حكايات وقصص الصغار لا تقتصر على ما تحويه من معلومة أو نقل رسالة أخلاقية، أو حتى مجرد تحفيز لخيال الطفل الذي يسمع الحيوانات تتكلم، ويشاهد العصفور يغضب ويفرح، إنما هي عالم جميل يدخل عقل وقلب الطفل ويأنس بأحداثه ومعها ينعم بقربه من أمه وهي تحكي بانفعال جميل؛ فتقلد صوت الأسد مرة ويرق صوتها مرات. وهي تتشبه بالعصفور. وفي النهاية تبقى الحكمة والهدف من القصة هو المراد.
قصة التلميذ الكسلان -من التراث-
- كان حسن تلميذاً كسلانَ، لا يحب الدروس ويبتعد عن العمل بالحقول مع والده، حتى المدرسة لا يرحب بالذهاب إليها؛ في الصباح يخرج من البيت ليذهب إلى المدرسة، فإذا وصل إليها تركها وذهب إلى الحقل ليلعب هناك، وفي الحقل شاهد حسن الزرع يتمايل بعد أن ارتوى، ويبحث عن الشمس ليصلب عوده ويجمد، والطيور والحيوانات تواصل عملها مع صديقها الفلاح، لهذا لم يجد حسن أحداً يلعب معه، وعندما قابل كلباً قال له: أيها الكلب، تعال نلعب معاً. فقال الكلب: ليس عندي وقت للعب؛ إن الغنم تنتظرني لأحرسها من الذئب واللصوص.
هل قرأت من قصص للأطفال: ليلى والغراب والببغاء؟
حسن يتكلم مع العصفور
- مشى حسن حزيناً في الحقل، حتى رأى طائراً فقال له: أيها الطائر الجميل، تعال وغن لي بصوتك الجميل. أنا أشعر بالملل، فأجابه الطائر: كيف أغني لك يا سيدي، وأنا أنتقل من مكان لمكان لأجمع القش وابني العش لصغاري. استمر حسن في سيره، حتى رأى نحلة، فقال لها: أرجوك أيتها النحلة أن تجلسي وتلعبي معي، أنا وحدي فأجابته النحلة: كيف ألعب معك يجب أن أسرع وأجمع العسل. فكر حسن في الأمر، فوجد نفسه الوحيد الذي لا يعمل ولا يحب العمل؛ فشعر بالخجل من نفسه. ووبخها، وقرر أن يذهب إلى المدرسة، وقد حدث.
((الإنسان خلق ليعمل؛ ليجدّ في دراسته، يبحث عن هواية تفيده، ويجتهد ليبني مستقبله، فيترك بصمة تحكي عنه)).
الأسد ملك الغابة والفأر الصّغير -من التراث-
- يُحكى أن الأسد ملك الغابة وأقوى سكّانها كان ذات يوم نائماً، عندما بدأ فأرٌ صغيرٌ يعيش في الغابة نفسها، بالركض حوله والقفز فوقه وإصدار أصوات مزعجة، مما أقلق نوم الأسد ودفعه للاستيقاظ... وعندما قام الأسد من نومه كان غاضباً، فوضع قبضته الضخمة فوق الفأر، وزمجر وفتح فمه ينوي ابتلاع الفأر الصغير بدفعة واحدة، صاح الفأر عندها بصوت يرتجف من الخوف راجياً أن يعفو الأسد عنه: "سامحني هذه المرة، فقط هذه المرّة يا ملك الغابة، وأعدك ألا أعيد فعلتي هذه مجدّداً، وألّا أنسى عفوك عني ومعروفك معي.
- ومن يعلم أيها الأسد اللطيف؟ ربما أستطيع ردّ جميلك هذا يوماً ما، ضحك الأسد من قول الفأر، وتساءل ضاحكاً: أيّ معروف يمكن أن يقدّمه فأرٌ صغير مثلك لأسد عظيم مثلي؟ وكيف يمكنك مساعدتي وأنا الأسد ملك الغابة وأنت الفأر الصغير الضعيف؟ وهنا قرّر الأسد أن يطلق سراح الفأر لمجرّد أنه قال له ما أضحكه، فرفع قبضته عنه وتركه يمضي لحاله.
الفأر الصغير ينقذ ملك الغابة
- مرّت الأيّام على تلك الحادثة، إلى أن استطاع بعض الصيّادين المتجوّلين في الغابة أن يمسكوا بالأسد، ويربطوه إلى جذع شجرة، ثم انطلقوا ليحضروا عربة كي ينقلوا الأسد فيها إلى حديقة الحيوانات... وعندما كان الصيادون غائبين يبحثون عن العربة، مرّ الفأر الصغير مصادفة بالشجرة التي كان الأسد مربوطاً بها، ليرى الأسد وقد وقع في مأزق رهيب، فقام الفأر الصغير بقضم الحبال التي استخدمها الصيادون لتثبيت الأسد وأَسره.
- وبعد فترة قطع الفار تلك الحبال جميعها محرّراً الأسد، ثم مضى الفأر بعدها متبختراً مزهواً بما فعله أمام الأسد، فسمعه يقول بكل سعادة: "نعم لقد كنت محقّاً، يستطيع فأرٌ صغيرٌ مساعدة أسد عظيم مثلي، فالمرء يقاس بفعله لا بحجمه، ولكلٍ منّا أهميته في هذه الحياة".
- (( كل إنسان خُلق ولديه قوة وأهمية ما في هذه الحياة صغيرة كانت أو كبيرة، والعمل والإنجاز يكون بالفكر وليس بقوة العضلات)).
سؤال وجواب
1-ما الصفة التي ظهر بها حسن في القصة؟
2-لماذا لم يلعب الكلب مع حسن؟
3-وماذا قال له العصفور؟
4-الأسد ملك الغابة ولكن هل هو مغرور؟
5-هل القوة بضخامة الجسم والعضلات؟
6-كيف رد الفأر الجميل للأسد؟