هل تريدين تخفيف جلوس أطفالك أمام الشاشات أثناء العطلة المدرسية، فليس كل العائلات قادرة على مصاريف السفر، أو حتى الترفيه اليومي، لذلك تلجأ الكثير من الأمهات إلى المخيم الصيفي للأطفال، الذي يشرح للأطفال الأيام التي نعيشها ونمر بها من بطولات رياضية، وفي الوقت نفسه يرفه عنهم ويدفعهم لتقليد هؤلاء الأبطال، عبر مسابقات وأنشطة تناسبهم، وفي الوقت نفسه تبعدهم لساعات عن شاشات التلفاز في البيت، وتجعلهم يعيشون الأجواء العالمية.
بمناسبة أولمبياد باريس أطلقت جزيرة الحديريات، الوجهة الترفيهية والرياضية الرائدة التي طورتها "مُدن" في أبوظبي، مخيم جزيرة الحديريات الصيفي للمغامرات في سيركت X الموجه للأطفال. يستقبل المخيم الأبطال الصغار ببرنامج حافل بالمغامرات والتعلم والترفيه، بما في ذلك مجموعة واسعة من الأنشطة، حيث سيمنح البرنامج الفرصة للمشاركين لاستكشاف مهارات جديدة وتكوين الصداقات واكتشاف إمكاناتهم الإبداعية والرياضية.
"سيدتي وطفلك" قابلت هادي فاخوري، المدير العام، وهو اختصاصي في تنظيم مخيمات الأطفال، لتستفسر منه عن أهمية المخيمات الصيفية للأطفال، والذي أفادنا بالمعلومات الآتية.
أهم الأنشطة التي يرغبها الأطفال في المخيمات الصيفية
يعتمد خبراء المخيمات الصيفية، على تجاربهم الشخصية الطويلة، للبحث عن أكثر ما يستمتع به الأطفال، وعادة ما تكون النتائج متوقعة، لأنهم ينجذبون إلى النشاطات المليئة بالتشويق والتسلية والرياضة والفن، يعلّق فاخوري قائلاً: "القرار بشأن هذه الأنشطة يتم حسب خبرة فريق العمل الذي يعتمد إلى سنوات عديدة في تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال، وبالطبع تعتمد جزئياً على تجاوب الأطفال مع فعاليات السنوات السابقة، لا شك أن الألعاب المائية والشاطئية مرغوبة دائماً في الصيف، بينما في فصل الشتاء يزيد الإقبال على ألعاب التسلق والتزلج وركوب الدراجات وخاصةً التزحلق على الحبل الذي يستمتع به الأطفال دائماً. كذلك الأمر بالنسبة لألعاب الفرق التنافسية التي تجذب الأطفال بأجوائها الحماسيّة.
خيارات الأطفال لأنشطتهم
البرنامج محدد بشكل عام، ولكن بالطبع يخطط القائمون على مخيم صيفي دائم لأنشطة بديلة، في حال وجود أطفال لا يرغبون بالمشاركة في نشاط ما. وهذا يحدث خاصة في فترات الأنشطة الرياضية المحددة، مثل كرة القدم، يعلّق فاخوري قائلاً: "بعض الأطفال لا يهوون هذه الرياضة فنخصص لهم رياضة بديلة أو نشاطاً فنياً مثلاً، كل ذلك مع الحرص على الحفاظ على المستوى التعليمي للمخيمات الصيفية ودمجه مع مفهوم اللعب، يستدرك فاخوري: "هنا يكمن سر المهنة كما يقال! من خلال الأهداف الآتية:
أولاً- نركز أولاً على الأهداف التعليمية للمخيم، والتي طورنا العديد منها عبر السنوات بفضل خبرات فريق عملنا والاستشاريين، حيث نبدأ بها.
ثانياً- لتحقيق هذه الأهداف لا بد من ابتكار نشاطات وطرق جديدة للمزج بين التعليم واللعب.
ثالثاً - اختيار الموضوع يعد أساسياً كونه يسهل دمج وإغناء الألعاب بالتعليم.
رابعاً – نركز على عامل مهم وهو الاهتمام بإخضاع المدربين، الذين يتمتعون بخبرات واسعة في مخيمنا ويمتلكون القدرة على جذب الأطفال إلى الأنشطة الصيفية، لتدريب خاص عبر إشراكهم في كامل البرنامج بشكل متواصل، وهذا ضروري لنجاح المخيم.
برامج للاهتمام بتغذية وصحة الأطفال
وكما يؤكد المدير العام، واختصاصي في تنظيم مخيمات الأطفال، أنهم مثل أي مخيم صيفي آخر، يطلبون أولاً من الأهالي إحاطتهم علماً بأي متطلبات خاصةً للتغذية للأطفال المشاركين، مثل الحساسية لبعض المأكولات، ويحاولون قدر المستطاع تلبية هذه المتطلبات. إذ يقدمون يومياً للأطفال خمس خيارات للطعام ووجبتين خفيفتين وصحيتين خلال النهار.
