أسباب معاناة الحامل من التقلبات المزاجيةوطرق للتعامل معها

عادة ما تتعرض الحامل لنوبات من التقلبات المزاجية أثناء الحمل، ولا يهم إن كان الحمل هو الأول أو الثاني أو الخامس؛ حيث تعاني الحامل من البكاء دون سبب، ويحدث أن تتأثر لأبسط المواقف، ومرات تجد نفسها سعيدة فرحة، ثم يليها مباشرة الرغبة في العزلة، وجميعها صور وأشكال من التقلبات المزاجية التي تحدث خلال شهور الحمل، بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك الهرمونات المتغيرة، وتأثير تطور الملامح الجسدية للحامل وحجم الجنين، بجانب المخاوف من التغيير القادم
وعلمياً فكل ما يحدث في شهور الحمل من تقلبات مزاجية تعتبر أموراً طبيعية، ولا تحتاج إلا لمعرفة أسبابها وكيفية التعامل معها.
اللقاء والدكتورة أسماء عبد اللطيف، أستاذ النسا والتوليد للشرح والتفسير.

الهرمونات ونمو الجنين وراء تقلب مزاج الحامل

هرمونات الحمل

وتعد هذه الهرمونات السريعة أحد الأسباب الرئيسية للتقلبات المزاجية في أثناء الحمل، خاصة هرمون الإستروجين والبروجسترون؛ حيث ترتفع مستويات هرمون الإستروجين خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، وتزداد بأكثر من 100 مرة، ويرتبط الإستروجين بمادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، والتي تعرف على أنها هرمون السعادة، ولكن السيروتونين ليس له علاقة مباشرة بالسعادة، ويمكن أن تؤدي التقلبات إلى خلل في التنظيم العاطفي.
كما يزيد هرمون البروجسترون أيضًا بسرعة خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، في حين يرتبط هرمون الإستروجين عادة بالطاقة (والكثير منه مرتبط بالطاقة العصبية)، يرتبط البروجسترون بالاسترخاء، وهذا هو بالضبط ما يفعله البروجسترون في الجسم في أثناء الحمل، حيث يخبر العضلات بالاسترخاء جزئيًا لمنع تقلصات الرحم المبكرة، ويعد استرخاء العضلات أيضًا عاملاً في سبب إصابة النساء بالإمساك في أثناء الحمل.
تبدو هرمونات الاسترخاء لطيفة، ولكن بالنسبة لبعض النساء، فإن البروجسترون يجعلهن "أكثر استرخاء وكسلاً"، وهو ما يعني لدى بعض الحوامل الشعور بالتعب والحزن، كما أن البروجسترون هو الهرمون الذي يجعل المرأة تبكي عندما تشاهد فيلمًا مؤثرًا أو موقفًا عاطفيًا، ويعده الجميع عاديًا، في حين تراه الحامل مثيرًا للبكاء.

كيف تتخلصين من تقلصات الحمل

القلق والغضب..والدعم العائلي يقلل منه

تعاني الكثيرات من مشكلات النوم ، خلال الثلث الثالث من الحمل، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية، كما يمكن أن تزداد المخاوف بشأن الولادة القادمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب المخاوف من أن تصبح أما أو مخاوف بشأن إنجاب طفل آخر.
بعض النساء يعانين من مشاعر الغضب المتكررة خلال شهور الحمل، ويرجع ذلك أيضًا إلى التغيرات الهرمونية، أشبه بالنساء اللاتي يعانين من الإحباط قبل موعد الدورة الشهرية مباشرة.
كما يجب ألا ننسى التغيرات الجسدية التي تعانيها النساء مع تطور أشهر الحمل؛ فإجهاد الحمل وعدم الراحة الجسدية يسهمان بشكل كبير في غضب الحامل، فتصبح السيطرة على أعصابك عندما تشعرين بالتعب المستمر يشكل صعوبة إلى حد كبير.
في حين أن مشاعر الإحباط العرضية أمر طبيعي، فمن المهم ألا تتجاهل الحامل الغضب إذا كان متكررًا، أو يتعارض مع قدرتها على التعامل مع الحياة اليومية، ولقد وجدت بعض الأبحاث أن الغضب في أثناء الحمل قد يؤثر على الجنين، و قبل الولادة يرتبط بانخفاض معدل نموه.
و إذا كان سبب غضبك هو عدم الرغبة في الحمل، فمن الضروري الحصول على الدعم النفسي قبل ولادة الطفل، لأن استمرار تلك الحالة قد يؤثر سلبًا على الترابط المبكر بينك وبين طفلك.
انتبهي لآثار السهر على صحة الحامل

