القصص هي وسيلة رائعة لتعليم الأطفال الفرق بين الصواب والخطأ. بالإضافة إلى ذلك، تساعدهم على اكتساب فهم عام للأخلاق البشرية الأساسية وأنماط السلوك. عندما كنا أطفالاً، نشأنا على قراءة والاستماع إلى الحكايات الشعبية، التي سمعناها من الجدة، أو إحدى عجائز العائلة، وقد لا ندرك ذلك، ولكن تلك القصص الأخلاقية القصيرة للأطفال لعبت دوراً أساسياً في جعلنا ما نحن عليه اليوم.
القيم والأخلاق التي تغرسها هذه القصص التعليمية للأطفال هي الأساس لبناء شخصياتهم، ولهذا السبب من المهم أن ننقل هذه القصص القصيرة المليئة بالأخلاق إلى الأجيال القادمة؛ حتى يصبح الأطفال أفراداً متكاملين.
لقد قمنا بجمع عدد من القصص الأخلاقية القصيرة للأطفال التي ما زالت معروفة ومتداولة حتى يومنا هذا.
1. لمسة ميداس
العبرة من القصة: لا تكن جشعاً بل كن راضياً بما لديك
تدور أحداث هذه القصة حول الملك ميداس. في اليونان القديمة، كان يعيش ثرياً للغاية، وكان لديه كل ما يمكن أن يطلبه وأكثر، بالإضافة إلى ابنة جميلة كانت عزيزة على قلبه، حتى أكثر من ثروته.
في أحد الأيام، أُغمي على الساحر ديونيسوس، في حديقة ميداس. ولأن ميداس كان يعتقد أن السحرة يجلبون له الحظ السعيد؛ فقد خالف رغبات عائلته وترك سيلينوس يستريح في قصره حتى يستيقظ مرة أخرى.
عندما سمع ديونيسوس عن تصرف ميداس اللطيف تجاهه، قرر تحقيق أمنية للملك الغني. تمنى ميداس أن يتحول أي شيء يلمسه إلى ذهب. وعلى الرغم من أن ديونيسوس كان مدركاً أن طلب الملك كارثة؛ فإنه حقق أمنيته على أي حال. كان ميداس في غاية السعادة؛ فقد جَال ليلمس أكثر الأشياء عشوائية في الحديقة والقصر لتحويلها إلى ذهب. وعندما التقط تفاحة، تحولت إلى تفاحة ذهبية لامعة. كان جميع رجال البلاط مفتونين بما يفعله للغاية.
لكن ميداس من فرط السعادة، عانق ابنته، ناسياً أن أي شيء يلمسه سيتحول إلى ذهب! ومن ثَم، تحولت ابنته إلى شكل تمثال ذهبي بلا حياة. أدرك ميداس ما فعله؛ فركض إلى الساحر ديونيسوس وتوسل إليه لإنقاذ ابنته. امتثل ديونيسوس لرغبته وأنقذ ابنته وسلب من ميداس قدرة تحويل كل شيء إلى ذهب؛ فتعلم ميداس درسه وعاش بقية أيامه راضياً بما لديه.
أجمل قصص خرافية للأطفال من بين عمري 4 و6 سنوات
2. الفتاة السمراء
العبرة: الجمال يأتي في كل الألوان
تدور أحداث القصة حول الفتاة الصغيرة هداية، ذات البشرة الداكنة التي تحب اللون البني. في إحدى الليالي، تتعثر في عالم سحري حيث تواجه معضلة تتعلق بلون بشرتها، حيث قدمت سيدة أرجوانية غريبة ذات قوى سحرية، تُدعى أناهي، لهداية عرضاً غير عادي للغاية. وأخبرتها بقدرتها على تفتيح لون بشرتها. لم يعجب هذا الأمر هداية على الإطلاق! التي كانت فخوراً بلون بشرتها، بالطريقة التي علمتها إياها والدتها دائماً. في كل مرة تعرض فيها السيدة الأرجوانية على هداية بشرة أفتح، ترفض باحترام وتعرب عن أن قيمتها الذاتية وجمالها لا يمكن تحديدهما بلون بشرتها.
