تُظهِر لنا الألعاب الأولمبية 2024، أن الرياضة متاحة للجميع؛ فالكل ينتظر أولمبياد باريس 2024، الذي سيُقام في 26 من يوليو من الساعة 7:30 مساءً على نهر السين بين جسر أوسترليتز وجسر إييناتلقي، في حين تواصل الشعلة الأولمبية جولتها؛ لتضيء على رياضات من الرماية إلى كرة السلة، والجمباز الفني، والسباحة وألعاب القوى، والريشة الطائرة، والكثير الكثير؛ ما يجعلك تحلمين أن تري طفلك يشارك فيه بالمستقبل، فبالنسبة للعديد من الأطفال، تمنحهم الألعاب التي يقومون بها على نطاق مدارسهم، أول تجربة لرياضات محلية، وهم يراقبون نجوم الأحداث الأكثر شعبية ويرغبون في التقدم بقدراتهم ليصبحوا مثلهم؛ لذا إذا لم يتوقف طفلك عن الركض في الحديقة منذ نهائي 100 متر، أو يتزلج على الدرج بعد مشاهدة الأفلام الكرتونية؛ فإليكِ بعض الأفكار حول كيفية مساعدته ليكون رياضياً أولمبياً في المستقبل. كما ينصحك الاختصاصيون الرياضيون.
شجعيه لممارسة العديد من الرياضات
تشير الأبحاث إلى أن ممارسة العديد من الرياضات والأنشطة المختلفة أثناء الصيف في الطفولة من المرجح أن تؤدي إلى إنتاج رياضيين من النخبة مقارنة بممارسة واحدة فقط؛ وذلك لأن الإفراط في ممارسة مجموعة واحدة، ومحددة من المهارات أو الرياضات من المرجح أن يؤدي إلى الإصابة، ويصبح الأمر مملاً! تحتوي جميع الرياضات على مجموعة كاملة من المهارات القابلة للحركة، في كل أعضاء الجسم، التي تُعد مهمة في أي موقف تنافسي، مثل العمل الجماعي والمرونة والمثابرة والتنسيق وتعلم هذه المهارات في مواقف مختلفة يحافظ على تحفيز الأطفال واهتمامهم.
قومي بممارسة الرياضة بنفسك
من المرجح أن يكون أطفال الآباء النشطين أكثر نشاطاً؛ لذا قومي بإزالة الغبار عن حذائك الرياضي وانطلقي في الرياضة أيضاً. هذا لا يعني أنه يتعين عليك التدرب بقوة من أجل المشاركة في الأولمبياد بنفسك، أو حتى محاولة الفوز بسباق الآباء في يوم الرياضة، فقط ابحثي عن رياضة تحبينها، واجعلي طفلك يشاهد أنك متفوقة بها.
إذا كنت مثلاً تمشين في لفات حول الحديقة المحلية، فاتخذي خطوة أخرى وانضمي إلى فريق رياضي للمشي -فهناك رياضة الرجبي وكرة القدم وكرة الشبكة وغير ذلك الكثير. ألقي نظرة على ما يحدث في مركز الترفيه المحلي أو صالة الألعاب الرياضية في المبنى الذي تقيمين فيه؛ فهناك الكثير من الأنشطة التي تُقام، لا يهم نوع الرياضة التي تمارسينها؛ فهذا يُظهر لطفلك أنك تقدرين النشاط وترين أنه شيء يستحق القيام به، وهي رسالة إيجابية سيلتقطها.
ابدئي من الطفولة فليس الوقت مبكراً
كلما زادت الفرص المتاحة للأطفال للنشاط والحركة منذ الولادة؛ كانت نتائجهم أفضل. قد لا يبدو إعطاء الأطفال حديثي الولادة وقتاً للاستلقاء على بطونهم، والحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال الصغار في عربات الأطفال، وخروج الأطفال للعب خارج المنزل من الأمور التي تضع أقدامهم على أول الطريق، للوصول إلى الأولمبياد ربما، ولكن أول 1000 يوم من حياة الطفل مهمة لنموه المستقبلي، والتعود على النشاط سيساعد في تحقيق الرفاهية البدنية والعاطفية اللازمة ليكون رياضياً ناجحاً.
اجعلي الرياضة ممتعة لطفلك
أن يصبح طفلك رياضياً أولمبياً هو قمة المسيرة الرياضية، ولن يصل إليها الكثير من الرياضيين؛ لذلك من المهم التأكد من وجود المتعة والإثارة في الرحلة الرياضية حتى أي نقطة يصل إليها طفلك.
وأن تصبحي أماً رياضية ليس بالأمر السهل، لكن عليك على الأقل دعم طفلك حتى عندما يخسر، وقضاء ساعات معه في الانتظار في أثناء جلسات التدريب، ووجود بعض الجوانب السلبية لا يعني أنها تتفوق على الفوائد، حيث تمنح الرياضة طفلك فرصة للاحتفال بالنجاحات ومشاركة الخبرات وقضاء الوقت معاً؛ لذا تأكدي من تحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص.
