ثمة طرائق تربوية عدّة ينبغي أن يضطلع بها الوالدان، تمكّنهما من منح الحريّة والثقة لصغيرهما، وذلك حسب ميوله واتجاهاته، ليتميّز ويبرز في حياته. ويشمل بعض هذه الطرق، منحه مساحة من الحريّة في اختيار ما يخصّه من ملابس وألعاب وطعام وغيرها من الممكنات المتاحة والتي لا تؤثّر سلباً على الأسرة أو تنهكها. وبما أن أبناءنا مختلفون في مواهبهم، وبالتالي لهم خصوصيتهم، فيجدر احترام آرائهم وأفكارهم، وتنبيه كلّ مربٍ أن لكل طفل مساحة من الإبداع والاختيار، ولكل منهم وجهة يبدع فيها ويسمو بها.
«سيدتي» تسأل المستشار التربوي والأسري ومدرّب التنمية البشريّة نزار رمضان، عن وسائل تعزيز الثقة في نفس الصغير:
ترغب
غالبيّة الآباء أن يكون أبناؤها متكيّفين مع مجتمعهم ومحبوبين من الآخرين، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الأطفال يمرّون بمراحل مختلفة أثناء فترة نموّهم، فبعضهم يمرّ بفترة تعلّق شديدة بالوالدين، فيما بعضهم الآخر يمرّ بفترة انطواء، فلكل طفل طباع تختلف عن الآخر. ولعلّ أفضل أمر يستطيع الآباء القيام به هو أن يجعلوا أطفالهم يشعرون بالراحة والطمأنينة، ثم تعريضهم إلى عدد من المواقف المتدرّجة التي تتيح فرصاً مختلفة لإقامة عدد من الصداقات التي تنمّي الثقة وتبني الشخصية.
أفكار مساعدة
تساعد هذه الأفكار السبع على المشاركة الإيجابية:
Œخطّطي نشاطات لمقابلة الآخرين، كالذهاب إلى متنزّه أو عيادة مريض أو زيارة صالة رياضية، وذلك لإنتاج فرص منوّعة تسمح لصغيرك بالانخراط في المجتمع.
قومي بتهيئة طفلك مسبقاً لأي شيء سيحدث، وذلك بهدف تعزيز شعوره بالأمان والطمأنينة. (فعلى سبيل المثال: ستقابل معلّماً في المدرسة، وسيسألك عن اسمك واسم والدك وعمله...).
قومي بتقمّص الدور مع طفلك، من خلال تمثيل بعض المواقف الاجتماعية حتى تساعده على التواصل مع المجتمع، كدور الطبيب والمريض والطفل المشاغب والطفل الهادئ.
قومي بتذكير طفلك بالنجاحات التي حقّقها سابقاً في حياته الاجتماعية (هل تذكر كيف قضيت وقتاً ممتعاً مع ابن عمك يوم السبت بمسبح الجد؟).
انتقي كلماتك بعناية، وتجنّبي وصف طفلك بالخجول، لأن هذا الوصف يصبح جزءاً من صورة الطفل عن نفسه، فيترسّخ هذا المفهوم في اللاشعور ويترجم إلى واقع يصعب تعديله.
أثني على طفلك حتى لو شارك مع الآخرين مشاركة طفيفة.
قومي أمامه بأعمال اجتماعيّة، وادفعيه بهدوء إلى المشاركة.
وجهة الطفل
وتكمن وظيفة المربي الفعّالة في اكتشاف وجهة الطفل وتطويرها وترقيتها في مقامات الإبداع المتخصّص. وتجدر الإشارة إلى أن ثمة أنواعاً عدّة من الذكاء، فبعض الأطفال يمتلك ذكاءً رياضياً، فيما بعضهم الآخر يمتلك ذكاءً لغوياً أو اجتماعياً أو تجارياً، فلا يصحّ أن نضع من يمتلك موهبة أدبيّة ببرنامج علمي ونطلب منه التميّز والإبداع!
وتساعد هذه الأفكار الأساسية في زرع الثقة في نفس طفلك، ليتميّز ويبدع:
> امنحيه مساحة من الحرية، وادفعيه إلى الحوار المنضبط المهذّب الذي يتيح له مساحة من النقد والنقاش.
> امنحيه مساحة من الحرية في إبداء رأيه ولو كان مخالفاً ما دام في حدود العرف والدين، فدعيه يعترض ويحاور ويرفض.
> السماح للصغير بتحمّل المسؤولية تدريجياً، من خلال تنظيم حفلة منزلية أو رحلة أسريّة.
> نظّمــــي مجلس شورى عائلياً
يتيح للجميع حرية الرأي والحوار والتنفيذ.
> ضعي وثيقة تفاهم وتعاون وتكامل لدورك وأبيه، بحيث لا يحدث تذبذب في الشخصيّة بأن يجد رأياً وموقفاً عند الأم وآخر مضاداً له تماماً عند الأب.
> قصّي عليه سيرة الأطفال الأبطـــال القدامـى والتاريخ والسيرة النبوية.
> وفّري البيئة الآمنة في البيت والمدرسة ودور العبادة بحيث يكون الأب والأم والشيخ والمربّي مصدراً للأمن والأمان والثقة.
> احترمي استقلاليّة صغيرك، من خلال الحفاظ على خصوصيّاته من ممتلكات وأسرار وأصحاب وأشياء.
> تمنح الأسرار بين الآباء والأبناء عمقاً تربوياً ضخماً وثقة عالية للغاية.
> ركّزي على الإنجاز في حياة الطفل ليشعر بالوجود وبالقيمة وبالحياة.
> أكثري على مسامعه عبارات الثناء والإنجاز والثقة والإيجابيّة.
> لا تبخلي عليه باللمسات الحانية والنظرات الرقيقة لتشعريه بمدى حبك واهتمامك.
> نمّي روح القراءة لديه، خصوصاً قصص البطولة والسير النبويّة.
> اضبطي أوقات مشاهداته للتلفزيون وراقبي مضامين البرامج التي يحبّها.
> حثّيه على ممارسة الرياضة البدنية.
دقائق ست في السنة!
تسجّل إحصائيّة حديثة لليونيسكو أنّ متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز دقائق ست في السنة، وأنّ مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات للطباعة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة.
ومن جهة ثانية، تسجّل دراسة مصرية صادرة عن جامعة الإسكندرية أنّ القراءة تؤثّر في بناء الثقة والذات بنسبة تبلغ 20% مقارنة بالمؤثرات الأخرى.