4 نصائح مهمة لكي تكوني الملاذ الآمن لطفلك منذ صغره/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1809140-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%85%D9%86
اتبعي عدة نصائح لكي تكوني الملاذ الآمن لطفلك
لا يتوقف دور الأم عند رعاية الطفل؛ لأن كل امرأة قادرة على أن تهتم بالطفل؛ من حيث توفير الطعام والشراب والنظافة الشخصية، وحتى تمريضه حين يصاب بوعكة ما، ولكن لا تستطيع كل أم أن تكون هي الملاذ الآمن للطفل، بمعنى أن تكون هي الشخص الأول الذي يلجأ له الطفل حين يقع في مشكلة، أو حين يشعر بأي مشاعر، سواء كانت سعيدة أو حزينة. ينبغي على الأم أن تتبع عدة نصائح تربوية مهمة؛ لكي تكون شط الأمان لطفلها، وذلك منذ صغره، وتستمر في ذلك، خصوصاً في مرحلة المراهقة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية الدكتورة صفاء حسن، حيث أشارت إلى 4 نصائح مهمة لكي تكونيالملاذ الآمن لطفلك منذ صغره، ومنها الحضور الدائم في حياة الطفل، والتقبل، والتواصل المستمر معه، والدعم؛ وذلك في الآتي:
1- الحضور الدائم في حياة الطفل
أم وطفلها
احذري أن يكون حضورك في حياة طفلك مجرد حضور جسدي فقط، حيث تقع الكثير من الأمهات في هذا الخطأ؛ لأنهن يكنَّ مشغولات ومرهقات، ولذلك تجد الطفل فاقداً للاهتمام والحضور المتكامل للأم، والتي يجب أن تكون حاضرة في كل لحظة مع طفلها، سواء بجسدها أو بعقلها وعقلها وروحها ولغة جسدها، وعليها ألا تعتقد أن مجرد سماعها لشكوى من طفلها وإلقاء التعليمات إليه وهي مشغولة بالهاتف أو في المطبخ؛ تكون بذلك قد حلّت مشكلته أو أنها تفاعلت معه.
حددي وقتاً كل يوم لكي تستمعي إلى طفلك، وأن تكوني حاضرة معه، بحيث يشعر الطفل أنه ليس آلة في البيت، أو أنه كائن يأكل ويلعب، فالطفل على الرغم من صغر سنه؛ يكون حساساً بدرجة كبيرة، ويشعر إذا ما كانت الأم تهتم به، أو أنها تهمله، ويجب أن تعرف الأم أن تأثير إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ينعكس على حياته في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة، فيشعر الطفل بالوحدة، ويبدأ في البحث عن صدر حنون وملآذ آمن غير الأم.
2- دعم الطفل المستمر
أم تحتضن طفلها
اهتمي بأن تدعمي طفلك من خلال التشجيع؛ الذي يكون بأن تحتضنيه وتقبّليه وتداعبيه وتُشعريه بالحب والحنان، وذلك في حال قيامه بتصرف جيد، أو حصوله مثلاً على درجات عالية، فالدعم والتشجيع للطفل هما مفتاح نجاحه واستقراره النفسي، إضافة إلى أن الطفل سوف يكتشف أن الأم التي تدعمه وتشجعه هي نفسها الشخص الذي سيكون مرجعاً له وملاذاً آمناً في حال تعرضه لأي مشكلة، أو معاناته من موقف، فيذهب إليها من دون تردد، ويخبرها بكل ما حدث معه، ويصف لها موقفه ومشاعره.
