المطلوب، فالهوكي لعبةٌ، تجمعُ عديداً من الرياضاتِ في رياضةٍ واحدةٍ، لذا تحتاجُ إلى القوةِ البدنيَّة، والتحمُّلِ العالي، واللياقةِ والسرعةِ، كما أنها لعبة فكرٍ وتركيزٍ، لذا من الطبيعي، كما هو الحالُ في كل البداياتِ، أن أشعرَ بالخوفِ، كونها من أصعبِ وأخطرِ الرياضات، لكنْ مع الممارسةِ، اختفى الخوفُ، خاصَّةً أنني من الأشخاصِ الذين يعشقون التحدِّي».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال مهارات سعودية واعدة على الجليد girls on ice
فخر بإنجازات السعودية
وتتطلَّع جوري إلى التشرُّف بتمثيلِ السعوديةِ في المحافل الرياضيَّة العالميَّة بأحسن صورةٍ، وأن تصبحَ يوماً أفضل حارسةِ مرمى في الخليج العربي.
وعبَّرت الشابةُ عن فخرها بإنجازات بلادها السعودية على جميع الأصعدةِ، وتسعى مع فريقها إلى وضع بصمةٍ رياضيَّةٍ في سجلَّات الوطن، وكانت قد شاركت ببطولةِ الاتحاد الوديَّة لهوكي السيدات في الإمارات، وعدَّتها من أصعب التجاربِ الرياضيَّة في مسيرتها، لأنها خاضت خلالها مباراتها الأولى حارسةَ مرمى.
ولجوري هواياتٌ واهتماماتٌ أخرى غير هوكي الجليد، منها ركوبُ الدرَّاجة الهوائيَّة، وقيادتها مسافاتٍ طويلةً، من 15 إلى 50 كيلومتراً، والمشاركةُ في ماراثون المشي، إضافةً إلى الرسمِ والتصوير.
ومن المواقفِ الصعبةِ التي تعرَّضت لها، ولا يُمكنها نسيانه إصابتُها في منطقةِ الرقبة بواسطةِ القرصِ الذي يُستخدم في اللعبِ. تشرحُ ما حدث معها بالقول: «شعرتُ حينها بخوفٍ شديدٍ، لكنَّ المدربَ أجبرني على إكمالِ المباراة حتى أكسر حاجزَ الخوفِ الذي انتابني في ذلك الوقت».
الضيافة والسياحة
وكشفت جوري عن السرِّ وراء اختيارها تخصُّصَ الضيافة والسياحة ذاكِرةً: «عملتُ اختباراً خاصاً من أجل تحديد مساري الجامعي، وكانت السياحةُ والضيافةُ التخصُّصَ الوحيدَ الذي يناسبُ اهتماماتي وشخصيتي بين كل التخصُّصات المتوفِّرة، فأنا بطبعي أهوى التواصلَ المباشرَ مع الجمهور، ومن أماكنَ مختلفةٍ». وعبَّرت عن سعادتها وفخرها بإعادةِ هيكلةِ مفهوم السياحة والضيافة، وبيَّنت: «أصبحنا من الروَّاد في هذا المجال الذي يعكس طبيعتنا الأصيلة من كرمٍ وضيافةٍ». وبحكمِ خبرتها بالقطاعِ، ترى جوري، أن هناك نقلةً نوعيةً وتطوُّراً كبيراً على الصعيد الخدمي والسياحي في معظمِ المدنِ السعودية، وتتمنَّى من صميمِ قلبها زيارةَ قريةِ رجال ألمع في الجنوب، كما تنصحُ بزيارةِ محافظة العُلا لما تنفردُ به من طبيعةٍ صحراويةٍ خلَّابةٍ، وأوديةٍ منجرفةٍ بالرملِ، وتكويناتٍ صخريةٍ منحوتةٍ بالطبيعة، أضف إلى ذلك احتضانُها قاعة «مرايا»، التي تعكسُ منظر الصحراء بشكلٍ لا مثيل له. أمَّا على الصعيد الخارجي، فقامت الشابةُ بجولاتٍ سياحيةٍ، شملت كوريا، وجمهورية التشيك، والنمسا.
يوم التأسيس
برفقةِ صديقاتها، استمتعت جوري بحضور الاحتفالاتِ والفعالياتِ التي أقيمت العام الماضي بمناسبة يوم التأسيس، وأكثرُ ما لفت نظرها مشاعرُ الفخرِ والفرحِ التي ظهرت على الجميع في المكان.
