أسباب خوف الطفل وأنواعه.. وأبرزها الخوف من الغرباء! 

صورة تعبيرية لخوف الطفلة من الغرباء
الخوف من الغرباء أبرز مظاهر خوف الطفل

الإحساس بالخوف أمر شائع بين الأطفال، ويعتبر مرحلة طبيعية خلال سنوات نموهم الأولى، حيث يكتفون بعلاقاتهم مع أفراد عائلتهم الصغيرة؛ مثل الأم والأب والأشقاء والجد والجدة، والأشخاص الذين يلتقون بهم، بينما يأتيهم الخوف بين عمر7-10 أشهر، ويمتد معهم لعدة أشهر إضافية، ويمكن أن يبقى معهم حتى عمر السنتين، أو أكثر قليلاً، وهناك من يمتد معهم تجاه الأشخاص الغرباء عنهم لفترة.
وفي لقاء مع الدكتورة صفاء اللبيدي أستاذة طب نفس الطفل، تعرفنا إلى معنى الخوف وأعراضه وأسباب الخوف عند الأطفال عامة، وأنواعه وطرق التعامل معه.

ما هو الخوف؟

الخوف شعور قوي مزعج لإحساس الطفل بالخطر

الخوف شعورٌ قويّ ومزعج يلازم الطفل نتيجة إحساسه بالخطر، ويسبّب له تراجعاً في علاقاته الاجتماعية والإنسانيّة.
الخوف (الفوبيا) مرض نفسيّ، حالة تسيطر على الطفل نتيجة التعرّض لموقفٍ معيّن قد يكون بسيطاً أو شديداً، ولهذا يختلف تأثيره.
الكبار والصغار يعانون من الخوف، قد يستمر هذا المرض مصاحباً للمصاب به طوال عمره.
يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي لتخفيف المرض؛ لأنّه ليس بالإمكان أن يزال بشكلٍ كلّي.

سؤال كل أم: كيف أجعل طفلي يتخلص من الخوف؟

أعراض الخوف

الشعور بالقلق والتوتر وتسارع بنبضات القلب

الشعور بالقلق والتوتّر، الشعور بالتّعب والدوخة، جفاف الفم والحلق، تسارع نبضات القلب، فقدان الشهيّة، عدم الرّغبة بالاختلاط بالنّاس.
يصيب هذا المرض الكثير من الأطفال نتيجةً لتعرّضهم إلى موقفٍ مخيف وصادم؛ ممّا يجعلهم يتذكّرون هذا الموقف ولا يستطيعون نسيانه.

أنواع الخوف

  • فوبيا الأماكن المغلقة: وهي الخوف من التّواجد في مكانٍ مغلق؛ كالمصعد الكهربائي، أو القبو.
  • فوبيا الأماكن المرتفعة: وهي الخوف من التّواجد في مكانٍ مرتفع؛ كالأسطح، أو جسر المشاة المرتفع، أو صعود الجبال، وركوب الطّائرات.
  • فوبيا المظاهر الطبيعيّة: وهي الخوف من البحر، والبرق والرّعد، والمطر، والشّمس، والضّباب.
  • فوبيا الخوف من الغرباء: وهي تحاشي الحديث أو الجلوس من أي غريب داخل المنزل أو خارجه.

أسباب الخوف

  • قلق وخوف غريب: ويحدث عندما يبلغ الطفل حوالي 8-9 أشهر، يمكنه التعرف إلى وجوه الأشخاص الذين يعرفونه؛ ما يجعل الوجوه الجديدة مخيفة له.
  • الخوف من الانفصال: عندما يبدأ الطفل في بلوغ ما بين 10 أشهر وسنتين، يبدأ طفلك في الخوف من الانفصال عنكِ أو عن والده.
  • الخوف من أشياء يتخيلونها: يمكن لبعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 6 سنوات أن يتخيلوا، لكن لا يمكنهم دائماً معرفة ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، فمن الممكن أن يخافوا وجود الوحوش تحت سريرهم!
  • الخوف من مخاطر الحياة: عندما يبلغ الأطفال 7 سنوات أو أكبر، فهم يعرفون أن الوحوش ليسوا حقيقيين، وغالباً ما يبدأ بعض الأطفال في الخوف من الأشياء التي يمكن أن تحدث في الحياة بالفعل.
  • مخاوف اجتماعية: فقد يشعرون بالقلق حيال مظهرهم، أو قبل إجراء اختبار كبير، أو اللعب في لعبة أو غيرها من الأشياء التي يمارسها.
  • أسباب وراثية أو بيئية: حيث يصاب الطفل بالخوف بسبب الخجل أو الانسحاب من المواقف غير المألوفة أو الأشخاص غير المعروفين.
  • الخوف نتيجة تذكر أحداث صادمة أو سيئة في مرحلة مبكرة من الطفولة، أو وجود مشاكل بالصحة النفسية لدى أفراد الأسرة.
  • الخوف من حالات صحية جسدية معينة (مثل مشاكل الغدة الدرقية)، أو بعض المواد أو الأدوية؛ ما يؤدي إلى ظهور أعراض القلق أو تفاقمها.