ابحثي دائماً عن السلوكيات الإيجابية عند طفلك، وذكّري طفلك بالمواقف، ولذلك فالدعم لا يكون بمدح الطفل من دون مبرر، بحيث يعتقد الطفل أنكِ تتقبلين كل ما يقوم به، مما يؤدي إلى تنشئة طفل مدلل مستهتر، ولكن دعم المواقف والتصرفات الإيجابية، فإذا كان هناك 5 أخطاء لا تقعي بها عند مديح طفلك لكي لا يصاب بالغرور فمن أهمها أن تمتدحي الفعل وليس الشخص، إضافة إلى ضرورة احتضانه عند مدحه، والبعد عن مقارنته بإنجازات الآخرين، وكذلك المبالغة في المديح، وإهمال استخدامك للغة الجسد عند دعم طفلك، مثل أن تقولي له عبارات باردة وجافة، فهذا أسلوب محبط للطفل؛ يجعله يبحث عن الثناء والتقدير لدى الآخرين.
3- التواصل مع الطفل
تواصلي مع طفلك بشكل دائم، بحيث إنك يجب أن تستمعي للطفل قبل أن تطلقي أحكاماً عليه، ويجب أن تعرفي أن عقاب الطفل ليس هو الحل الوحيد أو المثالي لتقويم سلوك الطفل، بل الحل الأمثل لكي تغيري من أي سلوك أو تصرف خاطئ مع الطفل؛ يكون بالتواصل معه، والتوقف عن تحويله إلى إنسان آلي لا يخطئ، فالكبار يقعون في أخطاء، ولذلك فالطفل من الطبيعي أن يخطئ لكي يتعلم.
توقفي عن لوم الطفل وانتقاده، فهناك الكثير من الأمهات اللواتي يبحثن عن الطفل المثالي، وهو في الحقيقة طفل بائس وحزين؛ لأن الطفل من الطبيعي أن يكون لديه عيوب، سواء في شكله أو في تصرفاته، وعلى الأم أن تتوقف عن تصيد الأخطاء لطفلها؛ لأن هناك بعض الأخطاء التي يمكن تجاوزها واعتبارها لهواً ولعباً، خصوصاً قبل سن السابعة، أما غير ذلك فهو يحتاج إلى تقويم، ولكن بحكمة وصبر وهدوء، من دون اللجوء إلى العنف، وإصدار الأحكام السريعة على الطفل.
4- تقبّل مشاعر الطفل
أم وطفلها الحزين
اهتمي بتقبّل مشاعر طفلك في كل الحالات التي يمرّ بها؛ لأن هناك بعض الأمهات لا يتقبلن مشاعر الطفل، ويقلن له مثلاً "أنت صغير ولا تفهم"، ويعتقدن أن الصغير لا يعرف الفرح أو الحزن، رغم أن الجنين منذ أن يكون في رحم أمه يتأثر بمشاعرها؛ فيفرح ويبتسم ويبكي، أما حين يصبح خارج الرحم؛ فهو يكون طفلاً حساساً ومرتبطاً في الوقت نفسه بالأم، التي يجدها ملاذه الآمن، ويجب أن تحرص على أن تكون كذلك، بحيث تتقبله في كل حالاته، فإذا بكى؛ لا يجب أن تقول له "أنت رجل والرجال لا يبكون"، ويجب أن تشاركه مشاعر البهجة والفرح والسرور.
تقبّلي طفلك أيضاً حين يخطئ؛ لأنك يجب أن تعرفي سبب وقوعه في الخطأ، وأن تجدي مبرراً لأخطائه وتحاولي إصلاحها، وعليكِ في حال وقوعه في الخطأ أن توضحي له الخطأ الذي ارتكبه، ونتائجه؛ لكي يتعلم للمرات القادمة، ولا يكرر الخطأ، ومن الطبيعي أن الطفل في حال تعرضه للانتقاد والسخرية من مشاعره أن يبتعد عن الأم، وربما يتحول إلى طفل عنيد، ولذلك فمعظم حلول لمشكلة العناد عند الأطفال ترتبط بتقبل الطفل، وليس بضربه وعقابه باستمرار، أو إقصائه وتحويله إلى كائن منبوذ، فالطفل يتوقع أن تحتضنه الأم، ويلوذ إليها من الآخرين، ولكنه لا يتوقع أن يتهرب منها، فتتسع دائرة مشاكله.