وخصَّصت جوري لهذه المناسبةِ الغاليةِ كلمةً، قالت فيها: «أتمنَّى مزيداً من التقدُّم والنجاح لوطني العظيم، وشكراً لكل ما قدَّمته لنا، وأدام الله نعمةَ الأمنِ والأمانِ، وحفظ القيادةَ الرشيدة». وعن فوز السعوديةِ بتنظيم كأس العالم 2034، وردة فعلها بوصفها مواطنةً ورياضيَّةً سعوديةً، أبدت جوري سعادتها وفخرها بالإنجاز، وذكرت: «أتمنَّى دائماً الأفضل لوطني. بالتأكيد نستحقُّ هذه الاستضافة».
وعندما طلبنا منها تقديم «روشتة نجاحٍ» لكل فتاةٍ طموحةٍ، أجابت: «حتى تنجحي، عليكِ بالتصميمِ على الوصولِ إلى أهدافكِ، والسعي وراء شغفكِ، والتخطيطِ جيداً لما تريدين بلوغه». أما كلمتُها الأخيرةُ عبر «سيدتي»، فقالت فيها جوري: «شكراً لكم على جهودِكم، وتسليطِ الضوء علينا نحن لاعباتِ هوكي الجليد، وعلى اللاعبات السعوديات عامةً، ومنحنا الفرصةَ لنوصل صوتنا، ونُعرِّف بهذه الرياضة الجميلة».
"أستطيع فعلها، كلمة السر وراء تحقيق طموحاتي"
جيلان بنجر: هوايتي المفضلة تشعرني بالمتعة والسعادة
كنزة hoodie وشورت من فير أوف غود إيسنشلز Fear of God Essentials،
متوافران لدى Ounass، بنطلون leggings باللون البنفسجي ومطبّع
من إليزابيتا فرانكي Elisabetta Franchi
لا تزالُ طالبةً في المرحلةِ الثانويةِ، لكنَّ دراستها لم تمنعها من ممارسةِ الرياضةِ المحبَّبةِ لديها، وهي الفيقر، أو «فنُّ الاستعراضِ على الجليد». عَشِقَت جيلان بنجر هذه الرياضة، لكنها كانت متردِّدةً في دخولها، إذ كانت تخشى ألَّا تتعلَّم حركاتها ومهاراتها الأدائيَّة الصعبة، خاصَّةً أنها تتطلَّبُ الخفَّةَ والرشاقةَ، لتقرِّر في النهايةِ خوضَ هذه التجربةِ بالتسجيل في نادٍ، وتُكمِل مشوارها بعزيمةٍ وإصرارٍ على الرغم من حوادثِ السقوط التي تعرَّضت لها في البداية، متسلِّحةً بعبارة: «أستطيع فعلها»، لتتعلَّم تدريجياً كل الأساسياتِ والمهاراتِ المتعلِّقة بـ «الفيقر». واليوم، تتمنَّى الشابةُ، أن تصلَ إلى مرحلةِ الاحترافِ، وأن تمارس رياضتها المفضَّلة في أعلى قمم جبال النمسا.
رهبة البدايات
كنزة sweatshirt بيضاء وقبعة beanie من الكشمير من مونكلر Moncler، متوافران لدى Bloomingdale’s
شورت أخضر من فير أوف غود إيسنشلز Fear of God Essentials، متوافر لدى Ounass
بنطلون leggings باللون الأبيض من ذا غيفينغ موفمنتThe Giving Movement
اهتمَّت جيلان في البدايةِ بالجمباز، ولعل هذا ما لفت انتباهها في مرحلةٍ تاليةٍ إلى «الفيقر»، وهي رياضةٌ من رياضات التزلُّج على الجليد، وتعتمدُ على أداء حركاتٍ استعراضيَّةٍ، تتطلَّب كثيراً من المهارةِ والخفَّةِ والتدريب.
وعندما شعرت الشابةُ بالارتباطِ بهذه الرياضةِ، جاء قرارها بالالتحاقِ بالنادي السعودي للرياضاتِ الشتوية، وعن ذلك قالت: «قرَّرتُ التسجيل في النادي من أجل تعلُّم أسرار الفيقر، ويوماً بعد آخر، ومع الاستمرارِ في التدريبِ، استطعتُ تجاوز رهبة وخوف البدايات، وساعدني في ذلك الدعمُ والتشجيعُ الكبيران اللذان تلقَّيتهما من أهلي وصديقاتي ومدربي أحمد الماضي».