قصص قصيرة للأطفال تعلِِّم القيم الأخلاقية في مختلف الأعمار
3. الحمار الموسيقي
العبرة: فكر قبل أن تتصرف
ذهب أوداتا، الحمار النحيف الذي كان صاحبه، صياداً بسيطاً في القرية، باحثاً عن الطعام مع صديقه، وهو ابن آوى. حيث جَال الاثنان حول القرية في منتصف الليل حتى عثرا على حقل خيار. في تلك الليلة، استمتعا حقاً بوجبتهما وقررا زيارة حقل الخيار كل ليلة. حتى بدأ أوداتا في النهاية يبدو أكثر صحة وكان قادراً على حمل المزيد من الطعام.
وفي مرة، بعد وجبة شهية وصحية من الخيار، أصر الحمار على الغناء؛ ليكشف عن سعادته، كما قال، واعتبر ابن آوى أن فكرة الحمار كانت حماقة؛ فنصحه ألا يغني، لكن الحمار العنيد رفض الاستماع إلى صديقه. وحتى عندما أخبر ابن آوى الحمار أن صوته ليس لطيفاً تماماً، رفض أوداتا تعليقه معتقداً أن ابن آوى كان يغار منه. ومرة أخرى، حذره ابن آوى من سلوكه الأحمق ومن جلب المتاعب لنفسه بتنبيه الحراس. ومع ذلك، لم يتزحزح الحمار الأحمق عن موقفه.
عندما بدأ الحمار في الغناء، قاطعه ابن آوى وطلب منه الانتظار حتى يقفز ابن آوى فوق الجانب الآخر من السياج من أجل سلامته. قرر ابن آوى الانتظار في الخارج. وعند سماع صوت نهيق الحمار العالي، استيقظ الحارس من نومه. عندما رأى أوداتا، ضربه الحارس حتى سلخ جلده بلا رحمة. في حين ندم الحمار لأنه لم يسمع نصيحة صديقه، فسحب جسده المترهل وهرب من الحقل، حيث كان ابن آوى ينتظره، فنظر بتعاطف إلى وجهه وقال، "لقد أخبرتك بذلك".
4 . القرد الذكي
العبرة: حافظ على هدوئك واستخدم ذكاءك للخروج من المواقف الصعبة
في يومٍ ما، كان هناك قرد ذكي يسكن على شجرة تحمل ثماراً طازجة ولذيذة. وفي أحد الأيام، سبح تمساح إلى الشجرة وأخبر القرد أنه سافر مسافة طويلة جداً وأنه مرهق للغاية من رحلته. كان التمساح يبحث عن الطعام وكان جائعاً جداً. وعندما سمع القرد الطيب هذا، عرض عليه بعض الثمار، فشكره التمساح كثيراً. وسأل القرد هل بإمكانه زيارته مرة أخرى قريباً لتناول بعض الفاكهة. وافق القرد بسعادة.
عاد التمساح في اليوم التالي، واليوم الذي يليه. وسرعان ما أصبح هذا طقساً يومياً وأصبحا صديقين حميمين. وكما يفعل كل الأصدقاء، ناقشا ما يجري في حياتهما وتبادلا الأسرار. أخبر التمساح القرد عن زوجته التي تعيش على الجانب الآخر من النهر؛ لذلك عرض القرد الكريم على التمساح بعض التوت الإضافي ليأخذه إلى المنزل لزوجته.
