يصادف الرابع من فبراير (شباط) اليوم العالمي للسرطان. وبالطبع ثمة تقدّم علمي كبير على صعيد العلاجات، خصوصاً مع ظهور العلاج الموجّه Targeted therapy في خلال السنوات الأخيرة.
ما هي آلية عمل العلاج الموجّه؟ والى أي أنواع من السرطان يتوجّه؟ سؤالان حملتهما «سيدتي» إلى الاستشاري في طب الأورام ورئيس شعبة الأورام في مركز الملك فيصل للأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ورئيس السجل الوطني للأورام الدكتور شوقي بازار باشي:
- ما هو العلاج الموجّه؟ ومنذ متى تم اكتشافه؟
يعرف السرطان بأنّه تغيّر جيني للخليّة على مستويات عدّة، ويكافح العلاج الموجّه Targeted therapy التغيّر الجيني أو الجوهري في الخليّة السرطانية أي أنه موجّه نحو الخلل الحاصل في الخلية.وقد اكتشف هذا العلاج في خلال السنوات الأخيرة، وما تزال الأبحاث متركزة عليه، علماً أنّه يشمل عقاقير تمّ تصنيعها خصيصاً لكي تعيق نمو وانتشار السرطان من خلال تداخلها مع الجزيئات التي تشارك في حدوث التسرطن (العملية التي من خلالها تصبح الخلية الطبيعية خلية سرطانية خبيثة). ويتم التركيز على التغيّرات الخلويّة والجزئية الخاصّة بالسرطان، ويستهدف هذا النوع من العلاج بالتالي التغيّرات التي تسبّب السرطان. وقد تكون هذه العلاجات أكثر فاعليّة من العلاجات الأخـــرى وأقــــلّ ضرراً على الخلايا الطبيعية.
- كيف يعطى هذا الدواء؟
تصاحب غالبية أدوية العلاج الموجّه العلاج الكيميائي، كما هو الحال في سرطاني الثـــدي والقولـــون، باستثناء الحالات التي
لا يجدي خلالها العلاج الكيميائي كسرطان الكلية والكبد، فيستخدم بمفرده.
أدوية حديثة
- ما هي العلاجات الموجّهة إلى أنواع السرطانات الشائعة؟
لو تحدّثنا عن سرطان الثدي فهناك أدوية حديثة عدّة أثبتت فعاليتها على المصابات به، وكذلك برهنت عن فوائدها أكثر في الحالات المستأصلة للورم. فعلى سبيل المثال، يعمل عقار «التراستوزوماب» Trastuzumab على تخفيف نسبة رجوع الورم بعد الاستئصال بما يقارب 50%، مقارنة مع عدم استخدامه. وهو مسجّل حالياً في غالبية دول العالم لأهميته، ويعطى عن طريق الوريد كما أنه أثبت فاعليته مع العلاج الكيميائي في حالات معيّنة كسرطان المعدة، وذلك وفق دراسة حديثة. وهناك دواء يعمل بطريقه مشابهة هو عقار «اللاباتينيب» Lapatinib ويؤخذ كحبوب عن طريق الفم، وهو موجّه لسرطان الثدي.
وثمة علاج موجّه آخر يعمل على أنواع عدّة من السرطانات يدعى «بيفــاسيزمـــاب» Bevacizumab، يمنع التروية الدموية للورم، وبالتالي يمنعه من النموّ والتكاثر. وقد ثبتت فعاليته في حالات سرطان الثدي والرئة والقولون. أمّا بالنسبة لعلاج السرطانات الأخرى فما تزال قيد الدراسة.وتجدر الإشارة إلى أنّه ثمة دراسة عالمية في مراكز أبحاث عالمية في أوروبا وأميركا على هذا العقار (بيفاسيزماب) شاركت فيها مستشفى الملك فيصل التخصصي.
والحديث عن سرطان الرئة يبيّن أن هناك غير علاج موجّه له: الأوّل هو عقار «جيفيتينيب» Gefitinib والثاني «إرلوتينيب» Erlotinib. أمّا علاج سرطان الغدد اللمفاوية فيشمل عقار «ريتاكسيماب» Rituximab والذي يصاحب العلاج الكيميائي.
- وهل من دراسات أخرى حديثة في شقّ العلاج الموجّه؟
نعم، ثمة دراسة يشرف عليها المركز تستهدف المصابين بسرطان المستقيم وتتركز حول عقار «سيتاكسيماب» Cetuximab مع العلاج الكيميائي والإشعاعي ما قبل استئصال المستقيم لتقليل نسبة رجوعه إلى المريض. يتمثّل الغرض من هذه الدراسة في زيادة نسبة الشفاء من المرض، ونحن في انتظار نتائجها.
- ما هي إيجابيات وسلبيّات هذه العلاجات؟
يدرج تحسين النتائج على لائحة الايجابيات، إذ أن المصابين في المراحل المتقدّمة من الورم لديهم فرص أطول بالحياة (بإذن الله تعالى)، أمّا الذين لم ينتشر لديهم الورم فإنّ نسبة معاودته بعد هذا العلاج تقلّ، ما يزيد من نسبة الشفاء. وتتمثّل السلبيات في الأعراض الجانبية لبعض العقاقير كالتأثير على القلب أو الجلد أو الأوعية الدموية. وبالطبع، ان هذه العلاجات مكلفة.