6 أسباب تؤدي إلى خسارة الأب لعلاقته مع أطفاله

صورة تعبر عن علاقة رائعة بين الأب وطفله
هناك أسباب تؤدي لخسران العلاقة بين الأب وأطفاله
على الأم أن تحرص على بناء علاقة صحية وجميلة بين الأب وأطفاله مثلما تحرص على بناء مثل هذه العلاقة بينها وبين أطفالها، ولذلك فيجب عليها أن تتوقع أن بعض التصرفات التي قد يقوم بها الأب بقصد أو من دون قصد تؤدي إلى خسارته لعلاقته مع أطفاله، وخاصة أن عجلة الحياة السريعة تؤدي إلى غياب الأب الطويل عن البيت، ويكون ذلك من أهم أسباب انهيار علاقة الآباء بالأبناء.
على الأم أن تعرف الأسباب التي تؤدي لانهيار وخسارة الأب لعلاقته مع أطفاله، وبعض هذه الأسباب قد يكون مرتبطاً بالأم؛ ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ المرشدة التربوية مها أبو جمعة، حيث أشارت إلى 6 أسباب تؤدي إلى خسارة الأب لعلاقته مع أطفاله، ومنها البخل عليهم، وإهانة الأم أمامهم، وكذلك قسوة الأب عليهم، وغيرها في الآتي.

1- التحكم المفرط بالأبناء

  • نبهي زوجك إلى أن اعتقاده بأن التحكم المفرط بالأبناء هو أحد أساليب التربية الناجحة والسليمة هو اعتقاد خاطئ تماماً، بل إن التحكم المفرط بهم هو الطريق الأول لخسارة الطفل بوصفه صديقاً مقرباً، وانهيار العلاقة بين الأب والطفل؛ لأن الطفل في سن طفولته المبكرة والمتأخرة، وقبل أن يصل إلى سن السابعة تحديداً؛ يكون بحاجة إلى الحب والحنان والملاطفة من الوالدين، ولا يكون بحاجة إلى أن يُوضع تحت المجهر بحيث يديره الأب بصفته رب الأسرة بجهاز التحكم عن بعد.
  • اعلمي أن استخدام التحكم المفرط بالطفل واستخدام أسلوب التهديد مع الطفل يؤدي لنتائج عكسية، ولذلك لهذه الأسباب: توقفي عن استخدام أسلوب التهديد مع طفلك، وكذلك على الأب أن يفعل ذلك، وحيث إن استخدام التضييق على الطفل والتحكم به بإفراط مع تهديده وعدم شعوره بالأمان يعرضه لمشكلات مثل مشكلات النطق والتبول اللاإرادي، وتعرضه أيضاً للتنمر والابتزاز في المدرسة نتيجة لضعف شخصيته وفقدانه لثقته بنفسه، إضافة إلى أن الطفل قد يتعرض إلى الإصابة بنوبات الهلع، ومن الطبيعي أن يصبح منزوياً ومنطوياً؛ لكي يهرب من التحكمات وفرض السيطرة الزائدة عليه.

2- القسوة والإهانة

أب يهين طفله
  • اعلمي أن قسوة الأب على أطفاله وإهانته لهم سوف يكون من أسباب خسارة الأب لعلاقته الطيبة والناجحة مع أطفاله، ولا يمكن أن تكون القسوة أسلوباً ناجحاً في التربية الإيجابية الحديثة التي يجب أن تقوم على أسس مهمة، من أهمها احترام الطفل، ولأن التربية الإيجابية للأطفال يجب أن تقوم أولاً على التعامل مع الطفل على أنه كائن لديه مشاعر وأحاسيس؛ لأن البعض يتعامل معه على أنه صغير بمعنى أنه لا يفهم أو لا يتأثر بالإهانة.
  • توقعي أن ينشأ طفلك بنفسية غير سوية في حال تعرض للقسوة والإهانة سواء اللفظية أو الجسدية من الأم أو الأب، ويجب عدم استخدام التربية المزدوجة بمعنى أن تقوم الأم بتدليل الطفل ويقوم الأب بضربه وإهانته وتوبيخه؛ فهذا أسلوب فاشل بامتياز، كما أن التعامل بقسوة من الأب هو أسلوب فاشل يؤدي إلى مشكلات نفسية يصعب علاجها عند الأطفال على المدى البعيد.

