ممارسة الأطفال للرياضة بانتظام، بشكل يومي أو أسبوعي، من الأمور المهمة التي تترك أثراً إيجابياً في شخصية الطفل، وتعود عليه بالكثير من الفوائد، خاصة أمام زحف الشاشات الإلكترونية التي يجلس الطفل أمامها خاملاً متكاسلاً.
ممارسة الطفل للرياضة تساعد على إيصال الأكسجين والعناصر المغذية إلى أنسجة جسم الطفل، وتحفز الجهاز القلبي الوعائي على أداء وظائفه بكفاءة أكبر، وحين تتحسن صحة القلب والرئتين، يصبح لدى الطفل المزيد من الطاقة لأداء المهام اليومية.
كما تساعد الرياضة على تقوية عضلات جسم الطفل، وتعزيز مناعته ضد الأمراض المختلفة، وقدرته على التحمل، بجانب فوائدها النفسية والاجتماعية. لمزيد من الشرح والتوضيح كان هذا اللقاء مع مسؤول الرياضة بأحد الأندية الكبرى الدكتور عثمان السيد؛ للحديث عن فوائد ممارسة الأطفال للتمارين الرياضية.
أولاً: ضرورة اختيار الرياضة وفقاً لعمر الطفل
من 3 إلى 5 سنوات:
تُساهم ممارسة الطفل للرياضة خلال هذا العمر، على تحسين صحة العظام والحفاظ على الوزن المثالي، ومن الرياضيات التي يُمكن ممارستها في هذا العمر؛ ركوب الدراجة الهوائية، والسباحة، والجري، وغيرها.
من6 إلى 8 سنوات:
يُمكن البدء بممارسة رياضة كرة القدم، وكرة السلة، والجمباز، وركوب الدراجة.
من 9 إلى 11 سنة:
يُمكن البدء بممارسة التنس، والبيسبول، والمشاركة في سباقات الجري والماراثونات الصغيرة، وغيرها، وفقاً لاهتمام الطفل.
من 12 إلى 14 سنة:
يُمكن ممارسة الرياضيات السابقة إلى جانب كرة الطائرة، وغيرها.
عمر 15 سنة فأكثر:
يُمكن البدء بممارسة رياضيات القوة الخاصة برفع الأثقال، والمشاركة في الماراثونات؛ وذلك لتعزيز البنية الجسدية للطفل.
للمزيد عن الموضوع مطلوب نصف ساعة رياضة للطفل
ثانياً: نصائح لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة
- النشاط الرياضي يقلل من نشاط الطفل على ألعاب الشاشات.
- الحرص على إدخال بعض الأنشطة التي تحتاج للحركة في يومه.
- حرص الأبوين على ممارسة بعض التمارين الرياضية برفقة الأطفال.
- اعتماد الرياضة بوصفها نشاطاً عائلياً يُشارك فيه جميع أفرادها وقت الإجازات.
- إضافة بعض الأنشطة الترفيهية والمرح للألعاب والتمارين الرياضية، وذلك لكي لا يشعر الطفل بالملل في أثناء ممارستها.
- استخدام المنافسة بين الأطفال بوصفها حافزاً للتشجيع على ممارسة التمارين الرياضية؛ إذ يُمكن إقامة بعض أنواع المسابقات وتقديم الهدايا.
ما رأيك أن تحفزي طفلك على ممارسة الرياضة لتنظيم ساعات يومه
ثالثاً: الرياضة تعلم الطفل النظام وحسن التعامل
- ممارسة الرياضة يعلِّم الطفل النظام، وأصول الضبط والربط؛ ما ينعكس بالضرورة على الأهل في البيت.
- تنمِّي الرياضة روح التعاون والمشاركة والعمل الجماعي لدى الطفل؛ الأمر الذي يجعله متعاوناً ويشعر بأن لكل شخص حقه.
- الرياضة المنتظمة تعلم الطفل الكثير من السلوكيات الأخلاقيّة: كالصبر، والصدق، والعدل، والمحبة، والتعاون.
رابعاً: ممارسة الرياضة تنمي شخصية الطفل
- الرياضة تفتح ذهن الطفل وتطور مداركه وتساعده في تنظيم الوقت؛ ما يجعله يزيد من نشاطاته الجسمانية ومهاراته الاجتماعية.
- ممارسة الرياضة والاهتمام بلعبة محددة والالتزام بتمريناتها، تنمي العضلات، وتجعل الجسم قوياً وصحياً بشكل دائم.
- الالتزام برياضة معينة تعلم الطفل تنظيم الوقت وتهذيب سلوكياته؛ ليجمع بين الدراسة وممارسة الرياضة.
خامساً: التمارين الرياضية تفريغ للشحنات الزائدة
- المجهود الجسماني الذي يبذله الطفل في التمرين، يجعله يفرغ شحناته الزائدة؛ ما يقلل من العدوانية بداخله.
- الإنجاز في الرياضة وتحقيق الفوز برضا المدرب عنه، أو الحصول على ميداليات، يبعث الثقة بنفس الطفل، وقدراته ومهاراته الرياضية.
- الرياضة تعلم الطفل الالتزام، وتنمي روح القيادة؛ ما يشجعه على اتخاذ القرارات السليمة بنفسه من دون إجبار أو ضغط.
- ممارسة الرياضة والمواظبة على التدريب الصعب المجهد؛ تُدخل في عقل الطفل أن تحقيق هدف ما يستلزم جهداً ومواظبة جادة.
- الرياضة تمد الجسم بالرشاقة وتمنع عنه السمنة، وتجعل الطفل مدركاً للأسلوب الصحي والأطعمة الصحية التي يجب عليه تناولها.
سادساً: الرياضة تنمي روح التعاون والمشاركة
- تنمِّي الرياضة الجماعية روح التعاون والنشاط الجماعي لدى الطفل؛ الأمر الذي يدفعه للتعاون في بيته ومع إخوته.
- تُعلِّم الطفل كيفية التواصل الاجتماعي مع الناس، عكس ما تقوم به وسائل التكنولوجيا من الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات.
- الرياضة تجعل الطفل يدرك أنه يعمل ضمن المجموعة، ومن دونها لا يمكن الفوز؛ ما يدفعه لطاعة والديه والاندماج مع إخوته وأصدقائه.
سابعاً: الرياضة لتنمية المهارات
- تساعد ممارسة الرياضة الطفل على تعلم واكتساب مهارات جديدة؛ فيتعلم طرقاً أفضل للتعايش مع ظروف الحياة، صعبة أو سهلة.
- الرياضة مكسب وخسارة، فهناك فريق ينجح ويحرز الأهداف، وفريق ثانٍ يفشل في تحقيق النجاح؛ ما يعلمهم كيف يتقبلون الخسارة بروح رياضية.
ثامناً: الرياضة تحفز على التحكم في العواطف
- تساعد ممارسة الرياضة وروح الجماعة على تعلم الطفل كيفية التحكم في عواطفه، وتوجيه المشاعر السلبية بطريقة إيجابية.
- كما تساعد على تنمية الصبر، وفهم أن النجاح أو التميز يتطلب الكثير من الممارسة لتحسين المهارات.
- ولا ننسَ أن النشاط الجسماني الذي يُوظَّف في رياضة، يحفز على إفراز المواد الكيميائية في الدماغ، التي تجعل الطفل يشعر بالهدوء والاتزان والسعادة النفسية والثبات بشكل عام.