أكد علماء الدين والأطباء في مصر أن الإسلام حرم على المسلمين تربية الخنازير، والاتجار فيها وليس أكل لحومها فقط، وقالوا إن الذين يقومون بتربيتها يرتكبون إثما على فعلتهم تلك لأن الخنزير نجس، كما أن لحومه تسبب العديد من الأمراض.
الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق يقول: إن الخنازير من الحيوانات المحرمة على المسلمين، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يربي الخنازير أو يتاجر فيها؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال عام الفتح، وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها تطلى به السفن وتدهن بها الجلود ويستصبح (أي يوقدون بها المصابيح) بها الناس. قال: لا هو حرام ثم قال صلى الله عليه وسلم عند ذلك: قاتل الله اليهود إن الله لما حرم عليهم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه» متفق عليه.
أضاف أن الخنازير مرتع كبير للأمراض التي تصيب الإنسان، والمعروف في الإسلام أن لحم الخنزير محرم؛ يقول الله تعالى في تحريم لحم الخنزير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق...}
التخلص من الخنازير
د.عفاف النجار أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر ترى ضرورة التخلص من الخنازير بالقتل سواء كانت حاملة للمرض أم لا؛ خشية الإصابة التي تنقلها من إنسان إلى إنسان آخر، وليس لها لقاح حتى اليوم، والتخلص من تلك الخنازير واجب حيث يترتب على ذلك حفظ النفس التي هي من مقاصد الشريعة الإسلامية، وحفظها دائما يكون سابقا لحفظ المال في حين ما اعتبر الخنزير مالا مقوما معترفا به، ففي الشريعة الإسلامية منع الضرر يكون بأخذ كل التدابير والاحتياطات لمنع وقوع هذا المرض، وهذا الضرر، وهو في حالتنا الآن بأن يتم قتل وذبح هذا الحيوان الذي ربما يكون سببا في وباء يقضي على الناس بالإضافة إلى توعية المجتمع، كما يجب على الأفراد أن يساعدوا الحكومات كي تقوم بواجبها تجاه تأمين الناس من تلك المخاطر، وعلى الحكومات أن تبذل قصارى جهدها؛ حتى تقضي على هذا الوبال، وهذا الخطر الذي يهدد حياة الجميع، وهنا يجب عليها أن تخلص الناس من الخنازير، كما يجب توفير كل السبل للوقاية من انتقال هذا المرض من الحيوان إلى الإنسان أو من إنسان إلى آخر.
وإن كنت أرى أن على المسلمين ألا يقوموا بتربية الخنازير؛ لأنها محرمة في الشريعة الإسلامية، فكيف بمن يربي تلك المحرمات ويبيعها ويتكسب من ورائها؟!
تربية الخنازير حرام
د.عبد الحكم الصعيدي أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر:
يحرم على أي إنسان مسلم أن يقوم بتربية الخنازير، كما لا يجوز للدولة المسلمة بحكم الدستور والقانون أن تقوم بتربية الخنازير، وكذلك تعويض من يملكون من المسلمين مزارع لتربية الخنازير، بل يكون لها الحق في أن تعاقب مثل هؤلاء بالعقوبة المناسبة، حيث إنهم منتهكون لحرمة الشرع، وإنهم يجاهرون بالمعصية، وعلى الحاكم أن يقوم بتعزيرهم، أما إذا كانت تلك الخنازير مملوكة لغير المسلمين وأجازت لهم الدولة تربيتها بالضوابط الشرعية ببيعها لغير المسلمين، كما يتم استخراج تصاريح لازمة لهم، فهنا على الحكومة أن تعوض مثل هؤلاء الذين تضرروا من قتل وذبح الخنازير.
أضرار بالغة
د.آمنة نصير عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقا:
الله عز وجل حرم تناول لحم الخنزير، كما حرم تناول جميع أجزائه؛ لذلك قال ابن حزم: أجمعت أقوال العلماء على حرمته فلا يحل أكل شيء منه سواء في ذلك لحم الخنزير أو شحمه أو عصبه أو غضروفه أو حشوته أو مخه أو أطرافه أو غير ذلك؛ لأنه رجس أي نجس، والنجس يجب على المسلم تجنبه، إلا أنه لم يحرم فقط لخبثه، وإنما باعتبار أنه يشتمل على كثير من الأضرار التي يمكن أن تصل إلى حد إهلاك من يتناوله، فقد أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن لحم الخنزير من بين سائر الحيوانات يعد أكبر مستودع للجراثيم الضارة بجسم الإنسان، ومن الأمراض التي تنشأ عنه أمراض طفيلية والدودة الشريطية والأمراض البكتيرية كالسل والكوليرا والحمى المالطية وغيرها، كما أن لحمه يسبب أمراضا فيروسية مثل الالتهاب الدماغي، والتهاب عضلة القلب والأنفلونزا والتهاب الفم البقري.