الخوف من الغرباء

العلاقة القوية التي تربط الطفل بأمه سبب لخوفه من الغرباء

أسباب خوف الطفل من الناس

العلاقة القوية التي تربطه بأمه وممن حوله، وكل من يحقق له مصلحة مفيدة، جعلته لا يهتم بالغرباء، وهكذا الطفل في بداية ولادته.
كما أن الخبرة غير السارة، أو المخيبة للآمال عند الأطفال، تترك آثاراً سلبية لا تزول بسهولة؛ إذ يخاف الطفل من تكرارها.
كما أن العامل الوراثي يلعب دوراً أساسياً في خوف الأطفال من الناس، وعدم القدرة على المواجهة، وقد يكون ضعف الشخصية هو السبب الأساسي الذي يمنع الطفل من مقابلة الناس والخوف منهم.

من أعراضه:

يبدأ الطفل بالبكاء، أو يتوقّف عن الكلام بمجرد رؤية الأشخاص الغرباء، ويجري ليختبئ وراء الأم أو الأب في هذا الموقف، وهذا الشعور ومحاولة الاختباء، تبدأ أعراضه بداية من بلوغ عمر الطفل 7-10 أشهر، ويمكن أن تستمر لعدة أشهر أو لفترة أطول، وهذا الخوف يؤثر سلبياً على صحة الطفل النفسية والاجتماعية، وعدم قدرته في تكوين صداقات، أو الذهاب للحضانة.

طرق التعامل مع الطفل الذي يخاف مواجهة الأشخاص

تجنب البرامج التلفزيونية المخيفة

للأهل دور أساسي حتى يتمكن الطفل من تخطّي مشكلة الخوف من الناس، ومنها تشجيع الطفل من 4 -7 سنوات على الابتعاد عن محيط الأهل لبعض الساعات، وتكوين الصداقات الخاصة، وتنفيذ المشاريع مع الرفاق.
منح الطفل الحنان والعاطفة؛ ما يعطيه الثقة والأمان، ويتم ذلك بتأمين جوّ من الهدوء في البيت، والحرص على التفاهم مع الطفل، والابتعاد عن عوامل الاضطراب والشجار.
السعي باهتمام للإصغاء إلى الطفل لحلّ مشاكله، ومساعدته في مواجهة مخاوفه، من خلال إقناعه بأسلوب هادئ، مع تجنب البرامج التلفزيونية المخيفة، والأخبار التي تتضمن مشاهد قتل ودماء.
تنمية ثقة الطفل بنفسه والحدّ من خوفه من الأشخاص عن طريق اللعب معه، فهذه وسيلة جيدة ليتعلم الطفل كيفية مواجهة الخوف والابتعاد عن القلق والتوتر.
عدم تجاهل خوف الطفل من الغرباء؛ لأن ذلك من الممكن أن يجعل الوضع أكثر سوءاً، بل امسكي يد طفلك عندما يلتقي مع الغرباء، أجلسيه في حضنك وعرّفيه على الأشخاص وأظهري سعادتك بلقائهم.
ومن المفيد أن تحملي معك أحد ألعاب الطفل المحببة، أو غطاءه المفضّل عندما تنوين إمضاء الوقت مع أشخاص لم يتقابل معهم من قبل، فذلك يشعره بالمزيد من الأمان والهدوء.
إذا كان طفلك في العام الثاني من عمره أو أكبر، فمن الممكن أن تشرحي له من هم هؤلاء الأشخاص، وأنهم لن يؤذوه بل هم يحبونه، وبعد ذلك انتظري؛ كي يصبح مستعداً للتواصل معهم، ولا تفرضي عليه ذلك.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.