أما الإجراءات الطبية المتخذة للاهتمام بصحة الأطفال داخل المخيم؟ هذه الوجهة الترفيهية والرياضية الرائدة، فهي عادة ما تكون على درجة عالية من التدريب لمشرفين يحملون شهادات في الإسعافات الأولية. وتوفر طاقم ممرضات وسيارة إسعاف على بعد بضع دقائق من حدائق المخيم، والأهم من ذلك، وخاصة خلال فترة إقامة المخيمات الصيفية يتم اختيار الأنشطة الصيفية في المخيم بعناية فائقة لضمان عدم إرهاق الأطفال، وممارستهم اللعب في الماء بعيداً عن أشعة الشمس، أو في ملاعب داخلية مبردة. فخبرات القائمين على المعسكر الصيفي، لا تنحصر في تنظيم المخيمات فقط، بل بتنظيم الرحلات المدرسية على مدار السنة للآلاف من الأطفال رغم التحديات التي يمكن أن تواجه بعض النشاطات الرياضية في الهواء الطلق، حيث تكون مبنية على خطة متكاملة لإدارة الأزمات، وهي محاطة بالإجراءات والإرشادات الاحترازية التي تكون على رأس أولويات القائمين على المخيم..
هل تسجلين طفلك في أنشطة مفيدة ومسلية للأطفال في العطلة الصيفية
فوائد نفسية يعود بها المخيم الصيفي على سلوك الأطفال وتفكيرهم
سيكتسب الأطفال مع عدم وجود الأجهزة أو الألعاب الإلكترونية في المخيمات الصيفية مهارات جديدة، كما سيمارسون الألعاب الرياضية للارتقاء بلياقتهم البدنية، التي تضعهم في هذه الفترة في أجواء أولمبياد باريس 2024.
ينضمون إلى ألعاب الفرق الحماسية التي تتطلب منهم التعاون وتنمية روح الفريق مع أطفال آخرين في سبيل تحقيق الأهداف.
تعزز من ثقتهم بأنفسهم، وتعمل على تنمية مهارات التركيز عند الأطفال، وتنمية روح القيادة والابتكار، حيث أكدت الدراسات العلمية أن الأنشطة في الهواء الطلق والطبيعة تمنح أطفالنا فوائد نفسية عديدة وتعوض بعض الشيء عن الوقت الذي يمضيه الأطفال في الداخل مع الألعاب الإلكترونية.
ما فائدة المخيم الصيفي للأطفال وأولياء الأمور؟
في مخيم جزيرة الحديريات تحديداً، تنظم سنوياً خمس مخيمات سنوياً، ونجتمع قبل كل مخيم مع فريق العمل لاختيار موضوع أو عنوان جديد للمخيم، على سبيل المثال سابقاً تم تنظيم مخيم رحلات ابن بطوطة والأولمبياد المصغرة، وحماية البيئة، ومغامرات في الجزيرة وغيرها. ونختار فئات محددة من الأنشطة مثل الرياضة والمغامرات والفنون والعلوم وغيرها. وأخيراً نبدأ باختيار أنشطة وألعاب معينة لكل فئة وكل ذلك يكون مرتبطاً بالنشاط الأساسي، الذي يعود بالفوائد الآتية على الأطفال وأولياء الأمور:
- تشكل المخيمات الصيفية عنصراً مكملاً ورافداً للتعليم الذي يتلقاه الأطفال في المدرسة، يهدف المخيم من خلاله إلى تزويد الأطفال بتجارب ممتعة واختبار مزايا فريدة.
- تنمي المخيمات الصيفية عقول الأطفال وأجسادهم، وتساعدهم على تنمية شخصياتهم ومهاراتهم الاجتماعية، مع توفير تجارب خارج المدرسة لإعادة شحن قدراتهم على التعلم، قبل أن يبدأ الفصل الدراسي التالي.
- تشجع على التفاعل الاجتماعي من خلال توفر برامجنا أنشطة تعتمد على بناء مهارات العمل الجماعي، وتعليم الأطفال كيفية العمل والتعاون معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.
- تعزز هذه الفعاليات ثقة الأطفال بأنفسهم عبر تكليفهم بمسؤوليات من خلال الأنشطة الجماعية للأطفال، وأثناء مشاركتهم في بعض الأنشطة التي تتطلب منهم الاعتماد على أنفسهم لإكمال المهام.
- تعطي الأطفال الفرصة لتطوير مهاراتهم القيادية حيث يتم تقسيمهم إلى فرق للمنافسة فيما بينهم.
- تنمي فيهم القدرات لتعلم الجغرافيا والرياضيات والعلوم، وغالبًا ما تتضمن مفاهيم الاستدامة وأهمية حماية البيئة من خلال التجارب العملية باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة المياه والرياح.
- ترتقي بهم وبصحتهم البدنية والنفسية، فضلاً عن دعم التعلم المدرسي وإثراء برامجه.
أما بالنسبة للوالدين، فيشعران براحة البال؛ كون أطفالهم يمارسون أشياء مفيدة ويكتسبون مهارات مميزة، ويتعلمون في بيئة آمنة وصحية خارج المدرسة.
يعلّق فاخوري: "لإثراء البرنامج، نستخدم أكبر عدد ممكن من الأماكن المتاحة في جزيرة الحديريات لتنظيم مختلف الفعاليات على غرار الأنشطة المائية، والسباحة، والتزلج، وركوب الدراجات، والتجديف، والتسلق، وتحدي العوائق، بالإضافة إلى الرياضات المختلفة مثل كرة القدم، وكرة السلة وغيرها، من الفعاليات التي تقام في أولمبياد باريس "2034"
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص