الصداقة هي المُشاركة والتفاهم والتبادل العاطفي بين الطفل وزميله؛ لتصبح بمرور الوقت علاقة جميلة ومريحة..تخلق سعادة للطرفين، خصوصاً أنها لا ترتبط بعلاقة الطفل بالآخرين فقط، بل هي علاقة يكتشف فيها الطفل نفسه وردود أفعال تصرفاته تجاه الآخرين..ومعها يكتسب الكثير من القيم الإيجابية؛ من عطاء وثقة بالنفس وممارسة التعاون والتعاطف..الخ. معنا اللقاء والدكتور ة عزة كريم استشاري علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث للشرح ومزيد من التحليل.
صداقة مع من يشبهون الطفل
- صداقة الطفل تبدأ برغبة في اللعب واللهو والمرح مع طفل ينجذب له وينسجم معه،وبعد فترة نجده يشتاق للقائه ويغضب عند فراقه..يحدث كل هذا من دون مجاملات أو سؤال.
- الصداقةعند الأطفال حلم جميل، علاقة بسيطة منسجمة وصادقة، لا تحتوي على أي مصالح..ولكن تأثيرها من الجانب الصحي والنفسي والتربوي والاجتماعي كبير.
- الطفل يبدأ بإنشاء علاقة صداقة بعد انتقاله من المنزل إلى الحضانة أو المدرسة، ومعها يكتشف من هم يشبهونه،أو من يختلفون عنه إلى حدٍ ما.
- الصداقة تنمي الشعور بالأمان؛فما إن يترك الطفل منزله وأهله متوجهاً إلى الحضانة أو المدرسة، إلا وينتابه الخوف والقلق، لكن عندما يجد نفسه محاطاً بأطفال من عمره، يواجهون الصعاب نفسها، يتملكه الشعور بالأمان.
اختلافات الأصدقاء.. مفيدة
- من الطبيعي أن يملك الصديق صفات وطباعاً ورغبات مختلفة، ما يجعل الطفل يتعرف على نفسه أكثر.. ماذا يحب؟ وماذا يكره؟ فيبدأ بتكوين شخصيته الاجتماعية.
- الأطفال يميلون إلى تأسيس مجموعات، منهم من ينصب نفسه قائداً، ومنهم من يكون من التابعين، هنا تظهر شخصية الطفل،فيختار المجموعة الأقرب إلى نفسه.
- مع رابطة الصداقة يتبادل الأولاد الطعام أو الألعاب، ومن هنا يظهر لديهم حس المشاركة، والتعاون وتقديم يد المساعدة وقت الحاجة.
الأصدقاء أنماط مختلفة
- تساعد الصداقة على التعرف على أنماط مختلفة عن الطفل اجتماعياً، أو اقتصادياً، أو حتى في أسلوب الحياة، فيعرف أن هناك طرق عيش مغايرة لتلك التي اعتادها.
- الصداقة تمد الطفل بالثقة بالنفس والاستقلالية وجعله أكثر قرباً من الناس،وتصبح لديه مجموعته،يتشارك معها أوقات السعادة والفرح، ما يساهم في تطوره العقلي.
- صداقة الطفل بالمدرسة والتفاعل معها، تساعده على النمو الجسدي والنفسي والحركي والاجتماعي، وتجعله يتمتع بشخصية سوية متوازنة.
- الصداقة والأصدقاء يعلمون الطفل التسامح والعمل الاجتماعي، كتم الأسرار والتصالح والتواضع، وترشده لطريقة الاندماج وعدم الانطواء أو العزلة.
الصداقة تمحو السلبيات وتشجع الإيجابيات
- الصداقة تمحو وتزيل الخجل والخوف الاجتماعي والجبن، وتساعد الطفل على التغلب على مشاكل الكلام،كما تفرّغ الشحنات الزائدة؛ باللعب وممارسة الهوايات.
- الأصدقاء بجانب الطفل يساعدونه على التقدم والتحسن؛ بتركيزه في دروسه، كما أن وجودهم يعفي الطفل من الكثير من المتاعب أو الأمراض النفسية.
كيفية تدعيم الوالدين لصداقة طفلهم
- عليكم تشجيع أبنائكم على الصداقة ووجود أصدقاء؛حتى تطمئنوا على نمو طفلكم النفسي، وتكوين شخصيته ونمو قدراته.
- أشركي طفلك في أنشطة جمعية ومدرسية، واقنعيه بأهمية الصديق، وازرعي بقلب طفلك حرية اختيار الصديق مع مراقبته للاطمئنان.
- أتيحي الفرصة لطفلك؛ لكي يعقد صداقات مع من حوله شرط التقارب في السن؛ حتى لا يسيطر الكبير على الصغير..فتصبح شخصيته تبعية تعاني من السلبيات.
- احرصي على أن يلتقي طفلك بمزيد من الأشخاص خارج نطاق العائلة، اصطحبيه إلى النوادي واشركيه في أنشطة اجتماعية، ووضحي له أهمية المشاركة.
- تعرفي على والدي صديق طفلك، وصارحي طفلك وتفاهمي معه،إن لاحظت أي جوانب سلبية، ولا مانع من شرح معنى الصداقة للطفل.
- مايجب تقبله وما يجب رفضه،واتخذي من صديقاتك المقربات أو صديق الأب مثالاً، ووضحي لطفلك قدر إحساسكما بالصديق وكيف تتصرفان معه.
- أفسحي لطفلك المجال؛ لكي يختار أصدقاء يتشاركون معه اهتماماته وهواياته، واتركيه يشعر بثقته بنفسه دون مساعدتك.
- وضحي لطفلك أن هناك صعوبة في فهم المشاكل التي تحدث بين الأصدقاء، وأن الخلافات جزء طبيعي من الصداقات وتحدث.
- شاركي طفلك بعض النصائح؛ علّميه كيف يقدم اعتذاره -ثقافة الاعتذار- إذا كان هو المخطئ، واسأليه عما حدث ودعميه نفسياً.