قصص الأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة "ناصر ومعلم اللغة العربية" من القصص التي تبث في قلب الطفل كيف يرتبط التفوق والتميز بحسن الخلق!
ناصر تلميذ مجتهد عمره 14 عاماً، بالصف الثالث الإعدادي، اعتاد أن يستيقظ مبكراً فيصلي، يتناول إفطاره ويحمل حقيبته إلى المدرسة ، ولطول قامة ناصر كان يجلس بآخر الفصل، ولكنه كان ينتبه لكل كلمة وشرح يقوله المعلم، ولا يتحدث مع جاره أو يحكي معه إلا بعد انتهاء الحصة
وبعد العودة من المدرسة يتناول ناصر غذاءه ويستريح قليلاً ثم يبدأ في عمل واجباته،لهذا أحبه كل المدرسين بالمدرسة ، وكانوا يشجعونه وينتظرون منه المزيد من التفوق والنجاح
ناصر يحب اللغة العربية وحصة القراءة والتعبير، وكان يحمل حباً ومعزة خاصة للمعلم الذي كان يدرسها له طوال أشهر العام
وحدث يوماً أن دخل أحد مفتشي اللغة العربية الفصل ووقف يستمع إلى المدرس الذي اندمج في الشرح، وطلب من تلاميذه أن يشرحوا له شخصية بأحد فصول القصة المقررة عليهم
وللأسف عجز كل من أشار إليهم المعلم عن تقديم الإجابة، فبلل العرق وجهه خجلاً أمام المفتش، وعندما جاء الدور على ناصر أجاب واستفاض ونال تصفيق الجميع
وبعد ما خرج المفتش وأغلق المعلم باب الفصل، طلب من التلميذ ناصر طلباً غريباً؛ أن يضرب كل تلميذ "عصايتين" لعدم معرفتهم الإجابة، ولكن ناصر رفض أن يضرب زملاءه
فغضب المعلم أكثر، وخيّر ناصر بين تنفيذ ما طلب منه، أو يضربه كل تلميذ عصايتين لرفضه أوامر معلمه، وصمم ناصر على موقفه الرافض ،وتحمل أكثر من 60 عصا فوق يديه
ومنذ هذه اللحظة تحول التلميذ ناصر إلى زعيم لكل تلاميذ فصله ، يلعبون إذا لعب ويتوقفون عندما يتوقف، و لكن المعلم ظل على موقفه ..غاضبا من تلميذه ناصر لعدة أيام. ولكن أمام إصرار ناصر على تلقي العلم والتعلم والاجتهاد والتميز وحرصه على حب معلمه ..نسي المعلم ما حدث
والغريب أن جميع تلاميذ الفصل بعد هذه الحادثة أصبحوا يجيدون الإجابة عن كل سؤال يوجهه معلم اللغة العربية أو معلم التاريخ أو الجغرافيا، وكأنهم أخذوا ناصر قدوة لهم في العلم وحسن الخلق