طرق لمواجهة التقلبات المزاجية

تذكري ان التقلبات المزاجية جزء لا مفر منه من الحمل، و أنك لست وحدك في هذه التجربة، وأن الهرمونات- كما ذكرنا- هي المسؤولة عن الكثير مما تشعرين به، وكل هذا سوف يمر بمرور الوقت.

تواصلي مع زوجك وأطفالك

قد تفقدين أعصابك، أو تبدأين في البكاء بشكل غير متوقع، لكن لا تتركي زوجك وأفراد أسرتك يعتقدون أنهم سبب في غضبك المتكرر، بل إنك تحتاجين إلى مساعدتهم، و اعتذري عن فترات الانفعال.

ابتعدي عن المعلومات السلبية

متابعة البحث عن المعلومات الخاصة بالحمل والولادة أمر مقبول ومفيد لك، لكن بعض المعلومات قد تجعلك أكثر قلقًا مثل القراءة عن الولادة المبكرة، أو المشكلات التي قد تتعرض لها الحامل أو الجنين، فحاولي الابتعاد عنها، أو طالعيها بشكل موضوعي.

استعدي لغثيان الصباح

إن غثيان الصباح من أكثر أعراض الحمل صعوبة لدى الحامل في الشهور الأولى، يحدث من دون سابق إنذار، ما يتسبب في تقلبات مزاجية عنيفة.
استعدي لهذه الحالة، خاصة إذا كنت تضطرين للخروج من المنزل يوميًا، احملي معك وجبات خفيفة لا تتضمن مهيجات المعدة، وتجنبي الحمضيات كالليمون والبرتقال، واعتمدي على البسكويت المملح؛ وإذا كان غثيان الصباح ناتجًا عن روائح كريهة أو قوية، فحاولي حمل شيء تفوح منه رائحة طيبة محببة لديك، لتلتقط الروائح غير المرغوب فيها بسرعة وتصدها.

تابعي: طرق لمواجهة التقلبات

إعطاء الأولوية للنوم

في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من المحتمل أن تشعري بالتعب بغض النظر عن ساعات نومك، بينما قد تجدين صعوبة في الحصول على الراحة خلال الثلث الثالث من الحمل، وهذا يؤدي إلى قلة النوم، رغم حاجتك، لهذا فإذا كنت تستطيعين أخذ قيلولة في أثناء النهار فلا تترددي، وفي المنزل افعلي كل ما في وسعك لجعل وقت النوم فترة هادئة.

جربي اليوغا أو الاسترخاء

يمكن أن تساعد اليوغا والتأمل والاسترخاء في تقليل القلق، وزيادة الشعور بالراحة، وهناك العديد من التطبيقات عبر الإنترنت يمكنك تجربتها، ويمكن أن تأخذي دروسًا في اليوغا المخصصة للحوامل.

زيارة الطبيب

زيارة الطبيب بانتظام لا يعني أنك مريضة اكتئاب، لكنك تحتاجين إلى الدعم من المتخصصين، حتى في الحالات المزاجية المتقلبة، و سواء كان طفلك الأول أو الخامس، فدائمًا ما يحدث تغيير كبير في حياتك.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.