mena-gmtdmp

طفلك غاضب ويبكي باستمرار.. إليكِ الأسباب وكيفية التعامل معه

صورة لطفلة تشعر بالغضب
عدم استقرار المشاعر لدى الأطفال - الصورة من موقع AdobeStock

غالباً ما يواجه الأطفال، وخاصة الصغار ومرحلة ما قبل المراهقة، تغيرات عاطفية مفاجئة. يمكنهم بسهولة الغضب أو البكاء دون سبب واضح. وفي المقابل، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الاستقرار العاطفي للطفل. ومن المهم أن يفهم الآباء الأسباب حتى يتمكنوا من مساعدة أطفالهم على التحكم في عواطفهم بشكل أفضل سواء من خلال البكاء أو الغضب، فيعد ذلك رسالة من طفلك بأنه يحتاج إلى مساعدة في التحكم في مشاعره. إليكِ وفقاً لموقع "raisingchildren" أسباب عدم استقرار مشاعر طفلك وكيفية التعامل معه.

التعب والإرهاق

التعب يجعل مشاعر الطفل غير مستقرة- الصورة من موقع Freepik

عندما يشعر الأطفال بالتعب، تفرز أجسامهم كميات إضافية من الأدرينالين والكورتيزول لإبقائهم متيقظين. وهو نفس الهرمون الذي يتم إفرازه استجابة للتوتر، ويمكن لهذه الهرمونات أن تجعل مشاعر الطفل غير مستقرة، مما يتسبب في غضب وبكاء الطفل المتكرر.

علاوة على ذلك، فإن مركز التفكير في دماغ الطفل لا يزال في مرحلة النمو، مما يجعل من الصعب عليه التحكم في اندفاعاته وعواطفه عندما يكون منهكاً. ونتيجة لذلك، فإن الأطفال يعبرون عن مشاعرهم عن طريق الغضب أو البكاء.

ربما تودين التعرف إلى أسباب التعب الشديد والنوم عند الأطفال

التحفيز المفرط

التعرض المفرط للتكنولوجيا والأدوات الإلكترونية قد يسبب التحفيز المفرط عند الأطفال. وقد يجعل من الصعب عليهم التركيز، فيشعرون بالملل بسهولة، ويصبحون عاطفيين بسهولة أكبر، وقد يتسبب الاستخدام غير المنضبط للأجهزة الإلكترونية إلى تقليل وقت التفاعل الاجتماعي.

كما قد يجد الأطفال صعوبة في التعبير عن التحفيز الزائد الذي يشعرون به، لذا يقومون بالتعبير عنه من خلال البكاء.

عدم تلبية احتياجات الطفل

عدم تلبية احتياجات الأطفال مثل الجوع، أو التعب، أو قلة النوم، قد يؤدي إلى انفعال الطفل وزيادة شعوره بالغضب، وقد يجعله يشعر بعدم الارتياح، والعديد من المشاعر السلبية بسهولة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة إلى الراحة والتناول المنتظم للطعام تعد مهمة جداً للحفاظ على الحالة المزاجية للطفل، وبدون تناول الطعام والحصول على قسط كافٍ من الراحة فإن قدرة دماغ الطفل على التفكير والتعلم والتحكم في العواطف قد تكون محدودة.

إذا كنتِ تدركين أن طفلك على سبيل المثال سريعاً ما يشعر بالجوع، فلا تنسَيْ إحضار الوجبات الخفيفة عند الخروج من المنزل، فعادة لا يتمكن الأطفال الصغار من تحمل الجوع والانتظار حتى يتوفر الطعام مثل البالغين، لذا فإنهم أكثر عرضة للتذمر والانفعال عند الشعور بالجوع.

التوتر والغضب

عندما يعبر طفلك عن غضبه عن طريق بعض المواقف كالصراخ أو إغلاق الأبواب بقوة، تذكري أنه في هذا العمر لا يملك القدرة على التحكم في عواطفه، فإن مناطق دماغ الطفل التي تساعده على فقد لا يملك طفلك التحكم العاطفي الذي يتمتع به البالغون.

