حلول جديدة لمشكلات النظر الشائعة

ثمّة حلول عدّة تحسّن حياة أولئك المصابين بمشكلات النظر الشائعة والمتمثلة في: «المياه البيضاء» و«طول النظر» و«قصر النظر»، تشمل زرع العدسات التي تلغي أو تخفّف الحاجة لاستخدام النظارة السميكة في حال الاصابة بالمياه البيضاء، و«لايزر متطوّر» في حال طول النظر وعدسات «علاجية» وتطوّر في مجال تقنية «الليزك» للمصابين بقصر النظر.

سيدتي» تطلعك على الجديد في هذا المجال:

 

1- المياه البيضاء (الساد)

تنطوي جراحة المياه البيضاء على استبدال العدسة المعتمة بعدسة مزروعة، ولا تتوقف الموديلات عن التطور لتحسين النظر إلى أبعد مدى ممكن، وبدون نظّارات أحياناً!

قبل أكثر من ثلاثين عاماً، كان الأشخاص الذين يخضعون الى عمليات جراحية لعلاج المياه البيضاء مضطرين إلى ارتداء نظارات سميكة لتعويض خسارة العدسة، أمّا اليوم فهم يحصلون على عدسة مزروعة تلغي أو تخفف الحاجة الى استخدام النظارات لرؤية الاشياء البعيدة. فقد أصبحت العدسة أحادية البؤرة، خصوصاً إذا كانت أعينهم تعاني من مشكلات أخرى، كالبقعة الشبكية (في وسط شبكية العين) أو الغلوكوما (المياه الزرقاء)، تشكّل حلاً مضموناً.

وفي حالات أخرى، قد يقترح عليهم طبيب العيون زراعة عدسات أكثر تطوّراً تحقّق راحة بصرية أكبر.

 

نموذج عن العدسات المتوافرة

- العدسات متعددة البؤر: تسمح بالرؤية من قريب ومن بعيد تقريباً بدون نظارات، ولكن قد تبرز الحاجة لارتداء هذه الأخيرة في حالات معينة تتطلب رؤية دقيقة كالخياطة أو القراءة لفترة طويلة.

- عدسات علاج الانحراف: تعالج مشكلة لابؤرية العين، ويتم وضعها داخل محور معين.

- العدسات القابلة للتعديل حسب الضوء: يتمّ حساب كمية الضوء قبل العملية الجراحية. ولكن تجدر الاشارة الى أنّ قدرة العدسة المزروعة ليست مثالية دائماً، مما يلزم المريض أحياناً ارتداء النظارات. وهناك مفهوم جديد يتمثّل في عدسات مزروعة قابلة للتعديل قبل العملية الجراحية بأسبوعين أو ثلاثة، وهكذا يتم إعادة تشكيل قدرة العدسة المزروعة عن طريق إصدار أشعة فوق بنفسجية.

 

2- طول النظر

تسمح العمليات الجراحية المختلفة لحوالي 75% من المصابين بطول النظر بالتخلّي عن النظارات والعدسات. ويعتبر «لايزر» Intracor أحدث تطوّر في هذا المجال.  

ويعرّف طول النظر بأنه صعوبة في رؤية الأشياء القريبة، ويحدث حين تفقد عدسة العين مرونتها، وذلك في الفترة الممتدة بين سنّ 42 و 45 عاماً. وبعد سنّ  60 عاماً، لا تتحّسن هذه الحال المرضيّة.

وهذا «اللايزر» أسرع وفكرته تختلف تماماً عن «اللايزر» المستخدم تقليدياً في علاج طول البصر، فهو يعدّل القرنية ليجعلها أحادية البؤرة أي قادرة على الرؤية من قريب ومن بعيد. ولكن كيف يحدث ذلك؟ بعد إجراء حسابات مؤتمتة(تعمل بطريقة أوتوماتيكية) لتركيز الحركة، يتم إحداث خمس أو ست دوائر في وسط القرنية خلال ثوان عدّة.

 

كيف يتم إجراؤها؟

يتم وضع نقطتين من المخدر داخل العين وأداة لإبعاد الجفون للحفاظ على العين مفتوحة، وحينها يمكن للجراح إصدار أشعة «اللايزر»، علماً أن هذا الإجراء ليس مؤلماً، ولكن قد تصبح العين حمراء قليلاً.

وقد ينصح بارتداء نظارات سوداء عند الخروج لكي

لا تتضرّر العين. وتختلف سرعة استعادة البصر (الوقت اللازم لكي تخف فقاعات الهواء). ولكن يبدأ التحسّن السريع منذ أول زيارة للفحص، في اليوم التالي. ولكن، لأسباب تتعلق بالسلامة، يتم إجراء الجراحة لكل عين على حدة، إلا أن الجراحة لعين واحدة تكون كافية أحياناً. ولعلّ الموانع التي تحول دون إجرائها هي نفسها التي تمنع إجراء عمليات أخرى باستخدام «اللايزر»، كأن تكون القرنية رقيقة للغاية أو غير منتظمة أو يكون هناك مرض في العين.