صعوبات وتحديات
واعترفت جيلان بصعوبةِ هذه الرياضة، مبينةً أنها تتطلَّب من اللاعبِ واللاعبةِ إتقانَ مهاراتٍ كثيرةٍ مثل غيرها من رياضات التزلُّج على الجليد، في مقدِّمتها التوازنُ، واللياقةُ، والتحرُّكُ بمهارةٍ للأمام وإلى الخلف.
وبسؤالها عن العوائقِ الأخرى التي واجهتها في «الفيقر»، أجابت: «تعرَّضت مرَّاتٍ عدة لحوادثِ سقوطٍ، نتجت عنها إصاباتٌ أثناء ممارسةِ هذه الرياضة، لكنها لم تُحبط معنوياتي، إذ استمررتُ في تعلُّمها حتى تمكَّنت من إجادة حركاتها الأساسيَّة، وما زلتُ أواصل تدريباتي حتى أتقن كل الحركاتِ المتعلِّقةِ بالفيقر، وأحترف فيها».
وفسَّرت جيلان استمرارها في هذه الرياضةِ، على الرغم من الصعوباتِ التي ذكرتها، بأنها تستمتعُ كثيراً أثناء أدائها، وقالت: «يكفي أن تمارسَ الهوايةَ التي تعشقها حتى تشعرَ بمتعةٍ وسعادةٍ كبيرتَين، وتتملَّكك رغبةٌ في تجاوز أي صعوبةٍ تواجهك، بل وتحوِّل ذلك التحدِّي إلى دافعٍ لتعلُّم أسرارها وقوانينها، والتمكُّن من تطبيقها بشكلٍ صحيحٍ. ولا أنسى هنا دورَ الرياضةِ بشكلٍ عامٍّ، وأهميتها الصحيَّة في التخلُّص من الطاقةِ السلبيَّة، والضغوطِ النفسيَّة».
نصائح وأحلام
استناداً إلى تجربتها وخبرتها في «الفيجقر»، قدَّمت جيلان نصائحَ للمواهبِ الصغيرةِ الراغبةِ في ممارسةِ التزلُّج على الجليد بالقول: «عليكم في البداية التخلُّصُ من الخوفِ قبل دخولِ صالة التزلُّج، وعدمُ التردُّدِ، أو التراجعِ عند أداءِ أي حركةٍ، وكذلك عدمُ الشعورِ بالإحباط عند الفشلِ في أداء المطلوب، أو حركةٍ ما».
وسألنا الشابةَ عن البطولاتِ التي شاركت فيها، وعن طموحاتها المستقبليَّة في هذه الرياضةِ، فذكرت: «لم يحالفني الحظُّ حتى الآن للمشاركةِ في أي بطولةٍ بالفيقر، لكنني قريباً سأحقِّق حلمي بإذن الله». مضيفةً: «دائماً ما أردِّدُ عبارة: «أستطيع فعلها». من أجل تحفيزِ نفسي عند تعلُّم وأداءِ الحركاتِ الخاصَّةِ بهذه الرياضة، وأعدُّها كلمةَ السرِّ وراء تحقيق طموحاتي، في مقدِّمتها المشاركةُ في بطولاتٍ عالميةٍ، وممارسةُ التزلُّج في قممِ جبالِ النمسا تحديداً».
يوم التأسيس
اختتمت جيلان حديثها بكلمةٍ عن يوم التأسيس قائلةً: «هو يومُ مجدٍ وفخرٍ للذين قاتلوا من أجل الوطن، من أجل الوحدةِ والعزَّةِ، ورسالتي للجميع في هذه المناسبةِ العظيمةِ: الوطنُ هو نعمةُ الله على الأرضِ، الوطنُ حياةٌ، نعيشُ على أرضه، وننعمُ بخيراته، فاللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين».