3- غياب الأب الدائم عن أجواء الأسرة

  • توقعي أن يكون غياب الأب وأثره في سلوك الأبناء الاجتماعي كبيراً وقاسياً، ولأن الأب هو الشخص الثاني بعد الأم قرباً من الأطفال، بل إنه يجب أن يتساوى مع الأم في الاهتمام بالطفل وتقوية علاقته به، وذلك منذ أن يكون الطفل ما زال جنيناً في رحم أمه؛ لأن الجنين يشعر بكل ما يدور حوله، فهو يتعرف إلى صوت الأب كما يعرف صوت أمه، ويتأثر بكل ما يدور حوله في العالم الخارجي، ولذلك يحث علماء التربية على ضرورة حديث الوالدين مع الجنين بهمس وبرقة وحنان، وإخباره عما ينتظره من احتفالات فرحاً بقدومه على سبيل المثال.
  • لاحظي أن التعويضات المادية لا تعوض الطفل عن غياب الأب عن دوره في مناسبات تخص الطفل مثل غياب الأب عن حفل عيد ميلاد الطفل أو عن حفل نجاحه في المدرسة، ولذلك فانسحاب الأب من حياة طفله واكتفاؤه بالإنفاق يجعلانه يخسر كثيراً في علاقته مع أبنائه الذين يجب أن يشاركهم كل مناسباتهم وأن يخصص الأب ساعة كل يوم للجلوس معهم والحديث إليهم ونصحهم وتلمس مشكلاتهم بنفسه.

4- إهانة الأم أمام الأطفال

المشكلات الزوجية أمام الأبناء
  • احرصي على أن تكون علاقتك بالأب علاقة طيبة أمام الأطفال تحديداً؛ حيث إن أثر الخلافات الزوجية في الأطفال يبقى من ضمن الرواسب النفسية لديهم على مدار حياتهم، فيجب أن تكون تلك الخلافات إن وُجدت بعيداً عن مرأى ومسمع الأطفال، وفي حال كان يتعمد الأب إهانة الأم أمام الطفل والتقليل من دورها ومن قيمتها؛ فمن الطبيعي أن يخسر الأب علاقته بأطفاله، لأن الأم هي كل شيء في حياة الطفل، ولا يقبل أن يسيئ أي إنسان لأمه حتى لو كان ذلك الشخص هو الأب.
  • توقعي أن ينشأ الطفل على خطى والديه لو أنه قد فتح عينيه على الحياة وهو يرى الأم تتعرض للإهانة وتصمت؛ ولذلك فعلى الأب أن يعرف أن طفله يدفع ثمناً غالياً بسبب إهانته لأمه، وإذا كان علينا أن ننشئ طفلاً صالحاً؛ فأجمل هدية يمكن أن نقدمها له بوصفنا آباءً أن يحب الأب أمه ويحترمها ويقدرها.

5- بخل الأب على أطفاله

  • توقعي أن يخسر الأب علاقته مع أطفاله حين يصبح بخيلاً عليهم، وإن كانت صفة البخل مذمومة بين الناس؛ فهي مكروهة إلى درجة لا تُوصف بين الأب وأولاده، لأن بعض الآباء يعتقدون أنهم يجب أن يدخروا كل قرش من أجل المستقبل، ولا يتركون مساحة لكي يعيش الأطفال مع باقي أفراد الأسرة يومهم وحاضرهم، ويشعر الطفل بالنقص بين أقرانه حين يحرمه الأب من أشياء ضرورية ومهمة، وتُعَدُّ من الضروريات؛ لأن الأب يتصف بصفة البخل.
  • احرصي على ألَّا يشعر الطفل بالحرمان المادي، ولكن يجب توفير طلبات ومستلزمات الطفل في حدود ميزانية الأسرة مع عدم الإفراط والتدليل، وعلى الأم أن تعرف بنفسها الإجابة عن سؤال مهم، وهو مصروف الطفل: نعمة أم نقمة في أيدي الأبناء؟! لأن الطفل يبدأ في تكوين وبناء شخصيته من خلال تصرفه بالمال وشعوره بقيمته ضمن حدود منضبطة ويتعلمها بالقدوة من خلال الوالدين.

6- إهمال الطفل

أب يهتم بطفله
  • اعلمي أن إهمال الطفل والتعامل معه على أنه ما زال صغيراً ولا يحتاج إلا ليأكل ويشرب ويلعب ثم ينام؛ هو أحد أسباب انهيار وفشل العلاقة الإيجابية مع الطفل وتعرضه للمشكلات النفسية والسلوكية مع تقدمه في العمر؛ لأن الطفل في سن مبكرة يبدأ في افتقاد اهتمام والده به وبأن والده لا يعرف شيئاً عن اهتماماته وعما يفرحه وما يحزنه، وبأن عالمه بعيد كل البعد عن الأب الذي أصبح ينحصر دوره في توفير ميزانية البيت.
  • احرصي على أن يخصص الأب وقتاً كل يوم لكي يكون بين أطفاله، وذلك ضمن نصائح مهمة للأب لكي يكون ناجحاً ومحبوباً من أطفاله؛ لأن قضاء الوقت مع الطفل وتعرف الأب إلى هوايات طفله وتشجيعه على ممارستها وتقديم الدعم له بكل الطرق يُعَدُّ من أهم النصائح التي تعمل على تقوية العلاقة بين الأبناء والآباء.
قد يهمك أيضاً: كيف يؤثر الآباء في أبنائهم؟