هل جربت سيدتي الأم مراقبة طفلك أثناء ممارسته للأنشطة التعليمية الجماعية بالمدرسة؟ وماذا لو وجدت أن طفلك ليس اجتماعياً، ولا يجيد التعامل مع أقرانه، أو يفضّل قضاء الوقت بمفرده في فترة الاستراحة، وبعد المدرسة؟ ما يبدو لك في النهاية؛ أن طفلك لا يستطيع تكوين صداقات، مثل الأطفال الآخرين.
لتصبح مسؤوليتك "سيدتي" الأم: تشجيع طفلك على تكوين الصداقات بالمدرسة كخطوة أولى لتفّهم معنى الصداقة وقيمة وجود صديق في حياته، التقرير التالي يضم؛ دور الآباء في تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية التي تمهد لتكوين صداقات بالمدرسة ومنح الطفل دفعة من الثقة للتعامل مع المواقف الاجتماعية بعامة، اللقاء والدكتور محمد بهاء أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك للشرح والتفسير.
نصائح للآباء
راقبي كيفية تواصل طفلك مع الآخرين
قد يواجه طفلك صعوبة في بدء المحادثات، و قد يشعر بالقلق والخوف من التحدث أمام مجموعات كبيرة، وهذا يمنعه من التفاعل بشكل فعال، وبناءً على السلوك الذي تشاهدينه، يمكنك أن تعرفي المهارات التي يحتاج طفلك إلى بنائها، وكيف يمكنك المساهمة.
احرصي على نموذج السلوك الاجتماعي الإيجابي
يتعلّم الأطفال حقاً من القدوة، لذا انتبهي لكيفية تفاعلك مع الآخرين في كل مرة تبدئين فيها محادثات مع الأصدقاء أو الجيران، أو حتى الموظف في متجر البقالة، يكون طفلك على دراية بذلك، فهو يراقبك، وبالنسبة إليه يصبح بمثابة فرصة للتعلم، ما يسمح لطفلك برؤية كيفية الانضمام لمثل هذه المواقف، والتواصل والتفاوض وحلّ المشكلات.
كيف تعلمين طفلك.. تكوين صداقات جديدة؟
غيّري الأدوار في المنزل
إذا كان طفلك في مرحلة ما قبل المراهقة، أو مراهقاً، يجد صعوبة في بدء المحادثة أثناء الغداء، أو أثناء وقت الفراغ في المدرسة، فاجلسي وتدرّبي معه في المنزل. ناقشي المواضيع التي تهمه، والتي قد يتحدث عنها مع الأطفال الآخرين.
امنحي طفلك السبق
إذا كان طفلك يريد لعب كرة القدم لكنه متردد في البدء، قومي بزيارة الملعب معه، وارمي الكرة حوله حتى يتمكن من التأقلم في وقت مبكر، وإذا كان يريد تلقّي دروس السباحة، فاسمحي له بأخذ بعض الدروس الخصوصية قبل الانضمام إلى الفصل الكامل، بذلك سيكون قد اكتسب بعض الثقة.
عزّزي ثقة طفلك بنفسه واثنِي عليه
اجعلي الأمر مثيراً ومجزياً عند التدرب على تجربة أشياء جديدة، حتى عندما يحرز طفلك تقدماً بطيئاً، اعترفي بكل نجاح صغير يحققه وقدّريه، واخبري طفلك عن مدى فخرك بمواصلته المحاولة.
تابع:نصائح لتشجيع الطفل
شجِّعي طفلك على المشاركة ببطء مع الآخرين
بالنسبة إلى الأطفال الصغار، غالباً ما يكون تحديد موعد اللعب مع طفل واحد فقط، فكرة جيدة، لكن إذا كان طفلك أكبر سناً، يمكنك فتح المنزل لرفاقه من خلال دعوة فريق الكرة لتناول وجبة عائلية، ومشاهدة التلفاز معه، ويبّين الخبراء أن الهدف هو مساعدة طفلك على الشعور بالراحة في التواصل الاجتماعي وجعلها تجربة إيجابية.
لا تتجنّبي مشكلة طفلك مع المواقف الاجتماعية
إذا كانت المواقف الاجتماعية صعبة على طفلك، نظراً لخجله؛ وقد يفضل تجنب المشكلة أو تجاهلها، لهذا يوصي الخبراء بدفع الطفل الخجول، تدريجياً، إلى مواقف جديدة، بالتدريب والتشجيع اللطيف.