رغد بكر:مطاردة الأحلام في الرياضة وتصميم الأزياء
كنزة من الكشمير Oatmeal Cashmere باللون البني من لورو بيانا Loro Piana
منار
كنزة jumper من الصوف باللون الأصفر من إيزابيل ماران Isabel Marant، متوافرة لدى Bloomingdale’s
رغد
كنزة jumper من الكشمير باللون الأبيض من فيكتوريا بيكهام Victoria Beckham، متوافرة لدى Bloomingdale’s
منار (إلى اليمين)
«ستتحقَّقُ كل أحلامك إذا كنت تملكُ الشجاعةَ لمطاردتها»، مقولةٌ شهيرةٌ للمنتجِ ومخرجِ الأفلام والت ديزني، شكَّلت نهجاً لدى اللاعبةِ رغد بكر لمطاردةِ حلم طفولتها، والالتحاقِ بأول فريقٍ نسائي لهوكي الجليد. تعترفُ رغد بأن أكبر عائقٍ أمام تحقيقِ طموحها، كان الحصول على موافقةِ الأهلِ على هذه الخطوة، إذ لم يكن الأمرُ سهلاً على الإطلاق، وتطلَّب منها محاولاتٍ عدة، ووعوداً من طرفها بغية إقناعهم، وتبديد شعورِ القلقِ الذي تملَّكهم نتيجة إصابةٍ سابقةٍ، تعرَّضت لها في العمود الفقري، لكنها أثبتت للجميع في النهاية التزامها ومهارتها، واستطاعت تحقيق إنجازاتٍ رياضيةٍ مشرِّفةٍ، مع سعيها في الوقت نفسه إلى وضع بصمتها أيضاً في عالم تصميم الأزياء.
تحديات وإنجازات
ومثل أي مجالٍ، أو هوايةٍ، واجهت رغد بعض التحدِّياتِ في بدايةِ ممارسة اللعبة، لكن مع الثقةِ بالنفسِ، والالتزامِ بالتعليماتِ والقوانين، واكتسابِ المهاراتِ المطلوبة، والاستمراريَّة بكل جدٍّ، تمكَّنت من تخطي كل العوائق، وسجَّلت اسمها في مشاركاتٍ عدة باسم وطنها السعودية في بطولاتٍ متنوِّعةٍ، منها بطولةُ الإمارات، التي وصفت الشعورَ الذي راودها خلال التنافسِ فيها بالرائعٍ جداً قائلةً: «شعورٌ يدعو للفخرِ، أن تكون مشارِكاً في صفوفِ أول فريقٍ نسائي سعودي للهوكي. وبالتأكيد لم ينته الحلمُ، فما زالت قائمةُ الأحلامِ طويلةً، وما زلتُ أطمحُ لتحقيق مزيدٍ من الإنجازاتِ على المستوى المحلي، ثم الدولي، وتمثيلِ وطني في المحافل الرياضية بأفضل صورةٍ».
أحلام خاصة
وكشفت رغد عن أنها لا تزالُ تحلمُ بالتزلُّج على الجليد في أماكنَ مرتفعةٍ، مبينةً أن لها فلسفتَها الخاصَّةَ بالنجاحِ، إذ ترى أن «النجاح، يعتمدُ على الأحلامِ، ليست الأحلامُ التي تراها في نومك، بل تلك التي تُخطِّط لها في اليقظة. واعلم أنك ستُحقِّقُ كل أحلامك إذا كنت تملكُ الشجاعةَ لمطاردتها». تطمح بأن يكون لها اسمٌ مميَّزٌ ومكانةٌ مهمةٌ في عالمِ تصميمِ الأزياء وسط هذا الزخمِ الذي يشهده القطاعُ في السعودية بدعمٍ كبيرٍ من هيئة الأزياء، التي تتولَّى الإشرافَ على عمل وجودة المخرجات، ودعم الممارسين من خلال برامجَ وخططٍ متنوِّعةٍ، منها «برنامج 100 براندٍ سعودي»، الذي يدعمُ المصمِّمين والمصمِّمات.
وفي عالم التصميم، اختارت أسماء عدة، أكدت أنها وضعت بصمةً لا تُنسى، منها المصمِّمةُ السعوديةُ هبة القرشي، والمصمِّمُ اللبناني إيلي صعب.
إضافةً إلى هوكي الجليد، تمارسُ رغد رياضةَ ركوب الخيلِ، والبادل، كما تحبُّ الرسمَ والقراءة، وتستهويها الكتبُ التي يكون محتواها تحفيزياً، وتساعدُ في تطوير الذاتِ. أخيراً، ولأنه مناسبةٌ غاليةٌ على قلوبِ جميع السعوديين والسعوديات، فقد خاطبت رغد الوطنَ في يوم التأسيسِ بالقول: «أدام الله علينا نعمةَ الأمنِ والأمانِ، وحفظ الله قادتنا، وأعانهم على رئاسة وحماية هذا البلدِ العظيم».