تجنبي وضع توقعات الأداء لطفلك
يأتي هذا في المرتبة الأولى لأنه ربما يكون الأكثر أهمية؛ فالتوقعات تؤدي إلى القلق عند الأطفال. ويمكن أن تكون "مدمرة للمتعة" و"محطمة للأداء". فكري في الأمر. إذا كان أداء الطفل وفقاً للتوقعات؛ فهذا يعني ببساطة أنه فعل ما كان متوقعاً منه. وإذا كان أداؤه أقل مما كان متوقعاً منه؛ فقد يشعر بأنه خذل الآخرين. إنه موقف خاسر وقد يكون خارج سيطرته. بدلاً من ذلك، من الأفضل التركيز على التوقعات بشأن أشياء مثل سلوكه وموقفه وجهده، التي يمكنه التحكم فيها.
تجنبي البحث عن المنافسين والحديث عنهم
أنت لا تحتاجين إلى "دراسة المنافسين" في رياضة الأطفال. وإذا فعلت ذلك؛ فاحتفظي بهذا لنفسك. تذكري أن مناقشة الأمور مع الطفل التي تقع خارج سيطرته (أي من هم خصومه وكيف قد يؤدي هؤلاء الأفراد) من المحتمل أن تجعله يشعر بالقلق. كما أنها تضع توقعات خفية عليه وكأنك تطالبينه بأن يحصل على ميدالية، تجنبي وضع طفلك في هذا الموقف.
تجنبي الأشياء الجديدة
لا تجربي أشياء جديدة في ذلك اليوم الذي يستعد فيه طفلك لمسابقة ما، على أمل تحسين أدائه، مثل:
- الأطعمة أو المشروبات الجديدة للأطفال.
- ارتداء حذاء جديد لأول مرة.
- محاولة الإحماء الجديد.
لا تزيدي عدد جلسات التدريب
يعتقد بعض الآباء أن جلسة أو جلستين إضافيتين في الأسبوع خلال الفترة التي تسبق الحدث المدرسي الذي يشارك فيه الطفل، من شأنهما أن تُعِدَّا أطفالهم بشكل أفضل للحدث الكبير. في الواقع، ربما يكون العكس صحيحاً. يخفف الرياضيون المحترفون من تدريباتهم في الفترة التي تسبق الحدث الكبير. بهدف الحفاظ على نشاطهم وحيويتهم. وعادة ينصح المدربون بأنه لا جلسات تدريب كاملة في اليومين السابقين لحدث كبير في نهاية الأسبوع. لذلك، إذا كان الرياضي الشاب يتدرب بانتظام يومي الثلاثاء والخميس؛ فإن الجلسة الأخيرة ستكون يوم الثلاثاء الذي يسبق حدثاً كبيراً في السبت أو الأحد. لذا ساعدي طفلك على إبقاء الأمور طبيعية قدر الإمكان في الفترة التي تسبق الحدث. على سبيل المثال، لا تبدئي فجأة في الحديث بلا نهاية عن الحدث القادم، أو أن تصبحي جادة بشأنه، أو تربطي كل شيء به. تحدثي وفكري في أشياء أخرى أيضاً. اسألي طفلك ما شاهده على التلفزيون في الليلة السابقة مثلاً؛ فهذا يساعده على الاسترخاء ويصرف انتباهه عن المنافسة القادمة.
تجنبي الخطابات التحفيزية وكوني حذرة من لغة جسدك
لا تحاولي تشجيع طفلك قبل الحدث؛ فمعظم الرياضيين الصغار لا يحتاجون إلى التحفيز قبل الحدث الكبير. وإذا احتاجوا إلى ذلك؛ فإن محاولة تحفيزهم قد تجعلهم يشعرون بالاستياء، فهو لا يحتاج إلى تعليمات معقدة أو إستراتيجيات أو نصائح عميقة وذات مغزى في اللحظة الأخيرة. اجعلي الأمر بسيطاً. قولي مثلاً: "حظاً سعيداً، استمتع".
واحرصي على عدم السير ذهاباً وإياباً قبل المنافسة أو في أثنائها، بل كوني مسترخية؛ فهذا يساعد طفلك الرياضي، كوني واعية بصفتك أماً ولا تجعلي طفلك متوتراً من خلال سلوكك.
لا تقدمي الحوافز
اعلمي أن الحوافز تزيد من أهمية الحدث في ذهن الطفل؛ فلا تحاولي أبداً رشوة الأطفال من أجل الأداء الجيد. لا تدعيه يعتقد أنك ستشترين له هذا الحذاء الرياضي الغالي إذا تفوق في الركض مثلاً؛ فأنت بهذا تربطين شيئين ببعضهما بعضاً، حتى تشغلي تفكيره في أشياء مادية.
هل تصدقين فوائد ممارسة الأطفال للتمارين الرياضية؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص