تصيب أمراض الغدة الدرقية النساء عشر مرات أكثر من الرجال! وإذ يصيب الإلتهاب المزمن للغدة الدرقية النساء بعد سنّ الثلاثين (قد يصيبهن في عمر أصغر)، فإن ثمّة جملة من الأسباب المسؤولة عن هذه الحالة التي يبلغ عدد المصابين بها نحو 300 مليون شخص في العالم، أبرزها: نقص اليود، خلل في الهرمونات، التوتر العصبي... وإذا كانت هذه الحالة تعالج بواسطة الأدوية، ثمّة حالات أصعب قد تحوّل أمراض الغدّة إلى أورام...
"سيدتي" اطلعت من الإختصاصي في أمراض الغدد الصمّاء الدكتور سليمان جاري عن أبرز أمراض الغدة.
1- تضخّم الغدة
لا يبدو تضخّم الغدّة، في البداية سوى عند البلع، وبعدها تتضخّم الغدة تدريجياً لتبلغ الدرجة الثانية من المرض. وفي الدرجة الثالثة نلاحظ زيادة كبيرة في حجم الغدة ممّا يجعل سطح العنق مستوياً، أما الدرجة الرابعة فتتخطّى خلالها الغدة حدود العنق، ما يزيد من تشوّه الرقبة. وهذه الغدة الكبيرة تؤدي إلى ضغط المريء والحنجرة، بحيث يشعر المريض بضيق في التنفس وتغيير في صوته وعسر البلع.
ويترتّب عن هذه الحالة، جملة من المضاعفات، أبرزها:
- البلوغ المتأخّر الناتج عن خلل في وظيفة الخلايا الجنسية.
- قلّة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل.
- مضاعفات أثناء فترة الحمل.
- إصابة الأطفال باضطراب في نمو العظام وتلف في الجهاز العصبي والسمعي، ناهيك بالتخلّف العقلي.
2- قصور الغدة الدرقية Hypothyroisme
يتمثّل مرض قصور الغدة الدرقية في نقص إفرازات الهرمونات الدرقية. حدوثه نادر، ويطال النساء غالباً بين سنّ 40 و 60 عاماً، خصوصاً في الأماكن المصابة بتضخّم الغدة. يبدأ هذا المرض بدون أعراض واضحة ويتطوّر على مدار الأشهر والسنين، إلى أن تشعر المصابة بتعب جسدي ونعاس مستمرّ وأعراض في الجهاز الهضمي (نشاف الحلق، إنتفاخ البطن، إمساك شديد...)، فضلاً عن زيادة وزنها رغم ضعف شهيتها. وكذلك تحصل دلائل مرضية في الجهاز العصبي (إرتجاف الأطراف، ضعف في السمع وضعف في الرغبة الجنسية واضطراب الدورة الشهرية عند النساء وعدم القدرة على تحمّل البرد).
بالمقابل، قد تصاب المرأة بهذه الحالة في مرحلة الطفولة أو بعد الولادة، فتبرز الإضطرابات الأساسية في نموّ الهيكل العظمي والجهاز الجنسي والدماغ، حيث إن العلاج غير الكافي للمرض، قد يؤدي إلى نشوء أطفال قصيري القامة.
وتتمثّل أبرز الأعراض، في هذه المرحلة، في: انتفاخ الوجه والحاجبين، النعاس والتعب المستمرين، بطء في الحركة والمشي مع ارتخاء، عسر الكلام وانخفاض الصوت، انتفاخ الجلد وشحوبه وبروده وخصوصاً اليدين والجهة الخارجية للمفاصل، تضخّم النسيج تحت الجلد، ظهور قليل للشعر على الرأس وغيره، توسّع القفص الصدري وبطء في التنفس، خفقان القلب وخفّة النبض وارتفاع الضغط أو انخفاضه، غازات في البطن وتضخّم الكبد، خفض عدد الكرويات البيض، ارتفاع الكوليسترول، إدرار بول خفيف، خفض في مستوى الهرمونات الدرقية في الدم.
3- نشاط الغدة المفرط
حالة تنجم عن تزايد نشاط الغدّة، فتصيب الأشخاص بين سنّ 30 و40 عاماً، علماً أنّها تنتشر في صورة أكبر في صفوف النساء، وللوراثة دور فيها. كما يلعب العامل النفسي، كالتوتر العصبي والمشكلات العائلية والانفعالات والحياة القاسية دوراً أساسياً في الإصابة.
وتتمثّل عوارضها، في: تسارع في نبضات القلب وجحوظ في العينين، التوتر، إهتزاز اليدين والقدمين، تبدّل المزاج، الأرق، عدم القدرة على التركيز، نقصان في وزن الجسم، ليونة في البشرة ، تسارع في حركة الجهاز الهضمي (يكثر التبرّز) وترتفع الحرارة في الجسم...
وتجدر الإشارة إلى أن فقدان الوزن هام للغاية، إذ يخسر المصاب زهاء 10 كيلوغرامات أو أكثر في أشهر قليلة. وإذا لم ينجح العلاج بواسطة الأدوية، لا بدّ من استئصال الغدة الدرقية.
4- سرطان الغدّة
تبقى المحطّة النهائية لأمراض الغدة الدرقية في سرطان الغدة الدرقية الذي يمثل 2% من الأورام الخبيثة، ويطال الشباب. وما تزال أسبابه مجهولة، علماً أنّه يرتكز في إطار الغدة الدرقية ليخترق الأنسجة المحيطة، وتصاحبه الآلام الشديدة في العمود الفقري والحوض والعصب الوركي (عرق الانس).
وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج، قد تحصل الوفاة بسبب الاختناق أو الضعف أو تفاعلات أخرى. وهنا، يجب الاستعانة بالتصوير الصوتي والتحليل المناعي لتشخيص المرض، مع ارتفاع هرمون «كلسيتونين» Calcitonine في الدم. أما إجراء العملية فيحدّد وفق حالة المريض، وتبلغ نسبة المرضى الذين يبقون على قيد الحياة بعد العملية نحو 80% تقريباً.