منار وجوري ورغد
منار (من اليمين)
كنزة sweatshirt باللون الأزرق الفاتح من بانغايا Pangaia، متوافرة لدى Bloomingdale’s
بنطلون leggings باللون الكحلي من ذا غيفينغ موفمنتThe Giving Movement
جوري (في الوسط)
بولو sweatshirt باللون الأبيض من ذا غيفينغ موفمنتThe Giving Movement
بنطلون sweatpants باللون الأبيض من بانغايا Pangaia، متوافر لدى Bloomingdale’s
رغد (إلى اليسار)
جاكيت varsity بالصوف الأبيض والأزرق النيلي من أوف وايت Off-White، متوافرة لدى Bloomingdale’s
بنطلون leggings باللون الأبيض من ذا غيفينغ موفمنتThe Giving Movement
منار بامانع:تحديات اللعبة مزيج من الفرح والفخر
بدأ شغفُ اللاعبةِ منار بامانع بهوكي الجليد تدريجياً بمتابعةِ هذه الرياضة عن بُعدٍ، ثم ممارستها فعلياً على أرض الواقع، وأصبح البياضُ والثلجُ بالنسبةِ لها رمزَين للنقاءِ والبرودةِ، والسكينةِ والهدوءِ، ومنحها التزلُّج شعوراً بالمتعةِ والإثارةِ، وهو ما عزَّز لديها الرغبةَ في تحدي كافة العقبات التي تواجهها، لتجد نفسها اليوم لاعبةً أساسيةً، تُمثِّل فريقها والمرأةَ السعوديةَ بكل فخرٍ في البطولات كافة، المحليَّة والخليجيَّة.
هوكي الجليد
بدايةً، أوضحت منار، أن هوكي الجليد رياضةٌ، تتميَّز بالتحدِّي الكبير، والتنافس الشديد، وتأتي جاذبيتُها من سرعةِ الحركة، والتعاونِ الفريد في اللعبة، كما تجمعُ بين المهاراتِ التكتيكيَّةِ، واللياقةِ البدنيَّةِ، ما يتيحُ لممارسها تجربةً مثيرةً وممتعةً.
واستناداً إلى تجربتها، قد يُشكِّل تعلُّم التزلُّج تحدياً في البداية، لكن مع الممارسة والصبر، يسهل الأمرُ، وقد يُواجه بعض اللاعبين حوادثَ سقوطٍ في بداياتهم، لأن فهم أساسيات الحركة، والحفاظ على التوازن، يتطلَّبان وقتاً، لكن مع الممارسةِ المستمرَّة، يُمكنهم تحسين مهاراتهم، والتغلُّب على تلك التحدِّيات.
وترى منار، أن مستقبلَ هوكي الجليد، يعتمدُ على الاستمرار في تطويرها، والابتكار في جميع جوانبها من أجل تلبية تطلُّعات اللاعبين والمشجِّعين والمجتمع الرياضي على حدٍّ سواء. أيضاً يجبُ التوسُّع في هذه الرياضة عالمياً، وتعزيزُ انتشارها في مناطقَ جديدةٍ، وجذبُ المشجِّعين واللاعبين من مختلف أنحاء العالم.
تحدِّي هوكي الجليد
المتعةُ في هوكي الجليد، بحسب منار، تكمنُ في التحدِّي الذي تتميَّز به اللعبةُ، وسرعتها، والتنافس الشديد، والمهارات الفنية العالية التي يجب أن تتوفَّر في اللاعب من أجل الفوز. كذلك تجمعُ بين فنون التزلُّج، والتحكُّم بالكرة puck، ويتكوَّن الفريقُ الواحدُ من ستة لاعبين، هم حارسُ مرمى، ومدافعون، ومهاجمون، وتبرزُ من قوانين اللعبة، أن المباراة تتكوَّن من ثلاث فتراتٍ، ومدة كل فترةٍ 20 دقيقةً، ويبدأ اللعبُ بتسديدة البداية من منتصف الملعب، وتكون هناك إعادةٌ للعب في حال حدوث بعض الحالات.
