تأثير الكافيين السلبي على المراهقين.. وكيف يمكن التخلص منه؟

صورة لمراهقة تشرب القهوة
أضرار الكافيين على المراهق

الكافيين مادة طبيعية توجد في حبوب البن وبذور الجوارانا وجوز الكولا وأوراق الشاي وبذور الكاكاو والعديد من النباتات الأخرى. وعند تناوله، يعمل كمخدر نفسي، ما يعني أنه يغير حالتك الذهنية. وبشكل أكثر تحديداً، فإنه يحفز جهازك العصبي، ما يجعلك تشعرين بمزيد من اليقظة، هذا بالنسبة للبالغين الكبار، لكن هل فكرت بمدى التأثير النفسي للكافيين على الصغار من المراهقين؟
هل يحتاج جسم ابنك المراهق إلى كميات كبيرة من القهوة أو مشروبات الطاقة ليتمكن من مواصلة يومه؟ تعرفي إلى المخاطر الصحية للكافيين عند المراهقين، والاعتماد على الكافيين، وكيفية التقليل منه ببطء وأمان.
يمكن أن يؤثر الكافيين على حالة المراهق المزاجية، فيجعله يشعر بمزيد من التوتر أو الانفعال أو القلق، على سبيل المثال. وباعتباره منبهاً، يمكن أن تكون له أيضاً تأثيرات جسدية، حيث يرفع ضغط الدم ومعدل التنفس مؤقتاً.
يمكن الربط بين الكافيين والقهوة ومشروبات الطاقة، إلا أنه يظهر في مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءاً من الشاي والشوكولاتة إلى المشروبات الغازية والمكملات الغذائية، فإذا كان ابنك المراهق يستمتع بالكافيين، فذلك لأنه متاح بسهولة ويتم الترويج له بشكل جيد. ويستهلك معظم المراهقين الكافيين، سواء كان ذلك في شكل كوب من القهوة من حين لآخر أو مشروب طاقة عادي لتعمل على تنشيطهم أثناء النهار. ويستمتع آخرون ببساطة بمذاق القهوة أو الشاي أو الصودا المفضلة لديهم.
هناك أيضاً عنصر اجتماعي وراء شعبية الكافيين بين المراهقين. يستمتع العديد من المراهقين بلقاء الأصدقاء لتناول القهوة أو المشروبات الغازية. إذا كان ولدك وأقرانه يشربونها بانتظام، فقد يبدو الأمر طبيعياً، ففنجان القهوة يشعرهم بمزيد من النضج وهم يمسكونه في أيديهم.

حدود شرب الكافيين

حدود شرب الكافيين


قد تبدو القهوة والمشروبات الغازية "علاجات" مريحة لتعزيز الطاقة عندما يبدأ المراهق في الشعور بالتعب أثناء النهار. ومع ذلك، يعمل الكافيين على منع تأثيرات مادة كيميائية في جسمك تعزز النعاس. ويجعل المراهق يشعر بالتوتر أو يضطرب نومه، وفي الأمد البعيد، قد يؤدي الإفراط في تناوله بانتظام إلى تفاقم بعض مشاكل الصحة النفسية، أو حتى يؤدي إلى الاعتماد على الكافيين.
سواء كان ابنك المراهق مهووساً بمشروبات الطاقة أو كنت قلقة بشأن طفلك، فهناك الكثير من الطرق لتقليل استهلاك الكافيين واستبداله بمشروبات طاقة أكثر صحة وفعالية، لكن اعلمي أن الكافيين لا يؤثر على الجميع بنفس الطريقة. يمكن لبعض المراهقين شرب عدة أكواب من القهوة يومياً من دون أي آثار جانبية، بينما يمكن للآخرين أن يصابوا بالتوتر حتى من تناول كوب صغير من الشاي الأسود. يمكن لعوامل مثل العمر والنوع وحجم الجسم والجينات أن تلعب دوراً في حساسية الكافيين، لذلك توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية البالغين الأصحاء بعدم تناول أكثر من 400 مليجرام من الكافيين يومياً. ومع ذلك، فإن الحد اليومي الموصى به للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً أقل بكثير؛ 100 مليجرام، حيث تحتوي بعض مشروبات الطاقة على ضعف أو ثلاثة أضعاف هذه الكمية من الكافيين في الحصة الواحدة.