تطور الدماغ والعواطف

يعد الأطفال في مرحلة من النمو السريع للدماغ، وخاصة الأجزاء التي تتحكم في العواطف، مثل اللوزة الدماغية والقشرة الأمامية الجبهية، ويتسبب التطور غير الكامل للدماغ في الصعوبة في تحكم الطفل في مشاعر الغضب أو الإحباط أو الحزن. كما أنهم لا يفهمون تماماً كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية.

صعوبة التواصل

يشعر طفلك بالإحباط عندما لا يستطيع التعبير عن مشاعره-الصورة من موقع AdobeStock

الأطفال الذين لا يزالون يتعلمون التحدث والتأخر في النطق، غالباً ما يعانون من الإحباط عندما لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به أو يريدونه. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابتهم بنوبات من الغضب.

التغييرات في الروتين

يحتاج الأطفال إلى روتين وبيئة مستقرة حتى يشعروا بالأمان، يمكن أن تؤدي التغييرات مثل الانتقال إلى منزل جديد، إلى إظهار هذا القلق من خلال زيادة الغضب أو البكاء.

تأثير البيئة والتربية

يمكن للبيئات المليئة بالتوتر أن تؤثر على عواطف طفلك، فقد تتسبب التربية القاسية للغاية أو التي لا تقدم سوى القليل من الاهتمام والدعم العاطفي إلى سلوك يصعب التحكم فيه لدى الأطفال، ويجب الانتباه إلى أن الأطفال يقلدون سلوك البالغين من حولهم، وبالتالي فإن الحالة المزاجية لوالديهم قد تؤثر أيضاً على استقرارهم العاطفي.

الحاجة إلى الاهتمام والعاطفة

يحتاج الأطفال بشدة إلى الاهتمام والعاطفة من والديهم؛ فإذا شعروا بالإهمال، فإنهم يميلون إلى التعبير عن مشاعرهم بطرق سلبية، مثل الغضب أو البكاء كنوع من أنواع الاحتجاج.

قد يهمكِ الاطلاع على تأثير إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

التغيرات الفسيولوجية

بالإضافة إلى العوامل النفسية، فإن العوامل البيولوجية مثل التغيرات الهرمونية أو بعض الحالات الصحية يمكن أن تؤثر أيضاً على مشاعر الأطفال. على سبيل المثال، يمكن للتغيرات الهرمونية لدى الأطفال الذين يدخلون سن البلوغ أن تجعلهم أكثر عاطفية وسرعة انفعال. وفي الوقت نفسه، يمكن للحالات الصحية مثل الحساسية أو اضطرابات النوم أن تؤثر أيضاً على حالة الطفل المزاجية.

مساعدة الأطفال على التحكم في مشاعرهم

  • التعبير عن المشاعر ساعدي طفلك في التعبير عن مشاعره دون تدخل، فمن المهم للأطفال أن يتعلموا كيفية فهم مشاعرهم، وتأكدي من تقديم الإرشادات حول كيفية تهدئتهم بطرق صحية، مثل أخذ أنفاس عميق أو التحدث إلى أحد الوالدين.
  • بيئة آمنة ومستقرة تأكدي من أن طفلك يشعر بالأمان والراحة في المنزل. يمكن أن يوفر الروتين اليومي الثابت شعوراً بالاستقرار والقدرة على التنبؤ للأطفال، مما قد يساعد في تقليل القلق والعواطف السلبية.
  • تعليم مهارات التواصل تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره يمكن أن يساعده على تحديد ما يشعر به، سواء كان غضباً أو حزناً أو إحباطاً.
  • الحفاظ على أنماط الأكل والنوم تلبية الاحتياجات الجسدية، مثل النوم الكافي والطعام الصحي، يساعد على الاستقرار العاطفي للطفل؛ لذا تأكدي من أن طفلك يحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، بالإضافة إلى تناول الطعام الذي يدعم صحته البدنية.

في النهاية يجب الانتباه إلى أن مشاعر الأطفال غير المستقرة والغضب أو البكاء المتكرر يعد جزءاً من التطور العاطفي لطفلك، لذلك فإن فهم الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر سوف يساعد الآباء على تقديم الدعم المناسب.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.