العزيمة والطموح
الطموحُ والعزيمةُ، يلعبان دوراً حاسماً في تحقيقِ الأهداف. هذا ما أشارت إليه منار، وتابعت: «الطموحُ ساعدني في تحديد الاتجاه الذي أرغب في اتِّخاذه، ما سهَّل عليَّ وضع خططٍ واضحةٍ لتحقيق أهدافي». وقالت: «الدعمُ الذي أجده من الأهل والنادي له دورٌ حيوي في تطويرِ مهاراتي، والاستمرارِ في تحقيق النجاح. الحمد لله، أحظى بتحفيزٍ وتشجيعٍ كبيرَين من الأهل عبر حضور مبارياتي، أما النادي فيوفِّر لي المعدَّات والتدريبات اللازمة لتطوير مستواي».
وبشكلٍ شخصي، تطمحُ منار إلى الوصولِ لمستوى عالٍ من المهارة والأداء في هوكي الجليد، واللعبِ في بطولاتٍ محليةٍ، أو حتى دوليةٍ، وتمثيل الفريق بفخرٍ.
الإقبالُ على الرياضة
وعن إنجازاتِ السعودياتِ رياضياً في جميع المجالات، وإقبالِ الفتياتِ على ممارسة التزلُّج على الجليد، أكَّدت منار، أن إنجازاتِ السعودياتِ في مختلف المجالات الرياضيَّة، تُعدُّ دليلاً على التقدُّم والتطوُّر اللذين يشهدانه المجتمع الرياضي السعودي حالياً، لافتةً إلى أن تعزيزَ مشاركة المرأة في الرياضة، يُسهم في تحسين الصحة واللياقة البدنيَّة، ويقوِّي روحَ المنافسة، وقالت: «لمسنا في الأعوامِ الأخيرة زيادةً في اهتمامِ الفتيات في السعودية برياضة التزلُّج على الجليد، وبالتأكيد فخرٌ لي وتشريفٌ اختياري لتمثيل وطني في البطولات الخارجية».
ووفقاً لها، يجبُ على اللاعبة، حتى تنجح، أن تخطِّط، وتضع برنامجاً يومياً، وعن نفسها قالت: «أحرصُ على الموازنةِ بين ممارسةِ هوكي الجليد، والرياضات الأخرى التي تشدُّني، مثل ركوبِ الخيل، والمشاركةِ في ماراثونات الجري للحفاظ على لياقتي البدنيَّة، مع الاهتمامِ بالتغذية، إضافةً إلى النوم الكافي. كذلك أخطِّط لالتزاماتي اليوميَّة، سواءً الدراسة، أو الأمور الشخصية، أو فترات الوجود مع الأسرة».
علم الأعصاب والرياضة
وفي مسيرتها التعليميَّة، اختارت منار تخصُّص علم الأعصاب neuroscience، لأنه يحفِّزها على التعلُّم والابتكار، خاصةً في مجالِ الفهمِ العميقِ للجهاز العصبي وتأثيره في الحياة والصحة.
وبحسب الشابةِ، يدرسُ تخصُّصها فيما يدرس تأثيراتِ الرياضةِ في الإنسانِ، وفي هذا الجانبِ، أوردت نتائج بحثٍ في مجال علم الأعصاب، أظهر أن ممارسةَ الرياضة، يمكنُ أن تلعب دوراً مهماً في تحفيز نيوروبلاستيسيتي الدماغ، وتعزِّز إفراز المواد الكيميائية، مثل الأندورفين، والسيروتونين، ما يؤدي إلى تحسين المزاج، وتقوية العلاقة بين الجسم والعقل.
يومُ التأسيس
يوم التأسيس بالنسبة إلى منار، يرمزُ إلى العمقِ التاريخي والحضاري والثقافي للسعودية عندما أسَّس الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.
وفي هذه المناسبةِ الغاليةِ، قالت: «أتمنَّى لوطني الحبيب مزيداً من التقدُّم والازدهار، ولنجعل من التحديات فرصاً للنمو، ولنعمل معاً بفخرٍ وحبٍّ نحو مستقبلٍ أفضلَ لوطننا العظيم».
"تخصصي في علم الاعصاب زاد من تعلقي بهذه اللعبة"
كنزة sweatshirt من نايك Nike، متوافرة لدى Ounass
قبعة beanie من الكشمير من مونكلر Moncler، متوافرة لدى Bloomigdales
تعرفوا على المزيد من قصص الموهوبات السعوديات كقصة هتان السيف من الشغف لمنصات التتويج في الفنون القتالية المختلطة