لماذا الحد الأدنى في مرحلة المراهقة؟

أظهرت بعض الأبحاث أن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن تكون له تأثيرات ضارة بشكل خاص على العقول والأجسام النامية، ولذلك من المفيد أن تفهم كل أم كمية الكافيين التي ستجدها في المنتجات اليومية، حتى تتحكم بإعطائها لأبنائها:

  • علبة مشروب الطاقة بانج سعة 16 أونصة، تحتوي على 300 ملغ.
  • علبة 12 أونصة من الطاقة الأولية، تحتوي على 200 ملغ.
  • قهوة 16 أونصة، تحتوي على 170 ملغ.
  • علبة ريد بول سعة 12 أونصة، تحتوي على 114 ملغ.
  • قهوة مخمرة بحجم 8 أونصات، تحتوي على 85 ملغ.
  • 8 أونصات كابتشينو، تحتوي على 80 ملغ.
  • جرعة واحدة من الإسبريسو 64 ملغ.
  • زجاجة صودا سعة 20 أونصة: 60 إلى 120 ملغ.
  • 8 أونصات من الشاي الأسود المخمر: 55 ملغ
  • علبة صودا سعة 12 أونصة: 35 إلى 70 ملغ.
  • شاي مثلج 8 أونصات، يحتوي على 30 ملغ.
  • 1 قرص من دواء تخفيف نزلات البرد، يحتوي على 30 ملغ.
  • شوكولاتة ساخنة 8 أونصات، تحتوي على 9 ملجم.
  • 1 قطعة شوكولاتة هيرشي، تحتوي على 9 ملجم.
  • 8 أونصات من حليب الشوكولاتة، تحتوي على 5 ملغ.

هل القهوة ضارة بالمراهقين؟ معلومات حاولي التعرف إليها

الآثار السلبية للإفراط في تناول الكافيين عند المراهق

قد يؤثر قلة النوم المستمرة على نموهم البدني


على الرغم من أن المراهق قد يستمتع في البداية بتأثيرات الكافيين، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مريحة، وهي:

  • شعور المراهق بالارتعاش الجسدي أو زيادة في الأفكار المتسارعة، على سبيل المثال. وقد يصبح التوتر في حد ذاته مصدر تشتيت، مما يجعل التركيز أكثر صعوبة.
  • يضعف وظائف القلب، حيث يمكن للكافيين أن يزيد بشكل مؤقت من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وقد يؤدي هذا إلى مشاكل مثل عدم انتظام ضربات القلب وخفقان القلب.
  • يؤدي إلى نقص الكالسيوم، ما يؤدي إلى هشاشة العظام عند الأطفال المراهقين، وقد يكون هذا الأمر ذا أهمية خاصة بالنسبة لأجسام المراهقين التي تنمو، كما تظهر أبحاث أخرى أن المشروبات الغازية ترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بكسور العظام.
  • الإصابة بالأرق أو اضطرابات النوم، حيث من الصعب الاسترخاء جسدياً وعقلياً في نهاية اليوم والخلود إلى النوم، ومن ثم قد يؤدي قلة النوم إلى مشاكل إضافية، مثل التعب أثناء النهار، والتوتر الشديد، والتهيج، وصعوبة التركيز. وقد تكون هناك أيضاً عواقب طويلة الأمد. يحتاج المراهقون إلى قسط كبير من النوم من أجل النمو الصحي؛ لأن هرمون النمو يتم إفرازه عندما تكون في حالة راحة. وقد يؤثر قلة النوم المستمرة على نموهم البدني.
  • توقف نمو المخ. على المدى القصير، يؤدي الكافيين إلى زيادة نشاط المخ. ومع ذلك، هناك أيضاً بعض الأدلة التي تشير إلى أنه قد يعيق نمو المخ، وقد يكون هذا جزئياً لأن الكافيين يؤثر على النوم.
  • اضطراب المعدة، حيث يزيد الكافيين من حموضة المعدة، ما قد يؤدي إلى مشاكل معوية، مثل حرقة المعدة أو الغثيان. الكافيين مدر للبول خفيف، مما يعني أن المراهق سيحتاج إلى الذهاب إلى الحمام أكثر.
  • يقلل الكافيين من إنتاج الكولاجين في بشرة المراهقة والمراهق، وهو بروتين مرتبط بمرونة الجلد. قد يؤدي انخفاض هذا البروتين المهم إلى ظهور التجاعيد المبكرة. ومن المعروف أن القهوة على وجه الخصوص تترك بقعاً على الأسنان، ما يجعل الابتسامة أقل بريقاً.