استمر التمساح والقرد في التقرب كأصدقاء وأكلا التوت معاً. غالباً ما كان القرد يعطي التماسيح توتاً إضافياً ليأخذه إلى المنزل لزوجته. وبسبب مدى قرب الصديقين، بدأت زوجة التمساح تشعر بالغيرة. أرادت وضع حد لصداقتهما. حيث فكرت في نفسها أنه إذا تربى القرد على نظام غذائي من التوت اللذيذ، فيجب أن يكون لحمه حلواً ولذيذاً؛ لذلك طلبت من التمساح دعوة صديقه لتناول العشاء. رفض التمساح لأنه كان يعلم أن زوجته كانت تخطط لبعض الحيل الشريرة، ومع ذلك، كانت مصممة على أكل لحم القرد.
تظاهرت زوجة التمساح بالمرض وأخبرت التمساح أن طبيبها يدعي أن الشيء الوحيد الذي سيحميها من الموت هو قلب القرد. عند سماع هذا، هُرع التمساح إلى شجرة القرد وكذب عليه قائلاً إن زوجته أعدت لهم عشاءً لذيذاً. وافق القرد بسعادة وصعد على ظهر التمساح. في منتصف الطريق، لاحظ القرد أن التمساح بدأ يغرق. خائفاً، سأل القرد صديقه عن سبب قيامه بذلك. فاعترف التمساح بالحقيقة.
تأسف القرد لحال التمساح، وأخبره أنه ترك قلبه في المنزل. وإذا أعاده التمساح، فإنه سيعطي قلبه بكل سرور لرعاية زوجة التمساح حتى تستعيد صحتها. صدق التمساح الأحمق كذبة القرد الذكية واندفع عائداً إلى الشجرة حتى يتمكن من أخذ قلب القرد. بمجرد وصولهما، هُرع القرد على عجل إلى مكان آمن وأخبر التمساح أن يخبر زوجته بأنها تزوجت من أحمق!
هل تحفظين قصص أطفال قصيرة عن الحيوانات بالعربية؟
5. عودة الأسد إلى الحياة
العبرة: لا فائدة من المعرفة من دون الحس السليم
كان هناك أربعة أصدقاء متعلمين وذوي معرفة، لكن بصراحة، لم يكن الرابع، سوبودي، متعلماً جيداً أو ثاقب البصيرة بأي حال من الأحوال، لكنه كان يتمتع بالصفة الوحيدة التي لم يتمتع بها أصدقاؤه المثقفون: وهو الحس السليم.
في أحد الأيام قرر ثلاثة من الأصدقاء أن يذهبوا للبحث عن عمل في بلدات وقرى بعيدة. كانوا يريدون الحصول على مكاسب مادية مقابل معرفتهم، لكنهم أدركوا في النهاية، أن لا فائدة من أن يكونوا على قدر كبير من المعرفة والعلوم إذا لم يفيدوا الناس منها، ولم يرغب الأصدقاء الثلاثة في اصطحاب سوبودي معهم بسبب افتقاره إلى الذكاء، ولكن لأنه كان صديق طفولة قديماً، فقد قرروا دعوته أيضاً.
انطلق الأصدقاء الأربعة في رحلة طويلة، متنقلين من بلدة إلى أخرى بحثاً عن طريقة لكسب المال. في أثناء مرورهم عبر غابة كثيفة، اكتشفوا مجموعة من العظام ملقاة تحت شجرة. فرأوا أنها ربما تكون فرصة رائعة لهم لإظهار قدراتهم، ومعرفة صاحب العظام.
استخدم الصديق الأول مهاراته في تجميع العظام في هيكل عظمي. وعندما أصبح الهيكل العظمي جاهزاً، ردد الصديق الثاني تعويذة، فتكون لحم على الهيكل العظمي. بدا وكأنه أسد بلا حياة. وبينما كان الصديق الثالث على وشك إنهاء العرض بإعادة الأسد إلى الحياة، أوقفه الصديق الرابع. كان سوبودي يعلم أنه بمجرد إعادة الأسد الشرس إلى الحياة، فلن يرحمهم.
قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة.. من عمر 4-7سنوات