 

النتائج

تظهر النتائج على نحو ثابت بمرور الوقت. وفي حالات معينة، قد يكون ارتداء النظارات ضرورياً أحياناً في وقت لاحق، في حال القراءة لفترة طويلة أو إذا كانت الإضاءة غير كافية.

 

الجراحات الأخرى لطول النظر

- عملية Presby-Lasik لتصحيح طول النظر: لعلاج قصر النظر، يتم كشط درجة معينة من الجزء المركزي من القرنية بعد رفع طبقة رقيقة منها. وفي علاج طول النظر، يتم إجراء التدخل عند الأطراف. وهذه هي عملية Presby-Lasik التي يتم تعديلها لعلاج المصابين بطول النظر.

- نظام قلب التوازن للمصابين بقصر النظر: يتم تصحيح عين واحدة للرؤية من قريب والعين الأخرى للرؤية من بعيد. ولكن لا بدّ من إجراء فحص مسبق لمعرفة ما إذا كان هذا الحل مناسباً.

- الزراعة في حالة بداية مرض المياه البيضاء: يتم اقتراح هذا الحل للمصاب بعد بلوغ سنّ 55 عاماً، خصوصاً إذا كانت هناك بداية لمرض المياه البيضاء أي عدسة غمامية لا بد من تغييرها يوماً ما. وتتم إزالة العدسة التي لم تعد تركّز الضوء واستبدالها بعدسة مزروعة متعددة البؤر. ويتعلق الأمر بعدسة تتألف من مجالات عدة، بعضها للرؤية من قريب وأخرى للرؤية من بعيد. وتختار العين تلقائياً المجال الذي يتيح لها الرؤية الواضحة.

 

 

3- قصر النظر

تسمح التقنيات الجديدة بتحديد حال المرضى الفردية على نحو أفضل وتقديم علاجات تدخلية أكثر دقّة لهم. وهناك أيضاً عدسات «علاجية» لبعض المصابين بقصر النظر. ما تزال تقنية «الليزك» التي يتم إجراؤها للمصابين بقصر النظر، في تطوّر مستمر. وحتى الآن، لا يستطيع الجراح برمجة «اللايزر» إلا من حيث التصحيح الذي يراد إحداثه. وبالتالي، يتلقى جميع المصابين بقصر النظر الذين يحتاجون إلى نفس درجة التصحيح العلاج نفسه. وبالمقابل، تسمح الأجهزة الجديدة بإجراء تصحيحات حسب الطلب. وتقوم أجهزة القياس بحساب الخصائص الفردية للعين وسمات القرنية وتنقلها لليزر لتعديلها عن قرب. والنتيجة: تحسين التفاوت ورؤية أفضل في الليل.

وبفضل الجيل الجديد من «اللايزر»، يمكن إجراء عملية للمصابين بقصر النظر على مرحلة واحدة أي بدون فتح القرنية ورفعها باستخدام «اللايزر» وكشطها، وذلك عبر استخدام «لايزر» آخر (تقنية الليزك). فهنا، يتم استخدام نوع واحد من «اللايزر» لإحداث شق صغير، وتشكيل شريحة رقيقة تصحيحية في سماكة القرنية تتم تغطيتها بعد ذلك من قبل هذا الثقب الصغير. وما تزال هذه التقنية في بدايتها حيث يحتاج البرنامج إلى بعض التعديلات.

 

عدسات لتصحيح الرؤية أثناء الليل

ينصح المصابون بقصر النظر بدرجات قليلة (أقل من 4 ديوبتر) بارتداء عدسات خلال الليل، لكي لا يضطرون لارتداء عدسات تصحيحية خلال النهار. وتصحّح هذه العدسات قصر النظر عن طريق تسطيح الجزء المركزي من القرنية. ولا بد من صنع هذه العدسة على المقاس تماماً، لذا يجب تقييم الانحراف باستخدام جهاز تخطيط سطح القرنية. وبعد إجراء فحص يدوم نصف ساعة، يتم ارتداء العدسات في الليلة عينها. ويجب زيارة الطبيب للفحص في اليوم التالي، ثم بعد ثلاثة أشهر لفحصها.

 

النتائج

يستقر النظر على مدى ليلتين أو ثلاث أو أسبوع على الأكثر. لذا، يجب ارتداء العدسات كل ليلة أو كل ليلتين للتمكن من الرؤية من بعيد دون تصحيح.