هذه الأضرار وغيرها دليل على أن الشارع قد حرمها على الناس؛ لأن تناول لحومها يسبب أضرارا بالغة، ولذا فإن المولى عز وجل حرمها من أجل الحفاظ على النفس البشرية التي يعد الحفاظ عليها إحدى الضروريات الخمس في الشريعة الإسلامية، فلا يجوز لأي مسلم أن يقوم بتربية الخنازير أو الاتجار فيها؛ لأنها محرمة من قبل الشارع عز وجل.
حتى الأقباط لا يأكلون لحم الخنزير
قال البابا شنودة إنه لم يتناول لحم الخنزير طوال حياته، ولا يتناوله الأقباط؛ لأنهم في الإنجيل والعهد القديم يعتبرونه من الحيوانات النجسة، وحاليا يخشى الناس من الأمراض التي قد يسببها تناول لحم الخنزير، وأعرب البابا أن الذين يتناولون لحم الخنزير من الأقباط قلة بسيطة متصلة بالأجانب الذين يأكلونه.
الهدية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تهادوا.. تحابوا.. تذهب الشحناء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الهدية سهم يصيب القلوب مباشرة ولا يخطئ هدفه أبدا وينشر الحب بين الناس، فكم من حزين أدخلت الهدية الفرحة والسرور إلى قلبه، وكم مجروح طيبت الهدية جرحه، وكم من بعيد قربته الهدية، وكم من حاقدٍ ألفته الهدية.
الهدية لها تأثير عجيب، وكما قيل (الهـدية هـي الـسحر الـظاهر)، وللهدية أثر واضح في تصفية القلوب من الأحقاد، ولها فوائد جمة، فهي تزرع الألفة في قلوب الناس، وتجعل الحب والود بينهم دائما، كما أنها تذهب الكره والبغض، وكأن في الهدية علاجا لأمراض القلوب، فمن رأى من جاره كرها، أو حسدا، فالعلاج هو الهدية، فإنها تذهب نار الغيرة والضغينة، وتوجد مكانهما الحب والمودة، وتحرق الشوك بماء المحبة، وتبدله ورودا وصفاء، والهدية بين الجيران تصنع صداقة بينهم، وتجلب الحب بين الناس، والناظر إلى طبيعة الهدية بين الجيران يجد أنها لم تقف عند شكل معين، فربما كان طعاما، وهو أشهر الهدايا بين الجيران، وترجم العالم الغربي «مارشال سالينز» هذا المعنى حين قال: «إذا كان الأصدقاء يتبادلون الهدايا، فإن الهدايا هي التي تصنع الأصدقاء». ويقول الفضيل بن سهل (ما استرضى الغضبان ، ولا استعطف السلطان ولا سلبت السخائم ولا دفعت المغارم ولا استميل المحبوب ولا توقي المحظور بمثل الهدية)..
مسك الختام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نعم الشيء الهدية بين يدي الحاجة « أي أجمل ما تكون الهدية عندما تقدم للمحتاج فيكون لها أبلغ الأثر في نفسه، وثوابها أكبر وأعظم عند الله تعالى، وأجمل ما تكون الهدية أيضا عندما تتناسب الهدية مع المهدي إليه فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، كما أن هدية الرجل تختلف عن هدية المرأة، وهدية الغني تختلف عن هدية الفقير، وهدية المعلم أو العالم تختلف عن هدية التلميذ أو غير العالم.. وهكذا.. وكل هذا وغيره لن يكون له أى جدوى ولا قيمة إذا افتقدت الهدية الشرط الأساسي لها؛ ألا وهو أن يكون الهدف منها هو المحبة في الله، وليس شيئا دنيويا زائلا.. والله ولي التوفيق.