لا تقارن طفلك بنفسك أو بإخوته الآخرين
كنْ واقعياً بشأن شخصية طفلك ومزاجه الفريد، والذي يتحكم في مقدار التفاعل الاجتماعي الذي يسعى إليه، فإذا كان لديك العشرات من الأصدقاء فهذا لا يعني، بالضرورة، أن طفلك سيفعل ذلك أيضاً، ولا يعني، بالضرورة أيضاً، أن هناك مشكلة؛ حيث يقوم بعض الأطفال الانطوائيين بتكوين عدد قليل من الأصدقاء الجيدين بدلاً من تكوين العديد من الصداقات غير الرسمية..
تعرفي إلى قدر حماس طفلك
اكتشفي أولاً سبب عدم تحمس طفلك لتكوين صداقات، وإذا كان غير متحمس للتقرب من الأطفال الآخرين، ساعديه وشجعيه على اكتشاف نقاط قوته، ما يدفعه لمزيد من الثقة بنفسه، ويسمح له بتكوين صداقات.
اخبريه كيف يتصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، وكيف يجعل الآخرين يتحدثون عن أنفسهم، ما يسمح له بالتعرف إلى صفاتهم وما يشتركون فيه.
لا تستعجلي خطوات طفلك
تحلّي بالصبر في كل ما تخبرين به طفلك، وتفعلينه من أجله، ولا تستعجلي خطواته في تكوين الصداقات، فالطفل الذي يتسم بالبطء في الانسجام مع الآخرين أفضل ممن يندفع إلى اللعب مع الآخرين دون تمييز.
تحدثي معه حول عيوبه، وساعديه على تقويمها، فقد تكون بعض السلوكيات هي المسؤولة عن ابتعاد الأصدقاء عنه وعدم رغبتهم في اللعب معه وصحبته.
كوني قدوته في الصحبة الطيبة السمحة
كوني مثله اﻷعلى في التعاون والتسامح، المشاركة واحترام الآخر، وعلميه كيف يأخذ كل واحد دوره في اللعبة، وطرق اتباع القواعد.
علميه معنى الالتزام.
بسطي له مفهوم الروح الإيجابية في اللعب، وأن الحياة كلها تنقسم إلى غالب وآخر مغلوب.. حتى يفرح بالنصر ولا يتعذب بالخسارة.
أفكار مبتكرة لتكوين الصداقات بالمنزل
- امنحي طفلك وأصدقاءه خيارات مختلفة للعب؛ "اللعب بالمكعبات أو السيارات"، وامدحي الأطفال عندما يقررون شيئاً ما معاً.
- ضعي ألعاب طفلك الخاصة بعيداً عن متناول الضيوف الصغار بالمنزل ما يساعد على وقف المشاحنات من البدء.
- كوني قريبة من طفلك؛ فيطمئن لذلك، خاصة إذا كان الأطفال لا يعرفون بعضهم البعض جيداً بعد.
- راقبي ما يحدث؛ ما يساعدك على معرفة ما إذا كان الأطفال يستمتعون فقط ببعض اللعب الخشن، أو كان اللعب يخرج عن نطاق السيطرة.
- ضعي حداً زمنياً لبداية اللعب الجماعي ونهايته أيضاً، فعندما يتعب الأطفال؛ فغالباً ما يجدون صعوبة في ضبط النفس.. وتبدأ المشاكل.
قيمة الصداقة لطفلك
- الفرق كبير بين الذهاب للمدرسة ومعها اللقاء بالأصدقاء وبين الذهاب للعلم والمعرفة فقط.
- الصديق في حياة الطفل يعني إضافة الكثير من الصفات الإنسانية والاجتماعية للطفل.
- وجود صديق للطفل بالمدرسة يعطي إحساساً بالأمان والصحبة الطيبة، خاصة وقت الراحة بين الحصص- الفسحة-.
- الصداقة الحقيقية بين الطفلين تمد كلاً منهما بالثقة، وتفتح الباب لمزيد من الحكايات الطريفة الصالحة للسرد.
- الصداقة هي اشتراك في الأمزجة والالتقاء على هوايات مشتركة..ما يعطي ثراءً لحياة الطفل بالمدرسة وداخل المنزل أيضاً.
- الصداقة تعكس ببساطة الحياة؛ يوم هادئ وصحبة صافية متفاهمة.ويوم صاخب تتعالى فيه الاعتراضات وربما تشتد الخلافات.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.