تأثير الكافيين على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند المراهق

من الممكن أن يستخدم بعض المراهقين الكافيين للمساعدة في التعامل مع أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير المشخصة وغير المعالجة، عبر الطرق الآتية:

  • يمكن للمصابين منهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن يشعروا بمستويات أعلى من الدوبامين، وهو هرمون "الشعور بالسعادة" في الدماغ والذي يرتبط بالتحفيز. يعزز الكافيين من تأثيرات هذا الهرمون، ما قد يدفع المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى طلب الكافيين بكثرة.
  • بالإضافة إلى ذلك، يزعم بعض الباحثين أن الكافيين قد يكون قادراً على تحسين بعض أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى المراهقين؛ مثل عدم الانتباه وضعف الذاكرة.
  • على الرغم من ذلك، لا توجد أدلة قاطعة كافية للقول بأن الكافيين يحسّن بالفعل أداء المراهقين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. من المرجح أن تكون الأدوية التي يصفها الأطباء أكثر فعالية من الكافيين، بل إن الكافيين قد يتفاعل مع الأدوية بطريقة غير مفيدة.


تأثير الكافيين على المراهق وإصابته بالقلق

إذا كان ابنك المراهق يعاني من القلق الاجتماعي أو عرضة لنوبات الهلع، فإن احتساء القهوة أو مشروب الطاقة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمر. فالكافيين، باعتباره منبهاً، يزيد من معدل ضربات القلب والتنفس، ما قد يؤدي إلى تفاقم القلق. علاوة على ذلك، إذا كانت أكواب القهوة هذه تفسد نومه؛ فمن المرجح أن يشعر بقلق أكبر في اليوم التالي، وعندما يتعلق الأمر بجرعات عالية للغاية، فمن الممكن أن يعاني المراهق من تسمم الكافيين.

كيف تساعدين ابنك على التقليل من تناول الكافيين؟

يساعد النشاط البدني على توزيع الأكسجين في جميع أنحاء جسم


إذا كان ابنك يحب الكافيين ولكنك قلقة بشأن صحته، فاعلمي أن مجرد تقليل تناوله إلى مستوى صحي يمكن أن يساعد في تجنب أي آثار جانبية سلبية. وفيما يلي بعض الطرق للتخلص من هذه العادة:

  • اكتشفي كمية ما يستهلكه. خصوصاً إذا كان يشرب القهوة في الصباح، ثم ينتقل إلى المشروبات التي تحتوي على الطاقة في وقت لاحق من اليوم.
  • قللي من استهلاكه له تدريجياً. على سبيل المثال، إذا شرب فنجاناً واحداً من القهوة في الصباح، فانصحيه بعدم تناول آخر في الكافيه القريب من المدرسة.
  • قدمي له المشروبات التي تحتوي على كمية أقل من الكافيين، بعد الظهر، مثل مشروب منزوع الكافيين. وإذا كان من محبي المشروبات الغازية، فعوديه على تناول المياه الفوارة. أياً كان المشروب الذي تختارينه، فمن المهم أن تحافظي على ترطيب جسم ابنك.
  • حاولي القيام بجولة سريعة مع ابنك حول المبنى الذي تسكنين فيه، أو الرقص في الغرفة إذا طلب الكافيين، حيث يساعد النشاط البدني للمراهق على توزيع الأكسجين في جميع أنحاء جسمه وإطلاق هرمونات تعزز الحالة المزاجية.
  • يحتاج معظم المراهقين إلى ما بين ثماني إلى عشر ساعات من النوم ليلاً. إذا كان ابنك لا يحصل على قسط كافٍ من النوم، فتأكدي من أن غرفته باردة ومظلمة وهادئة. كما يجب عليك إنشاء روتين للاسترخاء قبل النوم، وحاولي الالتزام بموعد ثابت للنوم. قد تجدين أن ممارسات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، تساعد أيضاً.
  • هيئي لابنك أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار، تتراوح مدتها من عشر إلى ثلاثين دقيقة، وقد تمنحه دفعة صغيرة من الطاقة وتزيد من يقظته. ومع ذلك، من المهم عدم المبالغة في ذلك. فالقيلولة الأطول قد تجعله يشعر بالخمول، لذا اضبطي المنبه لتجنب النوم العميق.
  • عالجي أي نقص في الفيتامينات. عند ابنك، فقد يساعده تناول المكملات الغذائية للمراهق على تحسين مستويات الطاقة لديه. كما توجد فيتامينات ب بشكل طبيعي في جميع أنواع الأطعمة، بما في ذلك الخضروات الورقية والحبوب الكاملة واللحوم والبقوليات.
  • دربيه على التنفس بعمق، حيث يمكنه زيادة مستويات الطاقة لديه وتقليل التعب.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.